[ ص: 447 ] ( فصل
[1] ) وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28833قول الرافضي [2] " وجوزوا عليه فعل القبيح والإخلال بالواجب [3] " .
فيقال له :
nindex.php?page=treesubj&link=20691_28712ليس في [ طوائف ] [4] المسلمين من يقول : إن الله تعالى يفعل قبيحا أو يخل بواجب ، ولكن
المعتزلة ونحوهم ومن وافقهم من
الشيعة النافين للقدر ، يوجبون على الله من جنس ما يوجبون على العباد ، ويحرمون عليه ما يحرمونه على العباد ، ويضعون له شريعة [ بقياسه ]
[5] على خلقه ، فهم مشبهة الأفعال
[6] .
وأما المثبتون للقدر من أهل السنة
والشيعة ، فمتفقون على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28712_29620الله تعالى لا يقاس بخلقه في أفعاله ، كما لا يقاس بهم في ذاته وصفاته ، فليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، وليس
[ ص: 448 ] ما وجب على أحدنا وجب مثله على الله [ تعالى ]
[7] ، ولا ما حرم على أحدنا حرم مثله على الله [ تعالى ]
[8] ، ولا ما قبح منا قبح من الله ، ولا ما حسن من الله [ تعالى ]
[9] حسن من أحدنا ، وليس لأحد منا أن يوجب على الله [ تعالى ]
[10] شيئا ولا يحرم عليه شيئا .
فهذا أصل قولهم الذي اتفقوا عليه ، واتفقوا على أن الله [ تعالى ]
[11] إذا وعد عباده بشيء كان وقوعه واجبا بحكم وعده ، فإنه الصادق في خبره الذي لا يخلف الميعاد ،
nindex.php?page=treesubj&link=30394واتفقوا على أنه لا يعذب أنبياءه ولا عباده الصالحين ، بل يدخلهم الجنة [12] ، كما أخبر .
[ ص: 447 ] ( فَصْلٌ
[1] ) وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28833قَوْلُ الرَّافِضِيِّ [2] " وَجَوَّزُوا عَلَيْهِ فِعْلَ الْقَبِيحِ وَالْإِخْلَالَ بِالْوَاجِبِ [3] " .
فَيُقَالُ لَهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=20691_28712لَيْسَ فِي [ طَوَائِفِ ] [4] الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَفْعَلُ قَبِيحًا أَوْ يُخِلُّ بِوَاجِبٍ ، وَلَكِنَّ
الْمُعْتَزِلَةَ وَنَحْوَهُمْ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنَ
الشِّيعَةِ النَّافِينَ لِلْقَدَرِ ، يُوجِبُونَ عَلَى اللَّهِ مِنْ جِنْسِ مَا يُوجِبُونَ عَلَى الْعِبَادِ ، وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْهِ مَا يُحَرِّمُونَهُ عَلَى الْعِبَادِ ، وَيَضَعُونَ لَهُ شَرِيعَةً [ بِقِيَاسِهِ ]
[5] عَلَى خَلْقِهِ ، فَهُمْ مُشَبِّهَةُ الْأَفْعَالِ
[6] .
وَأَمَّا الْمُثْبِتُونَ لِلْقَدَرِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ
وَالشِّيعَةِ ، فَمُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28712_29620اللَّهَ تَعَالَى لَا يُقَاسُ بِخَلْقِهِ فِي أَفْعَالِهِ ، كَمَا لَا يُقَاسُ بِهِمْ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ ، فَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ ، وَلَيْسَ
[ ص: 448 ] مَا وَجَبَ عَلَى أَحَدِنَا وَجَبَ مِثْلُهُ عَلَى اللَّهِ [ تَعَالَى ]
[7] ، وَلَا مَا حَرُمَ عَلَى أَحَدِنَا حَرُمَ مِثْلُهُ عَلَى اللَّهِ [ تَعَالَى ]
[8] ، وَلَا مَا قَبُحَ مِنَّا قَبُحَ مِنَ اللَّهِ ، وَلَا مَا حَسُنَ مِنَ اللَّهِ [ تَعَالَى ]
[9] حَسُنَ مِنْ أَحَدِنَا ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَّا أَنْ يُوجِبَ عَلَى اللَّهِ [ تَعَالَى ]
[10] شَيْئًا وَلَا يُحَرِّمَ عَلَيْهِ شَيْئًا .
فَهَذَا أَصْلُ قَوْلِهِمُ الَّذِي اتَّفَقُوا عَلَيْهِ ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ اللَّهَ [ تَعَالَى ]
[11] إِذَا وَعَدَ عِبَادَهُ بِشَيْءٍ كَانَ وُقُوعُهُ وَاجِبًا بِحُكْمِ وَعْدِهِ ، فَإِنَّهُ الصَّادِقُ فِي خَبَرِهِ الَّذِي لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30394وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَنْبِيَاءَهُ وَلَا عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ ، بَلْ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ [12] ، كَمَا أَخْبَرَ .