(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=28982_30415_29674_29680إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون ( 24 ) )
لما ذكر تعالى حال الأشقياء ثنى بذكر السعداء ، وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فآمنت قلوبهم وعملت جوارحهم الأعمال الصالحة قولا وفعلا من الإتيان بالطاعات وترك المنكرات ، وبهذا ورثوا الجنات المشتملة على الغرف العاليات ، والسرر المصفوفات ، والقطوف الدانيات ، والفرش المرتفعات ، والحسان الخيرات ، والفواكه المتنوعات ، والمآكل المشتهيات والمشارب المستلذات ، والنظر إلى خالق الأرض والسموات ، وهم في ذلك خالدون ، لا يموتون ولا يهرمون ولا يمرضون ، وينامون ولا يتغطون ، ولا يبصقون ولا يتمخطون ، إن هو إلا رشح مسك يعرقون .
ثم ضرب [ الله ] تعالى مثل الكافرين والمؤمنين ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مثل الفريقين ) أي : الذين وصفهم أولا بالشقاء والمؤمنين السعداء ، فأولئك كالأعمى والأصم ، وهؤلاء كالبصير والسميع . فالكافر أعمى عن وجه الحق في الدنيا ، وفي الآخرة لا يهتدي إلى خير ولا يعرفه ، أصم عن سماع الحجج ، فلا يسمع ما ينتفع به ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=23ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) [ الأنفال : 23 ] ، وأما المؤمن ففطن ذكي لبيب ، بصير بالحق ، يميز بينه وبين الباطل ، فيتبع الخير ويترك الشر ، سميع للحجة ، يفرق بينها وبين الشبهة ، فلا يروج عليه باطل ، فهل يستوي هذا وهذا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24أفلا تذكرون ) أفلا تعتبرون وتفرقون بين هؤلاء وهؤلاء ، كما قال في الآية الأخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) [ الحشر : 20 ] وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=19وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) [ فاطر : 19 - 24 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=28982_30415_29674_29680إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ( 24 ) )
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى حَالَ الْأَشْقِيَاءِ ثَنَّى بِذِكْرِ السُّعَدَاءِ ، وَهُمُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، فَآمَنَتْ قُلُوبُهُمْ وَعَمِلَتْ جَوَارِحُهُمُ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ قَوْلًا وَفِعْلًا مِنَ الْإِتْيَانِ بِالطَّاعَاتِ وَتَرْكِ الْمُنْكَرَاتِ ، وَبِهَذَا وَرِثُوا الْجَنَّاتِ الْمُشْتَمِلَةَ عَلَى الْغُرَفِ الْعَالِيَاتِ ، وَالسُّرُرِ الْمَصْفُوفَاتِ ، وَالْقُطُوفِ الدَّانِيَاتِ ، وَالْفُرُشِ الْمُرْتَفِعَاتِ ، وَالْحِسَانِ الْخَيِّرَاتِ ، وَالْفَوَاكِهِ الْمُتَنَوِّعَاتِ ، وَالْمَآكِلِ الْمُشْتَهَيَاتِ وَالْمَشَارِبِ الْمُسْتَلَذَّاتِ ، وَالنَّظَرِ إِلَى خَالِقِ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ خَالِدُونَ ، لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَهْرَمُونَ وَلَا يَمْرَضُونَ ، وَيَنَامُونَ وَلَا يَتَغَطَّوْنَ ، وَلَا يَبْصُقُونَ وَلَا يَتَمَخَّطُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا رَشْحُ مِسْكٍ يَعْرَقُونَ .
ثُمَّ ضَرَبَ [ اللَّهُ ] تَعَالَى مَثَلَ الْكَافِرِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ ) أَيِ : الَّذِينَ وَصَفَهُمْ أَوَّلًا بِالشَّقَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ السُّعَدَاءِ ، فَأُولَئِكَ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ ، وَهَؤُلَاءِ كَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ . فَالْكَافِرُ أَعْمَى عَنْ وَجْهِ الْحَقِّ فِي الدُّنْيَا ، وَفِي الْآخِرَةِ لَا يَهْتَدِي إِلَى خَيْرٍ وَلَا يَعْرِفُهُ ، أَصَمُّ عَنْ سَمَاعِ الْحُجَجِ ، فَلَا يَسْمَعُ مَا يَنْتَفِعُ بِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=23وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) [ الْأَنْفَالِ : 23 ] ، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَفَطِنٌ ذَكِيٌّ لَبِيبٌ ، بَصِيرٌ بِالْحَقِّ ، يُمَيِّزُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَاطِلِ ، فَيَتَّبِعُ الْخَيْرَ وَيَتْرُكُ الشَّرَّ ، سَمِيعٌ لِلْحُجَّةِ ، يُفَرِّقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الشُّبْهَةِ ، فَلَا يَرُوجُ عَلَيْهِ بَاطِلٌ ، فَهَلْ يَسْتَوِي هَذَا وَهَذَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) أَفَلَا تَعْتَبِرُونَ وَتُفَرِّقُونَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) [ الْحَشْرِ : 20 ] وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=19وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) [ فَاطِرٍ : 19 - 24 ] .