الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الأدوية المناسبة لعلاج ثنائي القطب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سوف أختصر استشارتي: أنا أعاني من مرض ثنائي القطب من النوع الأول، مع أعراض ذهانية، ولدي أيضًا متلازمة تململ الساقين والذراعين (RLS).

أخذت دواء "لامورتاجين" 100 ملغ صباحًا، لعلاج الاكتئاب، ولكنه يجعلني أثناء الليل أستيقظ عدة مرات، وقد أبدأ بالتدخين، ثم أنام ساعة ونصف ساعة تقريبًا، وأستيقظ مجددًا، فهل دواء "لامورتاجين" قد يدفع الشخص نحو القطب الهوسي؟ أريد دواءً يحسن النوم ولا يفاقم أعراض RLS.

كما أنني أتناول أدوية أخرى لعلاج ثنائي القطب، وهي: "فلوبينتكسول" 20 ملغ (إبرة) و"ديباكين" 1000 ملغ، وأخذت أيضًا "بيكزولا" لعلاج متلازمة تململ الساقين والذراعين، فهل تكفي هذه الأدوية لعلاج ثنائي القطب، خاصة أن أدوية الاكتئاب قد تزيد أعراض RLS؟

جربت أيضًا "بربيرون" 300 ملغ، وأدى إلى إمساك شديد، وظهرت لدي بواسير، وهل يمكن تناول أدوية مثل "باروكستين" 10 ملغ أو "كويتيابين" 50 ملغ أو أربيرازول 2.5 ملغ، لعلاج الاكتئاب دون تفاقم أعراض RLS؟ وسبق أن تناولت "سيتالوبرام" 20 ملغ، وتحسنت حالتي النفسية والجسدية، ولكن بعد شهر ظهرت أعراض RLS فتركته.

هل يمكن الاستمرار على دواء "لامورتاجين" أو أخذ "بوسبار" رغم اضطراب النوم، حيث أصبح نومي قليلًا، وفي الصباح أشعر بالهلاوس واضطراب فكري؟

أخيرًا: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، ألا يحملني ما لا طاقة لي به، ولا أيًا من المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ﷺ.

ملاحظة: لدي أيضًا مرض الغدة الدرقية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رضوان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على تواصلك معنا، وأنت لك مراسلات سابقة مع إسلام ويب، ونحن نرحب بك أيها الفاضل الكريم.

أخي الكريم، أنا أرى أن تكون الأدوية التي تتناولها لعلاج مرض ثنائي القطب محدودة، ولا داعي للإكثار منها؛ لأن كثرة الأدوية ذات التركيبات المختلفة، قد تتداخل مع بعضها البعض، وتؤدي إلى نوع من الأثر السلبي.

أعتقد أن عقار (ديباكين - Depakine) بجرعة 1500 ملغ -وليس 1000 ملغ- سيكون دواءً مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، والحقيقة أن إبرة (فلوبنتكسول - Flupentixol) فعّالة، لكنها قطعًا سوف تزيد من التململ الحركي أو تململ الساقين، هذه حقيقة، فالأفضل أن يتم استبدالها بعلاج آخر، وأفضل بديل هو دواء (كويتيابين Quetiapine/ سيروكويل Seroquel)، لكنك تحتاج أن تتناوله بجرعة علاجية لا تقل عن (300–400 ملغ) ليلاً، وهذا يُحسِّن النوم كثيرًا، ولا يُؤدي إلى أي نوع من تململ الساقين، بل سيساعدك حقيقةً في علاج حالتك.

إذًا: دواءان فقط من وجهة نظري، هما الأفضل بالنسبة لك، الديباكين بجرعة (1500 ملغ)، ويضاف إليه الكويتيابين بجرعة (300–400 ملغ) ليلًا، ولا داعي بعد ذلك لأي نوع من الأدوية الأخرى، فأنت لست محتاجًا لـ (لاموتريجين - Lamotrigine)؛ لأن الديباكين يقوم بكل ما يقوم به اللاموتريجين وأكثر، وبطريقة أفضل، فلست في حاجة له.

مضادات الاكتئاب التي ذكرتها –مثل الوليبوترين (Wellbutrin)- وغيره، ودواء باروكستين Paroxetine لا أرى أن هناك حاجة حقيقية لها؛ لأنها غير محمودة العواقب حين تستعمل لمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، واستعمالها لا يكون إلَّا في نطاق ضيق جدًّا.

حاول أن تتواصل مع طبيبك -أخي الكريم- وحاول أن تلتزم فقط بهذين الدوائين اللذين وصفتهما لك، لكن لا تقم بأي تغيير في العلاج بدون الرجوع إلى طبيبك؛ لأن طبيبك إذا ذكر لك أن إبر الفلوبنتكسول مهمّة، ففي هذه الحالة يجب أن تتبع ما قاله لك، لكن من جهتي أرى أن الكويتيابين قد يكون بديلاً جيدًا.

فإذًا خذ برأي طبيبك في هذا الموضوع، وقلِّل الأدوية إلى دوائين فقط، أعتقد أن هذا جيد، والحمد لله أنت لديك عمل، وقطعًا هناك -الحمد لله- استقرار أسري، وهذه كلها عوامل علاج وعوامل حماية من المرض.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً