وقالت طائفة : بل ثبتت بالنص المذكور في الأحاديث التي تقدم
[ ص: 511 ] [ إيراد بعضها ]
[1] مثل قوله في الحديث الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653386لما جاءته المرأة [2] تسأله عن أمر ، فقالت : أرأيت إن لم أجدك ؟ كأنها تعني الموت ، فقال : " ائتي nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر "
[3] . ومثل
[4] قوله - صلى الله عليه وسلم -
[5] في [ الحديث ] الصحيح
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة [ رضي الله عنها ]
[6] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=912355ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس بعدي " . ثم قال : " يأبى الله والمؤمنون إلا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر "
[7] .
ومثله قوله في [ الحديث ] الصحيح
[8] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653391رأيت [9] كأني على قليب أنزع منها ، فأخذها nindex.php?page=showalam&ids=1ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين ، وفي نزعه ضعف ، والله يغفر له ، ثم أخذها ابن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا [ من الناس ] [10] يفري فريه حتى ضرب [11] الناس بعطن "
[12] .
[ ص: 512 ] ومثل قوله : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650624مروا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر فليصل بالناس " . وقد روجع في ذلك مرة بعد مرة ، فصلى بهم مدة مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - من يوم الخميس إلى يوم الخميس إلى يوم الاثنين ، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة فصلى بهم جالسا ، وبقي
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر يصلي بأمره سائر الصلوات ، وكشف الستارة يوم مات وهم يصلون خلف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر فسر بذلك
[13] ، وقد قيل : إن آخر صلاة صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت خلف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وقيل : ليس كذلك .
ومثل قوله في [ الحديث ]
[14] الصحيح على منبره : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=942047لو كنت متخذا من أهل [15] الأرض خليلا لاتخذت nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر خليلا ، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر "
[16] .
[ ص: 513 ] وفي سنن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود وغيره من حديث
الأشعث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة nindex.php?page=hadith&LINKID=664581أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم : " من رأى [17] منكم رؤيا ؟ " فقال رجل : أنا رأيت كأن ميزانا نزل [18] من السماء فوزنت أنت nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر فرجحت أنت nindex.php?page=showalam&ids=1بأبي بكر ، ثم وزن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر فرجح nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، ووزن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان فرجح nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، ثم رفع الميزان . فرأيت الكراهية في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - "
[19] .
ورواه أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، فذكر مثله ، ولم يذكر الكراهية . فاستاء لها
[20] النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني ساءه ذلك - فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=700392خلافة نبوة ، ثم يؤتي الله الملك من يشاء "
[21] . فبين [ النبي ]
[22] [ ص: 514 ] - صلى الله عليه وسلم - أن ولاية هؤلاء خلافة نبوة
[23] ، ثم بعد ذلك ملك ، وليس فيه ذكر علي ؛ لأنه لم يجتمع الناس في زمانه بل كانوا مختلفين ، لم ينتظم فيه خلافة النبوة ولا الملك .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، عن
عمرو بن أبان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أنه كان يحدث
nindex.php?page=hadith&LINKID=675941أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أري [24] الليلة رجل صالح أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر نيط برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونيط nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=1بأبي بكر ، ونيط nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان nindex.php?page=showalam&ids=2بعمر " . قال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر : فلما قمنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا : أما الرجل الصالح فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأما المنوط بعضهم ببعض ، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه "
[25] .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
أشعث بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=700216أن رجلا قال : يا رسول الله ، رأيت كأن دلوا أدلي من السماء ، فجاء nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر فأخذ بعراقيها [26] فشرب شربا ضعيفا ، ثم جاء nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فأخذ بعراقيها [27] فشرب حتى تضلع ، [ ص: 515 ] ثم جاء nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فأخذ بعراقيها [28] فشرب حتى تضلع ، ثم جاء nindex.php?page=showalam&ids=8علي فأخذ بعراقيها [29] فانتشطت فانتضح عليه منها شيء [30] .
وعن
سعيد بن جهمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3571سفينة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=675951خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء " . أو [ قال ]
[31] : " الملك " . قال
سعيد : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=3571سفينة : [ أمسك ] ، مدة
[32] nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر سنتان
[33] ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر عشر ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان اثنتا عشرة
[34] ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي كذا . قال
سعيد : قلت
لسفينة : إن هؤلاء يزعمون أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا لم يكن بخليفة . قال : كذبت أستاه
بني الزرقاء ، يعني
بني مروان [35] . و [ أمثال ]
[ ص: 516 ] هذه
[36] الأحاديث ونحوها مما يستدل بها من قال : إن خلافته ثبتت بالنص . والمقصود هنا أن كثيرا من
nindex.php?page=treesubj&link=31185أهل السنة يقولون [37] : إن خلافته ثبتت بالنص ، وهم يسندون ذلك إلى أحاديث معروفة صحيحة . ولا ريب أن قول هؤلاء أوجه من
nindex.php?page=treesubj&link=33712_28833_31185_31656قول من يقول : إن خلافة nindex.php?page=showalam&ids=8علي أو nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ثبتت بالنص ، فإن هؤلاء ليس معهم إلا مجرد الكذب والبهتان ، الذي يعلم بطلانه بالضرورة كل من كان عارفا بأحوال الإسلام ، أو استدلال بألفاظ لا تدل على ذلك ، كحديث استخلافه في غزوة
تبوك ونحوه مما سنتكلم عليه إن شاء الله تعالى .
فيقال لهذا : إن وجب أن يكون الخليفة منصوصا عليه ، كان القول بهذا النص أولى من القول بذاك
[38] ، وإن لم يجب هذا ، بطل ذاك .
والتحقيق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دل المسلمين على استخلاف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله ، وأخبر بخلافته إخبار راض بذلك حامد له ، وعزم على أن يكتب بذلك عهدا ، ثم علم أن المسلمين يجتمعون عليه فترك الكتاب اكتفاء بذلك ، ثم عزم على ذلك في مرضه يوم الخميس ، ثم لما حصل لبعضهم
[39] شك : هل
[ ص: 517 ] ذلك القول من جهة المرض ، أو هو قول يجب اتباعه ؟ ترك الكتابة اكتفاء بما علم أن الله يختاره والمؤمنون من خلافة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر [ رضي الله عنه ]
[40] .
فلو كان التعيين مما يشتبه على الأمة ، لبينه النبي
[41] - صلى الله عليه وسلم - بيانا قاطعا للعذر ، لكن لما دلتهم
[42] دلالات متعددة على أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر هو المتعين
[43] وفهموا ذلك ، حصل المقصود ( * والأحكام يبينها - صلى الله عليه وسلم - تارة بصيغة عامة
[44] وتارة بصيغة خاصة * )
[45] ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [ بن الخطاب ]
[46] في خطبته التي خطبها بمحضر من
المهاجرين والأنصار : " وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل
[47] nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر " رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم [48] .
[ ص: 518 ] وفي الصحيحين [ أيضا ]
[49] عنه أنه قال يوم السقيفة بمحضر من
المهاجرين والأنصار : " أنت
[50] خيرنا وسيدنا وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[51] " ولم ينكر ذلك منهم منكر ، ولا قال أحد من الصحابة : إن غير
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر من
المهاجرين أحق بالخلافة منه ، ولم ينازع أحد في خلافته إلا بعض
الأنصار طمعا في أن يكون من
الأنصار أمير ومن
المهاجرين أمير ، وهذا مما ثبت بالنصوص المتواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بطلانه ، ثم
الأنصار جميعهم بايعوا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر [52] إلا
nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة لكونه هو الذي كان يطلب الولاية
[53] .
[ ص: 519 ] ولم يقل [ قط ]
[54] أحد من الصحابة : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على غير
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر - رضي الله عنه -
[55] : لا على
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ولا على
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ولا على
[56] غيرهما ، ولا ادعى
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ولا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي - [ ولا أحد ]
[57] ممن يحبهما - الخلافة لواحد منهما ، ولا أنه منصوص عليه . بل ولا قال أحد من الصحابة : إن في
قريش من هو أحق بها من
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر : لا من
بني هاشم ، ولا من غير
بني هاشم [58] . وهذا كله مما يعلمه
[59] العلماء العالمون
[60] بالآثار والسنن والحديث ، وهو معلوم عندهم بالاضطرار .
وقد نقل عن بعض
بني عبد مناف ، مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان nindex.php?page=showalam&ids=2467وخالد بن سعيد [61] ، أنهم أرادوا أن لا تكون الخلافة [ إلا ]
[62] في
بني عبد مناف ،
[ ص: 520 ] وأنهم ذكروا ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي [63] فلم يلتفتا
[64] إلى من قال ذلك ، لعلمهما وعلم سائر المسلمين أنه ليس في القوم مثل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر .
ففي الجملة جميع من نقل عنه من
الأنصار وبني عبد مناف [65] أنه طلب تولية غير
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، لم يذكر حجة دينية شرعية ، ولا ذكر أن غير
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر أحق وأفضل من
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وإنما نشأ كلامه عن حب لقومه وقبيلته ، وإرادة منه أن تكون الإمامة
[66] في قبيلته .
ومعلوم أن مثل هذا ليس من الأدلة الشرعية ولا الطرق الدينية ، ولا هو مما أمر الله
[67] ورسوله المؤمنين باتباعه ، بل هو شعبة
[68] جاهلية ، ونوع عصبية للأنساب
[69] والقبائل . وهذا مما بعث الله
محمدا [70] [ صلى الله عليه وسلم ]
[71] بهجره وإبطاله .
وفي الصحيح عنه أنه
[72] قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=658558أربع من أمر الجاهلية في أمتي لن يدعوهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والنياحة على الميت ، والاستقاء بالنجوم "
[73] .
[ ص: 521 ] وفي المسند عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=701129من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أمه ولا تكنوا [74] " .
وفي السنن عنه أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=689226إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، الناس رجلان : مؤمن تقي ، وفاجر شقي "
[75] .
وأما كون
nindex.php?page=treesubj&link=31576الخلافة في قريش ، فلما كان هذا من شرعه ودينه
[76] ، كانت النصوص بذلك معروفة منقولة مأثورة يذكرها الصحابة . بخلاف
[ ص: 522 ] كون الخلافة في بطن من
قريش أو غير
قريش ، فإنه لم ينقل أحد من الصحابة فيه نصا ، بل ولا قال أحد : إنه [ كان ] في
قريش [77] من هو أحق بالخلافة في دين الله وشرعه من
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر .
ومثل هذه الأمور كلما تدبرها العالم ، وتدبر
[78] النصوص الثابتة وسير
[79] الصحابة ، حصل له علوم ضرورية لا يمكنه دفعها عن قلبه أنه كان من الأمور المشهورة عند المسلمين أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر مقدم على غيره ، وأنه كان عندهم أحق بخلافة النبوة ، وأن الأمر في ذلك بين ظاهر عندهم ، ليس فيه اشتباه عليهم ؛ ولهذا قال [ رسول الله ]
[80] - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=937719يأبى الله والمؤمنون إلا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر " .
ومعلوم أن هذا العلم الذي عندهم بفضله وتقدمه ، إنما استفادوه من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمور سمعوها وعاينوها ، [ و ] حصل
[81] بها لهم من العلم ما علموا [ به ]
[82] أن
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق أحق الأمة بخلافة نبيهم ، وأفضلهم عند نبيهم وأنه ليس فيهم من يشابهه حتى يحتاج في ذلك إلى مناظرة .
[ ص: 523 ] ولم يقل أحد من الصحابة قط
[83] : إن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [ بن الخطاب ]
[84] ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، [ أو غيرهم ]
[85] أفضل من
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، أو أحق بالخلافة منه . وكيف يقولون
[86] ذلك ، وهم دائما يرون من تقديم النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر على غيره ، وتفضيله له ، وتخصيصه بالتعظيم ، ما قد ظهر للخاص والعام ؟ ! حتى أن أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم - من المشركين وأهل الكتاب والمنافقين ، يعلمون أن
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر من الاختصاص ما ليس لغيره .
كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب يوم
أحد . قال : أفي القوم
محمد ؟ أفي القوم
محمد ؟ ثلاثا . ثم قال : أفي القوم
nindex.php?page=showalam&ids=1ابن أبي قحافة ؟ أفي القوم
nindex.php?page=showalam&ids=1ابن أبي قحافة ؟ [ أفي القوم
nindex.php?page=showalam&ids=1ابن أبي قحافة ]
[87] ؟ ثم قال
[88] أفي القوم
ابن الخطاب ؟ أفي القوم
ابن الخطاب ؟ [ أفي القوم
ابن الخطاب ؟ ]
[89] وكل ذلك يقول لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
[90] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653737لا تجيبوه " أخرجاه في الصحيحين
[91] كما سيأتي ذكره بتمامه إن شاء الله تعالى
[92] .
[ ص: 524 ] حتى إني أعلم طائفة من حذاق المنافقين ممن يقول : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان رجلا عاقلا أقام الرياسة بعقله وحذقه ، يقولون : إن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كان مباطنا له على ذلك يعلم أسراره على ذلك ، بخلاف
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي .
فقد ظهر لعامة الخلائق أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر [ رضي الله عنه ]
[93] كان أخص الناس
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فهذا النبي وهذا صديقه ، فإذا كان
محمد أفضل النبيين فصديقه أفضل الصديقين .
nindex.php?page=treesubj&link=33696فخلافة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق دلت النصوص الصحيحة على صحتها وثبوتها ورضا الله ورسول [ الله صلى الله عليه وسلم ] له
[94] بها ، وانعقدت بمبايعة المسلمين له واختيارهم إياه اختيارا استندوا فيه إلى ما علموه من تفضيل الله ورسوله ، وأنه أحقهم بهذا الأمر عند الله ورسوله ، فصارت ثابتة بالنص والإجماع جميعا .
ولكن النص دل على رضا الله ورسوله بها
[95] ، وأنها حق ، وأن الله أمر بها وقدرها ، وأن المؤمنين يختارونها ، وكان هذا أبلغ من مجرد العهد بها ؛ لأنه حينئذ كان يكون طريق ثبوتها مجرد العهد .
وأما إذا كان المسلمون قد اختاروه من غير عهد ، ودلت النصوص على صوابهم فيما فعلوه ، ورضا الله ورسوله بذلك ، كان ذلك دليلا على
[ ص: 525 ] أن
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق كان
[96] فيه من الفضائل التي بان بها عن غيره ، ما علم المسلمون به أنه أحقهم بالخلافة ، وأن
[97] ذلك لا يحتاج فيه إلى عهد خاص .
كما قال
[98] النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أراد أن يكتب
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر ، [ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=912355ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ، ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر " . أخرجاه في الصحيحين . وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=655234لقد هممت أن أرسل إلى nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر وابنه وأعهد ، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ، ويدفع الله ويأبى المؤمنون "
[99] .
فبين صلى الله عليه وسلم أنه يريد أن يكتب كتابا خوفا ، ثم علم أن الأمر واضح ظاهر ليس مما يقبل النزاع فيه ، والأمة حديثة عهد بنبيها ، وهم
nindex.php?page=treesubj&link=30231خير أمة أخرجت للناس ، وأفضل قرون هذه الأمة ، فلا يتنازعون في هذا الأمر الواضح الجلي ، فإن النزاع إنما يكون لخفاء العلم أو لسوء القصد ، وكلا الأمرين منتف ، فإن العلم بفضيلة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر جلي ، وسوء القصد لا يقع من جمهور الأمة الذين هم أفضل القرون ]
[100] ؛ ولهذا قال
[101] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=937719يأبى الله والمؤمنون إلا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر " ، فترك ذلك لعلمه بأن [ ظهور ]
[102] [ ص: 526 ] فضيلة [
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ] الصديق [103] واستحقاقه
[104] لهذا الأمر يغني عن العهد فلا يحتاج إليه ، فتركه لعدم الحاجة وظهور فضيلة
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق واستحقاقه ، وهذا أبلغ من العهد .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : بَلْ ثَبَتَتْ بِالنَّصِّ الْمَذْكُورِ فِي الْأَحَادِيثِ الَّتِي تَقَدَّمَ
[ ص: 511 ] [ إِيرَادُ بَعْضِهَا ]
[1] مِثْلِ قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653386لَمَّا جَاءَتْهُ الْمَرْأَةُ [2] تَسْأَلُهُ عَنْ أَمْرٍ ، فَقَالَتْ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ ؟ كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ ، فَقَالَ : " ائْتِي nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ "
[3] . وَمِثْلِ
[4] قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[5] فِي [ الْحَدِيثِ ] الصَّحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ]
[6] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=912355ادْعِي لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ النَّاسُ بَعْدِي " . ثُمَّ قَالَ : " يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ "
[7] .
وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ فِي [ الْحَدِيثِ ] الصَّحِيحِ
[8] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653391رَأَيْتُ [9] كَأَنِّي عَلَى قَلِيبٍ أَنْزِعُ مِنْهَا ، فَأَخَذَهَا nindex.php?page=showalam&ids=1ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا [ مِنَ النَّاسِ ] [10] يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى ضَرَبَ [11] النَّاسُ بِعَطَنٍ "
[12] .
[ ص: 512 ] وَمِثْلِ قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650624مُرُوا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " . وَقَدْ رُوجِعَ فِي ذَلِكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ، فَصَلَّى بِهِمْ مُدَّةَ مَرَضِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ يَوْمِ الْخَمِيسِ إِلَى يَوْمِ الْخَمِيسِ إِلَى يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّةً فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا ، وَبَقِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِأَمْرِهِ سَائِرَ الصَّلَوَاتِ ، وَكَشَفَ السِّتَارَةَ يَوْمَ مَاتَ وَهُمْ يُصَلُّونَ خَلْفَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ فَسُّرَ بِذَلِكَ
[13] ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ خَلْفَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، وَقِيلَ : لَيْسَ كَذَلِكَ .
وَمِثْلِ قَوْلِهِ فِي [ الْحَدِيثِ ]
[14] الصَّحِيحِ عَلَى مِنْبَرِهِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=942047لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ [15] الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا سُدَّتْ إِلَّا خَوْخَةَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ "
[16] .
[ ص: 513 ] وَفِي سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ
الْأَشْعَثِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=130أَبِي بَكْرَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=664581أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ : " مَنْ رَأَى [17] مِنْكُمْ رُؤْيَا ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا نَزَلَ [18] مِنَ السَّمَاءِ فَوُزِنْتَ أَنْتَ nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ فَرَجَحْتَ أَنْتَ nindex.php?page=showalam&ids=1بِأَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ وُزِنَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ فَرَجَحَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، وَوُزِنَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانُ فَرَجَحَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ، ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ . فَرَأَيْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "
[19] .
وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16621عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16329عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْكَرَاهِيَةَ . فَاسْتَاءَ لَهَا
[20] النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي سَاءَهُ ذَلِكَ - فَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=700392خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ "
[21] . فَبَيَّنَ [ النَّبِيُّ ]
[22] [ ص: 514 ] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ وِلَايَةَ هَؤُلَاءِ خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ
[23] ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ مُلْكٌ ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عَلِيٍّ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَجْتَمِعِ النَّاسُ فِي زَمَانِهِ بَلْ كَانُوا مُخْتَلِفِينَ ، لَمْ يَنْتَظِمْ فِيهِ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ وَلَا الْمُلْكُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=675941أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " أُرِيَ [24] اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَنِيطَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ nindex.php?page=showalam&ids=1بِأَبِي بَكْرٍ ، وَنِيطَ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ nindex.php?page=showalam&ids=2بِعُمَرَ " . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٌ : فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا : أَمَّا الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَأَمَّا الْمَنُوطُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ "
[25] .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=24سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=700216أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَأَيْتُ كَأَنَّ دَلْوًا أُدْلِيَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَجَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا [26] فَشَرِبَ شُرْبًا ضَعِيفًا ، ثُمَّ جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا [27] فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ ، [ ص: 515 ] ثُمَّ جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا [28] فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ ، ثُمَّ جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا [29] فَانْتُشِطَتْ فَانْتَضَحَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ [30] .
وَعَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُهْمَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3571سَفِينَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=675951خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ سَنَةً ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ " . أَوْ [ قَالَ ]
[31] : " الْمُلْكَ " . قَالَ
سَعِيدٌ : قَالَ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=3571سَفِينَةُ : [ أَمْسِكْ ] ، مُدَّةُ
[32] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ سَنَتَانِ
[33] ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ عَشْرٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ اثْنَتَا عَشْرَةَ
[34] ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٍّ كَذَا . قَالَ
سَعِيدٌ : قُلْتُ
لِسَفِينَةَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفَةٍ . قَالَ : كَذَبَتْ أَسْتَاهُ
بَنِي الزَّرْقَاءِ ، يَعْنِي
بَنِي مَرْوَانَ [35] . وَ [ أَمْثَالُ ]
[ ص: 516 ] هَذِهِ
[36] الْأَحَادِيثِ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَسْتَدِلُّ بِهَا مَنْ قَالَ : إِنَّ خِلَافَتَهُ ثَبَتَتْ بِالنَّصِّ . وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ كَثِيرًا مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31185أَهْلِ السُّنَّةِ يَقُولُونَ [37] : إِنَّ خِلَافَتَهُ ثَبَتَتْ بِالنَّصِّ ، وَهُمْ يُسْنِدُونَ ذَلِكَ إِلَى أَحَادِيثَ مَعْرُوفَةٍ صَحِيحَةٍ . وَلَا رَيْبَ أَنَّ قَوْلَ هَؤُلَاءِ أَوْجَهُ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=33712_28833_31185_31656قَوْلِ مَنْ يَقُولُ : إِنْ خِلَافَةَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ أَوِ nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ ثَبَتَتْ بِالنَّصِّ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَيْسَ مَعَهُمْ إِلَّا مُجَرَّدُ الْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ ، الَّذِي يَعْلَمُ بُطْلَانَهُ بِالضَّرُورَةِ كُلُّ مَنْ كَانَ عَارِفًا بِأَحْوَالِ الْإِسْلَامِ ، أَوِ اسْتِدْلَالٌ بِأَلْفَاظٍ لَا تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ ، كَحَدِيثِ اسْتِخْلَافِهِ فِي غَزْوَةِ
تَبُوكَ وَنَحْوِهِ مِمَّا سَنَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
فَيُقَالُ لِهَذَا : إِنْ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْخَلِيفَةُ مَنْصُوصًا عَلَيْهِ ، كَانَ الْقَوْلُ بِهَذَا النَّصِّ أَوْلَى مِنَ الْقَوْلِ بِذَاكَ
[38] ، وَإِنْ لَمْ يَجِبْ هَذَا ، بَطَلَ ذَاكَ .
وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَلَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى اسْتِخْلَافِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، وَأَرْشَدَهُمْ إِلَيْهِ بِأُمُورٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ ، وَأَخْبَرَ بِخِلَافَتِهِ إِخْبَارَ رَاضٍ بِذَلِكَ حَامِدٍ لَهُ ، وَعَزَمَ عَلَى أَنْ يَكْتُبَ بِذَلِكَ عَهْدًا ، ثُمَّ عَلِمَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَتَرَكَ الْكِتَابَ اكْتِفَاءً بِذَلِكَ ، ثُمَّ عَزَمَ عَلَى ذَلِكَ فِي مَرَضِهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، ثُمَّ لَمَّا حَصَلَ لِبَعْضِهِمْ
[39] شَكٌّ : هَلْ
[ ص: 517 ] ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْ جِهَةِ الْمَرَضِ ، أَوْ هُوَ قَوْلٌ يَجِبُ اتِّبَاعُهُ ؟ تَرَكَ الْكِتَابَةَ اكْتِفَاءً بِمَا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ يَخْتَارُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ مِنْ خِلَافَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]
[40] .
فَلَوْ كَانَ التَّعْيِينُ مِمَّا يُشْتَبَهُ عَلَى الْأُمَّةِ ، لَبَيَّنَهُ النَّبِيُّ
[41] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيَانًا قَاطِعًا لِلْعُذْرِ ، لَكِنْ لَمَّا دَلَّتْهُمْ
[42] دِلَالَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ هُوَ الْمُتَعَيَّنُ
[43] وَفَهِمُوا ذَلِكَ ، حَصَلَ الْمَقْصُودُ ( * وَالْأَحْكَامُ يُبَيِّنُهَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَارَةً بِصِيغَةٍ عَامَّةٍ
[44] وَتَارَةً بِصِيغَةٍ خَاصَّةٍ * )
[45] وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ [ بْنُ الْخَطَّابِ ]
[46] فِي خُطْبَتِهِ الَّتِي خَطَبَهَا بِمَحْضَرٍ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ : " وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تُقْطَعُ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ مِثْلُ
[47] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ " رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٌ [48] .
[ ص: 518 ] وَفِي الصَّحِيحَيْنِ [ أَيْضًا ]
[49] عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ السَّقِيفَةِ بِمَحْضَرٍ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ : " أَنْتَ
[50] خَيْرُنَا وَسَيِّدُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[51] " وَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ مِنْهُمْ مُنْكِرٌ ، وَلَا قَالَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ : إِنَّ غَيْرَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ أَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ مِنْهُ ، وَلَمْ يُنَازِعْ أَحَدٌ فِي خِلَافَتِهِ إِلَّا بَعْضَ
الْأَنْصَارِ طَمَعًا فِي أَنْ يَكُونَ مِنَ
الْأَنْصَارِ أَمِيرٌ وَمِنَ
الْمُهَاجِرِينَ أَمِيرٌ ، وَهَذَا مِمَّا ثَبَتَ بِالنُّصُوصِ الْمُتَوَاتِرَةِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بُطْلَانُهُ ، ثُمَّ
الْأَنْصَارُ جَمِيعُهُمْ بَايَعُوا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ [52] إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=228سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ لِكَوْنِهِ هُوَ الَّذِي كَانَ يَطْلُبُ الْوِلَايَةَ
[53] .
[ ص: 519 ] وَلَمْ يَقُلْ [ قَطُّ ]
[54] أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ : إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَصَّ عَلَى غَيْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
[55] : لَا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ وَلَا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَلَا عَلَى
[56] غَيْرِهِمَا ، وَلَا ادَّعَى
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسُ وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ - [ وَلَا أَحَدٌ ]
[57] مِمَّنْ يُحِبُّهُمَا - الْخِلَافَةَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا ، وَلَا أَنَّهُ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ . بَلْ وَلَا قَالَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ : إِنَّ فِي
قُرَيْشٍ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ : لَا مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ ، وَلَا مِنْ غَيْرِ
بَنِي هَاشِمٍ [58] . وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يَعْلَمُهُ
[59] الْعُلَمَاءُ الْعَالِمُونَ
[60] بِالْآثَارِ وَالسُّنَنِ وَالْحَدِيثِ ، وَهُوَ مَعْلُومٌ عِنْدَهُمْ بِالِاضْطِرَارِ .
وَقَدْ نُقِلَ عَنْ بَعْضِ
بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبِي سُفْيَانَ nindex.php?page=showalam&ids=2467وَخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ [61] ، أَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ لَا تَكُونَ الْخِلَافَةُ [ إِلَّا ]
[62] فِي
بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ،
[ ص: 520 ] وَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=7لِعُثْمَانَ nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٍّ [63] فَلَمْ يَلْتَفِتَا
[64] إِلَى مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، لِعِلْمِهِمَا وَعِلْمِ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ مِثْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ .
فَفِي الْجُمْلَةِ جَمِيعُ مَنْ نُقِلَ عَنْهُ مِنَ
الْأَنْصَارِ وَبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ [65] أَنَّهُ طَلَبَ تَوْلِيَةَ غَيْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، لَمْ يَذْكُرْ حُجَّةً دِينِيَّةً شَرْعِيَّةً ، وَلَا ذَكَرَ أَنَّ غَيْرَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ أَحَقُّ وَأَفْضَلُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، وَإِنَّمَا نَشَأَ كَلَامُهُ عَنْ حُبٍّ لِقَوْمِهِ وَقَبِيلَتِهِ ، وَإِرَادَةٍ مِنْهُ أَنْ تَكُونَ الْإِمَامَةُ
[66] فِي قَبِيلَتِهِ .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَيْسَ مِنَ الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَلَا الطُّرُقِ الدِّينِيَّةِ ، وَلَا هُوَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ
[67] وَرَسُولُهُ الْمُؤْمِنِينَ بِاتِّبَاعِهِ ، بَلْ هُوَ شُعْبَةٌ
[68] جَاهِلِيَّةٌ ، وَنَوْعُ عَصَبِيَّةٍ لِلْأَنْسَابِ
[69] وَالْقَبَائِلِ . وَهَذَا مِمَّا بَعَثَ اللَّهُ
مُحَمَّدًا [70] [ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]
[71] بِهَجْرِهِ وَإِبْطَالِهِ .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَنَّهُ
[72] قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=658558أَرْبَعٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي أُمَّتِي لَنْ يَدَعُوهُنَّ : الْفَخْرُ بِالْأَحْسَابِ ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ ، وَالِاسْتِقَاءُ بِالنُّجُومِ "
[73] .
[ ص: 521 ] وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=701129مَنْ سَمِعْتُمُوهُ يَتَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أُمِّهِ وَلَا تَكْنُوا [74] " .
وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=689226إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ ، النَّاسُ رَجُلَانِ : مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ "
[75] .
وَأَمَّا كَوْنُ
nindex.php?page=treesubj&link=31576الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ ، فَلَمَّا كَانَ هَذَا مِنْ شَرْعِهِ وَدِينِهِ
[76] ، كَانَتِ النُّصُوصُ بِذَلِكَ مَعْرُوفَةً مَنْقُولَةً مَأْثُورَةً يَذْكُرُهَا الصَّحَابَةُ . بِخِلَافِ
[ ص: 522 ] كَوْنِ الْخِلَافَةِ فِي بَطْنٍ مِنْ
قُرَيْشٍ أَوْ غَيْرِ
قُرَيْشٍ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِيهِ نَصًّا ، بَلْ وَلَا قَالَ أَحَدٌ : إِنَّهُ [ كَانَ ] فِي
قُرَيْشٍ [77] مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ فِي دِينِ اللَّهِ وَشَرْعِهِ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ .
وَمِثْلُ هَذِهِ الْأُمُورِ كُلَّمَا تَدَبَّرَهَا الْعَالِمُ ، وَتَدَبَّرَ
[78] النُّصُوصَ الثَّابِتَةَ وَسِيَرَ
[79] الصَّحَابَةِ ، حَصَلَ لَهُ عُلُومٌ ضَرُورِيَّةٌ لَا يُمْكِنُهُ دَفْعُهَا عَنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْأُمُورِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ مُقَدَّمٌ عَلَى غَيْرِهِ ، وَأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ أَحَقَّ بِخِلَافَةِ النُّبُوَّةِ ، وَأَنَّ الْأَمْرَ فِي ذَلِكَ بَيِّنٌ ظَاهِرٌ عِنْدَهُمْ ، لَيْسَ فِيهِ اشْتِبَاهٌ عَلَيْهِمْ ؛ وَلِهَذَا قَالَ [ رَسُولُ اللَّهِ ]
[80] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=937719يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ " .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَهُمْ بِفَضْلِهِ وَتَقَدُّمِهِ ، إِنَّمَا اسْتَفَادُوهُ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأُمُورٍ سَمِعُوهَا وَعَايَنُوهَا ، [ وَ ] حَصَلَ
[81] بِهَا لَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا عَلِمُوا [ بِهِ ]
[82] أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقَ أَحَقُّ الْأُمَّةِ بِخِلَافَةِ نَبِيِّهِمْ ، وَأَفْضَلُهُمْ عِنْدَ نَبِيِّهِمْ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُشَابِهُهُ حَتَّى يَحْتَاجَ فِي ذَلِكَ إِلَى مُنَاظَرَةٍ .
[ ص: 523 ] وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ قَطُّ
[83] : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ [ بْنَ الْخَطَّابِ ]
[84] ، أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ ، أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا ، [ أَوْ غَيْرَهُمْ ]
[85] أَفْضَلُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، أَوْ أَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ مِنْهُ . وَكَيْفَ يَقُولُونَ
[86] ذَلِكَ ، وَهُمْ دَائِمًا يَرَوْنَ مِنْ تَقْدِيمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ عَلَى غَيْرِهِ ، وَتَفْضِيلِهِ لَهُ ، وَتَخْصِيصِهِ بِالتَّعْظِيمِ ، مَا قَدْ ظَهَرَ لِلْخَاصِّ وَالْعَامِّ ؟ ! حَتَّى أَنَّ أَعْدَاءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُنَافِقِينَ ، يَعْلَمُونَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ مِنَ الِاخْتِصَاصِ مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِ .
كَمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ يَوْمَ
أُحُدٍ . قَالَ : أَفِي الْقَوْمِ
مُحَمَّدٌ ؟ أَفِي الْقَوْمِ
مُحَمَّدٌ ؟ ثَلَاثًا . ثُمَّ قَالَ : أَفِي الْقَوْمِ
nindex.php?page=showalam&ids=1ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ أَفِي الْقَوْمِ
nindex.php?page=showalam&ids=1ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ [ أَفِي الْقَوْمِ
nindex.php?page=showalam&ids=1ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ]
[87] ؟ ثُمَّ قَالَ
[88] أَفِي الْقَوْمِ
ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ أَفِي الْقَوْمِ
ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ [ أَفِي الْقَوْمِ
ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ ]
[89] وَكُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[90] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653737لَا تُجِيبُوهُ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ
[91] كَمَا سَيَأْتِي ذِكْرُهُ بِتَمَامِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
[92] .
[ ص: 524 ] حَتَّى إِنِّي أَعْلَمُ طَائِفَةً مِنْ حُذَّاقِ الْمُنَافِقِينَ مِمَّنْ يَقُولُ : إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ رَجُلًا عَاقِلًا أَقَامَ الرِّيَاسَةَ بِعَقْلِهِ وَحِذْقِهِ ، يَقُولُونَ : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ كَانَ مُبَاطِنًا لَهُ عَلَى ذَلِكَ يَعْلَمُ أَسْرَارَهُ عَلَى ذَلِكَ ، بِخِلَافِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٍّ .
فَقَدْ ظَهَرَ لِعَامَّةِ الْخَلَائِقِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]
[93] كَانَ أَخَصَّ النَّاسِ
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهَذَا النَّبِيُّ وَهَذَا صِدِّيقُهُ ، فَإِذَا كَانَ
مُحَمَّدٌ أَفْضَلَ النَّبِيِّينَ فَصِدِّيقُهُ أَفْضَلُ الصِّدِّيقِينَ .
nindex.php?page=treesubj&link=33696فَخِلَافَةُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ دَلَّتِ النُّصُوصُ الصَّحِيحَةُ عَلَى صِحَّتِهَا وَثُبُوتِهَا وَرِضَا اللَّهِ وَرَسُولِ [ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] لَهُ
[94] بِهَا ، وَانْعَقَدَتْ بِمُبَايَعَةِ الْمُسْلِمِينَ لَهُ وَاخْتِيَارِهِمْ إِيَّاهُ اخْتِيَارًا اسْتَنَدُوا فِيهِ إِلَى مَا عَلِمُوهُ مِنْ تَفْضِيلِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَأَنَّهُ أَحَقُّهُمْ بِهَذَا الْأَمْرِ عِنْدَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَصَارَتْ ثَابِتَةً بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ جَمِيعًا .
وَلَكِنَّ النَّصَّ دَلَّ عَلَى رِضَا اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِهَا
[95] ، وَأَنَّهَا حَقٌّ ، وَأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِهَا وَقَدَّرَهَا ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَخْتَارُونَهَا ، وَكَانَ هَذَا أَبْلَغَ مِنْ مُجَرَّدِ الْعَهْدِ بِهَا ؛ لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ يَكُونُ طَرِيقُ ثُبُوتِهَا مُجَرَّدَ الْعَهْدِ .
وَأَمَّا إِذَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدِ اخْتَارُوهُ مِنْ غَيْرِ عَهْدٍ ، وَدَلَّتِ النُّصُوصُ عَلَى صَوَابِهِمْ فِيمَا فَعَلُوهُ ، وَرِضَا اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِذَلِكَ ، كَانَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى
[ ص: 525 ] أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقَ كَانَ
[96] فِيهِ مِنَ الْفَضَائِلِ الَّتِي بَانَ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ ، مَا عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ بِهِ أَنَّهُ أَحَقُّهُمْ بِالْخِلَافَةِ ، وَأَنَّ
[97] ذَلِكَ لَا يُحْتَاجُ فِيهِ إِلَى عَهْدٍ خَاصٍّ .
كَمَا قَالَ
[98] النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ ، [ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=912355ادْعِي لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ، وَيَقُولَ قَائِلٌ : أَنَا أَوْلَى ، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ " . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ . وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=655234لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ ، أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ ، وَيَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ "
[99] .
فَبَيَّنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَكْتُبَ كِتَابًا خَوْفًا ، ثُمَّ عَلِمَ أَنَّ الْأَمْرَ وَاضِحٌ ظَاهِرٌ لَيْسَ مِمَّا يُقْبَلُ النِّزَاعُ فِيهِ ، وَالْأُمَّةُ حَدِيثَةُ عَهْدٍ بِنَبِيِّهَا ، وَهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=30231خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ، وَأَفْضَلُ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، فَلَا يَتَنَازَعُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ الْوَاضِحِ الْجَلِيِّ ، فَإِنَّ النِّزَاعَ إِنَّمَا يَكُونُ لِخَفَاءِ الْعِلْمِ أَوْ لِسُوءِ الْقَصْدِ ، وَكِلَا الْأَمْرَيْنِ مُنْتَفٍ ، فَإِنَّ الْعِلْمَ بِفَضِيلَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ جَلِيٌّ ، وَسُوءَ الْقَصْدِ لَا يَقَعُ مِنْ جُمْهُورِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ الْقُرُونِ ]
[100] ؛ وَلِهَذَا قَالَ
[101] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=937719يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ " ، فَتَرَكَ ذَلِكَ لِعِلْمِهِ بِأَنَّ [ ظُهُورَ ]
[102] [ ص: 526 ] فَضِيلَةِ [
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ] الصِّدِّيقِ [103] وَاسْتِحْقَاقِهِ
[104] لِهَذَا الْأَمْرِ يُغْنِي عَنِ الْعَهْدِ فَلَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ ، فَتَرَكَهُ لِعَدَمِ الْحَاجَةِ وَظُهُورِ فَضِيلَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ وَاسْتِحْقَاقِهِ ، وَهَذَا أَبْلَغُ مِنَ الْعَهْدِ .