الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دوار مع قلق وشعور بالموت في المواقف الاجتماعية.. ما تشخيص ذلك وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أعاني منذ سنوات من نوبات دوخة، يصاحبها تسارع في ضربات القلب، وشعور بالموت، خاصةً عند التواجد في مناسبات الضيافة، أو أثناء السفر خارج المنزل، كما تترافق هذه الحالات مع تعرُّقٍ في اليدين ورعشة في الساقين، وتوقيت حدوث هذه النوبات؛ عادة ما يكون عند النوم، أو خلال التواجد في الضيافة.

راجعت عددًا من الأطباء الأخصائيين، منهم: أخصائي في الأمراض العصبية، وأخصائي في الطب النفسي، وأُجري لي تخطيط للدماغ وأشعة (CT Scan)، وكانت النتائج طبيعية ولله الحمد.

أما الأدوية التي استخدمتها خلال هذه الفترات، فهي: تريبتيزول، فينيتوئين، بيتاسيرك، إندرال، ستيميتيل، فلوكستين، لوديوم.

وقد لاحظت أنني كنت أشعر بارتياح نسبي خلال فترة استخدام (تريبتيزول)، أما بقية الأدوية فلم أجد معها نفس التحسّن.

وسؤالي: هل ما أعانيه يُصنّف كمرض نفسي، مثل نوبات الهلع أو الرهاب الاجتماعي؟ وما نصيحتكم لي؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبحسب الطريقة التي وصفت بها حالتك، فإن هذه نوبات هلع أو ما يُعرف بنوبات الهلع، وتُسمى باللغة الإنجليزية (Panic disorder)، وهي نوبة من نوبات القلق الحاد، ليست معروفة المنشأ في كثير من الحالات، وتتميز بالشعور بالخوف.

وتتميز هذه الحالة أيضًا بالشعور بأن الموت يحضر الإنسان، وتسارع في ضربات القلب، وقد يحدث شعور بالدوخة أو تنميل في الأطراف أو ضيق في الصدر، والبعض أيضاً قد يأتيه التعرق والرعشة في اليدين، وربما في أجزاء أخرى في الجسم.

ويأتي للإنسان شعور حقيقي بأنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، أو الشعور بالموت أو الهلاك، وهذه النوبات أيضاً قد تأتي لبعض الناس في بدايات النوم أو بعد الاستيقاظ من النوم، وقد تأتي أيضاً بصورة أكثر في المواجهات الاجتماعية كما يحدث لك.

حالتك ليست حالة عضوية، هي حالة نفسية بحتة، والأسس التي يجب أن تُعالج عليها يجب أن تكون على هذا السياق:
1- يجب أن لا تتنقل بين الأطباء؛ لأن حالتك حالة واضحة ومفهومة بالرغم مما تسببه لك من إزعاج.
2- عليك بتحقير فكرة الخوف والقلق، وعليك أن تعرف أن هذه الأعراض مبالغ فيها ولن يحدث لك أي شيء بإذن الله تعالى.
3- عليك بممارسة الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء.

أنت تتناول كمية كبيرة جدّاً من الأدوية، مثلاً أنت تتناول ثلاثة أدوية من مضادات الاكتئاب في نفس الوقت وهي (فلوكسيتين، Fluoxetine) و(لودومين، Ludiomil) و(تربتزول، Tryptizol)، وأنا لا أريد أن أنتقص أي أحد من الزملاء الأطباء، ولكن لا أعتقد أن هذا المنهج صحيح.

أمَّا بالنسبة لعقار (بيتاسيرك Betaserc)، فهذا يُعطى في حالات الدوخة التي تكون ناشئة من اضطراب أو التهاب في الأذن الداخلية أو جهاز التوازن الداخلي، والبعض يعتقد أن الفيروسات أيضاً قد تتلاعب بالأذن الداخلية، ويحدث للإنسان شعور بالدوخة، وبعد أن ينقضي أثر الالتهاب الفيروسي يبدأ بعد ذلك القلق عند الإنسان وتستمر هذه الدوخة.

وأنا لا أريدك أن تتوقف عن (بيتاسيرك)، استمر عليه بجرعة ستة عشر مليجرام صباحاً ومساءً مثلاً، وبعد ذلك بالتشاور مع طبيبك؛ يمكنك أن تخفضها إلى ثمانية مليجرام صباحاً ومساءً.

ولكن نظرتي حول (لودومين) و(فلوكستين) و(تربتزول) ربما تكون مخالفة بعض الشيء، هذه الأدوية كلها يمكن أن تُستبدل بدواء واحد يُعرف تجارياً باسم (سيبرالكس، Cipralex)، ويُعرف علمياً باسم (إسيتالوبرام Escitalopram)؛ لأن هذا هو الدواء المثالي لعلاج نوبات الهلع، وجرعة هذا الدواء أن تبدأ بعشرة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة لعشرين مليجراماً يومياً، وأنت محتاج أن تستمر عليها لمدة عام تقريبًا.

وهنالك دواء آخر يُعطى مع (سيبرالكس)، ويُعرف تجارياً باسم (دوجماتيل، Dogmatil) ويُعرف علمياً باسم (سولبرايد Sulpiride)، وجرعته هي خمسون مليجراماً صباحاً ومساءً، ويمكنك أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر.

هذا هو العلاج الدوائي، ولا أريدك أن تُقدم على أي تغيير لأدويتك إلا بعد أن تستشير طبيبك، وأنا على يقين كامل أن الأطباء في بريطانيا على إدراك تام لمثل هذه الحالات، ويمكن أن يُقدم لك كل المساعدة الطبية المطلوبة.

وبالنسبة لـ(تربتزول)، أتفق معك بالرغم من أنه دواء قديم، ولكنه بصفة عامة يُعالج القلق بصورة جيدة ويحسن النوم، ولا شك أن الهلع الاجتماعي أو الاضطراب الفزعي هو نوع من أنواع القلق، وليس أكثر من ذلك، كما أن (تربتزول) يتميز بأنه محسن للمزاج.

وختاماً: نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً