nindex.php?page=treesubj&link=28993_30857_33010_33014_34330_34370_34371nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس، سواء العاكف فيه والباد. ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ..
وكان ذلك فعل المشركين من
قريش : أن يصدوا الناس عن دين الله - وهو سبيله الواصل إليه، وهو طريقه الذي شرعه للناس، وهو نهجه الذي اختاره للعباد - وأن يمنعوا المسلمين من الحج والعمرة إلى المسجد الحرام - كما فعلوا عام الحديبية - وهو الذي جعله الله للناس منطقة أمان ودار سلام، وواحة اطمئنان. يستوي فيه المقيم
بمكة والطارئ عليها. فهو بيت الله الذي يتساوى فيه عباد الله، فلا يملكه أحد منهم، ولا يمتاز فيه أحد منهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25سواء العاكف فيه والباد .
ولقد كان هذا النهج الذي شرعه الله في بيته الحرام سابقا لكل محاولات البشر في إيجاد منطقة حرام. يلقى فيها السلاح، ويأمن فيها المتخاصمون، وتحقن فيها الدماء، ويجد كل أحد فيها مأواه. لا تفضلا من أحد، ولكن حقا يتساوى فيه الجميع.
ولقد اختلفت أقوال الفقهاء في جواز الملكية الفردية لبيوت
مكة غير المسكونة بأهلها. وفي جواز كراء هذه البيوت عند من أجاز ملكيتها.. فذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله - إلى أنها تملك وتورث وتؤجر محتجا بما ثبت من أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - اشترى من
صفوان بن أمية دارا
بمكة بأربعة آلاف درهم فجعلها سجنا. وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه - رحمه الله - إلى أنها لا تورث ولا تؤجر، وقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=679611توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، وما تدعى رباع مكة (جمع ربع) إلا السوائب، من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - أنه قال: لا يحل بيع دور
مكة ولا كراؤها. وقال أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : كان عطاء ينهى عن الكراء في الحرم. وأخبرني أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب كان ينهى عن تبويب دور
مكة لأن ينزل الحاج في عرصاتها. فكان أول من بوب
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو . فأرسل إليه عمر بن الخطاب في ذلك، فقال: أنظرني يا أمير المؤمنين إني كنت امرأ تاجرا، فأردت أن أتخذ لي بابين يحبسان لي ظهري (أي ركائبي) قال: فلك ذلك إذن. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن
منصور عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال: يا أهل
مكة لا تتخذوا لدوركم أبوابا لينزل البادي حيث يشاء .. وتوسط الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد - رحمه الله - فقال: تملك وتورث ولا تؤجر. جمعا بين الأدلة.
وهكذا سبق الإسلام سبقا بعيدا بإنشاء واحة السلام، ومنطقة الأمان، ودار الإنسان المفتوحة لكل إنسان!
والقرآن الكريم يهدد من يريد اعوجاجا في هذا النهج المستقيم بالعذاب الأليم:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25ومن يرد فيه بإلحاد [ ص: 2418 ] بظلم نذقه من عذاب أليم .. فما بال من يريد ويفعل؟ إن التعبير يهدد ويتوعد على مجرد الإرادة زيادة في التحذير، ومبالغة في التوكيد. وذلك من دقائق التعبير.
ومن دقائق التعبير كذلك أن يحذف خبر إن في الجملة:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام ... فلا يذكرهم مالهم؟ ما شأنهم؟ ما جزاؤهم كأن مجرد ذكر هذا الوصف لهم يغني عن كل شيء آخر في شأنهم، ويقرر أمرهم ومصيرهم!
ثم يرجع إلى نشأة هذا البيت الحرام، الذي يستبد به المشركون، يعبدون فيه الأصنام، ويمنعون منه الموحدين بالله، المتطهرين من الشرك.. يرجع إلى نشأته على يد
إبراهيم - عليه السلام - بتوجيه ربه وإرشاده. ويرجع إلى القاعدة التي أقيم عليها وهي قاعدة التوحيد. وإلى الغرض من إقامته وهو عبادة الله الواحد، وتخصيصه للطائفين به والقائمين لله فيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا، وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود. nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ..
فللتوحيد أقيم هذا البيت منذ أول لحظة. عرف الله مكانه
لإبراهيم - عليه السلام - وملكه أمره ليقيمه على هذا الأساس:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26أن لا تشرك بي شيئا فهو بيت الله وحده دون سواه. وليطهره به من الحجيج، والقائمين فيه للصلاة:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود فهؤلاء هم الذين أنشئ البيت لهم، لا لمن يشركون بالله، ويتوجهون بالعبادة إلى سواه.
ثم أمر الله
إبراهيم عليه السلام - باني البيت - إذا فرغ من إقامته على الأساس الذي كلف به أن يؤذن في الناس بالحج; وأن يدعوهم إلى بيت الله الحرام ووعده أن يلبي الناس دعوته، فيتقاطرون على البيت من كل فج، رجالا يسعون على أقدامهم، وركوبا " على كل ضامر " جهده السير فضمر من الجهد والجوع:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ..
وما يزال وعد الله يتحقق منذ
إبراهيم - عليه السلام - إلى اليوم والغد. وما تزال أفئدة من الناس تهوي إلى البيت الحرام; وترف إلى رؤيته والطواف به.. الغني القادر الذي يجد الظهر يركبه ووسيلة الركوب المختلفة تنقله; والفقير المعدم الذي لا يجد إلا قدميه. وعشرات الألوف من هؤلاء يتقاطرون من فجاج الأرض البعيدة تلبية لدعوة الله التي أذن بها
إبراهيم - عليه السلام - منذ آلاف الأعوام..
ويقف السياق عند بعض معالم الحج وغاياته:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ..
والمنافع التي يشهدها الحجيج كثير. فالحج موسم ومؤتمر. الحج موسم تجارة وموسم عبادة. والحج مؤتمر اجتماع وتعارف، ومؤتمر تنسيق وتعاون. وهو الفريضة التي تلتقي فيها الدنيا والآخرة كما تلتقي فيها ذكريات العقيدة البعيدة والقريبة.. أصحاب السلع والتجارة يجدون في موسم الحج سوقا رائجة، حيث
[ ص: 2419 ] تجبى إلى البلد الحرام ثمرات كل شيء.. من أطراف الأرض; ويقدم الحجيج من كل فج ومن كل قطر، ومعهم من خيرات بلادهم ما تفرق في أرجاء الأرض في شتى المواسم. يتجمع كله في البلد الحرام في موسم واحد. فهو موسم تجارة ومعرض نتاج وسوق عالمية تقام في كل عام.
وهو موسم عبادة تصفو فيه الأرواح، وهي تستشعر قربها من الله في بيته الحرام. وهي ترف حول هذا البيت وتستروح الذكريات التي تحوم عليه وترف كالأطياف من قريب ومن بعيد..
طيف
إبراهيم الخليل - عليه السلام - وهو يودع البيت فلذة كبده إسماعيل وأمه، ويتوجه بقلبه الخافق الواجف إلى ربه:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=37ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة. فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ..
وطيف
هاجر ، وهي تستروح الماء لنفسها ولطفلها الرضيع في تلك الحرة المتلهبة حول البيت، وهي تهرول بين
الصفا والمروة وقد نهكها العطش، وهدها الجهد وأضناها الإشفاق على الطفل.. ثم ترجع في الجولة السابعة وقد حطمها اليأس لتجد النبع يتدفق بين يدي الرضيع الوضيء. وإذا هي زمزم. ينبوع الرحمة في صحراء اليأس والجدب.
وطيف
إبراهيم - عليه السلام - وهو يرى الرؤيا، فلا يتردد في التضحية بفلذة كبده، ويمضي في الطاعة المؤمنة إلى ذلك الأفق البعيد:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102قال: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟ فتجيبه الطاعة الراضية في
إسماعيل - عليه السلام - :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102قال: يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين .. وإذا رحمة الله تتجلى في الفداء:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104وناديناه أن يا إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=105قد صدقت الرؤيا nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=105إنا كذلك نجزي المحسنين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=106إن هذا لهو البلاء المبين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=107وفديناه بذبح عظيم ..
وطيف
إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - يرفعان القواعد من البيت، في إنابة وخشوع:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=128ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك، وأرنا مناسكنا وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم ..
وتظل هذه الأطياف وتلك الذكريات ترف وتتتابع، حتى يلوح طيف
عبد المطلب ، وهو ينذر دم ابنه العاشر إن رزقه الله عشرة أبناء. وإذا هو
عبد الله . وإذا
عبد المطلب حريصا على الوفاء بالنذر. وإذا قومه من حوله يعرضون عليه فكرة الفداء وإذا هو يدير القداح حول الكعبة ويضاعف الفداء، والقدح يخرج في كل مرة على
عبد الله ، حتى يبلغ الفداء مائة ناقة بعد عشر هي الدية المعروفة. فيقبل منه الفداء، فينحر مائة وينجو
عبد الله . ينجو ليودع رحم آمنة أطهر نطفة وأكرم خلق الله على الله -
محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم - ثم يموت! فكأنما فداه الله من الذبح لهذا القصد الوحيد الكريم الكبير!
ثم تتواكب الأطياف والذكريات. من
محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يدرج في طفولته وصباه فوق هذا الثرى، حول هذا البيت.. وهو يرفع الحجر الأسود بيديه الكريمتين فيضعه موضعه ليطفئ الفتنة التي كادت تنشب بين القبائل.. وهو يصلي.. وهو يطوف.. وهو يخطب.. وهو يعتكف.. وإن خطواته - عليه الصلاة والسلام - لتنبض حية في الخاطر، وتتمثل شاخصة في الضمير، يكاد الحاج هناك يلمحها وهو مستغرق في تلك الذكريات.. وخطوات الحشد من صحابته الكرام وأطيافهم ترف وتدف فوق هذا الثرى، حول ذلك البيت، تكاد تسمعها الأذن وتكاد تراها الأبصار!
والحج بعد ذلك كله مؤتمر جامع للمسلمين قاطبة. مؤتمر يجدون فيه أصلهم العريق الضارب في أعماق
[ ص: 2420 ] الزمن منذ أبيهم
إبراهيم الخليل :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا .. ويجدون محورهم الذي يشدهم جميعا إليه: هذه القبلة التي يتوجهون إليها جميعا ويلتقون عليها جميعا.. ويجدون رايتهم التي يفيئون إليها. راية العقيدة الواحدة التي تتوارى في ظلها فوارق الأجناس والألوان والأوطان.. ويجدون قوتهم التي قد ينسونها حينا. قوة التجمع والتوحد والترابط الذي يضم الملايين. الملايين التي لا يقف لها أحد لو فاءت إلى رايتها الواحدة التي لا تتعدد.. راية العقيدة والتوحيد.
وهو مؤتمر للتعارف والتشاور وتنسيق الخطط وتوحيد القوى، وتبادل المنافع والسلع والمعارف والتجارب. وتنظيم ذلك العالم الإسلامي الواحد الكامل المتكامل مرة في كل عام. في ظل الله. بالقرب من بيت الله. وفي ظلال الطاعات البعيدة والقريبة، والذكريات الغائبة والحاضرة. في أنسب مكان، وأنسب جو، وأنسب زمان..
فذلك إذ يقول الله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28ليشهدوا منافع لهم .. كل جيل بحسب ظروفه وحاجاته وتجاربه ومقتضياته.
وذلك بعض ما أراده الله بالحج يوم أن فرضه على المسلمين، وأمر
إبراهيم - عليه السلام - أن يؤذن به في الناس.
ويمضي السياق يشير إلى بعض مناسك الحج وشعائره وأهدافها:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ..
وهذه كناية عن نحر الذبائح في أيام العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده. والقرآن يقدم ذكر اسم الله المصاحب لنحر الذبائح، لأن الجو جو عبادة ولأن المقصود من النحر هو التقرب إلى الله. ومن ثم فإن أظهر ما يبرز في عملية النحر هو ذكر اسم الله على الذبيحة. وكأنما هو الهدف المقصود من النحر لا النحر ذاته..
والنحر ذكرى لفداء
إسماعيل - عليه السلام - فهو ذكرى لآية من آيات الله وطاعة من طاعات عبديه
إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - فوق ما هو صدقة وقربى لله بإطعام الفقراء. وبهيمة الأنعام هي الإبل والبقر والغنم والمعز.
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ..
والأمر بالأكل من الذبيحة يوم النحر هو أمر للإباحة أو الاستحباب. أما الأمر بإطعام البائس الفقير منها فهو أمر للوجوب. ولعل المقصود من أكل صاحبها منها أن يشعر الفقراء أنها طيبة كريمة.
وبالنحر ينتهي الإحرام فيحل للحاج حلق شعره أو تقصيره، ونتف شعر الإبط، وقص الأظافر والاستحمام. مما كان ممنوعا عليه في فترة الإحرام. وهو الذي يقول عنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثم ليقضوا تفثهم، وليوفوا نذورهم التي نذروها من الذبائح غير الهدي الذي هو من أركان الحج.
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29وليطوفوا بالبيت العتيق .. طواف الإفاضة بعد الوقوف بعرفات، وبه تنتهي شعائر الحج. وهو غير طواف الوداع.
والبيت العتيق هو المسجد الحرام أعفاه الله فلم يغلب عليه جبار. وأعفاه الله من البلى والدثور، فما يزال معمورا منذ
إبراهيم عليه السلام ولن يزال.
nindex.php?page=treesubj&link=28993_30857_33010_33014_34330_34370_34371nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ، سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ. وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ..
وَكَانَ ذَلِكَ فِعْلَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ
قُرَيْشٍ : أَنْ يَصُدُّوا النَّاسَ عَنْ دِينِ اللَّهِ - وَهُوَ سَبِيلُهُ الْوَاصِلُ إِلَيْهِ، وَهُوَ طَرِيقُهُ الَّذِي شَرَعَهُ لِلنَّاسِ، وَهُوَ نَهْجُهُ الَّذِي اخْتَارَهُ لِلْعِبَادِ - وَأَنْ يَمْنَعُوا الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ - كَمَا فَعَلُوا عَامَ الْحُدَيْبِيَةَ - وَهُوَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْطَقَةَ أَمَانٍ وَدَارَ سَلَامٍ، وَوَاحَةَ اطْمِئْنَانٍ. يَسْتَوِي فِيهِ الْمُقِيمُ
بِمَكَّةَ وَالطَّارِئُ عَلَيْهَا. فَهُوَ بَيْتُ اللَّهِ الَّذِي يَتَسَاوَى فِيهِ عِبَادُ اللَّهِ، فَلَا يَمْلِكُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، وَلَا يَمْتَازُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ .
وَلَقَدْ كَانَ هَذَا النَّهْجُ الَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ فِي بَيْتِهِ الْحَرَامِ سَابِقًا لِكُلِّ مُحَاوَلَاتِ الْبَشَرِ فِي إِيجَادِ مِنْطَقَةَ حَرَامٍ. يُلْقَى فِيهَا السِّلَاحُ، وَيَأْمَنُ فِيهَا الْمُتَخَاصِمُونَ، وَتُحْقَنُ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَيَجِدُ كُلَّ أَحَدٍ فِيهَا مَأْوَاهُ. لَا تُفَضَّلًا مِنْ أَحَدٍ، وَلَكِنْ حَقًّا يَتَسَاوَى فِيهِ الْجَمِيعُ.
وَلَقَدِ اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُ الْفُقَهَاءِ فِي جَوَازِ الْمِلْكِيَّةِ الْفَرْدِيَّةِ لِبُيُوتِ
مَكَّةَ غَيْرِ الْمَسْكُونَةِ بِأَهْلِهَا. وَفِي جَوَازِ كَرَاءِ هَذِهِ الْبُيُوتِ عِنْدَ مَنْ أَجَازَ مَلَكِيَّتِهَا.. فَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ - إِلَى أَنَّهَا تُمَلَّكُ وَتُورَثُ وَتُؤَجَّرُ مُحْتَجًّا بِمَا ثَبَتَ مِنْ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - اشْتَرَى مِنْ
صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ دَارًا
بِمَكَّةَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَجَعَلَهَا سِجْنًا. وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=12418إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إِلَى أَنَّهَا لَا تُورَثُ وَلَا تُؤَجَّرُ، وَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=679611تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَا تُدْعَى رِبَاعُ مَكَّةَ (جَمْعُ رَبْعٍ) إِلَّا السَّوَائِبَ، مَنِ احْتَاجَ سَكَنَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى أَسْكَنَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - أَنَّهُ قَالَ: لَا يَحِلُّ بَيْعُ دُورِ
مَكَّةَ وَلَا كِرَاؤُهَا. وَقَالَ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ : كَانَ عَطَاءُ يَنْهَى عَنِ الْكِرَاءِ فِي الْحَرَمِ. وَأَخْبَرَنِي أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَنْهَى عَنْ تَبْوِيبِ دُورِ
مَكَّةَ لِأَنْ يَنْزِلَ الْحَاجُّ فِي عَرَصَاتِهَا. فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَوَّبَ
nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو . فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَنْظِرْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ لِي بَابَيْنِ يَحْبِسَانِ لِي ظَهْرِي (أَيْ رَكَائِبِي) قَالَ: فَلَكَ ذَلِكَ إِذَنْ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17124مَعْمَرٍ عَنْ
مَنْصُورٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا أَهْلَ
مَكَّةَ لَا تَتَّخِذُوا لِدُورِكُمْ أَبْوَابًا لِيَنْزِلَ الْبَادِي حَيْثُ يَشَاءُ .. وَتَوَسَّطَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَقَالَ: تُمَلَّكُ وَتُورَثُ وَلَا تُؤَجَّرُ. جَمْعًا بَيْنَ الْأَدِلَّةِ.
وَهَكَذَا سَبَقَ الْإِسْلَامُ سَبْقًا بَعِيدًا بِإِنْشَاءِ وَاحَةِ السَّلَامِ، وَمِنْطَقَةِ الْأَمَانِ، وَدَارِ الْإِنْسَانِ الْمَفْتُوحَةِ لِكُلِّ إِنْسَانٍ!
وَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ يُهَدِّدُ مَنْ يُرِيدُ اعْوِجَاجًا فِي هَذَا النَّهْجِ الْمُسْتَقِيمِ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ [ ص: 2418 ] بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ .. فَمَا بَالُ مَنْ يُرِيدُ وَيَفْعَلُ؟ إِنَّ التَّعْبِيرَ يُهَدِّدُ وَيَتَوَعَّدُ عَلَى مُجَرَّدِ الْإِرَادَةِ زِيَادَةً فِي التَّحْذِيرِ، وَمُبَالَغَةً فِي التَّوْكِيدِ. وَذَلِكَ مِنْ دَقَائِقِ التَّعْبِيرِ.
وَمِنْ دَقَائِقِ التَّعْبِيرِ كَذَلِكَ أَنْ يُحْذَفَ خَبَرُ إِنَّ فِي الْجُمْلَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ... فَلَا يُذَكِّرُهُمْ مَالَهُمْ؟ مَا شَأْنُهُمْ؟ مَا جَزَاؤُهُمْ كَأَنَّ مُجَرَّدَ ذِكْرِ هَذَا الْوَصْفِ لَهُمْ يُغْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ آخَرَ فِي شَأْنِهِمْ، وَيُقَرِّرُ أَمْرَهُمْ وَمَصِيرَهُمْ!
ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى نَشْأَةِ هَذَا الْبَيْتِ الْحَرَامِ، الَّذِي يَسْتَبِدُّ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، يَعْبُدُونَ فِيهِ الْأَصْنَامَ، وَيَمْنَعُونَ مِنْهُ الْمُوَحِّدِينَ بِاللَّهِ، الْمُتَطَهِّرِينَ مِنَ الشِّرْكِ.. يَرْجِعُ إِلَى نَشْأَتِهِ عَلَى يَدِ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِتَوْجِيهِ رَبِّهِ وَإِرْشَادِهِ. وَيَرْجِعُ إِلَى الْقَاعِدَةِ الَّتِي أُقِيمُ عَلَيْهَا وَهِيَ قَاعِدَةُ التَّوْحِيدِ. وَإِلَى الْغَرَضِ مِنْ إِقَامَتِهِ وَهُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ الْوَاحِدِ، وَتَخْصِيصُهُ لِلطَّائِفِينَ بِهِ وَالْقَائِمِينَ لِلَّهِ فِيهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ. nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ، وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ، فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ..
فَلِلتَّوْحِيدِ أُقِيمَ هَذَا الْبَيْتُ مُنْذُ أَوَّلِ لَحْظَةٍ. عَرَّفَ اللَّهُ مَكَانَهُ
لِإِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَمَلَّكَهُ أَمْرَهُ لِيُقِيمَهُ عَلَى هَذَا الْأَسَاسِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا فَهُوَ بَيْتُ اللَّهِ وَحْدَهُ دُونَ سِوَاهُ. وَلِيُطَهِّرَهُ بِهِ مِنَ الْحَجِيجِ، وَالْقَائِمِينَ فِيهِ لِلصَّلَاةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ فَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ أُنْشِئَ الْبَيْتُ لَهُمْ، لَا لِمَنْ يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ، وَيَتَوَجَّهُونَ بِالْعِبَادَةِ إِلَى سِوَاهُ.
ثُمَّ أَمْرَ اللَّهُ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ - بَانِيَ الْبَيْتِ - إِذَا فَرَغَ مِنْ إِقَامَتِهِ عَلَى الْأَسَاسِ الَّذِي كُلِّفَ بِهِ أَنْ يُؤْذَنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ; وَأَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَوَعَدَهُ أَنْ يُلَبِّيَ النَّاسُ دَعْوَتَهُ، فَيَتَقَاطَرُونَ عَلَى الْبَيْتِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ، رِجَالًا يَسْعَوْنَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَرُكُوبًا " عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ " جَهَدَهُ السَّيْرُ فَضَمُرَ مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ..
وَمَا يَزَالُ وَعْدُ اللَّهِ يَتَحَقَّقُ مُنْذُ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِلَى الْيَوْمِ وَالْغَدِ. وَمَا تَزَالُ أَفْئِدَةٌ مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ; وَتَرِفُّ إِلَى رُؤْيَتِهِ وَالطَّوَافِ بِهِ.. الْغَنِيُّ الْقَادِرُ الَّذِي يَجِدُ الظَّهْرَ يَرْكَبُهُ وَوَسِيلَةَ الرُّكُوبِ الْمُخْتَلِفَةَ تَنْقُلُهُ; وَالْفَقِيرُ الْمُعْدَمُ الَّذِي لَا يَجِدُ إِلَّا قَدَمَيْهِ. وَعَشَرَاتُ الْأُلُوفِ مِنْ هَؤُلَاءِ يَتَقَاطَرُونَ مِنْ فِجَاجِ الْأَرْضِ الْبَعِيدَةِ تَلْبِيَةً لِدَعْوَةِ اللَّهِ الَّتِي أَذَّنَ بِهَا
إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مُنْذُ آلَافِ الْأَعْوَامِ..
وَيَقِفُ السِّيَاقُ عِنْدَ بَعْضِ مَعَالِمِ الْحَجِّ وَغَايَاتِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ، وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ..
وَالْمَنَافِعُ الَّتِي يَشْهَدُهَا الْحَجِيجُ كَثِيرٌ. فَالْحَجُّ مَوْسِمٌ وَمُؤْتَمَرٌ. الْحَجُّ مَوْسِمُ تِجَارَةٍ وَمَوْسِمُ عِبَادَةٍ. وَالْحَجُّ مُؤْتَمَرُ اجْتِمَاعٍ وَتَعَارُفٍ، وَمُؤْتَمَرُ تَنْسِيقٍ وَتَعَاوُنٍ. وَهُوَ الْفَرِيضَةُ الَّتِي تَلْتَقِي فِيهَا الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ كَمَا تَلْتَقِي فِيهَا ذِكْرَيَاتُ الْعَقِيدَةِ الْبَعِيدَةِ وَالْقَرِيبَةِ.. أَصْحَابُ السِّلَعِ وَالتِّجَارَةِ يَجِدُونَ فِي مَوْسِمِ الْحَجِّ سُوقًا رَائِجَةً، حَيْثُ
[ ص: 2419 ] تُجْبَى إِلَى الْبَلَدِ الْحَرَامِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ.. مِنْ أَطْرَافِ الْأَرْضِ; وَيَقْدُمُ الْحَجِيجُ مَنْ كُلِّ فَجٍّ وَمَنْ كُلِّ قُطْرٍ، وَمَعَهُمْ مِنْ خَيِّرَاتِ بِلَادِهِمْ مَا تَفَرَّقَ فِي أَرْجَاءِ الْأَرْضِ فِي شَتَّى الْمَوَاسِمِ. يَتَجَمَّعُ كُلُّهُ فِي الْبَلَدِ الْحَرَامِ فِي مَوْسِمٍ وَاحِدٍ. فَهُوَ مَوْسِمُ تِجَارَةٍ وَمَعْرِضُ نِتَاجٍ وَسُوقٌ عَالَمِيَّةٌ تُقَامُ فِي كُلِّ عَامٍ.
وَهُوَ مَوْسِمُ عِبَادَةٍ تَصْفُو فِيهِ الْأَرْوَاحُ، وَهِيَ تَسْتَشْعِرُ قُرْبَهَا مِنَ اللَّهِ فِي بَيْتِهِ الْحَرَامِ. وَهِيَ تَرِفُّ حَوْلَ هَذَا الْبَيْتِ وَتَسْتَرْوِحُ الذِّكْرَيَاتِ الَّتِي تَحُومُ عَلَيْهِ وَتَرِفُّ كَالْأَطْيَافِ مِنْ قَرِيبٍ وَمِنْ بَعِيدٍ..
طَيْفُ
إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهُوَ يُودِعُ الْبَيْتَ فِلْذَةُ كَبِدِهِ إِسْمَاعِيلَ وَأُمِّهِ، وَيَتَوَجَّهُ بِقَلْبِهِ الْخَافِقِ الْوَاجِفِ إِلَى رَبِّهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=37رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ. رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ. فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ، وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ..
وَطَيْفُ
هَاجَرَ ، وَهِيَ تَسْتَرْوِحُ الْمَاءَ لِنَفْسِهَا وَلِطِفْلِهَا الرَّضِيعِ فِي تِلْكَ الْحَرَّةِ الْمُتَلَهِّبَةِ حَوْلَ الْبَيْتِ، وَهِيَ تُهَرْوِلُ بَيْنَ
الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَقَدْ نَهَكَهَا الْعَطَشُ، وَهَدَّهَا الْجَهْدُ وَأَضْنَاهَا الْإِشْفَاقُ عَلَى الطِّفْلِ.. ثُمَّ تَرْجِعُ فِي الْجَوْلَةِ السَّابِعَةِ وَقَدْ حَطَّمَهَا الْيَأْسُ لِتَجِدَ النَّبْعَ يَتَدَفَّقُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّضِيعِ الْوَضِيءِ. وَإِذَا هِيَ زَمْزَمُ. يَنْبُوعُ الرَّحْمَةِ فِي صَحْرَاءَ الْيَأْسِ وَالْجَدْبِ.
وَطَيْفُ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهُوَ يَرَى الرُّؤْيَا، فَلَا يَتَرَدَّدُ فِي التَّضْحِيَةِ بِفِلْذَةِ كَبِدِهِ، وَيَمْضِي فِي الطَّاعَةِ الْمُؤْمِنَةِ إِلَى ذَلِكَ الْأُفُقِ الْبَعِيدِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى؟ فَتُجِيبُهُ الطَّاعَةُ الرَّاضِيَةُ فِي
إِسْمَاعِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102قَالَ: يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ، سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ .. وَإِذَا رَحْمَةُ اللَّهِ تَتَجَلَّى فِي الْفِدَاءِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=105قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=105إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=106إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=107وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ..
وَطَيْفُ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - يَرْفَعَانِ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ، فِي إِنَابَةٍ وَخُشُوعٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=128رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ، وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ..
وَتَظَلُّ هَذِهِ الْأَطْيَافُ وَتِلْكَ الذِّكْرَيَاتُ تَرِفُّ وَتَتَتَابَعُ، حَتَّى يَلُوحَ طَيْفُ
عَبْدِ الْمَطْلَبِ ، وَهُوَ يَنْذُرُ دَمَ ابْنِهِ الْعَاشِرِ إِنْ رَزْقَهُ اللَّهُ عَشْرَةَ أَبْنَاءٍ. وَإِذَا هُوَ
عَبْدُ اللَّهِ . وَإِذَا
عَبَدُ الْمَطْلَبِ حَرِيصًا عَلَى الْوَفَاءِ بِالنَّذْرِ. وَإِذَا قَوْمُهُ مِنْ حَوْلِهِ يَعْرِضُونَ عَلَيْهِ فَكُرَةَ الْفِدَاءِ وَإِذَا هُوَ يُدِيرُ الْقَدَّاحَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ وَيُضَاعِفُ الْفِدَاءَ، وَالْقَدَحُ يَخْرُجُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ ، حَتَّى يَبْلُغَ الْفِدَاءُ مِائَةَ نَاقَةٍ بَعْدَ عَشْرٍ هِيَ الدِّيَةُ الْمَعْرُوفَةُ. فَيُقْبَلُ مِنْهُ الْفِدَاءُ، فَيَنْحَرُ مِائَةً وَيَنْجُو
عَبْدُ اللَّهِ . يَنْجُو لِيُودِعَ رَحِمَ آمِنَةَ أَطْهَرَ نُطْفَةٍ وَأَكْرَمَ خَلْقِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ -
مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ يَمُوتُ! فَكَأَنَّمَا فَدَاهُ اللَّهُ مِنَ الذَّبْحِ لِهَذَا الْقَصْدِ الْوَحِيدِ الْكَرِيمِ الْكَبِيرِ!
ثُمَّ تَتَوَاكَبُ الْأَطْيَافُ وَالذِّكْرَيَاتُ. مِنْ
مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُدْرَجُ فِي طُفُولَتِهِ وَصِبَاهُ فَوْقَ هَذَا الثَّرَى، حَوْلَ هَذَا الْبَيْتِ.. وَهُوَ يَرْفَعُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ بِيَدَيْهِ الْكَرِيمَتَيْنِ فَيَضَعُهُ مَوْضِعَهُ لِيُطْفِئَ الْفِتْنَةَ الَّتِي كَادَتْ تَنْشَبُ بَيْنَ الْقَبَائِلِ.. وَهُوَ يُصَلِّي.. وَهُوَ يَطُوفُ.. وَهُوَ يَخْطُبُ.. وَهُوَ يَعْتَكِفُ.. وَإِنَّ خُطُوَاتِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - لَتَنْبِضُ حَيَّةً فِي الْخَاطِرِ، وَتَتَمَثَّلُ شَاخِصَةً فِي الضَّمِيرِ، يَكَادُ الْحَاجُّ هُنَاكَ يَلْمَحُهَا وَهُوَ مُسْتَغْرِقٌ فِي تِلْكَ الذِّكْرَيَاتِ.. وَخَطَوَاتُ الْحَشْدِ مِنْ صَحَابَتِهِ الْكِرَامِ وَأَطْيَافِهِمْ تَرِفُّ وَتَدِفُّ فَوْقَ هَذَا الثَّرَى، حَوْلَ ذَلِكَ الْبَيْتِ، تَكَادُ تَسْمَعُهَا الْأُذُنُ وَتَكَادُ تَرَاهَا الْأَبْصَارُ!
وَالْحَجُّ بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ مُؤْتَمَرٌ جَامِعٌ لِلْمُسْلِمِينَ قَاطِبَةً. مُؤْتَمَرٌ يَجِدُونَ فِيهِ أَصْلَهُمُ الْعَرِيقَ الضَّارِبَ فِي أَعْمَاقِ
[ ص: 2420 ] الزَّمَنِ مُنْذُ أَبِيهِمْ
إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا .. وَيَجِدُونَ مِحْوَرَهُمُ الَّذِي يَشُدُّهُمْ جَمِيعًا إِلَيْهِ: هَذِهِ الْقِبْلَةُ الَّتِي يَتَوَجَّهُونَ إِلَيْهَا جَمِيعًا وَيَلْتَقُونَ عَلَيْهَا جَمِيعًا.. وَيَجِدُونَ رَايَتَهُمُ الَّتِي يَفِيئُونَ إِلَيْهَا. رَايَةَ الْعَقِيدَةِ الْوَاحِدَةِ الَّتِي تَتَوَارَى فِي ظِلِّهَا فَوَارِقُ الْأَجْنَاسِ وَالْأَلْوَانِ وَالْأَوْطَانِ.. وَيَجِدُونَ قُوَّتَهُمُ الَّتِي قَدْ يَنْسَوْنَهَا حِينًا. قُوَّةَ التَّجَمُّعِ وَالتَّوَحُّدِ وَالتَّرَابُطِ الَّذِي يَضُمُّ الْمَلَايِينَ. الْمَلَايِينَ الَّتِي لَا يَقِفُ لَهَا أَحَدٌ لَوْ فَاءَتْ إِلَى رَايَتِهَا الْوَاحِدَةِ الَّتِي لَا تَتَعَدَّدُ.. رَايَةِ الْعَقِيدَةِ وَالتَّوْحِيدِ.
وَهُوَ مُؤْتَمَرٌ لِلتَّعَارُفِ وَالتَّشَاوُرِ وَتَنْسِيقِ الْخُطَطِ وَتَوْحِيدِ الْقُوَى، وَتَبَادُلِ الْمَنَافِعِ وَالسِّلَعِ وَالْمَعَارِفِ وَالتَّجَارِبِ. وَتَنْظِيمِ ذَلِكَ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ الْوَاحِدِ الْكَامِلِ الْمُتَكَامِلِ مَرَّةً فِي كُلِّ عَامٍ. فِي ظِلِّ اللَّهِ. بِالْقُرْبِ مِنْ بَيْتِ اللَّهِ. وَفِي ظِلَالٍ الطَّاعَاتِ الْبَعِيدَةِ وَالْقَرِيبَةِ، وَالذِّكْرَيَاتِ الْغَائِبَةِ وَالْحَاضِرَةِ. فِي أَنْسَبِ مَكَانِ، وَأَنْسَبِ جَوٍّ، وَأَنْسَبِ زَمَانٍ..
فَذَلِكَ إِذْ يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ .. كُلُّ جِيلٍ بِحَسَبِ ظُرُوفِهِ وَحَاجَاتِهِ وَتَجَارِبِهِ وَمُقْتَضَيَاتِهِ.
وَذَلِكَ بَعْضُ مَا أَرَادَهُ اللَّهُ بِالْحَجِّ يَوْمَ أَنَّ فَرْضَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَأَمْرَ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنْ يُؤْذِّنَ بِهِ فِي النَّاسِ.
وَيَمْضِي السِّيَاقُ يُشِيرُ إِلَى بَعْضِ مَنَاسِكِ الْحَجِّ وَشَعَائِرِهِ وَأَهْدَافِهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ..
وَهَذِهِ كِنَايَةٌ عَنْ نَحْرِ الذَّبَائِحِ فِي أَيَّامِ الْعِيدِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَةِ بَعْدَهُ. وَالْقُرْآنُ يُقَدِّمُ ذِكْرَ اسْمَ اللَّهِ الْمُصَاحِبِ لِنَحْرِ الذَّبَائِحِ، لَأَنَّ الْجَوَّ جَوُّ عِبَادَةٍ وَلَأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ النَّحْرِ هُوَ التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ. وَمِنْ ثَمَّ فَإِنَّ أَظْهَرَ مَا يَبْرُزُ فِي عَمَلِيَّةِ النَّحْرِ هُوَ ذِكْرُ اسْمِ اللَّهِ عَلَى الذَّبِيحَةِ. وَكَأَنَّمَا هُوَ الْهَدَفُ الْمَقْصُودُ مِنَ النَّحْرِ لَا النَّحْرُ ذَاتُهُ..
وَالنَّحْرُ ذِكْرَى لِفِدَاءِ
إِسْمَاعِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَهُوَ ذِكْرَى لِآيَةٍ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَطَاعَةٍ مِنْ طَاعَاتِ عَبْدَيْهِ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - فَوْقَ مَا هُوَ صَدَقَةٌ وَقُرْبَى لِلَّهِ بِإِطْعَامِ الْفُقَرَاءِ. وَبَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ هِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَالْمَعِزُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ..
وَالْأَمْرُ بِالْأَكْلِ مِنَ الذَّبِيحَةِ يَوْمَ النَّحْرِ هُوَ أَمْرٌ لِلْإِبَاحَةِ أَوِ الِاسْتِحْبَابِ. أَمَّا الْأَمْرُ بِإِطْعَامِ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ مِنْهَا فَهُوَ أَمْرٌ لِلْوُجُوبِ. وَلَعَلَّ الْمَقْصُودَ مِنْ أَكْلِ صَاحِبِهَا مِنْهَا أَنْ يَشْعُرَ الْفُقَرَاءُ أَنَّهَا طَيِّبَةٌ كَرِيمَةٌ.
وَبِالنَّحْرِ يَنْتَهِي الْإِحْرَامُ فَيَحِلُّ لِلْحَاجِّ حَلْقُ شَعْرِهِ أَوْ تَقْصِيرِهُ، وَنَتَفُ شَعْرِ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الْأَظَافِرِ وَالِاسْتِحْمَامُ. مِمَّا كَانَ مَمْنُوعًا عَلَيْهِ فِي فَتْرَةِ الْإِحْرَامِ. وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ عَنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ، وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ الَّتِي نَذَرُوهَا مِنَ الذَّبَائِحِ غَيْرَ الْهَدْيِ الَّذِي هُوَ مِنْ أَرْكَانِ الْحَجِّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ .. طَوَافَ الْإِفَاضَةِ بَعْدَ الْوُقُوفِ بِعَرَفَاتٍ، وَبِهِ تَنْتَهِي شَعَائِرُ الْحَجِّ. وَهُوَ غَيْرُ طَوَافِ الْوَدَاعِ.
وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ هُوَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ أَعْفَاهُ اللَّهُ فَلَمْ يَغْلِبْ عَلَيْهِ جَبَّارٌ. وَأَعْفَاهُ اللَّهُ مِنَ الْبِلَى وَالدُّثُورِ، فَمَا يَزَالُ مَعْمُورًا مُنْذُ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَنْ يَزَالَ.