( حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17052محمود بن غيلان ، حدثنا
عبد الرزاق ، أخبرنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ) بالتصغير ( عن
nindex.php?page=showalam&ids=15883ربعي بن حراش ) بكسر الحاء المهملة ، "
وربعي " بكسر الراء وسكون الموحدة من التابعين ( عن
حذيفة قال :
nindex.php?page=treesubj&link=33173_24433كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى ) بالقصر وقد يمد أي : دخل بقصد النوم ومال ( إلى فراشه ) بكسر الفاء أي :
[ ص: 75 ] مضجعه ( قال : اللهم باسمك أموت وأحيا ) أي : باسمك اللهم أنام وأنتبه للقيام ، أو بذكر اسمك أحيا ما حييت وعليه أموت ، وقال
القرطبي : باسمك أموت ، يدل على أن الاسم هو المسمى أي : أنت تحييني وأنت تميتني وهو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى أي : سبح ربك ، وهكذا قال جل الشارحين قال : واستفدت من بعض المشايخ معنى آخر ، وهو أنه تعالى سمى نفسه بالأسماء الحسنى ، ومعانيها ثابتة له فكل ما ظهر في الوجود ، فهو صادر عن تلك المقتضيات ، فكأنه قال : باسمك المحيي أحيا ، وباسمك المميت أموت انتهى ملخصا .
والمعنى الذي صدر به أليق ، ولا يدل ذلك على أن الاسم غير المسمى ولا عينه ، ولا يحتمل أن يكون لفظ الاسم زائدا كما قال الشاعر :
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
.
كذا أفاده
العسقلاني ، وأقول المعنى الذي ألحق به هو الحق ، وبالقبول أحق لكن الأظهر في هذا المقام أن القصد ، والمرام هو أن يكون مباشرا لذكر اسمه حال نومه ، ويقظته ، ووقت حياته ومماته (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345555وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا ) أي : أيقظنا ( بعدما أماتنا ) أي : أنامنا ( وإليه النشور ) أي : التفرق في أمر المعاش كالافتراق حال المعاد ، وقيل النشر هو الحياة بعد الموت ، ومعنى كون النشور إليه أنه من عنده تعالى ، لا مدخل فيه لغيره سبحانه ، قال بعضهم : النفس التي تفارق الإنسان عند النوم وهي التي للتمييز ، والتي تفارق عند الموت هي التي للحياة ، وهي التي تزول معه النفس كما حقق في قوله سبحانه وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية وسمي النوم موتا ; لأنه يزول معه العقل ، والحركة تمثيلا وتشبيها ، وقيل الموت في كلام العرب يطلق على السكون يقال ماتت الريح إذا سكنت ، فيحتمل أن يكون أطلق الموت على النائم بمعنى إرادة سكون حركته كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه وقد يستعمل في زوال القوة العاقلة ، وهي الجهالة كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أومن كان ميتا فأحييناه وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80لا تسمع الموتى ومنه حديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345556مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه ، مثل الحي والميت " رواه الشيخان وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة كالفقر والذل والسؤال والهرم والمعصية وغير ذلك .
وقال
الطيبي : ولا ارتياب أن انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو بتحري رضا الله تعالى ، وتوخي طاعته والاجتناب عن سخطه وعقوبته فمن نام زال عنه هذا الانتفاع ولم يأخذ نصيب حياته فكان كالميت ، فكان الحمد لله شكرا لنيل هذه النعمة وزوال تلك المضرة وهذا التأويل ينتظم مع قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15وإليه النشور أي : وإليه المرجع في نيل الثواب مما نكتسبه في حياتنا هذه ، وقال
النووي : المراد بإماتتنا النوم ، وأما النشور فهو الإحياء للبعث يوم القيامة فنبه - صلى الله عليه وسلم - بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو شبيه بالموت على إثبات البعث بعد الموت ، وهذا والذكر في بدء نومه والدعاء بعد يقظته مشعر بأنه ينبغي أن يكون السالك عند نومه يشتغل بالذكر لأنه خاتمة أمره وعمله ، وعند تنبيهه يقوم بحمد الله تعالى وشكره على فضله ويتذكر باليقظة بعد النوم البعث بعد الموت ، وأن يعلم أن مرجع الخلق كله إلى مولاه بل لا موجود في نظر العارف سواه ، فلا تغفل عنه في
[ ص: 76 ] حال من الأحوال ويترك غير ذكره وشكره من الأشغال .
( حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17052مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ) بِالتَّصْغِيرِ ( عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15883رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ) بِكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، "
وَرِبْعِيٌّ " بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ مِنَ التَّابِعِينَ ( عَنْ
حُذَيْفَةَ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33173_24433كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَوَى ) بِالْقَصْرِ وَقَدْ يُمَدُّ أَيْ : دَخَلَ بِقَصْدِ النَّوْمِ وَمَالَ ( إِلَى فِرَاشِهِ ) بِكَسْرِ الْفَاءِ أَيْ :
[ ص: 75 ] مَضْجَعِهِ ( قَالَ : اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا ) أَيْ : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَنَامُ وَأَنْتَبِهُ لِلْقِيَامِ ، أَوْ بِذِكْرِ اسْمِكَ أَحْيَا مَا حَيِيتُ وَعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وَقَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : بِاسْمِكَ أَمُوتُ ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الِاسْمَ هُوَ الْمُسَمَّى أَيْ : أَنْتَ تُحْيِينِي وَأَنْتَ تُمِيتُنِي وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى أَيْ : سَبِّحْ رَبَّكَ ، وَهَكَذَا قَالَ جُلُّ الشَّارِحِينَ قَالَ : وَاسْتَفَدْتُ مِنْ بَعْضِ الْمَشَايِخِ مَعْنًى آخَرَ ، وَهُوَ أَنَّهُ تَعَالَى سَمَّى نَفْسَهُ بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ، وَمَعَانِيهَا ثَابِتَةٌ لَهُ فَكُلُّ مَا ظَهَرَ فِي الْوُجُودِ ، فَهُوَ صَادِرٌ عَنْ تِلْكَ الْمُقْتَضَيَاتِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : بِاسْمِكَ الْمُحْيِي أَحْيَا ، وَبِاسْمِكَ الْمُمِيتِ أَمُوتُ انْتَهَى مُلَخَّصًا .
وَالْمَعْنَى الَّذِي صَدَرَ بِهِ أَلْيَقُ ، وَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الِاسْمَ غَيْرَ الْمُسَمَّى وَلَا عَيْنَهُ ، وَلَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لَفْظُ الِاسْمِ زَائِدًا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا
.
كَذَا أَفَادَهُ
الْعَسْقَلَانِيُّ ، وَأَقُولُ الْمَعْنَى الَّذِي أُلْحِقَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ ، وَبِالْقَبُولِ أَحَقُّ لَكِنَّ الْأَظْهَرَ فِي هَذَا الْمَقَامِ أَنَّ الْقَصْدَ ، وَالْمَرَامَ هُوَ أَنْ يَكُونَ مُبَاشِرًا لِذِكْرِ اسْمِهِ حَالَ نَوْمِهِ ، وَيَقَظَتِهِ ، وَوَقْتِ حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345555وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا ) أَيْ : أَيْقَظَنَا ( بَعْدَمَا أَمَاتَنَا ) أَيْ : أَنَامَنَا ( وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) أَيِ : التَّفَرُّقُ فِي أَمْرِ الْمَعَاشِ كَالِافْتِرَاقِ حَالَ الْمَعَادِ ، وَقِيلَ النَّشْرُ هُوَ الْحَيَاةُ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَمَعْنَى كَوْنِ النُّشُورِ إِلَيْهِ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِهِ تَعَالَى ، لَا مَدْخَلَ فِيهِ لِغَيْرِهِ سُبْحَانَهُ ، قَالَ بَعْضُهُمْ : النَّفْسُ الَّتِي تُفَارِقُ الْإِنْسَانَ عِنْدَ النَّوْمِ وَهِيَ الَّتِي لِلتَّمْيِيزِ ، وَالَّتِي تُفَارِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ هِيَ الَّتِي لِلْحَيَاةِ ، وَهِيَ الَّتِي تَزُولُ مَعَهُ النَّفْسُ كَمَا حُقِّقَ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا الْآيَةَ وَسُمِّيَ النَّوْمُ مَوْتًا ; لِأَنَّهُ يَزُولُ مَعَهُ الْعَقْلُ ، وَالْحَرَكَةُ تَمْثِيلًا وَتَشْبِيهًا ، وَقِيلَ الْمَوْتُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يُطْلَقُ عَلَى السُّكُونِ يُقَالُ مَاتَتِ الرِّيحُ إِذَا سَكَنَتْ ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أُطْلِقَ الْمَوْتُ عَلَى النَّائِمِ بِمَعْنَى إِرَادَةِ سُكُونِ حَرَكَتِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي زَوَالِ الْقُوَّةِ الْعَاقِلَةِ ، وَهِيَ الْجَهَالَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَمِنْهُ حَدِيثُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345556مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ " رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَدْ يُسْتَعَارُ الْمَوْتُ لِلْأَحْوَالِ الشَّاقَّةِ كَالْفَقْرِ وَالذُّلِّ وَالسُّؤَالِ وَالْهِرَمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَقَالَ
الطِّيبِيُّ : وَلَا ارْتِيَابَ أَنَّ انْتِفَاعَ الْإِنْسَانِ بِالْحَيَاةِ إِنَّمَا هُوَ بِتَحَرِّي رِضَا اللَّهِ تَعَالَى ، وَتَوَخِّي طَاعَتِهِ وَالِاجْتِنَابِ عَنْ سُخْطِهِ وَعُقُوبَتِهِ فَمَنْ نَامَ زَالَ عَنْهُ هَذَا الِانْتِفَاعُ وَلَمْ يَأْخُذْ نَصِيبَ حَيَاتِهِ فَكَانَ كَالْمَيِّتِ ، فَكَانَ الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْرًا لِنَيْلِ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَزَوَالِ تِلْكَ الْمَضَرَّةِ وَهَذَا التَّأْوِيلُ يَنْتَظِمُ مَعَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15وَإِلَيْهِ النُّشُورُ أَيْ : وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ فِي نَيْلِ الثَّوَابِ مِمَّا نَكْتَسِبُهُ فِي حَيَاتِنَا هَذِهِ ، وَقَالَ
النَّوَوِيُّ : الْمُرَادُ بِإِمَاتَتِنَا النَّوْمُ ، وَأَمَّا النُّشُورُ فَهُوَ الْإِحْيَاءُ لِلْبَعْثِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنَبَّهَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِعَادَةِ الْيَقَظَةِ بَعْدَ النَّوْمِ الَّذِي هُوَ شَبِيهٌ بِالْمَوْتِ عَلَى إِثْبَاتِ الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَهَذَا وَالذِّكْرُ فِي بَدْءِ نَوْمِهِ وَالدُّعَاءُ بَعْدَ يَقَظَتِهِ مُشْعِرٌ بِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ السَّالِكُ عِنْدَ نَوْمِهِ يَشْتَغِلُ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ خَاتِمَةُ أَمْرِهِ وَعَمَلِهِ ، وَعِنْدَ تَنْبِيهِهِ يَقُومُ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى وَشُكْرِهِ عَلَى فَضْلِهِ وَيَتَذَكَّرُ بِالْيَقَظَةِ بَعْدَ النَّوْمِ الْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَرْجِعَ الْخَلْقِ كُلِّهِ إِلَى مَوْلَاهُ بَلْ لَا مَوْجُودَ فِي نَظَرِ الْعَارِفِ سِوَاهُ ، فَلَا تَغْفَلُ عَنْهُ فِي
[ ص: 76 ] حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ وَيَتْرُكُ غَيْرَ ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ مِنَ الْأَشْغَالِ .