nindex.php?page=treesubj&link=28640_30356_30497_30504_30506_34113_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=62ولا نكلف نفسا إلا وسعها جملة مستأنفة سيقت للتحريض على ما وصف به أولئك المشار إليهم من فعل الطاعات ببيان سهولته وكونه غير خارج عن حد الوسع والطاعة أي عادتنا جارية على أن لا نكلف نفسا من النفوس إلا ما في وسعها وقدر طاقتها على أن المراد استمرار النفي بمعونة المقام لا نفي الاستمرار أو للترخيص فيما هو قاصر عن درجة أعمال أولئك ببيان أنه تعالى لا يكلف عباده إلا ما في وسعهم فإن لم يبلغوا في فعل الطاعات مراتب السابقين فلا عليهم بعد أن يبذلوا طاقتهم ويستفرغوا وسعهم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل :
nindex.php?page=treesubj&link=30504من لم يستطع القيام فليصل قاعدا ومن لم يستطع القعود فليوم إيماء.
وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=62ولدينا كتاب ينطق بالحق تتمة لما قبله ببيان أحوال ما كلفوه من الأعمال وأحكامها المترتبة عليها من الحساب والثواب والعقاب، والمراد بالكتاب صحائف الأعمال التي يقرؤونها عند الحساب حسبما يؤذن به الوصف بهو كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون [الجاثية: 29] ( والحق ) المطابق للواقع والنطق به مجاز عن إظهاره أي عندنا كتاب يظهر الحق المطابق للواقع على ما هو عليه ذاتا ووصفا ويبينه للناظر كما يبينه النطق ويظهره للسامع فيظهر هناك جلائل الأعمال ودقائقها ويترتب عليها أجزيتها إن خيرا فخير وإن شرا فشر. وقيل: المراد بالكتاب صحائف يقرؤونها فيها ما ثبت لهم في اللوح المحفوظ من الجزاء وهو دون القول الأول، وأدون منه ما قيل: إن المراد به القرآن الكريم، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=62وهم لا يظلمون لبيان فضله عز وجل وعدله في الجزاء على أتم وجه إثر بيان لطفه سبحانه في التكليف وكتب الأعمال على ما هي عليه أي لا يظلمون في الجزاء بنقص ثواب أو زيادة عذاب بل يجزون بقدر أعمالهم التي كلفوها ونطقت بها صحائفها بالحق، وجوز أن يكون تقريرا لما قبل من التكليف وكتب الأعمال أي لا يظلمون بتكليف ما ليس في وسعهم ولا بكتب بعض أعمالهم التي من جملتها أعمال غير السابقين بناء على قصورها عن درجة أعمال السابقين بل يكتب كل منها على مقاديرها وطبقاتها.
nindex.php?page=treesubj&link=28640_30356_30497_30504_30506_34113_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=62وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا جُمْلَةٌ مُسْتَأْنِفَةٌ سِيقَتْ لِلتَّحْرِيضِ عَلَى مَا وَصَفَ بِهِ أُولَئِكَ الْمُشَارُ إِلَيْهِمْ مِنْ فِعْلِ الطَّاعَاتِ بِبَيَانِ سُهُولَتِهِ وَكَوْنِهِ غَيْرَ خَارِجٍ عَنْ حَدِّ الْوُسْعِ وَالطَّاعَةِ أَيْ عَادَتِنَا جَارِيَةٌ عَلَى أَنْ لَا نُكَلِّفَ نَفْسًا مِنَ النُّفُوسِ إِلَّا مَا فِي وُسْعِهَا وَقَدْرِ طَاقَتِهَا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ اسْتِمْرَارُ النَّفْيِ بِمَعُونَةِ الْمَقَامِ لَا نَفْيَ الِاسْتِمْرَارِ أَوْ لِلتَّرْخِيصِ فِيمَا هُوَ قَاصِرٌ عَنْ دَرَجَةِ أَعْمَالِ أُولَئِكَ بِبَيَانِ أَنَّهُ تَعَالَى لَا يُكَلِّفُ عِبَادَهُ إِلَّا مَا فِي وُسْعِهِمْ فَإِنْ لَمْ يَبْلُغُوا فِي فِعْلِ الطَّاعَاتِ مَرَاتِبَ السَّابِقِينَ فَلَا عَلَيْهِمْ بَعْدَ أَنْ يَبْذُلُوا طَاقَتَهُمْ وَيَسْتَفْرِغُوا وُسْعَهُمْ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=30504مَنْ لَمْ يَسْتَطِعِ الْقِيَامَ فَلْيُصَلِّ قَاعِدًا وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعِ الْقُعُودَ فَلِيَوْمِ إِيمَاءً.
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=62وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ تَتِمَّةٌ لِمَا قَبْلَهُ بِبَيَانِ أَحْوَالِ مَا كَلَّفُوهُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَأَحْكَامِهَا الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَيْهَا مِنَ الْحِسَابِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَالْمُرَادُ بِالْكِتَابِ صَحَائِفُ الْأَعْمَالِ الَّتِي يَقْرَؤُونَهَا عِنْدَ الْحِسَابِ حَسْبَمَا يُؤْذَنُ بِهِ الْوَصْفُ بِهُوَ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الْجَاثِيَةُ: 29] ( وَالْحَقُّ ) الْمُطَابِقُ لِلْوَاقِعِ وَالنُّطْقُ بِهِ مُجَازٍ عَنْ إِظْهَارِهِ أَيْ عِنْدِنَا كِتَابٌ يُظْهِرُ الْحَقَّ الْمُطَابِقَ لِلْوَاقِعِ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ ذَاتًا وَوَصْفًا وَيُبَيِّنُهُ لِلنَّاظِرِ كَمَا يُبَيِّنُهُ النُّطْقُ وَيَظْهَرُهُ لِلسَّامِعِ فَيَظْهَرُ هُنَاكَ جَلَائِلُ الْأَعْمَالِ وَدَقَائِقُهَا وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا أَجَزَيْتُهَا إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنَّ شَرًّا فَشَرٌّ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ صَحَائِفُ يَقْرَؤُونَهَا فِيهَا مَا ثَبَتَ لَهُمْ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مِنَ الْجَزَاءِ وَهُوَ دُونُ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ، وَأُدَوِّنُ مِنْهُ مَا قِيلَ: إِنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=62وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ لِبَيَانِ فَضْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدْلِهِ فِي الْجَزَاءِ عَلَى أَتَمِّ وَجْهٍ إِثْرَ بَيَانِ لُطْفِهِ سُبْحَانَهُ فِي التَّكْلِيفِ وَكَتْبِ الْأَعْمَالِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ أَيْ لَا يُظْلَمُونَ فِي الْجَزَاءِ بِنَقْصِ ثَوَابٍ أَوْ زِيَادَةِ عَذَابٍ بَلْ يُجْزَوْنَ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي كَلَّفُوهَا وَنَطَقَتْ بِهَا صَحَائِفُهَا بِالْحَقِّ، وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ تَقْرِيرًا لِمَا قَبِلَ مِنَ التَّكْلِيفِ وَكَتْبِ الْأَعْمَالِ أَيْ لَا يَظْلِمُونَ بِتَكْلِيفِ مَا لَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ وَلَا بِكَتْبِ بَعْضِ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا أَعْمَالُ غَيْرِ السَّابِقِينَ بِنَاءً عَلَى قُصُورِهَا عَنْ دَرَجَةِ أَعْمَالِ السَّابِقِينَ بَلْ يَكْتُبُ كُلٌّ مِنْهَا عَلَى مَقَادِيرِهَا وَطَبَقَاتِهَا.