الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط جواز قول: خيرًا تعمل، شرًا تَلقى

السؤال

ما حُكم قول: «خيرًا تعمل، شرًا تَلقى» أي: أنَّك تفعل الخير، فتُجازى بالشرّ من الناس؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز قول هذه الجملة إن قصد بها المرء بعض ما يلقاه من لؤم بعض الناس، حيث يقابلونه بالإساءة إذا أحسن إليهم، وهذا قريب من المثل المشهور: اتق شر من أحسنت إليه.

قال السخاوي في المقاصد الحسنة في هذا المثل: ويشبه أنْ يكونَ كلامَ بعضِ السَّلفِ، وليس على إطلاقه، بل هو محمول على اللئام غير الكرام، فقد قال علي بن أبي طالب -كما في ثاني عشر، وحادي عشري المجالسة للدِّينَوري-: "الكريمُ يَلِينُ إذا استُعْطِفَ، واللَّئيمُ يَقسُو إذا أُلطِفَ".
وعن عمر بن الخطاب قال: "ما وجدت لئيما قط، إلا قليل المروءة". وفي التنزيل: وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ [التوبة: 74].
اهـ.

وعليه؛ فمن قال تلك الجملة المسؤول عنها، وقصد بها بعض اللئام، فجائز، ومن قالها وقصد بها كل الناس، فكلامه غير صحيح، بل لا بد للإنسان من إحسان الظن بالناس، وإذا أحسن إليهم فلا يطلبنّ الخير منهم، بل يطلب جزاءه من الله عزّ وجلّ، كما أخبر الله تعالى عن عباده الأبرار أنهم يقولون لمن يطعمونهم من مسكين ويتيم وأسير: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا [الإنسان: 9].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني