واتفقت كلمتهم على أن ثناء من يثني على بعض هؤلاء ممن سمع عنه أنه رجل صالح أو أنه عارف، أو وقف على بعض كلامه الذي هو حسن; مثل بعض كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12816ابن العربي في « الفتوحات»، وبعض كلامه في « مطالع النجوم»، وبعض حكاياته في « الدرة الفاخرة» ونحو ذلك. فإن من سمع ذلك أو رآه، ولم يقف على حقيقة قوله في « الفصوص»، ولم يعرف سر مذهبه فإنه لم يوافقه على قوله، بل لما تبين له كلامه بالباطل تبرأ إلى الله من هذه المقالات الكفرية التي في « الفصوص» ونحوه، وممن يعتقدها.
كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو [ ص: 250 ] عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون [المجادلة: 22].
وأما نفس المتكلم بهذا الكلام مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12816ابن العربي وغيره، فيمكن أنه قد تاب منه، ويمكن أنه ما تاب منه. فإن كان مات مؤمنا بالله ورسوله فهو من المؤمنين، وإن كان على غير ذلك فهو من المنافقين، والله أعلم بسريرته، وإلى الله إيابهم وعلى الله حسابهم.
ثم إنه بعد ذلك حصل بينهم من الاتفاق والائتلاف، والطيب ومكارم الأخلاق، والتواصي بالحق والصبر، والتعاون على البر والتقوى، كما أمرهم الله تعالى به في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=102يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون [آل عمران: 102 - 103].
وقد كتب هذا الكتاب بحضرة المشايخ وبأمرهم، وهم جميعا يأمرون بما أمر الله به ورسوله، من الاعتصام بالكتاب والسنة، ولزوم الجماعة، والنهي عن التفرق والاختلاف، قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=105ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد [ ص: 251 ] إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=107وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون [آل عمران: 105 - 107].
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: nindex.php?page=treesubj&link=29468_28766_20430تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله [الأنعام: 159].
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31ولا تكونوا من المشركين nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون [الروم: 31 - 32].
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم [آل عمران: 19]، فأخبر سبحانه أن مبدأ التفرق هو البغي. وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون [الحجرات: 9 - 10].
[ ص: 252 ]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=937894عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة».
وقال: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=664803ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: « صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر ولكن تحلق الدين».
وقال صلى الله عليه وسلم: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=652266المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه». [ ص: 253 ]
وقال: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=661693مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
وقد قال الله تعالى في كتابه:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان [المائدة: 2].
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1والعصر nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر [العصر: 1 - 3].
فهذا الذي أمر الله به ورسوله، وما كان من الأهواء المفرقة والأغراض الفاسدة; فهي مما حرمه الله ورسوله، حتى
nindex.php?page=hadith&LINKID=654525إن النبي صلى الله عليه وسلم كان مرة في بعض مغازيه فتنازع رجلان فقال أحدهما: يا للمهاجرين، وقال الآخر: يا للأنصار! فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: « أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة».
وقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=701129« من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا». nindex.php?page=hadith&LINKID=679186فسمع nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب -الذي قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم سورة (لم [ ص: 254 ] يكن) - سمع رجلا يقول: يا آل فلان، فقال: اعضض أير أبيك! فقالوا: يا أبا المنذر! ما كنت فحاشا، فقال: بهذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم». وقال: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=652262المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه». وقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=692356« انصر أخاك ظالما أو مظلوما» قيل: يا رسول الله، أنصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: « تمنعه من الظلم، فذاك نصرك إياه».
وَاتَّفَقَتْ كَلِمَتُهُمْ عَلَى أَنَّ ثَنَاءَ مَنْ يُثْنِي عَلَى بَعْضِ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ سَمِعَ عَنْهُ أَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ أَوْ أَنَّهُ عَارِفٌ، أَوْ وَقَفَ عَلَى بَعْضِ كَلَامِهِ الَّذِي هُوَ حَسَنٌ; مِثْلَ بَعْضِ كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12816ابْنِ الْعَرَبِيِّ فِي « الْفُتُوحَاتِ»، وَبَعْضِ كَلَامِهِ فِي « مَطَالِعِ النُّجُومِ»، وَبَعْضِ حِكَايَاتِهِ فِي « الدُّرَّةِ الْفَاخِرَةِ» وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَإِنَّ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ أَوْ رَآهُ، وَلَمْ يَقِفْ عَلَى حَقِيقَةِ قَوْلِهِ فِي « الْفُصُوصِ»، وَلَمْ يَعْرِفْ سِرَّ مَذْهَبِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يُوَافِقْهُ عَلَى قَوْلِهِ، بَلْ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ كَلَامُهُ بِالْبَاطِلِ تَبَرَّأَ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ الْكُفْرِيَّةِ الَّتِي فِي « الْفُصُوصِ» وَنَحْوِهِ، وَمِمَّنْ يَعْتَقِدُهَا.
كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ [ ص: 250 ] عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مَنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهَ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهَ أَلا إِنَّ حِزْبُ اللَّهَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الْمُجَادَلَةِ: 22].
وَأَمَّا نَفْسُ الْمُتَكَلِّمِ بِهَذَا الْكَلَامِ مِثْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=12816ابْنِ الْعَرَبِيِّ وَغَيْرِهِ، فَيُمْكِنُ أَنَّهُ قَدْ تَابَ مِنْهُ، وَيُمْكِنُ أَنَّهُ مَا تَابَ مِنْهُ. فَإِنْ كَانَ مَاتَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِسَرِيرَتِهِ، وَإِلَى اللَّهِ إِيَابُهُمْ وَعَلَى اللَّهِ حِسَابُهُمْ.
ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَصَلَ بَيْنَهُمْ مِنَ الِاتِّفَاقِ وَالِائْتِلَافِ، وَالطَّيِّبِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَالتَّوَاصِي بِالْحَقِّ وَالصَّبْرِ، وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=102يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهِ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آلِ عِمْرَانَ: 102 - 103].
وَقَدْ كُتِبَ هَذَا الْكِتَابُ بِحَضْرَةِ الْمَشَايِخِ وَبِأَمْرِهِمْ، وَهُمْ جَمِيعًا يَأْمُرُونَ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ، مِنَ الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَالنَّهْيِ عَنِ التَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=105وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ [ ص: 251 ] إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=107وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [آلِ عِمْرَانَ: 105 - 107].
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: nindex.php?page=treesubj&link=29468_28766_20430تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ الْبِدْعَةِ وَالْفُرْقَةِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ [الْأَنْعَامِ: 159].
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الرُّومِ: 31 - 32].
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ [آلِ عِمْرَانَ: 19]، فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ مَبْدَأَ التَّفَرُّقِ هُوَ الْبَغْيُ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهِ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الْحُجُرَاتِ: 9 - 10].
[ ص: 252 ]
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=937894عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ».
وَقَالَ: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=664803أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: « صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ».
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=652266الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ». [ ص: 253 ]
وَقَالَ: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=661693مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ».
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [الْمَائِدَةِ: 2].
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1وَالْعَصْرِ nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [الْعَصْرِ: 1 - 3].
فَهَذَا الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ، وَمَا كَانَ مِنَ الْأَهْوَاءِ الْمُفَرِّقَةِ وَالْأَغْرَاضِ الْفَاسِدَةِ; فَهِيَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، حَتَّى
nindex.php?page=hadith&LINKID=654525إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَرَّةً فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَتَنَازَعَ رَجُلَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، وَقَالَ الْآخَرُ: يَا لَلْأَنْصَارِ! فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: « أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».
وَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=701129« مَنْ سَمِعْتُمُوهُ يَتَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا». nindex.php?page=hadith&LINKID=679186فَسَمِعَ nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ -الَّذِي قَرَأَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ (لَمْ [ ص: 254 ] يَكُنْ) - سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: يَا آلَ فُلَانٍ، فَقَالَ: اعْضُضْ أَيْرَ أَبِيكَ! فَقَالُوا: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! مَا كُنْتَ فَحَّاشًا، فَقَالَ: بِهَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ». وَقَالَ: «
nindex.php?page=hadith&LINKID=652262الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَظْلِمُهُ». وَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=692356« انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: « تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ».