القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29030_30563_19229ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون ( 11 ) )
يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : ألم تنظر بعين قلبك يا
محمد ، فترى إلى الذين نافقوا وهم فيما ذكر
عبد الله بن أبي ابن سلول ،
ووديعة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ابنا
نوفل ،
وسويد وداعس ، بعثوا إلى
بني النضير حين نزل بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحرب أن اثبتوا وتمنعوا ، فإنا لن نسلمكم ، وإن قوتلتم قاتلنا معكم ، وإن خرجتم خرجنا معكم ، فتربصوا لذلك من نصرهم ، فلم يفعلوا ، وقذف الله في قلوبهم الرعب ، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجليهم ، ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة .
حدثنا بذلك
ابن حميد قال : ثنا
سلمة قال : ثنا
محمد بن إسحاق ، عن
يزيد بن رومان .
وقال
مجاهد في ذلك ما حدثني به
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ألم تر إلى الذين نافقوا ) قال :
عبد الله بن أبي ابن سلول ،
ورفاعة أو رافعة بن تابوت . وقال
الحارث :
رفاعة بن تابوت - ولم يشك فيه
- وعبد الله بن نبتل ،
وأوس بن قيظي . [ ص: 290 ]
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
سلمة ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد ، عن
عكرمة ، أو عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ألم تر إلى الذين نافقوا ) يعني
عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه ، ومن كان منهم على مثل أمرهم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب ) يعني
بني النضير .
كما حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد ، عن
عكرمة ، أو عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب ) يعني :
بني النضير .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لئن أخرجتم لنخرجن معكم ) يقول : لئن أخرجتم من دياركم ومنازلكم ، وأجليتم عنها لنخرجن معكم ، فنجلى عن منازلنا وديارنا معكم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ولا نطيع فيكم أحدا أبدا ) يقول : ولا نطيع أحدا سألنا خذلانكم ، وترك نصرتكم ، ولكنا نكون معكم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وإن قوتلتم لننصرنكم ) يقول : وإن قاتلكم
محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن معه لننصرنكم معشر
النضير عليهم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11والله يشهد إنهم لكاذبون ) يقول : والله يشهد إن هؤلاء المنافقين الذين وعدوا
بني النضير النصرة على
محمد - صلى الله عليه وسلم - ( لكاذبون ) في وعدهم إياهم ما وعدوهم من ذلك .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29030_30563_19229أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 11 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَلَمْ تَنْظُرْ بِعَيْنِ قَلْبِكَ يَا
مُحَمَّدُ ، فَتَرَى إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا وَهُمْ فِيمَا ذُكِرَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ ،
وَوَدِيعَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٌ ابْنَا
نَوْفَلٍ ،
وَسُوَيْدٌ وَدَاعِسٌ ، بَعَثُوا إِلَى
بَنِي النَّضِيرِ حِينَ نَزَلَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْحَرْبِ أَنِ اثْبُتُوا وَتَمَنَّعُوا ، فَإِنَّا لَنْ نُسْلِمَكُمْ ، وَإِنْ قُوتِلْتُمْ قَاتَلْنَا مَعَكُمْ ، وَإِنْ خَرَجْتُمْ خَرَجْنَا مَعَكُمْ ، فَتَرَبَّصُوا لِذَلِكَ مِنْ نَصْرِهِمْ ، فَلَمْ يَفْعَلُوا ، وَقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُجْلِيَهُمْ ، وَيَكُفَّ عَنْ دِمَائِهِمْ عَلَى أَنَّ لَهُمْ مَا حَمَلَتِ الْإِبِلُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا الْحَلْقَةَ .
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٍ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : ثَنَا
عِيسَى وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا ) قَالَ :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ ،
وَرِفَاعَةُ أَوْ رَافِعَةُ بْنُ تَابُوتَ . وَقَالَ
الْحَارِثُ :
رِفَاعَةُ بْنُ تَابُوتَ - وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ
- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَبْتَلٍ ،
وَأَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ . [ ص: 290 ]
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، أَوْ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا ) يَعْنِي
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ وَأَصْحَابَهُ ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ عَلَى مِثْلِ أَمْرِهِمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) يَعْنِي
بَنِي النَّضِيرِ .
كَمَا حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، أَوْ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) يَعْنِي :
بَنِي النَّضِيرِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ) يَقُولُ : لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَمَنَازِلِكُمْ ، وَأُجْلِيتُمْ عَنْهَا لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ، فَنُجْلَى عَنْ مَنَازِلِنَا وَدِيَارِنَا مَعَكُمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا ) يَقُولُ : وَلَا نُطِيعُ أَحَدًا سَأَلَنَا خِذْلَانَكُمْ ، وَتَرْكَ نُصْرَتِكُمْ ، وَلَكُنَّا نَكُونُ مَعَكُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ ) يَقُولُ : وَإِنَّ قَاتَلَكُمْ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَنْ مَعَهُ لَنَنْصُرَنَّكُمْ مَعْشَرَ
النَّضِيرِ عَلَيْهِمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) يَقُولُ : وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ وَعَدُوا
بَنِي النَّضِيرِ النُّصْرَةَ عَلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( لَكَاذِبُونَ ) فِي وَعْدِهِمْ إِيَّاهُمْ مَا وَعَدُوهُمْ مِنْ ذَلِكَ .