الوجه الخامس : أنه يقال : قد ثبت
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي [ بن أبي طالب - رضي الله عنه - ]
[1] ،
nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين ،
وعلي بن الحسين ، وابنه
محمد ،
وجعفر ابن محمد من
nindex.php?page=treesubj&link=28818_28833المناقب والفصائل ما لم يذكره هذا [ المصنف ]
[2] الرافضي . وذكر أشياء من الكذب تدل على جهل ناقلها ، مثل قوله : نزل في حقهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32366_31309_28818هل أتى ) ، فإن سورة :
[3] (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى ) مكية باتفاق العلماء ، وعلي إنما تزوج
nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بالمدينة بعد الهجرة ، ولم يدخل بها إلا بعد غزوة
بدر ، وولد له
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن في السنة الثالثة
[4] من الهجرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين في [ السنة ]
[5] الرابعة من الهجرة بعد نزول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى ) بسنين كثيرة .
فقول القائل : إنها نزلت فيهم من الكذب الذي لا يخفى على من له علم بنزول القرآن وعلم بأحوال
[6] هؤلاء
[7] السادة الأخيار .
[ ص: 21 ] وأما آية الطهارة فليس فيها إخبار
nindex.php?page=treesubj&link=28816_28818بطهارة أهل البيت وذهاب الرجس عنهم ، وإنما فيها الأمر لهم بما يوجب طهارتهم وذهاب الرجس عنهم . فإن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [ سورة الأحزاب : 33 ] ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ) [ سورة المائدة : 6 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ) [ سورة النساء ، 26 - 28 ] .
فالإرادة هنا متضمنة للأمر والمحبة والرضا
[8] ، وليست هي المشيئة المستلزمة لوقوع المراد ، فإنه لو كان كذلك لكان قد طهر
[9] كل من أراد الله طهارته . وهذا على قول هؤلاء القدرية
الشيعة أوجه ، فإن عندهم أن الله يريد ما لا يكون ، ويكون ما لا يريد .
فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) إذا كان هذا بفعل المأمور وترك المحظور ، كان
[10] ذلك متعلقا بإرادتهم وأفعالهم ، فإن فعلوا ما أمروا به طهروا وإلا فلا .
وهم يقولون : إن الله لا يخلق أفعالهم ، ولا يقدر على تطهيرهم
[11] وإذهاب الرجس عنهم
[12] وأما المثبتون للقدر فيقولون : إن الله قادر على ذلك
[13] ،
[ ص: 22 ] فإذا ألهمهم فعل ما أمر ، وترك ما حظر حصلت
[14] الطهارة وذهاب الرجس .
ومما يبين أن هذا مما أمروا به لا مما أخبروا بوقوعه
[15] ، ما ثبت في الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=666089أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أدار الكساء على nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة [16] nindex.php?page=showalam&ids=35وحسن nindex.php?page=showalam&ids=17وحسين ، ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " . وهذا الحديث رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، ورواه أهل السنن عن
أم سلمة [17]
وهو يدل على [ ضد ]
[18] قول
الرافضة من وجهين : أحدهما : أنه دعا لهم بذلك ، وهذا دليل على أن الآية لم تخبر بوقوع ذلك
[19] ، فإنه لو كان قد
[20] وقع
[ ص: 23 ] لكان يثني على الله بوقوعه ويشكره على ذلك ، لا يقتصر على مجرد الدعاء به
[21] .
الثاني : أن هذا يدل على
[22] أن الله قادر على إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم ، وذلك يدل على
[23] أنه خالق أفعال العباد . ومما يبين أن الآية متضمنة للأمر والنهي قوله في سياق الكلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=31ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ) [ سورة الأحزاب : 30 - 34 ] .
وهذا السياق يدل على أن ذلك
[24] أمر ونهي ، ويدل على أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيته ، فإن السياق إنما هو في مخاطبتهن
[25] ، ويدل على أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) عم غير أزواجه ،
nindex.php?page=showalam&ids=8كعلي nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة nindex.php?page=showalam&ids=35وحسن nindex.php?page=showalam&ids=17وحسين - رضي الله عنهم - ، لأنه
[26] ذكره بصيغة
[ ص: 24 ] التذكير لما اجتمع المذكر والمؤنث ، وهؤلاء خصوا بكونهم من أهل البيت من أزواجه
[27] ، فلهذا خصهم بالدعاء لما أدخلهم في الكساء ، كما أن
مسجد قباء أسس على التقوى ، ومسجده [ - صلى الله عليه وسلم -
[28] ] أيضا أسس على التقوى
[29] وهو أكمل في ذلك ، فلما نزل
[30] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) [ سورة التوبة : 108 ] بسبب مسجد
قباء ، تناول اللفظ لمسجد
قباء ولمسجده [ - صلى الله عليه وسلم - ]
[31] بطريق الأولى
[32] .
وقد تنازع العلماء :
nindex.php?page=treesubj&link=28819_31356هل أزواجه [33] من آله ؟ على قولين ، هما روايتان عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، أصحهما أنهن من آله وأهل بيته
[34] ، كما دل على ذلك ما في الصحيحين [ من ] قوله : " [ اللهم ] صل
[35] على
[36] محمد وعلى أزواجه وذريته
[37] " وهذا مبسوط في موضع آخر .
[ ص: 25 ] وأما مواليهن فليسوا من أهل بيته
[38] بلا نزاع ، فلهذا كانت الصدقة تباح
لبريرة . وأما
أبو رافع فكان من مواليهم ، فلهذا نهاه عن الصدقة ، لأن مولى القوم منهم ،
nindex.php?page=treesubj&link=23497وتحريم الصدقة عليهم هو من التطهير الذي أراده الله بهم ، فإن الصدقة
[39] أوساخ الناس .
وكذلك قوله في إيجاب
[40] المودة [ لهم ]
[41] غلط . فقد ثبت في الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير [42] أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ رضي الله عنهما ]
[43] سئل عن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=32366_28817_31354_28833قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) [ سورة الشورى : 23 ] ، قال : فقلت : إلا أن تودوا ذوي قربى
محمد [ - صلى الله عليه وسلم - ]
[44] . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : عجلت ، إنه
[45] لم يكن بطن من
[46] قريش إلا لرسول
[ ص: 26 ] الله - صلى الله عليه وسلم - منهم
[47] قرابة . فقال : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في القرابة التي بيني وبينكم
[48] .
nindex.php?page=showalam&ids=11فابن عباس كان من كبار أهل البيت وأعلمهم بتفسير القرآن ، وهذا تفسيره الثابت عنه . ويدل على ذلك أنه لم يقل إلا المودة لذوي
[49] القربى . ولكن قال : إلا المودة في القربى
[50] ألا ترى أنه لما أراد ذوي قرباه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) [ سورة الأنفال : 41 ] ، ولا يقال : المودة في ذوي
[51] القربى . وإنما يقال : المودة لذوي
[52] القربى . فكيف ( * وقد قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )
[53] ؟ ! .
ويبين ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يسأل أجرا أصلا ، إنما أجره * )
[54] على الله ، وعلى المسلمين موالاة أهل البيت لكن بأدلة أخرى غير
[ ص: 27 ] هذه الآية ، وليست موالاتنا لأهل البيت من أجر النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيء .
وأيضا فإن هذه الآية مكية ، ولم يكن علي بعد [ قد ]
[55] تزوج
nindex.php?page=showalam&ids=129بفاطمة ولا ولد له
[56] أولاد .
وأما آية الابتهال ففي الصحيح أنها لما نزلت أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة nindex.php?page=showalam&ids=35وحسن nindex.php?page=showalam&ids=17وحسين ليباهل بهم
[57] لكن خصهم بذلك ؛ لأنهم كانوا أقرب إليه من غيرهم ، فإنه لم يكن ولد ذكر إذ ذاك يمشي معه . ولكن كان يقول عن
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=652505إن ابني هذا سيد [58] " فهما ابناه ونساؤه
[59] [ إذ ]
[60] لم يكن قد
[61] بقي له بنت إلا
nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة - رضي الله عنها -
[62] ، فإن المباهلة كانت لما قدم وفد
نجران ، وهم نصارى ، وذلك كان بعد فتح
مكة ، بل كان سنة تسع ، وفيها نزل صدر آل عمران ، وفيها فرض
[ ص: 28 ] الحج ، وهي سنة الوفود . فإن
مكة لما فتحت سنة ثمان قدمت وفود العرب من كل ناحية ، فهذه الآية تدل على كمال اتصالهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كما دل على ذلك حديث الكساء ، ولكن هذا لا يقتضي أن يكون الواحد منهم أفضل من سائر المؤمنين ولا أعلم منهم ، لأن الفضيلة بكمال الإيمان والتقوى لا بقرب النسب .
كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [ سورة الحجرات : 13 ] . وقد ثبت أن
nindex.php?page=treesubj&link=31139_31179الصديق كان أتقى الأمة بالكتاب والسنة ، وتواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650446لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر خليلا "
[63] وهذا مبسوط في موضعه .
وأما ما نقله عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي [64] أنه كان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة ، فهذا يدل على جهله بالفضيلة وجهله بالواقع . أما أولا فلأن
[65] هذا ليس بفضيلة ، فإنه قد ثبت في الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=651070عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان لا يزيد في الليل على ثلاث عشرة ركعة [66] . وثبت عنه في الصحيح أنه قال
[ ص: 29 ] [ - صلى الله عليه وسلم - ]
[67] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=651063أفضل القيام قيام داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه "
[68] .
وثبت عنه أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=651064كان يقوم إذا سمع الصارخ [69] . وثبت عنه أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=654675بلغه أن رجالا يقول أحدهم : " أما أنا فأصوم ولا أفطر . ويقول الآخر : وأما أنا فأقوم ولا أنام . ويقول الآخر : أما أنا فلا آكل اللحم ، ويقول الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لكني أصوم [ ص: 30 ] وأفطر ، وأقوم وأنام ، وآكل اللحم ، أتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني "
[70] .
وثبت عنه في الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=651840أنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص لما بلغه أنه قال : لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت . [ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] [71] : " لا تفعل ، فإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ، ونفهت له النفس . إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولزورك عليك حقا ، ولزوجك عليك حقا ، فآت كل ذي حق حقه "
[72] .
فالمداومة على
nindex.php?page=treesubj&link=32840قيام جميع الليل [73] ليس بمستحب ، بل هو مكروه بسنة
[74] النبي - صلى الله عليه وسلم - الثابتة عنه . وهكذا مداومة صيام النهار ، فإن أفضل الصيام [ صيام
داود - عليه السلام - ]
[75] : صيام يوم وفطر يوم .
[ ص: 31 ] وأيضا فالذي ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه
كان يصلي في اليوم والليلة نحو أربعين ركعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي رضى الله عنه أعلم بسنته ، وأتبع لهديه من أن
[76] يخالفه
[77] هذه المخالفة لو كان ذلك ممكنا ، فكيف وصلاة ألف ركعة في اليوم والليلة ، مع القيام بسائر الواجبات غير ممكن ، فإنه لا بد له
[78] من أكل ونوم ، وقضاء حق أهل
[79] ، وقضاء حقوق الرعية ، وغير ذلك من الأمور التي تستوعب من
[80] الزمان إما النصف أو أقل أو أكثر . والساعة الواحدة لا تتسع لثمانين
[81] ركعة ، وما يقارب ذلك ، إلا أن يكون نقرا كنقر الغراب ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي أجل من أن
[82] يصلي
nindex.php?page=treesubj&link=30565_30563صلاة المنافقين ، كما ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=72402تلك صلاة ، تلك صلاة ، تلك صلاة المنافق [83] : يرقب [84] الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا "
[85] . وقد
[ ص: 32 ] نهى عن نقر كنقر الغراب
[86] ، فنقل مثل هذا عن علي يدل على جهل ناقله
[87] ، ثم إن
[88] إحياء الليل بالتهجد وقراءة القرآن في ركعة هو ثابت عن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - رضي الله عنه - ، فتهجده وتلاوته القرآن أظهر من غيره .
وأيضا فقوله : إن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب [89] كان أفضل الخلق بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوى مجردة ، ينازعه فيها
[90] جمهور المسلمين من الأولين والآخرين .
وقوله : جعله الله نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[91] حيث قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=61وأنفسنا وأنفسكم ) [ سورة آل عمران : 61 ] وواخاه
[92] .
فيقال : أما حديث المؤاخاة فباطل موضوع
[93] ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤاخ أحدا ، ولا آخى بين المهاجرين بعضهم مع
[94] بعض ، ولا بين
[ ص: 33 ] الأنصار بعضهم مع
[95] بعض ، ولكن آخى بين
المهاجرين والأنصار ، كما آخى بين
nindex.php?page=showalam&ids=3402سعد بن الربيع nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، وآخى بين
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ، كما ثبت ذلك في الصحيح
[96] وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=61وأنفسنا وأنفسكم ) فهذا مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ) [ سورة النور : 12 ] نزلت في قصة [
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - في ]
[97] الإفك
[98] فإن الواحد من المؤمنين من أنفس
[99] المؤمنين والمؤمنات .
وكذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=54فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) [ سورة
[ ص: 34 ] البقرة : 54 ] : أي يقتل بعضكم بعضا
[100] . ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=84وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ) [ سورة البقرة : 84 ] أي لا يخرج بعضكم بعضا
[101] فالمراد بالأنفس الإخوان : إما في النسب وإما في الدين
[102] .
وقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=666019قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي : " أنت مني وأنا منك "
[103] [ ص: 35 ] وقال
للأشعريين : " إن
الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو نفدت نفقة عيالهم
[104] بالمدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد ثم قسموه بينهم بالسوية ، هم مني وأنا منهم " وهذا في الصحيح
[105] ، والأول أيضا في الصحيح .
وفي الصحيح [ أيضا ]
[106] أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=699793قال لجليبيب [107] : " هذا مني وأنا منه [ هذا مني وأنا منه ] [108] " ،
[109] وهذا مبسوط في موضعه .
[ ص: 36 ] وأما تزويجه
nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة ففضيلة
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي ، كما أن تزويجه
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بابنتيه
[110] فضيلة
nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان أيضا ، ولذلك سمي
nindex.php?page=showalam&ids=7ذا النورين . وكذلك تزوجه بنت
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وبنت
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فضيلة لهما .
nindex.php?page=treesubj&link=31133_31271_31306_31370_31167فالخلفاء الأربعة أصهاره - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم .
الْوَجْهُ الْخَامِسُ : أَنَّهُ يُقَالُ : قَدْ ثَبَتَ
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيِّ [ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ]
[1] ،
nindex.php?page=showalam&ids=35وَالْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17وَالْحُسَيْنِ ،
وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَابْنِهِ
مُحَمَّدٍ ،
وَجَعْفَرِ ابْنِ مُحَمَّدٍ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28818_28833الْمَنَاقِبِ وَالْفَصَائِلِ مَا لَمْ يَذْكُرْهُ هَذَا [ الْمُصَنِّفُ ]
[2] الرَّافِضِيُّ . وَذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنَ الْكَذِبِ تَدُلُّ عَلَى جَهْلِ نَاقِلِهَا ، مِثْلَ قَوْلِهِ : نَزَلَ فِي حَقِّهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32366_31309_28818هَلْ أَتَى ) ، فَإِنَّ سُورَةَ :
[3] (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى ) مَكِّيَّةٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ ، وَعَلِيٌّ إِنَّمَا تَزَوَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا إِلَّا بَعْدَ غَزْوَةِ
بَدْرٍ ، وَوُلِدَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنُ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ
[4] مِنَ الْهِجْرَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17وَالْحُسَيْنُ فِي [ السَّنَةِ ]
[5] الرَّابِعَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ بَعْدَ نُزُولِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى ) بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ .
فَقَوْلُ الْقَائِلِ : إِنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِمْ مِنَ الْكَذِبِ الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ عِلْمٌ بِنُزُولِ الْقُرْآنِ وَعِلْمٌ بِأَحْوَالِ
[6] هَؤُلَاءِ
[7] السَّادَةِ الْأَخْيَارِ .
[ ص: 21 ] وَأَمَّا آيَةُ الطَّهَارَةِ فَلَيْسَ فِيهَا إِخْبَارٌ
nindex.php?page=treesubj&link=28816_28818بِطَهَارَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَذَهَابِ الرِّجْسِ عَنْهُمْ ، وَإِنَّمَا فِيهَا الْأَمْرُ لَهُمْ بِمَا يُوجِبُ طَهَارَتَهُمْ وَذَهَابَ الرِّجْسِ عَنْهُمْ . فَإِنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : 33 ] ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ) [ سُورَةُ الْمَائِدَةِ : 6 ] وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) [ سُورَةُ النِّسَاءِ ، 26 - 28 ] .
فَالْإِرَادَةُ هُنَا مُتَضَمِّنَةٌ لِلْأَمْرِ وَالْمَحَبَّةِ وَالرِّضَا
[8] ، وَلَيْسَتْ هِيَ الْمَشِيئَةَ الْمُسْتَلْزِمَةَ لِوُقُوعِ الْمُرَادِ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ قَدْ طَهُرَ
[9] كُلُّ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ طَهَارَتَهُ . وَهَذَا عَلَى قَوْلِ هَؤُلَاءِ الْقَدَرِيَّةِ
الشِّيعَةِ أَوْجَهُ ، فَإِنَّ عِنْدَهُمْ أَنَّ اللَّهَ يُرِيدُ مَا لَا يَكُونُ ، وَيَكُونُ مَا لَا يُرِيدُ .
فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) إِذَا كَانَ هَذَا بِفِعْلِ الْمَأْمُورِ وَتَرْكِ الْمَحْظُورِ ، كَانَ
[10] ذَلِكَ مُتَعَلِّقًا بِإِرَادَتِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ ، فَإِنْ فَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ طُهِّرُوا وَإِلَّا فَلَا .
وَهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْلُقُ أَفْعَالَهُمْ ، وَلَا يَقْدِرُ عَلَى تَطْهِيرِهِمْ
[11] وَإِذْهَابِ الرِّجْسِ عَنْهُمْ
[12] وَأَمَّا الْمُثْبِتُونَ لِلْقَدَرِ فَيَقُولُونَ : إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ
[13] ،
[ ص: 22 ] فَإِذَا أَلْهَمَهُمْ فِعْلَ مَا أَمَرَ ، وَتَرْكَ مَا حَظَرَ حَصَلَتِ
[14] الطَّهَارَةُ وَذَهَابُ الرِّجْسِ .
وَمِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ هَذَا مِمَّا أُمِرُوا بِهِ لَا مِمَّا أُخْبِرُوا بِوُقُوعِهِ
[15] ، مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=666089أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَدَارَ الْكِسَاءَ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=129وَفَاطِمَةَ [16] nindex.php?page=showalam&ids=35وَحَسَنٍ nindex.php?page=showalam&ids=17وَحُسَيْنٍ ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي ، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا " . وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، وَرَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ عَنْ
أُمِّ سَلَمَةَ [17]
وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى [ ضِدِّ ]
[18] قَوْلِ
الرَّافِضَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ دَعَا لَهُمْ بِذَلِكَ ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْآيَةَ لَمْ تُخْبِرْ بِوُقُوعِ ذَلِكَ
[19] ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ قَدْ
[20] وَقَعَ
[ ص: 23 ] لَكَانَ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ بِوُقُوعِهِ وَيَشْكُرُهُ عَلَى ذَلِكَ ، لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ الدُّعَاءِ بِهِ
[21] .
الثَّانِي : أَنَّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى
[22] أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى إِذْهَابِ الرِّجْسِ عَنْهُمْ وَتَطْهِيرِهِمْ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى
[23] أَنَّهُ خَالِقُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ . وَمِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ الْآيَةَ مُتَضَمِّنَةٌ لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ قَوْلُهُ فِي سِيَاقِ الْكَلَامِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=31وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) [ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : 30 - 34 ] .
وَهَذَا السِّيَاقُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ
[24] أَمْرٌ وَنَهْيٌ ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، فَإِنَّ السِّيَاقَ إِنَّمَا هُوَ فِي مُخَاطَبَتِهِنَّ
[25] ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) عَمَّ غَيْرَ أَزْوَاجِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=8كَعَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=129وَفَاطِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=35وَحَسَنٍ nindex.php?page=showalam&ids=17وَحُسَيْنٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - ، لِأَنَّهُ
[26] ذَكَرَهُ بِصِيغَةِ
[ ص: 24 ] التَّذْكِيرِ لَمَّا اجْتَمَعَ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ ، وَهَؤُلَاءِ خُصُّوا بِكَوْنِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ مِنْ أَزْوَاجِهِ
[27] ، فَلِهَذَا خَصَّهُمْ بِالدُّعَاءِ لَمَّا أَدْخَلَهُمْ فِي الْكِسَاءِ ، كَمَا أَنَّ
مَسْجِدَ قُبَاءَ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، وَمَسْجِدُهُ [ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[28] ] أَيْضًا أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى
[29] وَهُوَ أَكْمَلُ فِي ذَلِكَ ، فَلَمَّا نَزَلَ
[30] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 108 ] بِسَبَبِ مَسْجِدِ
قُبَاءَ ، تَنَاوَلَ اللَّفْظُ لِمَسْجِدِ
قُبَاءَ وَلِمَسْجِدِهِ [ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ]
[31] بِطْرِيقِ الْأَوْلَى
[32] .
وَقَدْ تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28819_31356هَلْ أَزْوَاجُهُ [33] مِنْ آلِهِ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ ، هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ ، أَصَحُّهُمَا أَنَّهُنَّ مِنْ آلِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ
[34] ، كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ [ مِنْ ] قَوْلِهِ : " [ اللَّهُمَّ ] صَلِّ
[35] عَلَى
[36] مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ
[37] " وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ .
[ ص: 25 ] وَأَمَّا مَوَالِيهِنَّ فَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ
[38] بِلَا نِزَاعٍ ، فَلِهَذَا كَانَتِ الصَّدَقَةُ تُبَاحُ
لِبَرِيرَةَ . وَأَمَّا
أَبُو رَافِعٍ فَكَانَ مِنْ مَوَالِيهِمْ ، فَلِهَذَا نَهَاهُ عَنِ الصَّدَقَةِ ، لِأَنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=23497وَتَحْرِيمُ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ هُوَ مِنَ التَّطْهِيرِ الَّذِي أَرَادَهُ اللَّهُ بِهِمْ ، فَإِنَّ الصَّدَقَةَ
[39] أَوْسَاخُ النَّاسِ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي إِيجَابِ
[40] الْمَوَدَّةِ [ لَهُمْ ]
[41] غَلَطٌ . فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ [42] أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]
[43] سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=32366_28817_31354_28833قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) [ سُورَةُ الشُّورَى : 23 ] ، قَالَ : فَقُلْتُ : إِلَّا أَنْ تَوَدُّوا ذَوِي قُرْبَى
مُحَمَّدٍ [ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ]
[44] . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : عَجَّلْتَ ، إِنَّهُ
[45] لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ
[46] قُرَيْشٍ إِلَّا لِرَسُولِ
[ ص: 26 ] اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهُمْ
[47] قَرَابَةٌ . فَقَالَ : قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي فِي الْقَرَابَةِ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
[48] .
nindex.php?page=showalam&ids=11فَابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَأَعْلَمِهِمْ بِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ، وَهَذَا تَفْسِيرُهُ الثَّابِتُ عَنْهُ . وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِلَّا الْمَوَدَّةَ لِذَوِي
[49] الْقُرْبَى . وَلَكِنْ قَالَ : إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى
[50] أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ ذَوِي قُرْبَاهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) [ سُورَةُ الْأَنْفَالِ : 41 ] ، وَلَا يُقَالُ : الْمَوَدَّةُ فِي ذَوِي
[51] الْقُرْبَى . وَإِنَّمَا يُقَالُ : الْمَوَدَّةُ لِذَوِي
[52] الْقُرْبَى . فَكَيْفَ ( * وَقَدْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )
[53] ؟ ! .
وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّ الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَسْأَلُ أَجْرًا أَصْلًا ، إِنَّمَا أَجْرُهُ * )
[54] عَلَى اللَّهِ ، وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ مُوَالَاةُ أَهْلِ الْبَيْتِ لَكِنْ بِأَدِلَّةٍ أُخْرَى غَيْرِ
[ ص: 27 ] هَذِهِ الْآيَةِ ، وَلَيْسَتْ مُوَالَاتُنَا لِأَهْلِ الْبَيْتِ مَنْ أَجْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَيْءٍ .
وَأَيْضًا فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَكِّيَّةٌ ، وَلَمْ يَكُنْ عَلِيٌّ بَعْدُ [ قَدْ ]
[55] تَزَوَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=129بِفَاطِمَةَ وَلَا وُلِدَ لَهُ
[56] أَوْلَادٌ .
وَأَمَّا آيَةُ الِابْتِهَالِ فَفِي الصَّحِيحِ أَنَّهَا لَمَّا نَزَلَتْ أَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=129وَفَاطِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=35وَحَسَنٍ nindex.php?page=showalam&ids=17وَحُسَيْنٍ لِيُبَاهِلَ بِهِمْ
[57] لَكِنْ خَصَّهُمْ بِذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ وُلِدَ ذَكَرٌ إِذْ ذَاكَ يَمْشِي مَعَهُ . وَلَكِنْ كَانَ يَقُولُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=652505إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ [58] " فَهُمَا ابْنَاهُ وَنِسَاؤُهُ
[59] [ إِذْ ]
[60] لَمْ يَكُنْ قَدْ
[61] بَقِيَ لَهُ بِنْتٌ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -
[62] ، فَإِنَّ الْمُبَاهَلَةَ كَانَتْ لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ
نَجْرَانَ ، وَهُمْ نَصَارَى ، وَذَلِكَ كَانَ بَعْدَ فَتْحِ
مَكَّةَ ، بَلْ كَانَ سَنَةَ تِسْعٍ ، وَفِيهَا نَزَلَ صَدْرُ آلِ عِمْرَانَ ، وَفِيهَا فُرِضَ
[ ص: 28 ] الْحَجُّ ، وَهِيَ سَنَةُ الْوُفُودِ . فَإِنَّ
مَكَّةَ لَمَّا فُتِحَتْ سَنَةَ ثَمَانٍ قَدِمَتْ وُفُودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ، فَهَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى كَمَالِ اتِّصَالِهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ الْكِسَاءِ ، وَلَكِنَّ هَذَا لَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ أَفْضَلَ مِنْ سَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا أَعْلَمَ مِنْهُمْ ، لِأَنَّ الْفَضِيلَةَ بِكَمَالِ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى لَا بِقُرْبِ النَّسَبِ .
كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) [ سُورَةُ الْحُجُرَاتِ : 13 ] . وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31139_31179الصِّدِّيقَ كَانَ أَتْقَى الْأُمَّةِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَتَوَاتَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650446لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا "
[63] وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ .
وَأَمَّا مَا نَقَلَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ [64] أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَهْلِهِ بِالْفَضِيلَةِ وَجَهْلِهِ بِالْوَاقِعِ . أَمَّا أَوَّلًا فَلِأَنَّ
[65] هَذَا لَيْسَ بِفَضِيلَةٍ ، فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=651070عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ لَا يَزِيدُ فِي اللَّيْلِ عَلَى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً [66] . وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ
[ ص: 29 ] [ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ]
[67] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=651063أَفْضَلُ الْقِيَامِ قِيَامُ دَاوُدَ ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ "
[68] .
وَثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=651064كَانَ يَقُومُ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ [69] . وَثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=654675بَلَغَهُ أَنَّ رِجَالًا يَقُولُ أَحَدُهُمْ : " أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ . وَيَقُولُ الْآخَرُ : وَأَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَلَا أَنَامُ . وَيَقُولُ الْآخَرُ : أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ اللَّحْمَ ، وَيَقُولُ الْآخَرُ : أَمَّا أَنَا فَلَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ . فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " لَكِنِّي أَصُومُ [ ص: 30 ] وَأُفْطِرُ ، وَأَقُومُ وَأَنَامُ ، وَآكُلُ اللَّحْمَ ، أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي "
[70] .
وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=651840أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّهُ قَالَ : لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ . [ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ] [71] : " لَا تَفْعَلْ ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ ، وَنَفَهَتْ لَهُ النَّفْسُ . إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَآتِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ "
[72] .
فَالْمُدَاوَمَةُ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32840قِيَامِ جَمِيعِ اللَّيْلِ [73] لَيْسَ بِمُسْتَحَبٍّ ، بَلْ هُوَ مَكْرُوهٌ بِسُنَّةِ
[74] النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الثَّابِتَةِ عَنْهُ . وَهَكَذَا مُدَاوَمَةُ صِيَامِ النَّهَارِ ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَامِ [ صِيَامُ
دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ]
[75] : صِيَامُ يَوْمٍ وَفِطْرُ يَوْمٍ .
[ ص: 31 ] وَأَيْضًا فَالَّذِي ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ
كَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ نَحْوَ أَرْبَعِينَ رَكْعَةً ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٌّ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ أَعْلَمُ بِسُنَّتِهِ ، وَأَتْبَعُ لِهَدْيِهِ مِنْ أَنْ
[76] يُخَالِفَهُ
[77] هَذِهِ الْمُخَالَفَةَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ مُمْكِنًا ، فَكَيْفَ وَصَلَاةُ أَلْفِ رَكْعَةٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ، مَعَ الْقِيَامِ بِسَائِرِ الْوَاجِبَاتِ غَيْرُ مُمْكِنٍ ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ
[78] مِنْ أَكْلٍ وَنَوْمٍ ، وَقَضَاءِ حَقِّ أَهْلٍ
[79] ، وَقَضَاءِ حُقُوقِ الرَّعِيَّةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي تَسْتَوْعِبُ مِنَ
[80] الزَّمَانِ إِمَّا النِّصْفَ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ . وَالسَّاعَةُ الْوَاحِدَةُ لَا تَتَّسِعُ لِثَمَانِينَ
[81] رَكْعَةً ، وَمَا يُقَارِبُ ذَلِكَ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَقْرًا كَنَقْرِ الْغُرَابِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٌّ أَجَلُّ مِنْ أَنْ
[82] يُصَلِّيَ
nindex.php?page=treesubj&link=30565_30563صَلَاةَ الْمُنَافِقِينَ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=72402تِلْكَ صَلَاةُ ، تِلْكَ صَلَاةُ ، تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ [83] : يَرْقُبُ [84] الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا "
[85] . وَقَدْ
[ ص: 32 ] نَهَى عَنْ نَقْرٍ كَنَقْرِ الْغُرَابِ
[86] ، فَنَقْلُ مِثْلِ هَذَا عَنْ عَلِيٍّ يَدُلُّ عَلَى جَهْلِ نَاقِلِهِ
[87] ، ثُمَّ إِنَّ
[88] إِحْيَاءَ اللَّيْلِ بِالتَّهَجُّدِ وَقِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فِي رَكْعَةٍ هُوَ ثَابِتٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ، فَتَهَجُّدُهُ وَتِلَاوَتُهُ الْقُرْآنَ أَظْهَرُ مِنْ غَيْرِهِ .
وَأَيْضًا فَقَوْلُهُ : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ [89] كَانَ أَفْضَلَ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعْوَى مُجَرَّدَةٌ ، يُنَازِعُهُ فِيهَا
[90] جُمْهُورُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ .
وَقَوْلُهُ : جَعَلَهُ اللَّهُ نَفْسَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[91] حَيْثُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=61وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ) [ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ : 61 ] وَوَاخَاهُ
[92] .
فَيُقَالُ : أَمَّا حَدِيثُ الْمُؤَاخَاةِ فَبَاطِلٌ مَوْضُوعٌ
[93] ، فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُؤَاخِ أَحَدًا ، وَلَا آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضِهِمْ مَعَ
[94] بَعْضٍ ، وَلَا بَيْنَ
[ ص: 33 ] الْأَنْصَارِ بَعْضِهِمْ مَعَ
[95] بَعْضٍ ، وَلَكِنْ آخَى بَيْنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، كَمَا آخَى بَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=3402سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَآخَى بَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ
[96] وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=61وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ) فَهَذَا مِثْلَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=12لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ) [ سُورَةُ النُّورِ : 12 ] نَزَلَتْ فِي قِصَّةِ [
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي ]
[97] الْإِفْكِ
[98] فَإِنَّ الْوَاحِدَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِ
[99] الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=54فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) [ سُورَةُ
[ ص: 34 ] الْبَقَرَةِ : 54 ] : أَيْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
[100] . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=84وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ) [ سُورَةُ الْبَقَرَةِ : 84 ] أَيْ لَا يُخْرِجُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
[101] فَالْمُرَادُ بِالْأَنْفُسِ الْإِخْوَانُ : إِمَّا فِي النَّسَبِ وَإِمَّا فِي الدِّينِ
[102] .
وَقَدْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=666019قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ : " أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ "
[103] [ ص: 35 ] وَقَالَ
لِلْأَشْعَرِيِّينَ : " إِنَّ
الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ نَفِدَتْ نَفَقَةُ عِيَالِهِمْ
[104] بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ مَعَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ قَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ ، هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ " وَهَذَا فِي الصَّحِيحِ
[105] ، وَالْأَوَّلُ أَيْضًا فِي الصَّحِيحِ .
وَفِي الصَّحِيحِ [ أَيْضًا ]
[106] أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=699793قَالَ لِجُلَيْبِيبٍ [107] : " هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ [ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ ] [108] " ،
[109] وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ .
[ ص: 36 ] وَأَمَّا تَزْوِيجُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةَ فَفَضِيلَةٌ
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ ، كَمَا أَنَّ تَزْوِيجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بِابْنَتَيْهِ
[110] فَضِيلَةٌ
nindex.php?page=showalam&ids=7لِعُثْمَانَ أَيْضًا ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ
nindex.php?page=showalam&ids=7ذَا النُّورَيْنِ . وَكَذَلِكَ تَزَوُّجُهُ بِنْتَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، وَبِنْتَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ فَضِيلَةٌ لَهُمَا .
nindex.php?page=treesubj&link=31133_31271_31306_31370_31167فَالْخُلَفَاءُ الْأَرْبَعَةُ أَصْهَارُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ .