الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي انطوائي يغلق الباب على نفسه ويتكلم معها..كيف نساعده؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أخ عمره 27 سنةً، يعاني من مرض نفسي، وهو أنه دائمًا يجلس لوحده، ويغلق الباب على نفسه، ويتكلم مع نفسه، وأحيانًا تخرج منه أصوات عالية، وضحك، وخاصةً في الحمام، وهو دائمًا مكتئب، ونادرًا ما أراه يضحك، ودائمًا متضايق، ولا يحب أن يتدخل أي شخص في شيء من شؤونه، وخاصةً أن يمسك أحد ما ملابسه، أو أغراض غرفته، كما أنه انطوائي.

عرضناه على أكثر من طبيب، وعلى أحد القراء، فاحترنا بينهم؛ فمنهم من يقول: بأنه مرض نفسي، ومنهم من يقول: بأن به مساً، فأرجو تشخيص حالته، وما الذي يعاني منه بالضبط؟ وإذا كان هناك علاج له، فما هو؟ وكم مدته؟

علمًا بأنه يعاني من هذه الأعراض منذ فترة طويلة جدًا، ما يقارب 15 سنةً، وفي الأيام الماضية قررت عرضه على طبيب جراحة السمنة؛ لأنه يعاني من سمنة عالية، سببت له مرض السكر، ومشاكل في المفاصل، وخمولاً، فلما رآه الطبيب على حالته النفسية التي ذكرتها لك، طلب مني عرضه على طبيب نفسي؛ حتى يتأكد من صلاحية عمل مثل هذه العمليات له؛ لأن ذلك يتطلب التزام المريض بتعاليم معينة بعد العملية لمدة أشهر، وطعامًا معينًا، فهل من الممكن أن يتماشى مع تلك التعاليم في ظل وضعه الصحي؟

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/.. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليس من السهل أن يُشخص المريض دون فحصه بواسطة الطبيب، والوصف الذي أعطيته ممتازاً، ولكن يفضل أن يكون بعد الكشف على المريض.

الذي أراه أن هذا الأخ يعاني من مرض ذهاني، يعرف بمرض الفصام؛ حيث إن هؤلاء المرضى كثيرًا ما يميلون إلى الانطواء، وتحدث لهم هلاوس سمعية تؤدي إلى أن تخرج منهم أصوات وكلمات بأصوات عالية؛ وذلك لأن المريض غالبًا ما يستجيب لأصوات يسمعها هو، وهذه الأصوات لا شك أنها غير موجودة، وهي جزء ومكون أساسي من الهلاوس السمعية التي نشاهدها مع مرض الفصام، ولا شك أن هذا المرض يُفقد الإنسان مهاراته بصورة واضحة، والبعض يحدث له انطواء، وانعزال، وتدهور اجتماعي كبير.

هذه وجهة نظر حول تشخيص حالة أخيك، ولكن كما ذكرت لك بأن التأكيد القطعي هو بعد أن يقابل الطبيب، والآن يستطيع الأطباء النفسانيون تشخيص هذه الحالات بكل سهولة.

أعتقد أن عرضه على الطبيب مهم؛ وذلك أولاً لتأكيد التشخيص، ثم لإعطائه العلاج اللازم، وتوجد -الحمد لله- عدة أنواع من الأدوية؛ فهنالك أدوية تعطى عن طريق الفم، وهنالك أدوية تعطى عن طريق الحقن، ولا شك أن فترة علاج الفصام هي فترة طويلة، وقليل من المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج لمدة ثلاث سنوات، أو أقل، ولكن معظم المرضى يحتاجون للعلاج طول حياتهم، فأرجو أن تتكرم بعرضه على الطبيب.

أما عمليات جراحات السمنة: فلا شك أنها تتطلب توازنًا نفسيًا، وأعتقد أن البداية الصحيحة هي أن يُعطى العلاج الدوائي النفسي لهذا الأخ، ومن ثم يقوم طبيب جراحة السمنة بعمل ما هو لازم، وذلك بعد أن يتشاور أو يتحصل على التقرير من الطبيب النفسي، نسأل الله له العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً