nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142nindex.php?page=treesubj&link=28978_31907وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين يعني : أن
موسى لما أراد الذهاب لميقات ربه استخلف عليهم أخاه الكبير
هارون - عليهما السلام - للحكم بينهم والإصلاح فيهم ؛ إذ كانت الرياسة فيهم
لموسى ، وكان
هارون وزيره ونصيره ومساعده كما سأل ربه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=29واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري ( 20 : 29 - 32 ) وأوصاه بالإصلاح فيهم وفيما بينهم ، ونهاه عن اتباع سبيل المفسدين في الأرض ، والإفساد أنواع بعضها جلي وبعضها خفي ، ومن كل منهما وسيلة ومقصد ، فمنها الحرام البين ، ومنها الذرائع المشتبهات التي يختلف فيها الاجتهاد ، ويأخذ التقي فيها بالاحتياط ، واتباع سبيل المفسدين يشمل مشاركتهم في أعمالهم ، ومساعدتهم عليها ، ومعاشرتهم والإقامة معهم في حال اقترافها ، ولو بعد العجز
[ ص: 107 ] عن إرجاعهم عنها ، ومن ذلك ما يجوز وقوعه من الأنبياء عليهم السلام فيصح نهيهم عنه تحذيرا من وقوعهم فيه بضرب من الاجتهاد ، كالذي وقع الاختلاف فيه بين
موسى وهارون - عليهما السلام - في قصة عجل
السامري الذي حكاه - تعالى - عنه في سورة طه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=94قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( 20 : 92 - 94 ) فالرسالة كانت
لموسى بالأصالة ،
ولهارون بالتبع ؛ ليكون وزيرا لا رئيسا ،
وموسى هو الذي أعطي الشريعة ( التوراة ) وكان
هارون مساعدا له على تنفيذها في
بني إسرائيل ، كما كان مساعدا له على تبليغ
فرعون الدعوة ، وإنقاذ
بني إسرائيل .
وقد روى الشيخان وغيرهما من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال
لعلي - كرم الله وجهه - "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919966nindex.php?page=treesubj&link=31293_31295أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ " وذلك أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=919967استخلفه على المدينة في غزوة تبوك قبل خروجه . فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان ؟ فقاله ، وفي رواية
لأحمد :
أن عليا - رضي الله عنه - قال : رضيت رضيت . وإنما قال في النساء والصبيان ؛ لأنه لم يتخلف عن الخروج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى
تبوك غير النساء والصبيان ، ومن في حكمهم من ضعيف ومريض إلا من استأذن من المنافقين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض في شرحه
لمسلم : هذا الحديث
nindex.php?page=treesubj&link=31309مما تعلقت به الروافض والإمامية ، وسائر فرق الشيعة في أن الخلافة كانت حقا لعلي ، وأنه أوصى له بها ، قال : ثم اختلف هؤلاء فكفرت
الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره ، وزاد بعضهم فكفر
عليا ؛ لأنه لم يقم بطلب حقه ، وهؤلاء أسخف مذهبا ، وأفسد عقلا من أن يرد عليهم . . . . . . إلى آخر ما قال ، وقد ذكرت هذا من قوله لأذكر القارئ بأن هذين الفريقين لم يقولا ما قالا عن اعتقاد ، بل كانوا من جمعيات
المجوس ،
والسبئيين الذين يبغون الفتنة لإبطال الإسلام ، وإزالة ملك العرب بالشقاق الديني ، وأما الاستخلاف فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستخلف على
المدينة بعض الصحابة كلما خرج إلى غزوة ، ولم يكن يختار أفضلهم لذلك ، وفي الحديث من المنقبة
لعلي ما هو فوق استخلافه ، وهو جعله أخا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يتضمن ذلك استخلافه بعده - صلى الله عليه وسلم - لأن
هارون مات قبل
موسى - عليهما السلام - قطعا .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك أي : ولما جاء
موسى للميقات الذي وقتناه له للكلام وإعطاء الشريعة ، وكلمه ربه - عز وجل - من وراء حجاب بغير واسطة الملك استشرفت نفسه الزكية العالية للجمع بين فضيلتي الكلام والرؤية فقال :
[ ص: 108 ] رب أرني ذاتك المقدسة بأن تجعل لي من القوة على حمل تجليك ما أقدر به على النظر إليك ورؤيتك ، وكمال المعرفة بك بالقدر الممكن ؛ أي : دون ما هو فوق إمكان المخلوقين من الإدراك والإحاطة المنفي بقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ( 6 : 103 ) فيراجع تفسير هذه الآية من سورة الأنعام ( ص543 - 547 ج7 تفسير ط . الهيئة ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني أي : إنك لا تراني الآن ، ولا فيما تستقبل من الزمان ، ثم استدرك - تبارك وتعالى - على ذلك بما يدل على تعليل النفي ، ويخفف عن
موسى شدة وطأة الرد ، بإعلامه ما لم يكن يعلم من سنته ، وهو أنه لا يقوى شيء في هذا الكون على رؤيته ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي
موسى عند
مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=919969حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143ولكن انظر إلى الجبل ، فإنني سأتجلى له فإن ثبت لدى التجلي بقي مستقرا في مكانه فسوف تراني ، لمشاركتك له في مادة هذا العالم الفاني ، وإذا كان الجبل في قوته ورسوخه لا يثبت ، ولا يستقر لهذا التجلي ؛ لعدم استعداد مادته لقوة تجلي خالقه وخالق كل شيء ، فاعلم أنك لن تراني أيضا ، وأنت مشارك له في كونك مخلوقا من هذه المادة ، وخاضعا للسنن الربانية في قوتها ، وضعف استعدادها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28وخلق الإنسان ضعيفا ( 4 : 28 ) وقبولها للفناء .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر ، عن
قتادة قال : لما سمع الكلام طمع في الرؤية . وروى
أبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : حين قال
موسى لربه - تبارك وتعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143أرني أنظر إليك قال له يا
موسى إنك
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لن تراني قال : يقول ليس تراني لا يكون ذلك أبدا ، يا
موسى إنه لن يراني أحد فيحيا ،
nindex.php?page=treesubj&link=31910قال موسى : رب أن أراك ثم أموت أحب إلي من ألا أراك ثم أحيا فقال الله : يا
موسى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143انظر إلى الجبل العظيم الطويل الشديد
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فإن استقر مكانه يقول : فإن ثبت مكانه لم يتضعضع ، ولم ينهد لبعض ما يرى من عظمي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فسوف تراني أنت لضعفك وذلتك ، وإن الجبل تضعضع ، وانهد بقوته وشدته وعظمه فأنت أضعف وأذل ا هـ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا يقال : جلا الشيء والأمر وانجلى وتجلى بنفسه أو بغيره وجلاه فتجلى - إذا انكشف وظهر ووضح بعد خفاء في نفسه ذاتي أو إضافي أو خفاء على مجتليه وطالبه ، ويكون ذلك التجلي والظهور بالذات ، وبغير الذات من صفة أو فعل يزول به اللبس والخفاء ، وفي صيغة التجلي ما ليس في صيغة الجلاء ، والانجلاء من معنى التدريج والكثرة النوعية أو الشخصية . قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ( 92 : 1 ، 2 ) فالليل يغشى النهار ويستره ، ثم يتجلى النهار ويظهر بالتدريج ، وفي الأحاديث أن للرب - تعالى - تجليات مختلفة كما سيأتي .
[ ص: 109 ] والدك : الدق أو ضرب منه ، قال في الأساس : دككته دققته ، ودك الركية كبسها ، وجمل أدك وناقة دكاء : لا سنام لهما ، واندك السنام : افترش على الظهر ، ونزلنا بدكداك : رمل متلبد بالأرض ا هـ ، وأقول : إن الفرق بين الدق والدك كما يؤخذ من الاستعمال العام الموروث عن العرب - أن الدق ما يخبط به الشيء ليتفتت ، ويكون أجزاء دقيقة ومنه الدقيق ، وكان القمح في عصور البداوة الأولى يدق بالحجارة فيكون دقيقا ، ثم اهتدوا إلى الأرحية التي تسحقه وتطحنه ، وأما الدك فهو الهدم والخبط الذي يكون به الشيء المدكوك ملبدا ومستويا ، يقال : أرض مدكوكة ، وطريق مدكوكة ، ودك الحفرة والركية ( أي البئر غير المطوية ) دفنها وطمها ، ولا تزال سلائل العرب تستعمل هذه المادة بهذا المعنى ، ويسمون ما يوضع في الحفرة أو الركية من الحصا والحصباء ؛ لأجل تسويتها " الدكة " . قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( جعله دكاء ) بالمد والتشديد غير منون ؛ أي : أرضا مستوية كالناقة التي لا سنام لها ، والجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143جعله دكا ) بالمصدر ؛ أي : مدكوكا دكا ، ومثله في السد من سورة الكهف .
والخرور والخر : السقوط من علو والانكباب على الأرض ، ومنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=107يخرون للأذقان سجدا ( 17 : 107 ) والصعق - بكسر العين : صفة من الصعق ، وهو ما يكون من تأثير نزول نزول الصاعقة من موت أو إغماء ثم توسع فيه بإطلاقه على ما يشبه ذلك ، قال
الفيومي في المصباح : صعق صعقا من باب تعب : مات ، وصعق : غشي عليه لصوت سمعه ، والصعقة الأولى : النفخة ، والصاعقة : النازلة من الرعد ، والجمع صواعق ، ولا تصيب شيئا إلا دكته وأحرقته ا هـ .
وأحسن ما ورد في التفسير المأثور لهذه الآية مطابقا لمتن اللغة ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الرؤية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فلما تجلى ربه للجبل قال : ما تجلى منه إلا قدر الخنصر
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143جعله دكا قال : ترابا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وخر موسى صعقا قال : مغشيا عليه ا هـ . وما رواه
ابن المنذر عن
عكرمة أنه - أي الجبل - كان حجرا أصم فلما تجلى له صار تلا ترابا دكا من الدكاوات - أي : مستويا بالأرض - ولولا ذلك لجاز أن يقال إن صيرورته ترابا ، وإن كان بمعنى الدكاء والمدكوك لا ينافي استقرار الجبل مكانه ، وقد ورد في بعض الآثار والأحاديث المرفوعة أيضا أنه ساخ ، أي : غاص في الأرض ، وهو يتفق مع المعنى الأول ، أي : أنه رج بالتجلي رجا بست بها حجارته بسا ، وساخ في الأرض كله أو بعضه في أثناء ذلك حتى صار كما قال بعضهم ربوة دكاء كالرمل المتلبد .
والمعنى : فلما تجلى ربه للجبل أقل التجلي وأدناه انهد وهبط من شدته ، وعظمته وصار كالأرض المدكوكة أو الناقة الدكاء - وسقط
موسى على وجهه مغشيا عليه كمن أخذته الصاعقة ، والتجلي وإنما كان الجبل دونه ، فكيف لو كان له ؟ !
[ ص: 110 ] وقد روي في تفسير هذه الآيات من الأخبار والآثار الواهية والموضوعة غرائب وعجائب أكثرها من الإسرائيليات ، أمثل المرفوع منها ما روي من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
ثابت ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919970قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال : - ووضع الإبهام قريبا من طرف خنصره - فساخ الجبل " وفي لفظ زيادة nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وخر موسى صعقا فقال nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل لثابت : ما تريد إلى هذا ؟ فضرب صدره - أي صدر حميد - وقال : من أنت يا حميد ؟ يحدثني nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول أنت : ما تريد إلى هذا ! " رواه
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي - وصححه - وأبناء
جرير والمنذر وأبي حاتم وعدي في الكامل ،
وأبو الشيخ والحاكم - وصححه -
وابن مردويه والبيهقي في الرؤية ، وقد انفرد به عند مصححيه
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة وهو من رجال
مسلم إلا أنه قد تغير حفظه في آخر عمره كما هو معلوم ، وله طريقان آخران عند
داود بن المحبر وابن مردويه لا يصحان كما قال الحافظ
ابن كثير ، والمراد من التمثيل بالإبهام والخنصر أن ذلك أقل التجلي وأدناه ، وسيأتي من الصحيح ما يؤيد معناه .
ومن أنكر هذه الروايات ، وأوهاها ما روي عن
أنس مرفوعا "
لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة . . . " وذكر أسماءها ، قال الحافظ
ابن كثير : وهذا حديث غريب بل منكر . أقول : ولا يدخل من ألفاظ الآية ولا معناها في شيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين أي : ( فلما أفاق )
موسى من غشيه ، والتعبير بالإفاقة يدل على صحة تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، والجمهور للصعق بالغشي ، وبطلان تفسير
قتادة له بالموت ، وقال به بعض شذاذ الصوفية وادعوا أنه رأى ربه فمات ، أو مات ثم رأى ربه ، ولو مات لقال - تعالى - " فلما بعث " إلخ . كما قال في السبعين الذين اختارهم من قومه ، وذهبوا معه إلى الجبل وطلبوا منه أن يريهم الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فإنه قال
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=56ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ( 2 : 56 ) كما في سورة البقرة ، وسيأتي خبرهم في هذه القصة من هذه السورة -
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143قال سبحانك أي : تنزيها لك وتقديسا عما لا ينبغي في شأنك مما سألتك أو من لوازمه - أو كما حكى - تعالى - عن
نوح - عليه السلام - :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47أن أسألك ما ليس لي به علم ( 11 : 47 ) وأكثر مفسري أهل السنة يجعلون وجه التنزيه والتوبة أنه سأل الرؤية بغير إذن من الله - تعالى - ، ونفي العلم إنما يصح عندهم بمعنى أن ما سأله غير ممكن أو غير واقع في هذه الحياة الدنيا ، لا أنه غير ممكن في نفسه ، وغير واقع ألبتة ، ولا في الآخرة . ومعنى التوبة : الرجوع ، والمراد هنا الرجوع عما طلب إلى الوقوف مع الرب - تعالى - عند منتهى حدود الأدب . قال
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143تبت إليك أن أسألك الرؤية :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وأنا أول المؤمنين [ ص: 111 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد : أي : من
بني إسرائيل ، وفي رواية أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وأنا أول المؤمنين أنه لا يراك أحد ، ذكرهما الحافظ
ابن كثير وقال : وكذا قال
أبو العالية : قد كان قبله مؤمنون ، ولكن يقول : أنا أول من آمن بك أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة . قال : وهذا قول حسن له اتجاه ، وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16935محمد بن جرير في تفسيره هاهنا أثرا طويلا فيه غرائب وعجائب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق بن يسار ، وكأنه تلقاه من الإسرائيليات ، والله أعلم ا هـ .
خلاصة معنى الآية : أن
موسى - عليه السلام - لما نال فضيلة تكليم الله - تعالى - له بدون واسطة فسمع ما لم يكن يسمع قبل ذلك ، وهو من الغيب الذي لا شبه له ولا نظير في هذا العالم ، طلب من الرب - تعالى - أن يمنحه شرف رؤيته ، وهو يعلم حتما أنه ليس كمثله شيء في ذاته ، ولا في صفاته التي منها كلامه - عز وجل - ، فكما أنه سمع كلاما ليس كمثله كلام بتخصيص رباني - استشرف لرؤية ذات ليس كمثلها شيء من الذوات ، كما فهم من ترتيب السؤال على التكليم ، فلم يكن عقل
موسى - وهو في الذروة العليا من العقول البشرية بدليلي العقل والنقل - مانعا له من هذا الطلب ، ولم يكن دينه وعلمه بالله - تعالى - وهما في الذروة العليا أيضا - مانعين له منه ، ولكن الله - تعالى - قال له :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لن تراني ولكي يخفف عليه ألم الرد وهو كليمه الذي قال له في أول العهد بالوحي إليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=41واصطنعتك لنفسي ( 20 : 41 ) أراه بعينيه ومجموع إدراكه من تجليه للجبل بما لا يعلمه سواه أن المانع من جهته هو لا من الجود الرباني ، فنزه الله وسبحه وتاب إليه من هذا الطلب ، فبشره الله - تعالى - بأنه اصطفاه على الناس برسالته وبكلامه - أي : بدون رؤيته - ، وأمره بأن يأخذ ما أعطاه ، ويكون من الشاكرين له .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي الاصطفاء : اختيار صفوة الشيء ، وصفوه ؛ أي : خالصه الذي لا شائبة فيه ، ومنه
nindex.php?page=treesubj&link=24569_24572الصفي من الغنيمة وهو ما يصطفيه الإمام أو القائد الأكبر منها ويختاره لنفسه ، كاختيار النبي - صلى الله عليه وسلم - السيف المعروف بذي الفقار من غنائم غزوة
بدر . وتعدية الاصطفاء هنا بـ ( على ) لتضمنه معنى التفصيل ، فالمعنى : إني اصطفيتك مفضلا إياك على الناس من أهل زمانك بالرسالة ، قرأ
ابن كثير ونافع " برسالتي " والباقون "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144برسالاتي " فإفرادها بمعنى الاسم من الإرسال ، وجمعها باعتبار تعدد ما أرسل به من العقائد والعبادات والأحكام السياسية والحربية والمدنية والشخصية ، وقيل بتعدد أسفار التوراة ، وهو ضعيف ؛ لأن التوراة ما أوحاه من الشريعة إلى
موسى ، وهو موضوع رسالته ، وتسمية الأسفار الخمسة بالتوراة اصطلاحية ، وقد يطلقونها على جميع كتب أنبياء
بني إسرائيل قبل
عيسى - صلى الله عليه وسلم - واصطفيتك بكلامي : أي بتكليمي لك بعد وحي الإلهام من غير توسط ملك ، وإن كان من وراء حجاب ، وهو ما طلب
[ ص: 112 ] رفعه لتحصيل الرؤية مع الكلام ، ووحي الله - تعالى - ثلاثة أنواع بينها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم ( 42 : 51 ) فهذا النوع الأوسط هو الأعلى ، وقد أعطي
لموسى - صلى الله عليه وسلم - بعد النوع الأول ، وقيل بالعكس ، وقد بينا ما فيه من وجه الخصوصية في تفسير قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وكلم الله موسى تكليما من سورة النساء ( 4 : 164 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين أي : فخذ ما أعطيتك من الشريعة - التوراة - وكن من الراسخين في الشكر لنعمتي بها عليك وعلى قومك ، وذلك بإقامتها بقوة وعزيمة ، والعمل بها ، وكذا لسائر نعمي ، فإن حذف متعلق الشكر يدل على عمومه ، كما أن صيغة الصفة منه تدل على التمكن منه والرسوخ فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142nindex.php?page=treesubj&link=28978_31907وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ يَعْنِي : أَنَّ
مُوسَى لَمَّا أَرَادَ الذَّهَابَ لِمِيقَاتِ رَبِّهِ اسْتَخْلَفَ عَلَيْهِمْ أَخَاهُ الْكَبِيرَ
هَارُونَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - لِلْحُكْمِ بَيْنَهُمْ وَالْإِصْلَاحِ فِيهِمْ ؛ إِذْ كَانَتِ الرِّيَاسَةُ فِيهِمْ
لِمُوسَى ، وَكَانَ
هَارُونُ وَزِيرَهُ وَنَصِيرَهُ وَمُسَاعِدَهُ كَمَا سَأَلَ رَبَّهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=29وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ( 20 : 29 - 32 ) وَأَوْصَاهُ بِالْإِصْلَاحِ فِيهِمْ وَفِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَنَهَاهُ عَنِ اتِّبَاعِ سَبِيلِ الْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ ، وَالْإِفْسَادُ أَنْوَاعٌ بَعْضُهَا جَلِيٌّ وَبَعْضُهَا خَفِيٌّ ، وَمِنْ كُلٍّ مِنْهُمَا وَسِيلَةٌ وَمَقْصِدٌ ، فَمِنْهَا الْحَرَامُ الْبَيِّنُ ، وَمِنْهَا الذَّرَائِعُ الْمُشْتَبِهَاتُ الَّتِي يَخْتَلِفُ فِيهَا الِاجْتِهَادُ ، وَيَأْخُذُ التَّقِيُّ فِيهَا بِالِاحْتِيَاطِ ، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ الْمُفْسِدِينَ يَشْمَلُ مُشَارَكَتَهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ ، وَمُسَاعَدَتَهُمْ عَلَيْهَا ، وَمُعَاشَرَتَهُمْ وَالْإِقَامَةَ مَعَهُمْ فِي حَالِ اقْتِرَافِهَا ، وَلَوْ بَعْدَ الْعَجْزِ
[ ص: 107 ] عَنْ إِرْجَاعِهِمْ عَنْهَا ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا يَجُوزُ وُقُوعُهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَيَصِحُّ نَهْيُهُمْ عَنْهُ تَحْذِيرًا مِنْ وُقُوعِهِمْ فِيهِ بِضَرْبٍ مِنَ الِاجْتِهَادِ ، كَالَّذِي وَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِيهِ بَيْنَ
مُوسَى وَهَارُونَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - فِي قِصَّةِ عِجْلِ
السَّامِرِيِّ الَّذِي حَكَّاهُ - تَعَالَى - عَنْهُ فِي سُورَةِ طه بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=94قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ( 20 : 92 - 94 ) فَالرِّسَالَةُ كَانَتْ
لِمُوسَى بِالْأَصَالَةِ ،
وَلِهَارُونَ بِالتَّبَعِ ؛ لِيَكُونَ وَزِيرًا لَا رَئِيسًا ،
وَمُوسَى هُوَ الَّذِي أُعْطِيَ الشَّرِيعَةَ ( التَّوْرَاةَ ) وَكَانَ
هَارُونُ مُسَاعِدًا لَهُ عَلَى تَنْفِيذِهَا فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَمَا كَانَ مُسَاعِدًا لَهُ عَلَى تَبْلِيغِ
فِرْعَوْنَ الدَّعْوَةِ ، وَإِنْقَاذِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ .
وَقَدْ رَوَى الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَاصٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ
لِعَلِيٍّ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919966nindex.php?page=treesubj&link=31293_31295أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ؟ " وَذَلِكَ أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=919967اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَبْلَ خُرُوجِهِ . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخْلُفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ؟ فَقَالَهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ
لِأَحْمَدَ :
أَنَّ عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : رَضِيتُ رَضِيتُ . وَإِنَّمَا قَالَ فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنِ الْخُرُوجِ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى
تَبُوكَ غَيْرُ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، وَمَنْ فِي حُكْمِهِمْ مِنْ ضَعِيفٍ وَمَرِيضٍ إِلَّا مَنِ اسْتَأْذَنَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14961الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي شَرْحِهِ
لِمُسْلِمٍ : هَذَا الْحَدِيثُ
nindex.php?page=treesubj&link=31309مِمَّا تَعَلَّقَتْ بِهِ الرَّوَافِضُ وَالْإِمَامِيَّةُ ، وَسَائِرُ فِرَقِ الشِّيعَةِ فِي أَنَّ الْخِلَافَةَ كَانَتْ حَقًّا لَعَلِيٍّ ، وَأَنَّهُ أَوْصَى لَهُ بِهَا ، قَالَ : ثُمَّ اخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ فَكَفَّرَتِ
الرَّوَافِضُ سَائِرَ الصَّحَابَةِ فِي تَقْدِيمِهِمْ غَيْرَهُ ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ فَكَفَّرَ
عَلِيًّا ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَقُمْ بِطَلَبِ حَقِّهِ ، وَهَؤُلَاءِ أَسْخَفُ مَذْهَبًا ، وَأَفْسَدُ عَقْلًا مِنْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ . . . . . . إِلَى آخِرِ مَا قَالَ ، وَقَدْ ذَكَرْتُ هَذَا مِنْ قَوْلِهِ لِأُذَكِّرَ الْقَارِئَ بِأَنَّ هَذَيْنِ الْفَرِيقَيْنِ لَمْ يَقُولَا مَا قَالَا عَنِ اعْتِقَادٍ ، بَلْ كَانُوا مِنْ جَمْعِيَّاتِ
الْمَجُوسِ ،
وَالسَّبَئِيِّينَ الَّذِينَ يَبْغُونَ الْفِتْنَةَ لِإِبْطَالِ الْإِسْلَامِ ، وَإِزَالَةِ مُلْكِ الْعَرَبِ بِالشِّقَاقِ الدِّينِيِّ ، وَأَمَّا الِاسْتِخْلَافُ فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَخْلِفُ عَلَى
الْمَدِينَةِ بَعْضَ الصَّحَابَةِ كُلَّمَا خَرَجَ إِلَى غَزْوَةٍ ، وَلَمْ يَكُنْ يَخْتَارُ أَفْضَلَهُمْ لِذَلِكَ ، وَفِي الْحَدِيثِ مِنَ الْمَنْقَبَةِ
لَعَلِيٍّ مَا هُوَ فَوْقَ اسْتِخْلَافِهِ ، وَهُوَ جَعْلُهُ أَخًا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا يَتَضَمَّنُ ذَلِكَ اسْتِخْلَافُهُ بَعْدَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّ
هَارُونَ مَاتَ قَبْلَ
مُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - قَطْعًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ أَيْ : وَلَمَّا جَاءَ
مُوسَى لِلْمِيقَاتِ الَّذِي وَقَّتْنَاهُ لَهُ لِلْكَلَامِ وَإِعْطَاءِ الشَّرِيعَةِ ، وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ بِغَيْرِ وَاسِطَةِ الْمَلَكِ اسْتَشْرَفَتْ نَفْسُهُ الزَّكِيَّةُ الْعَالِيَةُ لِلْجَمْعِ بَيْنَ فَضِيلَتَيِ الْكَلَامِ وَالرُّؤْيَةِ فَقَالَ :
[ ص: 108 ] رَبِّ أَرِنِي ذَاتَكَ الْمُقَدَّسَةَ بِأَنْ تَجْعَلَ لِي مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى حَمْلِ تَجَلِّيكَ مَا أَقْدَرُ بِهِ عَلَى النَّظَرِ إِلَيْكَ وَرُؤْيَتِكَ ، وَكَمَالِ الْمَعْرِفَةِ بِكَ بِالْقَدْرِ الْمُمْكِنِ ؛ أَيْ : دُونَ مَا هُوَ فَوْقَ إِمْكَانِ الْمَخْلُوقِينَ مِنَ الْإِدْرَاكِ وَالْإِحَاطَةِ الْمَنْفِيِّ بِقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ( 6 : 103 ) فَيُرَاجَعُ تَفْسِيرَ هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ سُورَةِ الْأَنْعَامِ ( ص543 - 547 ج7 تَفْسِيرِ ط . الْهَيْئَةِ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي أَيْ : إِنَّكَ لَا تَرَانِي الْآنَ ، وَلَا فِيمَا تَسْتَقْبِلُ مِنَ الزَّمَانِ ، ثُمَّ اسْتَدْرَكَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عَلَى ذَلِكَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى تَعْلِيلِ النَّفْيِ ، وَيُخَفِّفُ عَنْ
مُوسَى شِدَّةَ وَطْأَةِ الرَّدِّ ، بِإِعْلَامِهِ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ سُنَّتِهِ ، وَهُوَ أَنَّهُ لَا يَقْوَى شَيْءٌ فِي هَذَا الْكَوْنِ عَلَى رُؤْيَتِهِ ، كَمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ أَبِي
مُوسَى عِنْدَ
مُسْلِمٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=919969حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ، فَإِنَّنِي سَأَتَجَلَّى لَهُ فَإِنْ ثَبَتَ لَدَى التَّجَلِّي بَقِيَ مُسْتَقِرًّا فِي مَكَانِهِ فَسَوْفَ تَرَانِي ، لِمُشَارَكَتِكَ لَهُ فِي مَادَّةِ هَذَا الْعَالَمِ الْفَانِي ، وَإِذَا كَانَ الْجَبَلُ فِي قُوَّتِهِ وَرُسُوخِهِ لَا يَثْبُتُ ، وَلَا يَسْتَقِرُّ لِهَذَا التَّجَلِّي ؛ لِعَدَمِ اسْتِعْدَادِ مَادَّتِهِ لِقُوَّةِ تَجَلِّي خَالِقِهِ وَخَالِقِ كُلِّ شَيْءٍ ، فَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَرَانِي أَيْضًا ، وَأَنْتَ مُشَارِكٌ لَهُ فِي كَوْنِكَ مَخْلُوقًا مِنْ هَذِهِ الْمَادَّةِ ، وَخَاضِعًا لِلسُّنَنِ الرَّبَّانِيَّةِ فِي قُوَّتِهَا ، وَضَعْفِ اسْتِعْدَادِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ( 4 : 28 ) وَقَبُولِهَا لِلْفَنَاءِ .
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : لَمَّا سَمِعَ الْكَلَامَ طَمِعَ فِي الرُّؤْيَةِ . وَرَوَى
أَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حِينَ قَالَ
مُوسَى لِرَبِّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَهُ يَا
مُوسَى إِنَّكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لَنْ تَرَانِي قَالَ : يَقُولُ لَيْسَ تَرَانِي لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَدًا ، يَا
مُوسَى إِنَّهُ لَنْ يَرَانِي أَحَدٌ فَيَحْيَا ،
nindex.php?page=treesubj&link=31910قَالَ مُوسَى : رَبِّ أَنْ أَرَاكَ ثُمَّ أَمُوتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلَّا أَرَاكَ ثُمَّ أَحْيَا فَقَالَ اللَّهُ : يَا
مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ الْعَظِيمِ الطَّوِيلِ الشَّدِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ يَقُولُ : فَإِنْ ثَبَتَ مَكَانَهُ لَمْ يَتَضَعْضَعْ ، وَلَمْ يَنْهَدْ لِبَعْضِ مَا يَرَى مِنْ عِظَمِي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فَسَوْفَ تَرَانِي أَنْتَ لِضَعْفِكَ وَذِلَّتِكَ ، وَإِنَّ الْجَبَلَ تَضَعْضَعَ ، وَانَهْدَّ بِقُوَّتِهِ وَشِدَّتِهِ وَعِظَمِهِ فَأَنْتَ أَضْعُفُ وَأَذَلُّ ا هـ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقَا يُقَالُ : جَلَا الشَّيْءُ وَالْأَمْرُ وَانْجَلَى وَتَجَلَّى بِنَفْسِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ وَجَلَّاهُ فَتَجَلَّى - إِذَا انْكَشَفَ وَظَهَرَ وَوَضُحَ بَعْدَ خَفَاءٍ فِي نَفْسِهِ ذَاتِيٍّ أَوْ إِضَافِيٍّ أَوْ خَفَاءٍ عَلَى مُجْتَلِيهِ وَطَالَبِهِ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ التَّجَلِّي وَالظُّهُورُ بِالذَّاتِ ، وَبِغَيْرِ الذَّاتِ مِنْ صِفَةٍ أَوْ فِعْلٍ يَزُولُ بِهِ اللَّبْسُ وَالْخَفَاءُ ، وَفِي صِيغَةِ التَّجَلِّي مَا لَيْسَ فِي صِيغَةِ الْجَلَاءِ ، وَالِانْجِلَاءُ مِنْ مَعْنَى التَّدْرِيجِ وَالْكَثْرَةِ النَّوْعِيَّةِ أَوِ الشَّخْصِيَّةِ . قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ( 92 : 1 ، 2 ) فَاللَّيْلُ يَغْشَى النَّهَارَ وَيَسْتُرُهُ ، ثُمَّ يَتَجَلَّى النَّهَارُ وَيَظْهَرُ بِالتَّدْرِيجِ ، وَفِي الْأَحَادِيثِ أَنَّ لِلرَّبِّ - تَعَالَى - تَجَلِّيَاتٍ مُخْتَلِفَةً كَمَا سَيَأْتِي .
[ ص: 109 ] وَالْدَّكُّ : الدَّقُّ أَوْ ضَرْبٌ مِنْهُ ، قَالَ فِي الْأَسَاسِ : دَكَكْتُهُ دَقَقْتُهُ ، وَدَكَّ الرَّكِيَّةِ كَبَسَهَا ، وَجَمَلٌ أَدَكُّ وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ : لَا سَنَامَ لَهُمَا ، وَانْدَكَّ السَّنَامُ : افْتَرَشَ عَلَى الظَّهْرِ ، وَنَزَلْنَا بِدَكْدَاكٍ : رَمْلٌ مُتَلَبِّدٌ بِالْأَرْضِ ا هـ ، وَأَقُولُ : إِنَّ الْفَرْقَ بَيْنَ الدَّقِّ وَالدَّكِّ كَمَا يُؤْخَذُ مِنَ الِاسْتِعْمَالِ الْعَامِّ الْمَوْرُوثِ عَنِ الْعَرَبِ - أَنَّ الدَّقَّ مَا يُخْبَطُ بِهِ الشَّيْءُ لِيَتَفَتَّتَ ، وَيَكُونُ أَجْزَاءً دَقِيقَةً وَمِنْهُ الدَّقِيقُ ، وَكَانَ الْقَمْحُ فِي عُصُورِ الْبَدَاوَةِ الْأُولَى يُدَقُّ بِالْحِجَارَةِ فَيَكُونُ دَقِيقًا ، ثُمَّ اهْتَدَوْا إِلَى الْأَرْحِيَةِ الَّتِي تَسْحَقُهُ وَتَطْحَنُهُ ، وَأَمَّا الدَّكُّ فَهُوَ الْهَدْمُ وَالْخَبْطُ الَّذِي يَكُونُ بِهِ الشَّيْءُ الْمَدْكُوكُ مُلَبَّدًا وَمُسْتَوِيًا ، يُقَالُ : أَرْضٌ مَدْكُوكَةٌ ، وَطَرِيقٌ مَدْكُوكَةٌ ، وَدَكَّ الْحُفْرَةَ وَالرَّكِيَّةَ ( أَيِ الْبِئْرَ غَيْرَ الْمَطْوِيَّةِ ) دَفَنَهَا وَطَمَّهَا ، وَلَا تَزَالُ سَلَائِلُ الْعَرَبِ تَسْتَعْمِلُ هَذِهِ الْمَادَّةَ بِهَذَا الْمَعْنَى ، وَيُسَمُّونَ مَا يُوضَعُ فِي الْحُفْرَةِ أَوِ الرَّكِيَّةِ مِنَ الْحَصَا وَالْحَصْبَاءِ ؛ لِأَجْلِ تَسْوِيَتِهَا " الدَّكَّةَ " . قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( جَعَلَهُ دَكَّاءَ ) بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ غَيْرَ مُنَوَّنٍ ؛ أَيْ : أَرْضًا مُسْتَوِيَةً كَالنَّاقَةِ الَّتِي لَا سَنَامَ لَهَا ، وَالْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143جَعَلَهُ دَكًّا ) بِالْمَصْدَرِ ؛ أَيْ : مَدْكُوكًا دَكًّا ، وَمِثْلُهُ فِي السَّدِّ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ .
وَالْخُرُورُ وَالْخَرُّ : السُّقُوطُ مِنْ عُلُوٍّ وَالِانْكِبَابُ عَلَى الْأَرْضِ ، وَمِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=107يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ( 17 : 107 ) وَالصَّعِقُ - بِكَسْرِ الْعَيْنِ : صِفَةٌ مِنَ الصَّعَقِ ، وَهُوَ مَا يَكُونُ مِنْ تَأْثِيرِ نُزُولِ نُزُولِ الصَّاعِقَةِ مِنْ مَوْتٍ أَوْ إِغْمَاءٍ ثُمَّ تَوَسَّعَ فِيهِ بِإْطْلَاقِهِ عَلَى مَا يُشْبِهُ ذَلِكَ ، قَالَ
الْفَيُّومِيُّ فِي الْمِصْبَاحِ : صَعِقَ صَعَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ : مَاتَ ، وَصَعِقَ : غُشِيَ عَلَيْهِ لِصَوْتٍ سَمِعَهُ ، وَالصَّعْقَةُ الْأُولَى : النَّفْخَةُ ، وَالصَّاعِقَةُ : النَّازِلَةُ مِنَ الرَّعْدِ ، وَالْجَمْعُ صَوَاعِقُ ، وَلَا تُصِيبُ شَيْئًا إِلَّا دَكَّتْهُ وَأَحْرَقَتْهُ ا هـ .
وَأَحْسَنُ مَا وَرَدَ فِي التَّفْسِيرِ الْمَأْثُورِ لِهَذِهِ الْآيَةِ مُطَابِقًا لِمَتْنِ اللُّغَةِ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الرُّؤْيَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ قَالَ : مَا تَجَلَّى مِنْهُ إِلَّا قَدْرَ الْخِنْصَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143جَعْلَهُ دَكًّا قَالَ : تُرَابًا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا قَالَ : مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ا هـ . وَمَا رَوَاهُ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
عِكْرِمَةَ أَنَّهُ - أَيِ الْجَبَلُ - كَانَ حَجَرًا أَصَمَّ فَلَمَّا تَجَلَّى لَهُ صَارَ تَلًّا تُرَابًا دَكًّا مِنَ الدَّكَاوَاتِ - أَيْ : مُسْتَوِيًا بِالْأَرْضِ - وَلَوْلَا ذَلِكَ لَجَازَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ صَيْرُورَتَهُ تُرَابًا ، وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى الدَّكَّاءِ وَالْمَدْكُوكِ لَا يُنَافِي اسْتِقْرَارَ الْجَبَلِ مَكَانَهُ ، وَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الْآثَارِ وَالْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ أَيْضًا أَنَّهُ سَاخَ ، أَيْ : غَاصَ فِي الْأَرْضِ ، وَهُوَ يَتَّفِقُ مَعَ الْمَعْنَى الْأَوَّلِ ، أَيْ : أَنَّهُ رُجَّ بِالتَّجَلِّي رَجًّا بُسَّتْ بِهَا حِجَارَتُهُ بَسًّا ، وَسَاخَ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُ أَوْ بَعْضُهُ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ حَتَّى صَارَ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ رَبْوَةً دَكَّاءَ كَالرَّمْلِ الْمُتَلَبِّدِ .
وَالْمَعْنَى : فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ أَقَلَّ التَّجَلِّي وَأَدْنَاهُ انْهَدَّ وَهَبَطَ مِنْ شِدَّتِهِ ، وَعَظَمَتِهِ وَصَارَ كَالْأَرْضِ الْمَدْكُوكَةِ أَوِ النَّاقَةِ الدَّكَّاءِ - وَسَقَطَ
مُوسَى عَلَى وَجْهِهِ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ كَمَنْ أَخَذَتْهُ الصَّاعِقَةُ ، وَالتَّجَلِّي وَإِنَّمَا كَانَ الْجَبَلُ دُونَهُ ، فَكَيْفَ لَوْ كَانَ لَهُ ؟ !
[ ص: 110 ] وَقَدْ رُوِيَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنَ الْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ الْوَاهِيَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ غَرَائِبٌ وَعَجَائِبٌ أَكْثَرُهَا مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ ، أَمْثَلُ الْمَرْفُوعِ مِنْهَا مَا رُوِيَ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919970قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا قَالَ : - وَوَضَعَ الْإِبْهَامَ قَرِيبًا مِنْ طَرَفِ خِنْصَرِهِ - فَسَاخَ الْجَبَلُ " وَفِي لَفْظٍ زِيَادَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=15767حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ لِثَابِتٍ : مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا ؟ فَضَرَبَ صَدْرَهُ - أَيْ صَدْرَ حُمَيْدٍ - وَقَالَ : مَنْ أَنْتَ يَا حُمَيْدُ ؟ يُحَدِّثُنِي nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَقُولُ أَنْتَ : مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا ! " رَوَاهُ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ - وَصَحَّحَهُ - وَأَبْنَاءُ
جَرِيرٍ وَالْمُنْذِرُ وَأَبِي حَاتِمٍ وَعَدِيٌّ فِي الْكَامِلِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ - وَصَحَّحَهُ -
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الرُّؤْيَةِ ، وَقَدِ انْفَرَدَ بِهِ عِنْدَ مُصَحِّحِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُوَ مِنْ رِجَالِ
مُسْلِمٍ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ ، وَلَهُ طَرِيقَانِ آخَرَانِ عِنْدَ
دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ لَا يَصِحَّانِ كَمَا قَالَ الْحَافِظُ
ابْنُ كَثِيرٍ ، وَالْمُرَادُ مِنَ التَّمْثِيلِ بِالْإِبْهَامِ وَالْخِنْصَرِ أَنَّ ذَلِكَ أَقَلُّ التَّجَلِّي وَأَدْنَاهُ ، وَسَيَأْتِي مِنَ الصَّحِيحِ مَا يُؤَيِّدُ مَعْنَاهُ .
وَمَنْ أَنْكَرَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ ، وَأَوْهَاهَا مَا رُوِيَ عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوعًا "
لَمَّا تَجَلَّى اللَّهُ لِلْجَبَلِ طَارَتْ لِعَظَمَتِهِ سِتَّةُ أَجْبُلٍ فَوَقَعَتْ ثَلَاثَةٌ بِالْمَدِينَةِ وَثَلَاثَةٌ بِمَكَّةَ . . . " وَذَكَرَ أَسْمَاءَهَا ، قَالَ الْحَافِظُ
ابْنُ كَثِيرٍ : وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ بَلْ مُنْكَرٌ . أَقُولُ : وَلَا يَدْخُلُ مِنْ أَلْفَاظِ الْآيَةِ وَلَا مَعْنَاهَا فِي شَيْءٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أَيْ : ( فَلَمَّا أَفَاقَ )
مُوسَى مِنْ غَشْيِهِ ، وَالتَّعْبِيرُ بِالْإِفَاقَةِ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ تَفْسِيرِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالْجُمْهُورِ لِلصَّعِقِ بِالْغَشْيِ ، وَبُطَلَانِ تَفْسِيرِ
قَتَادَةَ لَهُ بِالْمَوْتِ ، وَقَالَ بِهِ بَعْضُ شُذَّاذِ الصُّوفِيَّةِ وَادَّعُوا أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ فَمَاتَ ، أَوْ مَاتَ ثُمَّ رَأَى رَبَّهُ ، وَلَوْ مَاتَ لَقَالَ - تَعَالَى - " فَلَمَّا بُعِثَ " إِلَخْ . كَمَا قَالَ فِي السَّبْعِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مِنْ قَوْمِهِ ، وَذَهَبُوا مَعَهُ إِلَى الْجَبَلِ وَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يُرِيَهُمُ اللَّهُ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ فَإِنَّهُ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=56ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 2 : 56 ) كَمَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَسَيَأْتِي خَبَرُهُمْ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ -
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143قَالَ سُبْحَانَكَ أَيْ : تَنْزِيهًا لَكَ وَتَقْدِيسًا عَمَّا لَا يَنْبَغِي فِي شَأْنِكَ مِمَّا سَأَلْتُكَ أَوْ مِنْ لَوَازِمِهِ - أَوْ كَمَا حَكَى - تَعَالَى - عَنْ
نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ( 11 : 47 ) وَأَكْثَرُ مُفَسِّرِي أَهْلِ السُّنَّةِ يَجْعَلُونَ وَجْهَ التَّنْزِيهِ وَالتَّوْبَةِ أَنَّهُ سَأَلَ الرُّؤْيَةَ بِغَيْرِ إِذْنٍ مِنَ اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَنَفْيُ الْعِلْمِ إِنَّمَا يَصِحُّ عِنْدَهُمْ بِمَعْنَى أَنَّ مَا سَأَلَهُ غَيْرُ مُمْكِنٍ أَوْ غَيْرُ وَاقِعٍ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، لَا أَنَّهُ غَيْرُ مُمْكِنٍ فِي نَفْسِهِ ، وَغَيْرُ وَاقِعٍ أَلْبَتَّةَ ، وَلَا فِي الْآخِرَةِ . وَمَعْنَى التَّوْبَةِ : الرُّجُوعُ ، وَالْمُرَادُ هُنَا الرُّجُوعُ عَمَّا طَلَبَ إِلَى الْوُقُوفِ مَعَ الرَّبِّ - تَعَالَى - عِنْدَ مُنْتَهَى حُدُودِ الْأَدَبِ . قَالَ
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143تُبْتُ إِلَيْكَ أَنْ أَسْأَلَكَ الرُّؤْيَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [ ص: 111 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ : أَيْ : مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ ، ذَكَرَهُمَا الْحَافِظُ
ابْنُ كَثِيرٍ وَقَالَ : وَكَذَا قَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : قَدْ كَانَ قَبْلَهُ مُؤْمِنُونَ ، وَلَكِنْ يَقُولُ : أَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِكَ أَنَّهُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قَالَ : وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ لَهُ اتِّجَاهٌ ، وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ هَاهُنَا أَثَرًا طَوِيلًا فِيهِ غَرَائِبُ وَعَجَائِبُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12563مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقِ بْنِ يَسَارٍ ، وَكَأَنَّهُ تَلَقَّاهُ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ا هـ .
خُلَاصَةُ مَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمَّا نَالَ فَضِيلَةَ تَكْلِيمِ اللَّهِ - تَعَالَى - لَهُ بِدُونِ وَاسِطَةٍ فَسَمِعَ مَا لَمْ يَكُنْ يَسْمَعُ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَهُوَ مِنَ الْغَيْبِ الَّذِي لَا شِبْهَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ فِي هَذَا الْعَالَمِ ، طَلَبَ مِنَ الرَّبِّ - تَعَالَى - أَنْ يَمْنَحَهُ شَرَفَ رُؤْيَتِهِ ، وَهُوَ يَعْلَمُ حَتْمًا أَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي ذَاتِهِ ، وَلَا فِي صِفَاتِهِ الَّتِي مِنْهَا كَلَامُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ، فَكَمَا أَنَّهُ سَمِعَ كَلَامًا لَيْسَ كَمِثْلِهِ كَلَامٌ بِتَخْصِيصٍ رَبَّانِيٍّ - اسْتَشْرَفَ لِرُؤْيَةِ ذَاتٍ لَيْسَ كَمِثْلِهَا شَيْءٌ مِنَ الذَّوَاتِ ، كَمَا فُهِمَ مِنْ تَرْتِيبِ السُّؤَالِ عَلَى التَّكْلِيمِ ، فَلَمْ يَكُنْ عَقْلُ
مُوسَى - وَهُوَ فِي الذُّرْوَةِ الْعُلْيَا مِنَ الْعُقُولِ الْبَشَرِيَّةِ بِدَلِيلَيِ الْعَقْلِ وَالنَّقْلِ - مَانِعًا لَهُ مِنْ هَذَا الطَّلَبِ ، وَلَمْ يَكُنْ دِينُهُ وَعِلْمُهُ بِاللَّهِ - تَعَالَى - وَهُمَا فِي الذُّرْوَةِ الْعُلْيَا أَيْضًا - مَانِعَيْنِ لَهُ مِنْهُ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - قَالَ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143لَنْ تَرَانِي وَلِكَيْ يُخَفِّفَ عَلَيْهِ أَلَمَ الرَّدِّ وَهُوَ كَلِيمُهُ الَّذِي قَالَ لَهُ فِي أَوَّلِ الْعَهْدِ بِالْوَحْيِ إِلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=41وَاصْطَنَعَتْكَ لِنَفْسِي ( 20 : 41 ) أَرَاهُ بِعَيْنَيْهِ وَمَجْمُوعِ إِدْرَاكِهِ مِنْ تَجَلِّيهِ لِلْجَبَلِ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ سِوَاهُ أَنَّ الْمَانِعَ مِنْ جِهَتِهِ هُوَ لَا مِنَ الْجُودِ الرَّبَّانِيِّ ، فَنَزَّهَ اللَّهَ وَسَبَّحَهُ وَتَابَ إِلَيْهِ مِنْ هَذَا الطَّلَبِ ، فَبَشَّرَهُ اللَّهُ - تَعَالَى - بِأَنَّهُ اصْطَفَاهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ - أَيْ : بِدُونِ رُؤْيَتِهِ - ، وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَأْخُذَ مَا أَعْطَاهُ ، وَيَكُونَ مِنَ الشَّاكِرِينَ لَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي الِاصْطِفَاءُ : اخْتِيَارُ صَفْوَةِ الشَّيْءِ ، وَصَفْوُهُ ؛ أَيْ : خَالِصُهُ الَّذِي لَا شَائِبَةَ فِيهِ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=treesubj&link=24569_24572الصَّفِّيُّ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَهُوَ مَا يَصْطَفِيهِ الْإِمَامُ أَوِ الْقَائِدُ الْأَكْبَرُ مِنْهَا وَيَخْتَارُهُ لِنَفْسِهِ ، كَاخْتِيَارِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّيْفَ الْمَعْرُوفَ بِذِي الْفَقَارِ مِنْ غَنَائِمِ غَزْوَةِ
بَدْرٍ . وَتَعْدِيَةُ الِاصْطِفَاءِ هُنَا بِـ ( عَلَى ) لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى التَّفْصِيلِ ، فَالْمَعْنَى : إِنِّي اصْطَفَيْتُكُ مُفَضِّلًا إِيَّاكَ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكَ بِالرِّسَالَةِ ، قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ " بِرِسَالَتِي " وَالْبَاقُونَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144بِرِسَالَاتِي " فَإِفْرَادُهَا بِمَعْنَى الِاسْمِ مِنَ الْإِرْسَالِ ، وَجَمْعُهَا بِاعْتِبَارِ تَعَدُّدِ مَا أُرْسِلَ بِهِ مِنَ الْعَقَائِدِ وَالْعِبَادَاتِ وَالْأَحْكَامِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْحَرْبِيَّةِ وَالْمَدَنِيَّةِ وَالشَّخْصِيَّةِ ، وَقِيلَ بِتَعَدُّدِ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ؛ لِأَنَّ التَّوْرَاةَ مَا أَوْحَاهُ مِنَ الشَّرِيعَةِ إِلَى
مُوسَى ، وَهُوَ مَوْضُوعُ رِسَالَتِهِ ، وَتَسْمِيَةُ الْأَسْفَارِ الْخَمْسَةِ بِالتَّوْرَاةِ اصْطِلَاحِيَّةٌ ، وَقَدْ يُطْلِقُونَهَا عَلَى جَمِيعِ كُتُبِ أَنْبِيَاءِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ
عِيسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاصْطَفَيْتُكَ بِكَلَامِي : أَيْ بِتَكْلِيمِي لَكَ بَعْدَ وَحْيِ الْإِلْهَامِ مِنْ غَيْرِ تَوَسُّطِ مَلَكٍ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَهُوَ مَا طَلَبَ
[ ص: 112 ] رَفْعُهُ لِتَحْصِيلِ الرُّؤْيَةِ مَعَ الْكَلَامِ ، وَوَحْيُ اللَّهِ - تَعَالَى - ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ بَيَّنَهَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ( 42 : 51 ) فَهَذَا النَّوْعُ الْأَوْسَطُ هُوَ الْأَعْلَى ، وَقَدْ أُعْطِيَ
لِمُوسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ النَّوْعِ الْأَوَّلِ ، وَقِيلَ بِالْعَكْسِ ، وَقَدْ بَيَّنَّا مَا فِيهِ مِنْ وَجْهِ الْخُصُوصِيَّةِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ ( 4 : 164 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ أَيْ : فَخُذْ مَا أَعْطَيْتُكَ مِنَ الشَّرِيعَةِ - التَّوْرَاةِ - وَكُنْ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الشُّكْرِ لِنِعْمَتِي بِهَا عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ ، وَذَلِكَ بِإِقَامَتِهَا بِقُوَّةٍ وَعَزِيمَةٍ ، وَالْعَمَلِ بِهَا ، وَكَذَا لِسَائِرِ نِعَمِي ، فَإِنَّ حَذْفَ مُتَعَلِّقِ الشُّكْرِ يَدُلُّ عَلَى عُمُومِهِ ، كَمَا أَنَّ صِيغَةَ الصِّفَةِ مِنْهُ تَدُلُّ عَلَى التَّمَكُّنِ مِنْهُ وَالرُّسُوخِ فِيهِ .