قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=74ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون أعاد هذا الضمير لاختلاف الحالين ، ينادون مرة فيقال لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62أين شركائي الذين كنتم تزعمون فيدعون الأصنام فلا يستجيبون ، فتظهر حيرتهم ، ثم ينادون مرة أخرى فيسكتون وهو توبيخ وزيادة خزي . والمناداة هنا ليست من الله ; لأن الله تعالى لا يكلم الكفار ; لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=174ولا يكلمهم الله يوم القيامة لكنه تعالى يأمر من يوبخهم ويبكتهم ، ويقيم الحجة عليهم في مقام الحساب . وقيل : يحتمل أن يكون من الله ، وقوله : ولا يكلمهم الله حين يقال لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون وقال : شركائي لأنهم جعلوا لهم نصيبا من أموالهم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=75ونزعنا من كل أمة شهيدا أي نبيا ; عن
مجاهد وقيل : هم عدول الآخرة يشهدون على العباد بأعمالهم في الدنيا والأول أظهر ; لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا وشهيد كل أمة رسولها الذي يشهد عليها .
[ ص: 284 ] والشهيد : الحاضر أي أحضرنا رسولهم المبعوث إليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=75فقلنا هاتوا برهانكم أي حجتكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=75فعلموا أن الحق لله أي علموا صدق ما جاءت به الأنبياء وضل عنهم أي ذهب عنهم وبطل . ما كانوا يفترون أي يختلقونه من الكذب على الله تعالى من أن معه آلهة تعبد .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=74وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَعَادَ هَذَا الضَّمِيرَ لِاخْتِلَافِ الْحَالَيْنِ ، يُنَادَوْنَ مَرَّةً فَيُقَالُ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ فَيَدْعُونَ الْأَصْنَامَ فَلَا يَسْتَجِيبُونَ ، فَتَظْهَرُ حَيْرَتُهُمْ ، ثُمَّ يُنَادَوْنَ مَرَّةً أُخْرَى فَيَسْكُتُونَ وَهُوَ تَوْبِيخُ وَزِيَادَةُ خِزْيِ . وَالْمُنَادَاةُ هُنَا لَيْسَتْ مِنَ اللَّهِ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُكَلِّمُ الْكُفَّارَ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=174وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَكِنَّهُ تَعَالَى يَأْمُرُ مَنْ يُوَبِّخُهُمْ وَيُبَكِّتُهُمْ ، وَيُقِيمُ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ فِي مَقَامِ الْحِسَابِ . وَقِيلَ : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ اللَّهِ ، وَقَوْلُهُ : وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ حِينَ يُقَالُ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ وَقَالَ : شُرَكَائِيَ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لَهُمْ نَصِيبًا مِنْ أَمْوَالِهِمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=75وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا أَيْ نَبِيًّا ; عَنْ
مُجَاهِدٍ وَقِيلَ : هُمْ عُدُولُ الْآخِرَةِ يَشْهَدُونَ عَلَى الْعِبَادِ بِأَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا وَشَهِيدُ كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولُهَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيْهَا .
[ ص: 284 ] وَالشَّهِيدُ : الْحَاضِرُ أَيْ أَحْضَرْنَا رَسُولَهُمُ الْمَبْعُوثَ إِلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=75فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيْ حُجَّتُكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=75فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ أَيْ عَلِمُوا صِدْقَ مَا جَاءَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ وَضَلَّ عَنْهُمْ أَيْ ذَهَبَ عَنْهُمْ وَبَطَلَ . مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ أَيْ يَخْتَلِقُونَهُ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَنَّ مَعَهُ آلِهَةً تُعْبَدُ .