التفسير :
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4كأنهم بنيان مرصوص أي : يثبتون كثبات البنيان المرصوص ، وقيل : معناه : بنيان بني بالرصاص .
واستدل بعض أهل التأويل بهذا على أن
nindex.php?page=treesubj&link=8529_8520قتال الراجل أفضل من قتال الفارس ، وذلك غير مستقيم؛ لما جاء في فضل الفارس في الأجر والغنيمة ،
[ ص: 399 ] ولا يخرج الفرسان من معنى الآية؛ لأن معناه : الثبات .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فلما زاغوا أي : مالوا عن الحق؛
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5أزاغ الله قلوبهم أي : أمالها عن الهدى ، وقيل : عن الثواب .
قال
أبو أمامة : هم الخوارج ،
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص : هم الحرورية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تؤمنون بالله ورسوله : تبيين للتجارة المتقدم ذكرها ، وقيل : معناه : آمنوا ، فجاء بلفظ الخبر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وأخرى تحبونها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : {أخرى} : معطوفة على {تجارة} ، وقيل : المعنى : ولكم أخرى .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة يعني : افتراق أصحاب
عيسى فيه بعد رفعه إلى السماء ، على ما قدمناه في غير هذا المكان .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم يعني : بظهور النبي صلى الله عليه وسلم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فأصبحوا ظاهرين أي : ظاهرين على الكفار؛ أي : غالبين عليهم ، وقيل : أصبحوا غالبين بالحجة والبرهان؛ لأنهم قالوا -فيما روي- : ألستم
[ ص: 400 ] تعلمون أن
عيسى كان ينام ، والله لا ينام؟ وأن عيسى كان يأكل ، والله عز وجل لا يأكل؟
التَّفْسِيرُ :
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ أَيْ : يَثْبُتُونَ كَثَبَاتِ الْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : بُنْيَانٌ بُنِيَ بِالرَّصَاصِ .
وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ بِهَذَا عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=8529_8520قِتَالَ الرَّاجِلِ أَفْضَلُ مِنْ قِتَالِ الْفَارِسِ ، وَذَلِكَ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ؛ لِمَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْفَارِسِ فِي الْأَجْرِ وَالْغَنِيمَةِ ،
[ ص: 399 ] وَلَا يَخْرُجُ الْفُرْسَانُ مِنْ مَعْنَى الْآيَةِ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ : الثَّبَاتُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فَلَمَّا زَاغُوا أَيْ : مَالُوا عَنِ الْحَقِّ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ أَيْ : أَمَالَهَا عَنِ الْهُدَى ، وَقِيلَ : عَنِ الثَّوَابِ .
قَالَ
أَبُو أُمَامَةَ : هُمُ الْخَوَارِجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : هُمُ الْحَرُورِيَّةُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ : تَبْيِينٌ لِلتِّجَارَةِ الْمُتَقَدِّمِ ذِكْرُهَا ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : آمِنُوا ، فَجَاءَ بِلَفْظِ الْخَبَرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : {أُخْرَى} : مَعْطُوفَةٌ عَلَى {تِجَارَةٍ} ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَلَكُمْ أُخْرَى .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ يَعْنِي : افْتِرَاقَ أَصْحَابِ
عِيسَى فِيهِ بَعْدَ رَفْعِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، عَلَى مَا قَدَّمْنَاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَكَانِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ يَعْنِي : بِظُهُورٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ أَيْ : ظَاهِرِينَ عَلَى الْكُفَّارِ؛ أَيْ : غَالِبِينَ عَلَيْهِمْ ، وَقِيلَ : أَصْبَحُوا غَالِبِينَ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ؛ لِأَنَّهُمْ قَالُوا -فِيمَا رُوِيَ- : أَلَسْتُمْ
[ ص: 400 ] تَعْلَمُونَ أَنَّ
عِيسَى كَانَ يَنَامُ ، وَاللَّهُ لَا يَنَامُ؟ وَأَنَّ عِيسَى كَانَ يَأْكُلُ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَأْكُلُ؟