حدثنا
محمد بن الحسين بن موسى قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14333محمد بن عبد الله الرازي ، يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14000أبا محمد الجريري ، يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد ، يقول : " ما أخذنا
[ ص: 278 ] التصوف عن القال والقيل ، لكن عن الجوع وترك الدنيا ، وقطع المألوفات ، والمستحسنات ؛ لأن
nindex.php?page=treesubj&link=29404التصوف هو صفاء المعاملة مع الله ، وأصله العزوف عن الدنيا ، كما قال
حارثة : عزفت نفسي عن الدنيا ، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري " .
حدثنا
محمد بن الحسين قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=11943أبا بكر الرازي يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14000أبا محمد الجريري يقول : سمعت
الجنيد يقول لرجل ذكر المعرفة فقال الرجل :
nindex.php?page=treesubj&link=29411_29533_29535أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقرب إلى الله ، فقال
الجنيد : " إن هذا قول قوم تكلموا بإسقاط الأعمال ، وهذه عندي عظيمة والذي يسرق ويزني أحسن حالا من الذي يقول هذا وإن العارفين بالله أخذوا الأعمال عن الله ، وإليه رجعوا فيها ولو بقيت ألف عام لم أنقص من أعمال البر ذرة إلا أن يحال بي دونها وإنه لأوكد في معرفتي وأقوى في حالي " .
أخبرنا
جعفر بن محمد في كتابه ، وحدثني عنه
محمد بن إبراهيم قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد ، يقول : " حاجة العارفين إلى كلاءته ورعايته ، قال الله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن ) ، ونجح قضاء كل حاجة من الدنيا تركها ، وفتح كل باب شريف بذل المجهود ، قال : ورأيت
الجنيد في المنام فقلت : أليس كلام الأنبياء إشارات عن مشاهدات ؟ فتبسم ، وقال : كلام الأنبياء بناء عن حضور ،
nindex.php?page=treesubj&link=29411وكلام الصديقين إشارات عن مشاهدات ، قال : وكتب
الجنيد إلى بعض إخوانه : من أشار إلى الله ، وسكن إلى غيره ابتلاه الله وحجب ذكره عن قلبه وأجراه على لسانه فإنه انتبه ، وانقطع عمن سكن إليه ، ورجع إلى من أشار إليه ، كشف الله ما به من المحن والبلوى فإن دام نزع الله على سكونه من قلوب الخلق الرحمة عليه وألبس لباس الطمع لتزداد مطالبته منهم مع فقدان الرحمة من قلوبهم فتصير حياته عجزا وموته كدا ومعاده أسفا ، ونحن نعوذ بالله من السكون إلى غيره " .
وقال
الجنيد : " لو
nindex.php?page=treesubj&link=30491_30495_30509أقبل صادق على الله ألف ألف سنة ، ثم أعرض عنه لحظة كان ما فاته أكثر مما ناله " ، وقال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=14021للجنيد :
nindex.php?page=treesubj&link=29416علام يتأسف المحب ؟ قال : على زمان بسط أورث قبضا ، أو زمان أنس أورث وحشة ؟ وأنشأ يقول :
[ ص: 279 ] قد كان لي مشرب يصفو برؤيتكم فكدرته يد الأيام حين صفا
كتب إلي
جعفر بن محمد ، وأخبرني عنه
يوسف بن محمد القواس قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد ، يقول : " إن الله عز وجل
nindex.php?page=treesubj&link=18248_18274_19695_19702_30481يخلص إلى القلوب من بره حسبما خلصت القلوب به إليه من ذكره فانظر ماذا خالط قلبك ؟ " .
كتب إلي
جعفر بن محمد ، وأخبرني عنه
محمد بن عبد الله قال : سمعت
الجنيد ، يقول : " يا ذاكر الذاكرين بما به ذكروه ، ويا بادئ العارفين بما به عرفوه ، ويا موفق العاملين لصالح ما عملوه ،
nindex.php?page=treesubj&link=29690_30379_30377_19612من ذا الذي يشفع عندك إلا بإذنك ، ومن ذا الذي يذكرك إلا بفضلك " .
حدثنا
علي بن هارون بن محمد قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد ، يقول وكتب إلى بعض إخوانه : " الحمد لله الذي استخلص لنفسه صفوة من خلقه وخصهم بالعلم والمعرفة به فاستعملهم بأحب الأعمال إليه وأقربها من الزلفى لديه ، وبلغهم من ذلك الغاية القصوى والذروة المتناهية العليا ، وبعد فإني أوصيك بترك الالتفات إلى كل حال ماضية فإن
nindex.php?page=treesubj&link=24481_24479_27341الالتفات إلى ما مضى شغل عما يأتي من الحالة الكائنة وأوصيك بترك الملاحظة للحال الكائنة وبترك المنازلة لها بجولان الهمة لملتقى المستقبل من الوقت الوارد بذكر مورده ، ونسق ذكر موجوده فإنك إذا كنت هكذا كنت تذكر من هو أولى ولا تضرك رؤية الأشياء وأوصيك بتجريد الهم
nindex.php?page=treesubj&link=24582_17408_32498وتفريد الذكر ومخالصة الرب بذلك كله واعمل على تخليص همك من همك لهمك واطلب الخالص من ذكر الله جل ثناؤه بقلبك ، وكن حيث يراك لما يراد لك ولا تكن حيث يراد لك لما تريد لنفسك ، واعمل على محو شاهدك من شاهدك حتى يكون الشاهد عليك شاهدا لك بما يخلص من شاهدك ، واعلم أنه إن كنت كلك له كان لك بكل الكل فيما تحبه منه ، فكن مؤثرا له بكل من انبسط له منك ومنه بدا لك ، ومنه به يبسط عليك ما لا يحيط به علمك ، ولا تبلغ إليه أمانيك وآمالك وإذا بليت بمعاشرة طائفة من الناس فعاشرهم على مقادير أماكنهم وكن مشرفا عليهم
[ ص: 280 ] بجميل ما آتاك الله وفضلك به ، وصلى الله على سيدنا
محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم " .
سمعت
محمد بن علي بن حبيش ، يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد ، وسئل عن الرضا ، فقال : " سألتم عن العيش الهنيء وقرة العين ، من كان عن الله راضيا ، قال بعض أهل العلم :
nindex.php?page=treesubj&link=19635أهنأ العيش عيش الراضين عن الله ، فالرضا استقبال ما نزل من البلاء بالطاقة والبشر وانتظار ما لم ينزل منه بالتفكر والاعتبار ، وذلك أن ربه عنده أحسن صنعا به وأرحم به وأعلم بما يصلحه ، فإذا نزل القضاء لم يكرهه وكان ذلك إرادته ، مستحسنا ذلك الفعل من ربه ، فإذا عد ما نزل به إحسانا من الله عز وجل فقد رضي ، فالرضا هو الإرادة مع الاستحسان أن يكون مريدا لما صنع محبا راضيا عن الله بقلبه " .
سمعت
أبا الحسن علي بن هارون بن محمد يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد ، يقول وكتب إلى بعض إخوانه كتابا يقول فيه : " إن
nindex.php?page=treesubj&link=28807_19877_30478الله جل ثناؤه لا يخلي الأرض من أوليائه ولا يعريها من أحبائه ليحفظ بهم من جعلهم سببا لحفظه ويحفظ بهم من جعلهم سببا لكونه ، وأنا أسأل المنان بفضله وطوله أن يجعلنا وإياك من الأمناء على سره الحافظين لما استحفظوه من جليل أمره تجميلا منه لنا بأعظم الرتب وإشرافا بنا على كل ظاهر ومحتجب ، وقد رأيت الله - تعالى وتقدست أسماؤه - زين بسيط أرضه وفسيح سعة ملكه بأوليائه وأولي العلم به وجعلهم أبهج لامع سطع نوره ، وعن لقلوب العارفين ظهوره ، وهم أحسن زينة من السماء البهجة بضياء نجومها ، ونور شمسها وقمرها ، أولئك أعلام لمناهج سبيل هدايته ، ومسالك طرق القاصدين إلى طاعته ، ومنار نور على مدارج الساعين إلى موافقته ، وهم أبين في منافع الخليقة أثرا وأوضح في دفاع المضار عن البرية خيرا من النجوم التي بها في ظلمات البر والبحر يهتدى ، وبآثارها عند ملتبس المسالك يقتدى ؛ لأن دلالات النجوم تكون بها نجاة الأموال والأبدان ، ودلالات العلماء بها تكون سلامة الأديان وشتان ما بين من يفوز بسلامة دينه وبين من يفوز بسلامة دنياه وبدنه " .
[ ص: 281 ] سمعت
عثمان بن محمد العثماني ، يقول : سمعت
أبا بكر محمد بن أحمد البغدادي يقول : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد عن
nindex.php?page=treesubj&link=28721_28722_29700المحبة : أمن صفات الذات أم من صفات الأفعال ؟ فقال : " إن محبة الله لها تأثير في محبوبه بين ، فالمحبة نفسها من صفات الذات ، ولم يزل الله تعالى محبا لأوليائه وأصفيائه ، فأما تأثيرها فيمن أثرت فيه فإن ذلك من صفات الأفعال ، فاعلم أرشدك الله للصواب " .
أخبرنا
محمد بن أحمد ، في كتابه ، وحدثني عنه
عثمان بن محمد قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد ، يقول : " اعلم أنه
nindex.php?page=treesubj&link=29416إذا عظمت فيك المعرفة بالله وامتلأ من ذلك قلبك ، وانشرح بالانقطاع إليه صدرك ، وصفا لذكره فؤادك ، واتصل بالله فهمك ، ذهبت آثارك وامتحيت رسومك ، واستضاءت بالله علومك فعند ذلك يبدو لك علم الحق " .
سمعت
عبد المنعم بن عمر ، يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12586أبا سعيد ابن الأعرابي ، يقول : سمعت
أبا بكر العطار ، يقول : حضرت
الجنيد أبا القاسم عند الموت في جماعة من أصحابنا قال : وكان قاعدا يصلي ويثني رجله إذا أراد أن يسجد فلم يزل كذلك حتى خرجت الروح من رجله فثقلت عليه حركتها فمد رجليه ، فرآه بعض أصدقائه ممن حضر ذلك الوقت يقال له
nindex.php?page=showalam&ids=13871البسامي وكانت رجلا
أبي القاسم تورمتا ، فقال : ما هذا يا
أبا القاسم ؟ قال : " هذه نعم الله ، الله أكبر ، فلما فرغ من صلاته قال له
nindex.php?page=showalam&ids=14000أبو محمد الجريري : يا
أبا القاسم لو اضطجعت ، فقال : يا
أبا محمد ، هذا
nindex.php?page=treesubj&link=19908_32882وقت منة ، الله أكبر ، فلم يزل ذلك حاله حتى مات رحمه الله " .
قال الشيخ : كان
الجنيد رحمه الله ممن أحكم علم الشريعة ، فكان عنده اقتباس آثار الذريعة ، وقبوله المدرجة البديعة ، وكان القيام بحقائق الآثار يدفعه عن الرواية والآثار .
ومن مسانيد حديثه ما حدثناه
أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ بها قال : حدثني
بكير بن أحمد الصوفي بمكة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد أبو القاسم الصوفي ، ثنا
الحسن بن عرفة ، ثنا
محمد بن كثير الكوفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16717عمرو بن قيس الملائي ، عن
عطية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011017احذروا [ ص: 282 ] nindex.php?page=treesubj&link=25971فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله " ، وقرأ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=75إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) ، قال : للمتفرسين " .
حدثنا
محمد بن عبد الله بن سعيد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16510عبدان بن أحمد ، ثنا
عبد الحميد بن بيان ، ثنا
محمد بن كثير ، ثنا
عمرو بن قيس ، عن
عطية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
سمعت
علي بن هارون بن محمد يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد يدعو بهذا الدعاء فجاءه رجل فشكا إليه الضيق ، فعلمه وقال قل :
nindex.php?page=treesubj&link=29698_26146_27450_17408اللهم إني أسألك منك ما هو لك ، وأستعيذك من كل أمر يسخطك ، اللهم إني أسألك من صفاء الصفاء صفاء أنال به منك شرف العطاء ، اللهم ولا تشغلني شغل من شغله عنك ما أراد منك إلا أن يكون لك ، اللهم اجعلني ممن يذكرك ذكر من لا يريد بذاكره منك إلا ما هو لك ، اللهم اجعل غاية قصدي إليك ما أطلبه منك ، اللهم املأ قلبي بك فرحا ، ولساني بك ذكرا ، وجوارحي فيما يرضيك شغلا ، اللهم امح عن قلبي كل ذكر إلا ذكرك ، وكل حب إلا حبك ، وكل ود إلا ودك ، وكل إجلال إلا إجلالك ، وكل تعظيم إلا تعظيمك ، وكل رجاء إلا لك ، وكل خوف إلا خوفا منك ، وكل رغبة إلا إليك ، وكل رهبة إلا لك ، وكل سؤال إلا منك ، اللهم اجعلني ممن لك يعطي ، ولك يمنع ، وبك يستعين وإليك يلجأ ، وبك يتعزز ، ولك يصبر ، وبحكمك يرضى ، اللهم اجعلني ممن يقصد إليك قصد من لا رجوع له إلا إليك ، اللهم اجعل رضائي بحكمك فيما ابتليتني في كل وقت متصلا غير منفصل ، واجعل صبري لك على طاعتك صبر من ليس له عن الصبر صبر إلا القيام بالصبر ، واجعل تصبري عما يسخطك فيما نهيتني عنه تصبر من استغنى عن الصبر بقوة العصمة منك له ، اللهم واجعلني ممن يستعين بك استعانة من استغنى بقوتك عن جميع خلقك ، اللهم واجعلني ممن يلجأ لجأ من لا ملجأ له إلا إليك ، واجعلني ممن يتعزى بعزائك ويصبر لقضائك أبدا ما أبقيتني ، اللهم وكل سؤال سألته فعن أمر منك لي بالسؤال فاجعل سؤالي لك سؤال محابك ، ولا تجعلني ممن يتعمد بسؤاله مواضع الحظوظ ، بل يسأل القيام بواجب حقك .
حَدَّثَنَا
محمد بن الحسين بن موسى قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14333مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14000أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : " مَا أَخَذْنَا
[ ص: 278 ] التَّصَوُّفَ عَنِ الْقَالِ وَالْقِيلِ ، لَكِنْ عَنِ الْجُوعِ وَتَرْكِ الدُّنْيَا ، وَقَطْعِ الْمَأْلُوفَاتِ ، وَالْمُسْتَحْسَنَاتِ ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29404التَّصَوُّفَ هُوَ صَفَاءُ الْمُعَامَلَةِ مَعَ اللَّهِ ، وَأَصْلُهُ الْعُزُوفُ عَنِ الدُّنْيَا ، كَمَا قَالَ
حارثة : عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا ، فَأَسْهَرْتُ لَيْلِي وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي " .
حَدَّثَنَا
محمد بن الحسين قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=11943أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14000أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ
الجنيد يَقُولُ لِرَجُلٍ ذَكَرَ الْمَعْرِفَةَ فَقَالَ الرَّجُلُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29411_29533_29535أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ يَصِلُونَ إِلَى تَرْكِ الْحَرَكَاتِ مِنْ بَابِ الْبِرِّ وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ ، فَقَالَ
الجنيد : " إِنَّ هَذَا قَوْلُ قَوْمٍ تَكَلَّمُوا بِإِسْقَاطِ الْأَعْمَالِ ، وَهَذِهِ عِنْدِي عَظِيمَةٌ وَالَّذِي يَسْرِقُ وَيَزْنِي أَحْسَنُ حَالًا مِنَ الَّذِي يَقُولُ هَذَا وَإِنَّ الْعَارِفِينَ بِاللَّهِ أَخَذُوا الْأَعْمَالَ عَنِ اللَّهِ ، وَإِلَيْهِ رَجَعُوا فِيهَا وَلَوْ بَقِيتُ أَلْفَ عَامٍ لَمْ أَنْقُصْ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ ذَرَّةً إِلَّا أَنْ يُحَالَ بِي دُونَهَا وَإِنَّهُ لَأَوْكَدُ فِي مَعْرِفَتِي وَأَقْوَى فِي حَالِي " .
أَخْبَرَنَا
جعفر بن محمد فِي كِتَابِهِ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ
محمد بن إبراهيم قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : " حَاجَةُ الْعَارِفِينَ إِلَى كَلَاءَتِهِ وَرِعَايَتِهِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ ) ، وَنُجْحُ قَضَاءِ كُلِّ حَاجَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَرْكُهَا ، وَفَتْحُ كُلِّ بَابٍ شَرِيفٍ بَذْلُ الْمَجْهُودِ ، قَالَ : وَرَأَيْتُ
الجنيد فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ : أَلَيْسَ كَلَامُ الْأَنْبِيَاءِ إِشَارَاتٌ عَنْ مُشَاهَدَاتٍ ؟ فَتَبَسَّمَ ، وَقَالَ : كَلَامُ الْأَنْبِيَاءِ بِنَاءٌ عَنْ حُضُورٍ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29411وَكَلَامُ الصِّدِّيقِينَ إِشَارَاتٌ عَنْ مُشَاهَدَاتٍ ، قَالَ : وَكَتَبَ
الجنيد إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ : مَنْ أَشَارَ إِلَى اللَّهِ ، وَسَكَنَ إِلَى غَيْرِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ وَحَجَبَ ذِكْرَهُ عَنْ قَلْبِهِ وَأَجْرَاهُ عَلَى لِسَانِهِ فَإِنَّهُ انْتَبَهَ ، وَانْقَطَعَ عَمَّنْ سَكَنَ إِلَيْهِ ، وَرَجَعَ إِلَى مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ ، كَشَفَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْمِحَنِ وَالْبَلْوَى فَإِنْ دَامَ نَزَعَ اللَّهُ عَلَى سُكُونِهِ مِنْ قُلُوبِ الْخَلْقِ الرَّحْمَةَ عَلَيْهِ وَأَلْبَسَ لِبَاسَ الطَّمَعِ لِتَزْدَادَ مُطَالَبَتُهُ مِنْهُمْ مَعَ فُقْدَانِ الرَّحْمَةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ فَتَصِيرُ حَيَاتُهُ عَجْزًا وَمَوْتُهُ كَدًّا وَمَعَادُهُ أَسَفًا ، وَنَحْنُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ السُّكُونِ إِلَى غَيْرِهِ " .
وَقَالَ
الجنيد : " لَوْ
nindex.php?page=treesubj&link=30491_30495_30509أَقْبَلَ صَادِقٌ عَلَى اللَّهِ أَلْفَ أَلْفِ سَنَةٍ ، ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ لَحْظَةً كَانَ مَا فَاتَهُ أَكْثَرَ مِمَّا نَالَهُ " ، وَقَالَ رَجُلٌ
nindex.php?page=showalam&ids=14021لِلْجُنَيْدِ :
nindex.php?page=treesubj&link=29416عَلَامَ يَتَأَسَّفُ الْمُحِبُّ ؟ قَالَ : عَلَى زَمَانِ بَسْطٍ أَوْرَثَ قَبْضًا ، أَوْ زَمَانِ أُنْسٍ أَوْرَثَ وَحْشَةً ؟ وَأَنْشَأَ يَقُولُ :
[ ص: 279 ] قَدْ كَانَ لِي مَشْرَبٌ يَصْفُو بِرُؤْيَتِكُمْ فَكَدَّرَتْهُ يَدُ الْأَيَّامَ حِينَ صَفَا
كَتَبَ إِلَيَّ
جعفر بن محمد ، وَأَخْبَرَنِي عَنْهُ
يوسف بن محمد القواس قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18248_18274_19695_19702_30481يُخْلِصُ إِلَى الْقُلُوبِ مِنْ بِرِّهِ حَسْبَمَا خَلَصَتِ الْقُلُوبُ بِهِ إِلَيْهِ مِنْ ذِكْرِهِ فَانْظُرْ مَاذَا خَالَطَ قَلْبَكَ ؟ " .
كَتَبَ إِلَيَّ
جعفر بن محمد ، وَأَخْبَرَنِي عَنْهُ
محمد بن عبد الله قَالَ : سَمِعْتُ
الجنيد ، يَقُولُ : " يَا ذَاكِرَ الذَّاكِرِينَ بِمَا بِهِ ذَكَرُوهُ ، وَيَا بَادِئَ الْعَارِفِينَ بِمَا بِهِ عَرَفُوهُ ، وَيَا مُوَفِّقَ الْعَامِلِينَ لِصَالِحِ مَا عَمِلُوهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29690_30379_30377_19612مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَكَ إِلَّا بِإِذْنِكَ ، وَمَنْ ذَا الَّذِي يَذْكُرُكَ إِلَّا بِفَضْلِكَ " .
حَدَّثَنَا
علي بن هارون بن محمد قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ وَكَتَبَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَخْلَصَ لِنَفْسِهِ صَفْوَةً مِنْ خَلْقِهِ وَخَصَّهُمْ بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ بِهِ فَاسْتَعْمَلَهُمْ بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ وَأَقْرَبِهَا مِنَ الزُّلْفَى لَدَيْهِ ، وَبَلَّغَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْغَايَةَ الْقُصْوَى وَالذُّرْوَةَ الْمُتَنَاهِيَةَ الْعُلْيَا ، وَبَعْدُ فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَرْكِ الِالْتِفَاتِ إِلَى كُلِّ حَالٍ مَاضِيَةٍ فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24481_24479_27341الِالْتِفَاتَ إِلَى مَا مَضَى شُغْلٌ عَمَّا يَأْتِي مِنَ الْحَالَةِ الْكَائِنَةِ وَأُوصِيكَ بِتَرْكِ الْمُلَاحَظَةِ لِلْحَالِ الْكَائِنَةِ وَبِتَرْكِ الْمُنَازَلَةِ لَهَا بِجَوَلَانِ الْهِمَّةِ لِمُلْتَقَى الْمُسْتَقْبَلِ مِنَ الْوَقْتِ الْوَارِدِ بِذِكْرِ مَوْرِدِهِ ، وَنَسَقِ ذِكْرِ مَوْجُودِهِ فَإِنَّكَ إِذَا كُنْتَ هَكَذَا كُنْتَ تَذْكُرُ مَنْ هُوَ أَوْلَى وَلَا تَضُرُّكَ رُؤْيَةُ الْأَشْيَاءِ وَأُوصِيكَ بِتَجْرِيدِ الْهَمِّ
nindex.php?page=treesubj&link=24582_17408_32498وَتَفْرِيدِ الذِّكْرِ وَمُخَالَصَةِ الرَّبِّ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَاعْمَلْ عَلَى تَخْلِيصِ هَمِّكَ مِنْ هَمِّكَ لِهَمِّكَ وَاطْلُبِ الْخَالِصَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَلْبِكَ ، وَكُنْ حَيْثُ يَرَاكَ لِمَا يُرَادُ لَكَ وَلَا تَكُنْ حَيْثُ يُرَادُ لَكَ لِمَا تُرِيدُ لِنَفْسِكَ ، وَاعْمَلْ عَلَى مَحْوِ شَاهِدِكَ مِنْ شَاهِدِكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّاهِدُ عَلَيْكَ شَاهِدًا لَكَ بِمَا يَخْلُصُ مِنْ شَاهِدِكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ إِنْ كُنْتَ كُلَّكَ لَهُ كَانَ لَكَ بِكُلِّ الْكُلِّ فِيمَا تُحِبُّهُ مِنْهُ ، فَكُنْ مُؤْثِرًا لَهُ بِكُلِّ مَنِ انْبَسَطَ لَهُ مِنْكَ وَمِنْهُ بَدَا لَكَ ، وَمِنْهُ بِهِ يُبْسَطُ عَلَيْكَ مَا لَا يُحِيطُ بِهِ عِلْمُكَ ، وَلَا تَبْلُغُ إِلَيْهِ أَمَانِيكَ وَآمَالُكَ وَإِذَا بُلِيتَ بِمُعَاشَرَةِ طَائِفَةٍ مِنَ النَّاسِ فَعَاشِرْهُمْ عَلَى مَقَادِيرِ أَمَاكِنِهِمْ وَكُنْ مُشْرِفًا عَلَيْهِمْ
[ ص: 280 ] بِجَمِيلِ مَا آتَاكَ اللَّهُ وَفَضَّلَكَ بِهِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ " .
سَمِعْتُ
محمد بن علي بن حبيش ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَسُئِلَ عَنِ الرِّضَا ، فَقَالَ : " سَأَلْتُمْ عَنِ الْعَيْشِ الْهَنِيءِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ ، مَنْ كَانَ عَنِ اللَّهِ رَاضِيًا ، قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ :
nindex.php?page=treesubj&link=19635أَهْنَأُ الْعَيْشِ عَيْشُ الرَّاضِينَ عَنِ اللَّهِ ، فَالرِّضَا اسْتِقْبَالُ مَا نَزَلَ مِنَ الْبَلَاءِ بِالطَّاقَةِ وَالْبِشْرِ وَانْتِظَارِ مَا لَمْ يَنْزِلْ مِنْهُ بِالتَّفَكُّرِ وَالِاعْتِبَارِ ، وَذَلِكَ أَنَّ رَبَّهُ عِنْدَهُ أَحْسَنُ صُنْعًا بِهِ وَأَرْحَمُ بِهِ وَأَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُهُ ، فَإِذَا نَزَلَ الْقَضَاءُ لَمْ يَكْرَهْهُ وَكَانَ ذَلِكَ إِرَادَتَهُ ، مُسْتَحْسِنًا ذَلِكَ الْفِعْلَ مِنْ رَبِّهِ ، فَإِذَا عَدَّ مَا نَزَلَ بِهِ إِحْسَانًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ رَضِيَ ، فَالرِّضَا هُوَ الْإِرَادَةُ مَعَ الِاسْتِحْسَانِ أَنْ يَكُونَ مُرِيدًا لِمَا صَنَعَ مُحِبًّا رَاضِيًا عَنِ اللَّهِ بِقَلْبِهِ " .
سَمِعْتُ
أبا الحسن علي بن هارون بن محمد يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ وَكَتَبَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ كِتَابًا يَقُولُ فِيهِ : " إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28807_19877_30478اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يُخْلِي الْأَرْضَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ وَلَا يُعْرِيهَا مِنْ أَحِبَّائِهِ لِيَحْفَظَ بِهِمْ مَنْ جَعَلَهُمْ سَبَبًا لِحِفْظِهِ وَيَحْفَظَ بِهِمْ مَنْ جَعَلَهُمْ سَبَبًا لِكَوْنِهِ ، وَأَنَا أَسْأَلُ الْمَنَّانَ بِفَضْلِهِ وَطَوْلِهِ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكَ مِنَ الْأُمَنَاءِ عَلَى سِرِّهِ الْحَافِظِينَ لِمَا اسْتُحْفِظُوهُ مِنْ جَلِيلِ أَمْرِهِ تَجْمِيلًا مِنْهُ لَنَا بِأَعْظَمِ الرُّتَبِ وَإِشْرَافًا بِنَا عَلَى كُلِّ ظَاهِرٍ وَمُحْتَجِبٍ ، وَقَدْ رَأَيْتُ اللَّهَ - تَعَالَى وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ - زَيَّنَ بَسِيطَ أَرْضِهِ وَفَسِيحَ سِعَةِ مُلْكِهِ بِأَوْلِيَائِهِ وَأُولِي الْعِلْمِ بِهِ وَجَعَلَهُمْ أَبْهَجَ لَامِعٍ سَطَعَ نُورُهُ ، وَعَنَّ لِقُلُوبِ الْعَارِفِينَ ظُهُورُهُ ، وَهُمْ أَحْسَنُ زِينَةً مِنَ السَّمَاءِ الْبَهِجَةِ بِضِيَاءِ نُجُومِهَا ، وَنُورِ شَمْسِهَا وَقَمَرِهَا ، أُولَئِكَ أَعْلَامٌ لِمَنَاهِجِ سَبِيلِ هِدَايَتِهِ ، وَمَسَالِكِ طُرُقِ الْقَاصِدِينَ إِلَى طَاعَتِهِ ، وَمَنَارُ نُورٍ عَلَى مَدَارِجِ السَّاعِينَ إِلَى مُوَافَقَتِهِ ، وَهُمْ أَبْيَنُ فِي مَنَافِعِ الْخَلِيقَةِ أَثَرًا وَأَوْضَحُ فِي دِفَاعِ الْمَضَارِّ عَنِ الْبَرِيَّةِ خَيْرًا مِنَ النُّجُومِ الَّتِي بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ يُهْتَدَى ، وَبِآثَارِهَا عِنْدَ مُلْتَبِسِ الْمَسَالِكِ يُقْتَدَى ؛ لِأَنَّ دَلَالَاتِ النُّجُومِ تَكُونُ بِهَا نَجَاةُ الْأَمْوَالِ وَالْأَبْدَانِ ، وَدَلَالَاتُ الْعُلَمَاءِ بِهَا تَكُونُ سَلَامَةُ الْأَدْيَانِ وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ مَنْ يَفُوزُ بِسَلَامَةِ دِينِهِ وَبَيْنَ مَنْ يَفُوزُ بِسَلَامَةِ دُنْيَاهُ وَبَدَنِهِ " .
[ ص: 281 ] سَمِعْتُ
عثمان بن محمد العثماني ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا بكر محمد بن أحمد البغدادي يَقُولُ : سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=28721_28722_29700الْمَحَبَّةِ : أَمِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ أَمْ مِنْ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ ؟ فَقَالَ : " إِنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي مَحْبُوبِهِ بَيِّنٌ ، فَالْمَحَبَّةُ نَفْسُهَا مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ ، وَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ تَعَالَى مُحِبًّا لِأَوْلِيَائِهِ وَأَصْفِيَائِهِ ، فَأَمَّا تَأْثِيرُهَا فِيمَنْ أَثَّرَتْ فِيهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ ، فَاعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللَّهُ لِلصَّوَابِ " .
أَخْبَرَنَا
محمد بن أحمد ، فِي كِتَابِهِ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ
عثمان بن محمد قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : " اعْلَمْ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=29416إِذَا عَظُمَتْ فِيكَ الْمَعْرِفَةُ بِاللَّهِ وَامْتَلَأَ مِنْ ذَلِكَ قَلْبُكَ ، وَانْشَرَحَ بِالِانْقِطَاعِ إِلَيْهِ صَدْرُكَ ، وَصَفَا لِذِكْرِهِ فُؤَادُكَ ، وَاتَّصَلَ بِاللَّهِ فَهْمُكَ ، ذَهَبَتْ آثَارُكَ وَامْتُحِيَتْ رُسُومُكَ ، وَاسْتَضَاءَتْ بِاللَّهِ عُلُومُكَ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْدُو لَكَ عِلْمُ الْحَقِّ " .
سَمِعْتُ
عبد المنعم بن عمر ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12586أَبَا سَعِيدٍ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا بكر العطار ، يَقُولُ : حَضَرْتُ
الجنيد أبا القاسم عِنْدَ الْمَوْتِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ : وَكَانَ قَاعِدًا يُصَلِّي وَيَثْنِي رِجْلَهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنْ رِجْلِهِ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ حَرَكَتُهَا فَمَدَّ رِجْلَيْهِ ، فَرَآهُ بَعْضُ أَصْدِقَائِهِ مِمَّنْ حَضَرَ ذَلِكَ الْوَقْتَ يُقَالُ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13871الْبَسَّامِيُّ وَكَانَتْ رِجْلَا
أبي القاسم تَوَرَّمَتَا ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا
أبا القاسم ؟ قَالَ : " هَذِهِ نِعَمُ اللَّهِ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14000أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيُّ : يَا
أبا القاسم لَوِ اضْطَجَعْتَ ، فَقَالَ : يَا
أبا محمد ، هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=19908_32882وَقْتُ مِنَّةٍ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ حَالَهُ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ " .
قَالَ الشَّيْخُ : كَانَ
الجنيد رَحِمَهُ اللَّهُ مِمَّنْ أَحْكَمَ عِلْمَ الشَّرِيعَةِ ، فَكَانَ عِنْدَهُ اقْتِبَاسُ آثَارِ الذَّرِيعَةِ ، وَقَبُولُهُ الْمُدْرَجَةَ الْبَدِيعَةَ ، وَكَانَ الْقِيَامُ بِحَقَائِقِ الْآثَارِ يَدْفَعُهُ عَنِ الرِّوَايَةِ وَالْآثَارِ .
وَمِنْ مَسَانِيدِ حَدِيثِهِ مَا حَدَّثَنَاهُ
أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري الْحَافِظُ بِهَا قَالَ : حَدَّثَنِي
بكير بن أحمد الصوفي بِمَكَّةَ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدُ أَبُو الْقَاسِمِ الصُّوفِيُّ ، ثَنَا
الحسن بن عرفة ، ثَنَا
محمد بن كثير الكوفي ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16717عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ ، عَنْ
عطية ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011017احْذَرُوا [ ص: 282 ] nindex.php?page=treesubj&link=25971فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ ؛ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ " ، وَقَرَأَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=75إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ، قَالَ : لِلْمُتَفَرِّسِينَ " .
حَدَّثَنَا
محمد بن عبد الله بن سعيد ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16510عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا
عبد الحميد بن بيان ، ثَنَا
محمد بن كثير ، ثَنَا
عمرو بن قيس ، عَنْ
عطية ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ .
سَمِعْتُ
علي بن هارون بن محمد يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الضِّيقَ ، فَعَلَّمَهُ وَقَالَ قُلِ :
nindex.php?page=treesubj&link=29698_26146_27450_17408اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْكَ مَا هُوَ لَكَ ، وَأَسْتَعِيذُكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ يُسْخِطُكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ صَفَاءِ الصَّفَاءِ صَفَاءً أَنَالُ بِهِ مِنْكَ شَرَفَ الْعَطَاءِ ، اللَّهُمَّ وَلَا تَشْغَلْنِي شُغْلَ مَنْ شَغَلَهُ عَنْكَ مَا أَرَادَ مِنْكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَكَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يَذْكُرُكَ ذِكْرَ مَنْ لَا يُرِيدُ بِذَاكِرِهُ مِنْكَ إِلَّا مَا هُوَ لَكَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ غَايَةَ قَصْدِي إِلَيْكَ مَا أَطْلُبُهُ مِنْكَ ، اللَّهُمَّ امْلَأْ قَلْبِي بِكَ فَرَحًا ، وَلِسَانِي بِكَ ذِكْرًا ، وَجَوَارِحِي فِيمَا يُرْضِيكَ شُغْلًا ، اللَّهُمَّ امْحُ عَنْ قَلْبِي كُلَّ ذِكْرٍ إِلَّا ذِكْرَكَ ، وَكُلَّ حُبٍّ إِلَّا حُبَّكَ ، وَكُلَّ وُدٍّ إِلَّا وُدَّكَ ، وَكُلَّ إِجْلَالٍ إِلَّا إِجْلَالَكَ ، وَكُلَّ تَعْظِيمٍ إِلَّا تَعْظِيمَكَ ، وَكُلَّ رَجَاءٍ إِلَّا لَكَ ، وَكُلَّ خَوْفٍ إِلَّا خَوْفًا مِنْكَ ، وَكُلَّ رَغْبَةٍ إِلَّا إِلَيْكَ ، وَكُلَّ رَهْبَةٍ إِلَّا لَكَ ، وَكُلَّ سُؤَالٍ إِلَّا مِنْكَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ لَكَ يُعْطِي ، وَلَكَ يَمْنَعُ ، وَبِكَ يَسْتَعِينُ وَإِلَيْكَ يَلْجَأُ ، وَبِكَ يَتَعَزَّزُ ، وَلَكَ يَصْبِرُ ، وَبِحُكْمِكَ يَرْضَى ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يَقْصِدُ إِلَيْكَ قَصْدَ مَنْ لَا رُجُوعَ لَهُ إِلَّا إِلَيْكَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِضَائِي بِحُكْمِكَ فِيمَا ابْتَلَيْتَنِي فِي كُلِّ وَقْتٍ مُتَّصِلًا غَيْرَ مُنْفَصِلٍ ، وَاجْعَلْ صَبْرِي لَكَ عَلَى طَاعَتِكَ صَبْرَ مَنْ لَيْسَ لَهُ عَنِ الصَّبْرِ صَبْرٌ إِلَّا الْقِيَامَ بِالصَّبْرِ ، وَاجْعَلْ تُصَبُّرِي عَمَّا يُسْخِطُكَ فِيمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ تَصَبُّرَ مَنِ اسْتَغْنَى عَنِ الصَّبْرِ بِقُوَّةِ الْعِصْمَةِ مِنْكَ لَهُ ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَسْتَعِينُ بِكَ اسْتِعَانَةَ مَنِ اسْتَغْنَى بِقُوَّتِكَ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَلْجَأُ لَجَأَ مَنْ لَا مَلْجَأَ لَهُ إِلَّا إِلَيْكَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَتَعَزَّى بِعَزَائِكَ وَيَصْبِرُ لِقَضَائِكَ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي ، اللَّهُمَّ وَكُلُّ سُؤَالٍ سَأَلْتُهُ فَعَنْ أَمْرٍ مِنْكَ لِي بِالسُّؤَالِ فَاجْعَلْ سُؤَالِي لَكَ سُؤَالَ مَحَابِّكَ ، وَلَا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ يَتَعَمَّدُ بِسُؤَالِهِ مَوَاضِعَ الْحُظُوظِ ، بَلْ يَسْأَلُ الْقِيَامَ بِوَاجِبِ حَقِّكَ .