ولما عجب [سبحانه] من الذين كفروا في قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=3لا تأتينا الساعة المتضمن لتكذيبهم، وختم بتصديق الذين أوتوا العلم مشيرا إلى أن [سبب] تكذيب الكفرة الجهل الذي سببه الكبر، عجب منهم تعجيبا آخر أشد من الأول لتصريحهم بالتكذيب [على وجه عجيب] فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=28760_34199_34201_29005nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7وقال الذين كفروا أي الذين تحققوا أمره صلى الله عليه وسلم وأجمعوا خلافه وعتوا على العناد، لمن يرد عليهم ممن لا يعرف حقيقة حاله معجبين ومنفرين:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7هل ندلكم أي أيها المعتقدون أن لا حشر. ولما أخرجوا الكلام مخرج الغرائب [المضحكة] لم يذكروا اسمه مع أنه أشهر الأسماء، بل قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7على رجل أي ليس هو صبيا ولا امرأة حتى تعذروه
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7ينبئكم أي يخبركم
[ ص: 451 ] [متى شئتم] إخبارا لا أعظم منه بما حواه من العجب الخارج عما نعقله [مجددا لذلك متى شاء المستخبر له].
ولما كان القصد ذكر ما يدل عندهم على استبعاد البعث، قدموا المعمول فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7إذا [أي إنكم إذا]
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7مزقتم أي قطعتم وفرقتم بعد موتكم من كل من شأنه أن يمزق من التراب والرياح وطول الزمان ونحو ذلك تمزيقا عظيما، بحيث صرتم ترابا، وذلك معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7كل ممزق أي كل تمزيق، فلم يبق شيء من أجسادكم مع شيء، بل صار الكل بحيث لا يميز بين ترابه وتراب الأرض، وذهبت به السيول كل مذهب، فصار مع اختلاطه بتراب الأرض والتباسه متباعدا بعضه عن بعض، وكسر معمول "ينبئكم" لأجل اللام فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7إنكم لفي أي لتقومون كما كنتم قبل الموت قياما لا شك فيه، والإخبار به مستحق لغاية التأكيد
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7خلق جديد وهذا عامل إذا الظرفية.
وَلَمَّا عَجِبَ [سُبْحَانَهُ] مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=3لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ الْمُتَضَمِّنِ لِتَكْذِيبِهِمْ، وَخَتَمَ بِتَصْدِيقِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مُشِيرًا إِلَى أَنَّ [سَبَبَ] تَكْذِيبِ الْكَفَرَةِ الْجَهْلُ الَّذِي سَبَبُهُ الْكِبْرُ، عَجَّبَ مِنْهُمْ تَعْجِيبًا آخَرَ أَشَدَّ مِنَ الْأَوَّلِ لِتَصْرِيحِهِمْ بِالتَّكْذِيبِ [عَلَى وَجْهٍ عَجِيبٍ] فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=28760_34199_34201_29005nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَيِ الَّذِينَ تَحَقَّقُوا أَمْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَجْمَعُوا خِلَافَهُ وَعَتَوْا عَلَى الْعِنَادِ، لِمَنْ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُ حَقِيقَةَ حَالِهِ مُعْجَبِينَ وَمُنَفِّرِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7هَلْ نَدُلُّكُمْ أَيْ أَيُّهَا الْمُعْتَقِدُونَ أَنْ لَا حَشْرَ. وَلَمَّا أَخْرَجُوا الْكَلَامَ مُخْرَجَ الْغَرَائِبِ [الْمُضْحِكَةِ] لَمْ يَذْكُرُوا اسْمَهُ مَعَ أَنَّهُ أَشْهَرُ الْأَسْمَاءِ، بَلْ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7عَلَى رَجُلٍ أَيْ لَيْسَ هُوَ صَبِيًّا وَلَا امْرَأَةً حَتَّى تَعْذُرُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7يُنَبِّئُكُمْ أَيْ يُخْبِرُكُمْ
[ ص: 451 ] [مَتَى شِئْتُمْ] إِخْبَارًا لَا أَعْظَمَ مِنْهُ بِمَا حَوَاهُ مِنَ الْعَجَبِ الْخَارِجِ عَمَّا نَعْقِلُهُ [مُجَدَّدًا لِذَلِكَ مَتَى شَاءَ الْمُسْتَخْبِرُ لَهُ].
وَلَمَّا كَانَ الْقَصْدُ ذِكْرَ مَا يَدُلُّ عِنْدَهُمْ عَلَى اسْتِبْعَادِ الْبَعْثِ، قَدَّمُوا الْمَعْمُولَ فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7إِذَا [أَيْ إِنَّكُمْ إِذَا]
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7مُزِّقْتُمْ أَيْ قُطِّعْتُمْ وَفُرِّقْتُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ مِنْ كُلِّ مَنْ شَأْنُهُ أَنْ يُمَزِّقَ مِنَ التُّرَابِ وَالرِّيَاحِ وَطُولِ الزَّمَانِ وَنَحْوِ ذَلِكَ تَمْزِيقًا عَظِيمًا، بِحَيْثُ صِرْتُمْ تُرَابًا، وَذَلِكَ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7كُلَّ مُمَزَّقٍ أَيْ كُلَّ تَمْزِيقٍ، فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِنْ أَجْسَادِكُمْ مَعَ شَيْءٍ، بَلْ صَارَ الْكُلُّ بِحَيْثُ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ تُرَابِهِ وَتُرَابِ الْأَرْضِ، وَذَهَبَتْ بِهِ السُّيُولُ كُلَّ مَذْهَبٍ، فَصَارَ مَعَ اخْتِلَاطِهِ بِتُرَابِ الْأَرْضِ وَالْتِبَاسِهِ مُتَبَاعِدًا بَعْضُهُ عَنْ بَعْضٍ، وَكُسِرَ مَعْمُولُ "يُنَبِّئُكُمْ" لِأَجْلِ اللَّامِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7إِنَّكُمْ لَفِي أَيْ لِتَقُومُونَ كَمَا كُنْتُمْ قَبْلَ الْمَوْتِ قِيَامًا لَا شَكَّ فِيهِ، وَالْإِخْبَارُ بِهِ مُسْتَحِقٌّ لِغَايَةِ التَّأْكِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7خَلْقٍ جَدِيدٍ وَهَذَا عَامِلُ إِذَا الظَّرْفِيَّةِ.