هذا ومن باب الإشارة في الآيات :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=43عفا الله عنك لم أذنت لهم إلخ فيه إشارة إلى علو مقامه صلى الله تعالى عليه وسلم ورفعة شأنه على سائر الأحباب حيث آذنه بالعفو قبل العتاب ، ولو قال له : لم أذنت لهم عفا الله عنك لذاب ، وعبر سبحانه بالماضي المشير إلى سبق الاصطفاء لئلا يوحشه عليه الصلاة والسلام الانتظار ويشتغل قلبه الشريف باستمطار العفو من سحاب ذلك الوعد المدرار ، وانظر كم بين عتابه جل شأنه لحبيبه عليه الصلاة والسلام على الإذن لأولئك المنافقين وبين رده تعالى على
نوح عليه السلام قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45إن ابني من أهلي بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46قال يا نوح إنه ليس من أهلك إلى قوله تبارك وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إني أعظك أن تكون من الجاهلين ومن ذلك يعلم الفرق وهو لعمري غير خفي بين مقام الحبيب ورتبة الصفي ، وقد قيل : إن المحب يعتذر عن حبيبه ولا ينقصه عنده كلام معيبه ، وأنشد :
ما حطك الواشون عن رتبة كلا وما ضرك مغتاب كأنهم أثنوا ولم يعلموا
عليك عندي بالذي عابوا
وقال الآخر :
في وجهه شافع يمحو إساءته عن القلوب ويأتي بالمعاذير
وقال :
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع
[ ص: 141 ] وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=44لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر فيه إشارة إلى أن المؤمن إذا سمع بخبر خير طار إليه وأتاه ولو مشيا على رأسه ويديه ولا يفتح فيه فاه بالاستئذان ، وهل يستأذن في شرب الماء ظمآن؟ وقال الواسطي : إن المؤمن الكامل مأذون في سائر أحواله إن قام قام بإذن وإن قعد قعد بإذن، وإن لله سبحانه عبادا به يقومون وبه يقعدون ، ومن شأن المحبة امتثال أمر المحبوب كيفما كان :
لو قال تيها قف على جمر الغضى لوقفت ممتثلا ولم أتوقف
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر إلخ أي إنما يستأذنك المنافقون رجاء أن لا تأذن لهم بالخروج فيستريحوا من نصب الجهاد
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة فقد قيل :
لو صح منك الهوى أرشدت للحيل
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ) إشارة إلى خذلانهم لسوء استعدادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وإن جهنم لمحيطة بالكافرين لأن الأخلاق السيئة والأعمال القبيحة محيطة بهم وهي النار بعينها، غاية الأمر أنها ظهرت في هذه النشأة بصورة الأخلاق والأعمال، وستظهر في النشأة الأخرى بالصورة الأخرى ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=54ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ) فيه إشارة إلى حرمانهم لذة طعم العبودية واحتجابهم عن مشاهدة جمال معبودهم وأنهم لم يعلموا أن المصلي يناجي ربه وأن الصلاة معراج العبد إلى مولاه ، ومن هنا قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=670140وجعلت قرة عيني في الصلاة " . وقال
محمد بن الفضل : من لم يعرف الآمر قام إلى الأمر على حد الكسل، ومن عرف الآمر قام إلى الأمر على حد الاستغنام والاسترواح ، ولذا
nindex.php?page=hadith&LINKID=676256كان عليه الصلاة والسلام يقول لبلال : أرحنا يا بلال، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=55فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم فيه تحذير للمؤمنين أن يستحسنوا ما مع أهل الدنيا من الأموال والزينة فيحتجبوا بذلك عن عمل الآخرة ورؤيتها ، وقد ذكروا أن الناظر إلى الدنيا بعين الاستحسان من حيث الشهوة والنفس والهوى يسقط في ساعته عن مشاهدة أسرار الملكوت وأنوار الجبروت ، وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله إلخ فيه إرشاد إلى آداب الصادقين والعارفين والمريدين ، وعلامة الراضي النشاط بما استقبله من الله تعالى والتلذذ بالبلاء ، فكل ما فعل المحبوب محبوب .
رؤى أعمى أقطع مطروح على التراب يحمد الله تعالى ويشكره ، فقيل له في ذلك فقال : وعزته وجلاله لو قطعني إربا إربا ما ازددت له إلا حبا ، ولله تعالى در من قال :
أنا راض بالذي ترضونه لكم المنة عفوا وانتقاما
ثم إنه سبحانه قسم جوائز فضله على ثمانية أصناف من عباده فقال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنما الصدقات للفقراء إلخ ، والفقراء في قول المتجردون بقلوبهم وأبدانهم عن الكونين (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60والمساكين ) هم الذين سكنوا إلى جمال الأنس ونور القدس حاضرين في العبودية بنفوسهم غائبين في أنوار الربوبية بقلوبهم فمن رآهم ظنهم بلا قلوب ولم يدر أنها تسرح في رياض جمال المحبوب ، وأنشد :
مساكين أهل العشق ضاعت قلوبهم فهم أنفس عاشوا بغير قلوب
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60والعاملين ) هم أهل التمكين من العارفين وأهل الاستقامة من الموحدين الذين وقعوا في نور البقاء فأورثهم البسط والانبساط ، فيأخذون منه سبحانه ويعطون له ، وهم خزان خزائن جوده المنفقون على أوليائه ، قلوبهم معلقة بالله سبحانه لا بغيره من العرش إلى الثرى (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60والمؤلفة قلوبهم ) هم المريدون السالكون طريق محبته تعالى برقة قلوبهم وصفاء نياتهم وبذلوا مهجهم في سوق شوقه وهم عند الأقوياء ضعفاء الأحوال
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وفي الرقاب [ ص: 142 ] هم الذين رهنت قلوبهم بلذة محبة الله تعالى وبقيت نفوسهم في المجاهدة في طريقه سبحانه لم يبلغوا بالكلية إلى الشهود، فتارة تراهم في لجج بحر الإرادة ، وأخرى في سواحل بحر القرب ، وطورا هدف سهام القهر ، ومرة مشرق أنوار اللطف ولا يصلون إلى الحقيقة ما دام عليهم بقية من المجاهدة، والمكاتب عبد ما بقي عليه درهم والأحرار ما وراء ذلك، وقليل ما هم :
أتمنى على الزمان محالا أن ترى مقلتاي طلعة حر
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60والغارمين ) هم الذين ما قضوا حقوق معارفهم في العبودية وما أدركوا في إيقانهم حقائق الربوبية ، والمعرفة غريم لا يقضي دينه (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وفي سبيل الله ) هم المحاربون نفوسهم بالمجاهدات والمرابطون بقلوبهم في شهود الغيب لكشف المشاهدات (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وابن السبيل ) هم المسافرون بقلوبهم في بوادي الأزل وبأرواحهم في قفار الأبد وبعقولهم في طرق الآيات وبنفوسهم في طلب أهل الولايات
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60فريضة من الله على أهل الإيمان أن يعطوا هؤلاء الأصناف من مال الله سبحانه لدفع احتياجهم الطبيعي (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60والله عليم ) بأحوال هؤلاء وغيبتهم عن الدنيا (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60حكيم ) حيث أوجب لهم ما أوجب ، ومن الناس من فسر هذه الأصناف بغير ما ذكر ولا أرى التفاسير بأسرها متكفلة بالجمع والمنع
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=61ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن عابوه عليه الصلاة والسلام وحاشاه من العيب بسلامة القلب وسرعة القبول والتصديق لما يسمع ، فصدقهم جل شأنه ورد عليهم بقوله سبحانه : ( قل ) هو
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=61أذن خير لكم أي هو كذلك لكن بالنسبة إلى الخير ، وهذا من غاية المدح فإن النفس القدسية الخيرية تتأثر بما يناسبها ، أي أنه عليه الصلاة والسلام يسمع ما ينفعكم وما فيه صلاحكم دون غيره ، ثم بين ذلك بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=61يؤمن بالله إلخ ، وقد غرهم -قاتلهم الله تعالى حتى قالوا ما قالوا- كرم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حيث لم يشافههم برد ما يقولون رحمة منهم بهم ، وهو عليه الصلاة والسلام الرحمة الواسعة ، وعن بعضهم أنه سئل عن العاقل فقال : الفطن المتغافل وأنشد :
وإذا الكريم أتيته بخديعة فرأيته فيما تروم يسارع
فاعلم بأنك لم تخادع جاهلا إن الكريم لفضله متخادع
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=67المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض أي : هم متشابهون في القبح والرداءة وسوء الاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=67يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم أي يبخلون أو يبغضون المؤمنين فهو إشارة إلى معنى قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ أو لا ينصرون المؤمنين أو لا يخشعون لربهم ويرفعون أيديهم في الدعوات
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=67نسوا الله لاحتجابهم بما هم فيه ( فنسيهم ) من رحمته وفضله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68ولهم عذاب مقيم وهو عذاب الاحتجاب بالسوي (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ) هي جنات النفوس
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72ومساكن طيبة مقامات أرباب التوكل في جنات الأفعال
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72ورضوان من الله أكبر إشارة إلى جنات الصفات ( ذلك ) أي : الرضوان
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72هو الفوز العظيم لكرامة أهله عند الله تعالى وشدة قربهم ولا بأس بإبقاء الكلام على ظاهره ويكون في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72ومساكن طيبة إشارة إلى الرؤية، فإن المحب لا تطيب له الدار من غير رؤية محبوبه :
أجيراننا ما أوحش الدار بعدكم إذا غبتم عنها ونحن حضور
ولكون الرضوان هو المدار لكل خير وسعادة والمناط لكل شرف وسيادة كان أكبر من
[ ص: 143 ] هاتيك الحنات والمساكن .
إذا كنت عني يا منى القلب راضيا أرى كل من في الكون لي يتبسم
نسأل الله تعالى رضوانه وأن يسكننا جنانه .
هَذَا وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=43عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ إِلَخْ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى عُلُوِّ مَقَامِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِفْعَةِ شَأْنِهِ عَلَى سَائِرِ الْأَحْبَابِ حَيْثُ آذَنَهُ بِالْعَفْوِ قَبْلَ الْعِتَابِ ، وَلَوْ قَالَ لَهُ : لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لَذَابَ ، وَعَبَّرَ سُبْحَانَهُ بِالْمَاضِي الْمُشِيرِ إِلَى سَبْقِ الِاصْطِفَاءِ لِئَلَّا يُوحِشَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الِانْتِظَارُ وَيَشْتَغِلُ قَلْبُهُ الشَّرِيفُ بِاسْتِمْطَارِ الْعَفْوِ مِنْ سَحَابِ ذَلِكَ الْوَعْدِ الْمِدْرَارِ ، وَانْظُرْ كَمْ بَيْنَ عِتَابِهِ جَلَّ شَأْنُهُ لِحَبِيبِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْإِذْنِ لِأُولَئِكَ الْمُنَافِقِينَ وَبَيْنَ رَدِّهِ تَعَالَى عَلَى
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِلَى قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ وَمِنْ ذَلِكَ يُعْلَمُ الْفَرْقُ وَهُوَ لَعَمْرِي غَيْرُ خَفِيٍّ بَيْنَ مَقَامِ الْحَبِيبِ وَرُتْبَةِ الصَّفِيِّ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْمُحِبَّ يَعْتَذِرُ عَنْ حَبِيبِهِ وَلَا يُنْقِصُهُ عِنْدَهُ كَلَامُ مُعِيبِهِ ، وَأَنْشَدَ :
مَا حَطَّكَ الْوَاشُونَ عَنْ رُتْبَةٍ كَلَّا وَمَا ضَرَّكَ مُغْتَابُ كَأَنَّهُمْ أَثْنَوْا وَلَمْ يَعْلَمُوا
عَلَيْكَ عِنْدِي بِالَّذِي عَابُوا
وَقَالَ الْآخَرُ :
فِي وَجْهِهِ شَافِعٌ يَمْحُو إِسَاءَتَهُ عَنِ الْقُلُوبِ وَيَأْتِي بِالْمَعَاذِيرِ
وَقَالَ :
وَإِذَا الْحَبِيبُ أَتَى بِذَنْبٍ وَاحِدٍ جَاءَتْ مَحَاسِنُهُ بِأَلْفِ شَفِيعِ
[ ص: 141 ] وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=44لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا سَمِعَ بِخَبَرِ خَيْرٍ طَارَ إِلَيْهِ وَأَتَاهُ وَلَوْ مَشْيًا عَلَى رَأْسِهِ وَيَدَيْهِ وَلَا يَفْتَحُ فِيهِ فَاهٌ بِالِاسْتِئْذَانِ ، وَهَلْ يَسْتَأْذِنُ فِي شُرْبِ الْمَاءِ ظَمْآنُ؟ وَقَالَ الْوَاسِطِيُّ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ الْكَامِلَ مَأْذُونٌ فِي سَائِرِ أَحْوَالِهِ إِنْ قَامَ قَامَ بِإِذْنٍ وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ بِإِذْنٍ، وَإِنَّ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عِبَادًا بِهِ يَقُومُونَ وَبِهِ يَقْعُدُونَ ، وَمِنْ شَأْنِ الْمَحَبَّةِ امْتِثَالُ أَمْرِ الْمَحْبُوبِ كَيْفَمَا كَانَ :
لَوْ قَالَ تِيهًا قِفْ عَلَى جَمْرِ الْغَضَى لَوَقَفْتُ مُمْتَثِلًا وَلَمْ أَتَوَقَّفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ إِلَخْ أَيْ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الْمُنَافِقُونَ رَجَاءَ أَنْ لَا تَأْذَنَ لَهُمْ بِالْخُرُوجِ فَيَسْتَرِيحُوا مِنْ نَصَبِ الْجِهَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً فَقَدْ قِيلَ :
لَوْ صَحَّ مِنْكَ الْهَوَى أُرْشِدْتَ لِلْحِيَلِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ ) إِشَارَةً إِلَى خِذْلَانِهِمْ لِسُوءِ اسْتِعْدَادِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ لِأَنَّ الْأَخْلَاقَ السَّيِّئَةَ وَالْأَعْمَالَ الْقَبِيحَةَ مُحِيطَةٌ بِهِمْ وَهِيَ النَّارُ بِعَيْنِهَا، غَايَةَ الْأَمْرِ أَنَّهَا ظَهَرَتْ فِي هَذِهِ النَّشْأَةِ بِصُورَةِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ، وَسَتَظْهَرُ فِي النَّشْأَةِ الْأُخْرَى بِالصُّورَةِ الْأُخْرَى ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=54وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى ) فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى حِرْمَانِهِمْ لَذَّةَ طَعْمِ الْعُبُودِيَّةِ وَاحْتِجَابِهِمْ عَنْ مُشَاهَدَةِ جَمَالِ مَعْبُودِهِمْ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ وَأَنَّ الصَّلَاةَ مِعْرَاجُ الْعَبْدِ إِلَى مَوْلَاهُ ، وَمِنْ هُنَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=670140وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ " . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ : مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الْآمِرَ قَامَ إِلَى الْأَمْرِ عَلَى حَدِّ الْكَسَلِ، وَمَنْ عَرَفَ الْآمِرَ قَامَ إِلَى الْأَمْرِ عَلَى حَدِّ الِاسْتِغْنَامِ وَالِاسْتِرْوَاحِ ، وَلِذَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=676256كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ لِبِلَالٍ : أَرِحْنَا يَا بِلَالُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=55فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ فِيهِ تَحْذِيرٌ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسْتَحْسِنُوا مَا مَعَ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنَ الْأَمْوَالِ وَالزِّينَةِ فَيَحْتَجِبُوا بِذَلِكَ عَنْ عَمَلِ الْآخِرَةِ وَرُؤْيَتِهَا ، وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ النَّاظِرَ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الِاسْتِحْسَانِ مِنْ حَيْثُ الشَّهْوَةِ وَالنَّفْسِ وَالْهَوَى يَسْقُطُ فِي سَاعَتِهِ عَنْ مُشَاهَدَةِ أَسْرَارِ الْمَلَكُوتِ وَأَنْوَارِ الْجَبَرُوتِ ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَخْ فِيهِ إِرْشَادٌ إِلَى آدَابِ الصَّادِقِينَ وَالْعَارِفِينَ وَالْمُرِيدِينَ ، وَعَلَامَةُ الرَّاضِي النَّشَاطُ بِمَا اسْتَقْبَلَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّلَذُّذُ بِالْبَلَاءِ ، فَكُلُّ مَا فَعَلَ الْمَحْبُوبُ مَحْبُوبٌ .
رُؤَى أَعْمَى أَقْطَعُ مَطْرُوحٌ عَلَى التُّرَابِ يَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى وَيَشْكُرُهُ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : وَعِزَّتِهِ وَجَلَالِهِ لَوْ قَطَّعَنِي إِرْبًا إِرْبًا مَا ازْدَدْتُ لَهُ إِلَّا حُبًّا ، وَلِلَّهِ تَعَالَى دَرُّ مَنْ قَالَ :
أَنَا رَاضٍ بِالَّذِي تَرْضَوْنَهُ لَكُمُ الْمِنَّةُ عَفْوًا وَانْتِقَامًا
ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ قَسَّمَ جَوَائِزَ فَضْلِهِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَصْنَافٍ مِنْ عِبَادِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ إِلَخْ ، وَالْفُقَرَاءُ فِي قَوْلٍ الْمُتَجَرِّدُونَ بِقُلُوبِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ عَنِ الْكَوْنَيْنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وَالْمَسَاكِينِ ) هُمُ الَّذِينَ سَكَنُوا إِلَى جَمَالِ الْأُنْسِ وَنُورِ الْقُدْسِ حَاضِرِينَ فِي الْعُبُودِيَّةِ بِنُفُوسِهِمْ غَائِبِينَ فِي أَنْوَارِ الرُّبُوبِيَّةِ بِقُلُوبِهِمْ فَمَنْ رَآهُمْ ظَنَّهُمْ بِلَا قُلُوبٍ وَلَمْ يَدَرِ أَنَّهَا تَسْرَحُ فِي رِيَاضِ جَمَالِ الْمَحْبُوبِ ، وَأَنْشَدَ :
مَسَاكِينُ أَهْلِ الْعِشْقِ ضَاعَتْ قُلُوبُهُمُ فَهُمْ أَنْفَسٌ عَاشُوا بِغَيْرِ قُلُوبِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وَالْعَامِلِينَ ) هُمْ أَهْلُ التَّمْكِينِ مِنَ الْعَارِفِينَ وَأَهْلِ الِاسْتِقَامَةَ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ الَّذِينَ وَقَعُوا فِي نُورِ الْبَقَاءِ فَأَوْرَثَهُمُ الْبَسْطَ وَالِانْبِسَاطَ ، فَيَأْخُذُونَ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَيُعْطُونَ لَهُ ، وَهُمْ خُزَّانُ خَزَائِنِ جُودِهِ الْمُنْفِقُونَ عَلَى أَوْلِيَائِهِ ، قُلُوبُهُمْ مُعَلَّقَةٌ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ لَا بِغَيْرِهِ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الثَّرَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) هُمُ الْمُرِيدُونَ السَّالِكُونَ طَرِيقَ مَحَبَّتِهِ تَعَالَى بِرِقَّةِ قُلُوبِهِمْ وَصَفَاءِ نِيَّاتِهِمْ وَبَذَلُوا مُهَجَهُمْ فِي سُوقِ شَوْقِهِ وَهُمْ عِنْدَ الْأَقْوِيَاءِ ضُعَفَاءُ الْأَحْوَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وَفِي الرِّقَابِ [ ص: 142 ] هُمُ الَّذِينَ رُهِنَتْ قُلُوبُهُمْ بِلَذَّةِ مُحِبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَبَقِيَتْ نُفُوسُهُمْ فِي الْمُجَاهَدَةِ فِي طَرِيقِهِ سُبْحَانَهُ لَمْ يَبْلُغُوا بِالْكُلِّيَّةِ إِلَى الشُّهُودِ، فَتَارَةً تَرَاهُمْ فِي لُجَجِ بَحْرِ الْإِرَادَةِ ، وَأُخْرَى فِي سَوَاحِلِ بَحْرِ الْقُرْبِ ، وَطَوْرًا هَدَفُ سِهَامِ الْقَهْرِ ، وَمَرَّةً مَشْرِقُ أَنْوَارِ اللُّطْفِ وَلَا يَصِلُونَ إِلَى الْحَقِيقَةِ مَا دَامَ عَلَيْهِمْ بَقِيَّةٌ مِنَ الْمُجَاهَدَةِ، وَالْمَكَاتَبُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ وَالْأَحْرَارُ مَا وَرَاءَ ذَلِكَ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ :
أَتَمَنَّى عَلَى الزَّمَانِ مُحَالًا أَنْ تَرَى مُقْلَتَايَ طَلْعَةَ حُرٍّ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وَالْغَارِمِينَ ) هُمُ الَّذِينَ مَا قَضَوْا حُقُوقَ مَعَارِفِهِمْ فِي الْعُبُودِيَّةِ وَمَا أَدْرَكُوا فِي إِيقَانِهِمْ حَقَائِقَ الرُّبُوبِيَّةِ ، وَالْمَعْرِفَةُ غَرِيمٌ لَا يَقْضِي دَيْنَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) هُمُ الْمُحَارِبُونَ نُفُوسَهُمْ بِالْمُجَاهِدَاتِ وَالْمُرَابِطُونَ بِقُلُوبِهِمْ فِي شُهُودِ الْغَيْبِ لِكَشْفِ الْمُشَاهَدَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وَابْنِ السَّبِيلِ ) هُمُ الْمُسَافِرُونَ بِقُلُوبِهِمْ فِي بَوَادِي الْأَزَلِ وَبِأَرْوَاحِهِمْ فِي قِفَارِ الْأَبَدِ وَبِعُقُولِهِمْ فِي طُرُقِ الْآيَاتِ وَبِنُفُوسِهِمْ فِي طَلَبِ أَهْلِ الْوِلَايَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ أَنْ يُعْطُوا هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافَ مِنْ مَالِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِدَفْعِ احْتِيَاجِهِمُ الطَّبِيعِيِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60وَاللَّهُ عَلِيمٌ ) بِأَحْوَالِ هَؤُلَاءِ وَغَيْبَتِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60حَكِيمٌ ) حَيْثُ أَوْجَبَ لَهُمْ مَا أَوْجَبَ ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ فَسَّرَ هَذِهِ الْأَصْنَافَ بِغَيْرِ مَا ذُكِرَ وَلَا أَرَى التَّفَاسِيرَ بِأَسْرِهَا مُتَكَفِّلَةً بِالْجَمْعِ وَالْمَنْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=61وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ عَابُوهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَحَاشَاهُ مِنَ الْعَيْبِ بِسَلَامَةِ الْقَلْبِ وَسُرْعَةِ الْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ لِمَا يَسْمَعُ ، فَصَدَّقَهُمْ جَلَّ شَأْنُهُ وَرَدَّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : ( قُلْ ) هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=61أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ أَيْ هُوَ كَذَلِكَ لَكِنْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْخَيْرِ ، وَهَذَا مِنْ غَايَةِ الْمَدْحِ فَإِنَّ النَّفْسَ الْقُدْسِيَّةَ الْخَيْرِيَّةَ تَتَأَثَّرُ بِمَا يُنَاسِبُهَا ، أَيْ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَسْمَعُ مَا يَنْفَعُكُمْ وَمَا فِيهِ صَلَاحُكُمْ دُونَ غَيْرِهِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=61يُؤْمِنُ بِاللَّهِ إِلَخْ ، وَقَدْ غَرَّهُمْ -قَاتَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى قَالُوا مَا قَالُوا- كَرَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ لَمْ يُشَافِهْهُمْ بِرَدِّ مَا يَقُولُونَ رَحْمَةً مِنْهُمْ بِهِمْ ، وَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ ، وَعَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْعَاقِلِ فَقَالَ : الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ وَأَنْشَدَ :
وَإِذَا الْكَرِيمُ أَتَيْتَهُ بِخَدِيعَةٍ فَرَأَيْتَهُ فِيمَا تَرُومُ يُسَارِعُ
فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَمْ تُخَادِعْ جَاهِلًا إِنَّ الْكَرِيمَ لِفَضْلِهِ مُتَخَادِعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=67الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ أَيْ : هُمْ مُتَشَابِهُونَ فِي الْقُبْحِ وَالرَّدَاءَةِ وَسُوءِ الِاسْتِعْدَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=67يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ أَيْ يَبْخَلُونَ أَوْ يُبْغِضُونَ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى مَعْنَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ أَوْ لَا يَنْصُرُونَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ لَا يَخْشَعُونَ لِرَبِّهِمْ وَيَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الدَّعَوَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=67نَسُوا اللَّهَ لِاحْتِجَابِهِمْ بِمَا هُمْ فِيهِ ( فَنَسِيَهُمْ ) مِنْ رَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=68وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ وَهُوَ عَذَابُ الِاحْتِجَابِ بِالسَّوِيِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ) هِيَ جَنَّاتُ النُّفُوسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً مَقَامَاتِ أَرْبَابِ التَّوَكُّلِ فِي جَنَّاتِ الْأَفْعَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ إِشَارَةٌ إِلَى جَنَّاتِ الصِّفَاتِ ( ذَلِكَ ) أَيِ : الرِّضْوَانُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِكَرَامَةِ أَهْلِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَشَدَّةِ قُرْبِهِمْ وَلَا بَأْسَ بِإِبْقَاءِ الْكَلَامِ عَلَى ظَاهِرِهِ وَيَكُونُ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً إِشَارَةٌ إِلَى الرُّؤْيَةِ، فَإِنَّ الْمُحِبَّ لَا تَطِيبُ لَهُ الدَّارُ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةِ مَحْبُوبِهِ :
أَجِيرَانُنَا مَا أَوْحَشَ الدَّارَ بَعْدَكُمْ إِذَا غِبْتُمْ عَنْهَا وَنَحْنُ حُضُورُ
وَلِكَوْنِ الرِّضْوَانِ هُوَ الْمَدَارَ لِكُلِّ خَيْرٍ وَسَعَادَةٍ وَالْمُنَاطُ لِكُلِّ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ كَانَ أَكْبَرَ مِنْ
[ ص: 143 ] هَاتَيْكَ الْحَنَّاتِ وَالْمَسَاكِنِ .
إِذَا كُنْتَ عَنِّي يَا مُنَى الْقَلْبِ رَاضِيًا أَرَى كُلَّ مَنْ فِي الْكَوْنِ لِي يَتَبَسَّمُ
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى رِضْوَانَهُ وَأَنْ يُسْكِنَنَا جِنَانَهُ .