[ ص: 350 ] ( الشاهد الرابع
nindex.php?page=treesubj&link=28808_28806_29408ضمان دخول الجنة لكل من له علاقة بالتجاني بلا حساب ولا عقاب ) .
قال المؤلف في الفصل الثاني من الباب الأول .
( ( قال ( رضي الله عنه ) أخبرني سيد الوجود يقظة لا مناما قال لي : أنت من الآمنين وكل من رآك من الآمنين إن مات على الإيمان ، وكل من أحسن إليك بخدمة أو غيرها ، وكل من أطعمك ( ! ) يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب .
( ثم قال ) فلما رأيت ما صدر لي منه - صلى الله عليه وسلم - من المحبة وصرح لي بها تذكرت الأحباب ومن وصلني إحسانهم ، ومن تعلق بي بخدمة ، وأنا أسمع أكثرهم يقولون لي نحاسبك بين يدي الله إن دخلنا النار وأنت ترى ، فأقول لهم : لا أقدر على شيء ، فلما رأيت منه - صلى الله عليه وسلم - هذه المحبة سألته لكل من أحبني ولم يعادني بعدها ، ولكل من أحسن إلي بشيء من مثقال ذرة فأكثر ولم يعادني ( ؟ ) بعدها ، وآكد ذلك من أطعمني طعامه ( ! ! ) قال : كلهم يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب ) ) .
( ( قال : وسألته - صلى الله عليه وسلم - لكل من أخذ عني ذكرا أن تغفر لهم جميع ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر ، وأن تؤدى عنهم تبعاتهم من خزائن فضل الله لا من حسناتهم ، وأن يرفع الله عنهم محاسبته على كل شيء ، وأن يكونوا آمنين من عذاب الله من الموت إلى دخول الجنة ، وأن يدخلوا الجنة بلا حساب ولا عقاب في أول الزمرة الأولى ، وأن يكونوا كلهم معي في عليين في جوار النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال لي - صلى الله عليه وسلم - : ضمنت لهم هذا كله ضمانة لا تنقطع حتى تجاورني أنت وهم في عليين .
( قال المؤلف ) ثم اعلم أني بعد ما كتبت هذا من سماعه وإملائه علينا ( رضي الله عنه ) من حفظه ولفظه اطلعت على ما أرسمه ، من خطه ، ونصه :
( ( أسأل من فضل سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضمن لي دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب أنا وكل أب وأم ولدني من أبوي إلى أول أب وأم لي في الإسلام من جهة أبي ومن جهة أمي ، وجميع ما ولد آبائي وأمهاتي من أبوي إلى الجد الحادي عشر والجدة الحادية عشرة ( ؟ ) من جهة أبي ومن جهة أمي من كل ما تناسل منهم ( ؟ ) من وقتهم إلى أن يموت سيدنا
عيسى بن مريم من جميع الذكور والإناث ، والصغار والكبار ، وكل من أحسن إلي بإحسان من مثقال ذرة فأكثر ، من خروجي من بطن أمي إلى موتي ، وكل من له علي مشيخة في علم أو ذكر أو سر من كل من لم يعادني من جميع هؤلاء . وأما من عاداني أو أبغضني فلا ، وكل من أحبني ولم يعادني ( ؟ ) وكل من والاني واتخذني شيخا أو أخذ عني ذكرا ، وكل من زارني وكل من خدمني أو قضى لي حاجة أو دعا لي ، كل هؤلاء من خروجي من بطن أمي إلى موتي وآبائهم ( ؟ ) وأمهاتهم وأولادهم وبناتهم وأزواجهم ووالدي أزواجهم يضمن لي سيدنا رسول الله
[ ص: 351 ] ولكل واحد من هؤلاء أن أموت أنا وكل حي منهم على الإيمان والإسلام ، وأن يؤمننا الله وجميعهم من جميع عذابه ، وعقابه وتهويله وتخويفه ورعبه وجميع الشرور من الموت إلى المستقر في الجنة وأن تغفر لي ولجميعهم جميع الذنوب ما تقدم منها وما تأخر وأن تؤدي عني وعنهم جميع تبعاتنا وتبعاتهم ، وجميع مظالمنا ومظالمهم من خزائن فضل الله لا من حسناتنا ، وأن يؤمنني الله وجميعهم من جميع محاسبته ومناقشة سؤاله عن القليل والكثير يوم القيامة ، وأن يظلني الله وجميعهم في ظل عرشه يوم القيامة ، وأن يجيزني ربي أنا وكل واحد من المذكورين على الصراط أسرع من طرفة العين على كواهل الملائكة ، وأن يسقيني الله وجميعهم من حوض سيدنا محمد يوم القيامة ، وأن يدخلني ربي وجميعهم جنته بلا حساب ولا عقاب في أول الزمرة الأولى وأن يجعلني ربي وجميعهم مستقرين في الجنة في عليين من جنة الفردوس ومن جنة عدن . أسأل سيدنا رسول الله بالله أن يضمن لي ولجميع الذين ذكرتهم في هذا الكتاب كل ما طلبته من الله لي ولهم في هذا الكتاب بكماله كله ، ضمانا يوصلني وجميع الذين ذكرتهم في هذا الكتاب إلى كل ما طلبته من الله لي ولهم ( كذا بهذا التكرار ) فأجاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله الشريف : كل ما في هذا الكتاب ضمنته لك ضمانة لا تتخلف عنك وعنهم أبدا إلى أن تكون أنت وجميع ما ذكرت في جواري في أعلى عليين ، وضمنت لك جميع ما طلبت منا ضمانة لا يخلف عليك الوعد فيها والسلام ، انتهى بحروفه ولحنه وتكراره من ص 91 و 92 ج1 - قال المؤلف :
ثم قال ( رضي الله عنه ) وكل هذا وقع يقظة لا مناما . ثم قال : وأنتم وجميع الأحباب لا تحتاجون إلى رؤيتي إنما يحتاج إلى رؤيتي من لم يكن حبيبا يعني تابعا ولا آخذا عني ذكرا ولا أكلت طعامه ، وأما هؤلاء فقد ضمنهم لي بلا شرط رؤية مع زيادة أنهم معي في عليين ) ) ولو روي هذا عنه في حياته لأجمع العلماء على أنه مفترى عليه - صلى الله عليه وسلم - .
ثم قال
التجاني : وأما من رآني فقط غايته يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب ، ولا مطمع له في عليين إلا أن يكون ممن ذكرتهم وهم أحبابنا ومن أحسن إلينا ومن أخذ عنا ذكرا فإنه يستقر في عليين معنا . وقد ضمن لنا هذا بوعد صادق لا خلف فيه إلا أني استثنيت من عاداني بعد المحبة والإحسان فلا مطمع له في ذلك ، فإن كنتم متمسكين بمحبتنا فأبشروا بما أخبرتكم به فإنه واقع لجميع الأحباب قطعا ا ه .
وهاهنا ذكر مؤلف الكتاب أن هذه الكرامة العظيمة المقدار ، وهي دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب لمن ذكرهم ، لم تقع لأحد من الأولياء قبله إلخ ، ويزيد عليه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يضمن مثل هذا في حياته لأحد من أهل بيته ولا خواص أصحابه من
المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم - حتى العدد القليل الذين بشرهم بالجنة كالعشرة لم يضمن لهم ما زعم
[ ص: 352 ] التجاني أنه ضمنه لمن لا يحصى عددا من أصوله وفروعه وأتباعه ، ولا يوجد في شريعته ما يدل على أن الله تعالى أذن له بمثل هذا ، بل قاعدة دينه وشريعته أن الغرم بالغنم ، فمن تضاعف حسناتهم تضاعف سيئاتهم كما صرح به الكتاب العزيز في خطاب نسائه - صلى الله عليه وسلم - من سورة الأحزاب .
وصح
nindex.php?page=hadith&LINKID=920504عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه لما نزل عليه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( 26 : 214 ) جمعهم وكان مما قاله لهم : ( ( اعملوا لا أغني عنكم من الله شيئا ) ) قال هذا لعمه وعمته - رضي الله عنهما - ولبنته السيدة
فاطمة سيدة النساء عليها السلام ، فكلام
التجاني صريح في أن جميع أتباعه وأقاربه ومحبيه والمحسنين إليه يكونون في عليين فوق أتباع جميع الأنبياء ومحبيهم ، وإلا لما بقي للجنات السبع أحد يسكنهن وهو افتراء لم يتجرأ عليه أحد من المجازفين قبله .
[ ص: 350 ] ( الشَّاهِدُ الرَّابِعُ
nindex.php?page=treesubj&link=28808_28806_29408ضَمَانُ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِكُلِّ مَنْ لَهُ عَلَاقَةٌ بِالتِّجَانِيِّ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عِقَابٍ ) .
قَالَ الْمُؤَلِّفُ فِي الْفَصْلِ الثَّانِي مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ .
( ( قَالَ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) أَخْبَرَنِي سَيِّدُ الْوُجُودِ يَقَظَةً لَا مَنَامًا قَالَ لِي : أَنْتَ مِنَ الْآمَنِينَ وَكُلُّ مَنْ رَآكَ مِنَ الْآمَنِينَ إِنْ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَكُلُّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ بِخِدْمَةٍ أَوْ غَيْرِهَا ، وَكُلُّ مَنْ أَطْعَمَكَ ( ! ) يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عِقَابٍ .
( ثُمَّ قَالَ ) فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا صَدَرَ لِي مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْمَحَبَّةِ وَصَرَّحَ لِي بِهَا تَذَكَّرْتُ الْأَحْبَابَ وَمَنْ وَصَلَنِي إِحْسَانُهُمْ ، وَمَنْ تَعَلَّقَ بِي بِخِدْمَةٍ ، وَأَنَا أَسْمَعُ أَكْثَرَهُمْ يَقُولُونَ لِي نُحَاسِبُكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ إِنْ دَخَلْنَا النَّارَ وَأَنْتَ تَرَى ، فَأَقُولُ لَهُمْ : لَا أَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْمَحَبَّةَ سَأَلْتُهُ لِكُلِّ مَنْ أَحَبَّنِي وَلَمْ يُعَادِنِي بَعْدَهَا ، وَلِكُلِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فَأَكْثَرَ وَلَمْ يُعَادِنِي ( ؟ ) بَعْدَهَا ، وَآكَدُ ذَلِكَ مِنْ أَطْعَمَنِي طَعَامَهُ ( ! ! ) قَالَ : كُلُّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عِقَابٍ ) ) .
( ( قَالَ : وَسَأَلْتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِكُلِّ مْنَ أَخَذَ عَنِّي ذِكْرًا أَنْ تُغْفَرَ لَهُمْ جَمِيعُ ذُنُوبِهِمْ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ ، وَأَنْ تُؤَدَّى عَنْهُمْ تَبَعَاتُهُمْ مِنْ خَزَائِنِ فَضْلِ اللَّهِ لَا مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ، وَأَنْ يَرْفَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ مُحَاسَبَتَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَأَنْ يَكُونُوا آمَنِينَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى دُخُولِ الْجَنَّةِ ، وَأَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عِقَابٍ فِي أَوَّلِ الزُّمْرَةِ الْأُولَى ، وَأَنْ يَكُونُوا كُلُّهُمْ مَعِي فِي عِلِّيِّينَ فِي جِوَارِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ لِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ضَمِنْتُ لَهُمْ هَذَا كُلَّهُ ضَمَانَةً لَا تَنْقَطِعُ حَتَّى تُجَاوِرَنِي أَنْتَ وَهُمْ فِي عِلِّيِّينَ .
( قَالَ الْمُؤَلِّفُ ) ثُمَّ اعْلَمْ أَنِّي بَعْدَ مَا كَتَبْتُ هَذَا مِنْ سَمَاعِهِ وَإِمْلَائِهِ عَلَيْنَا ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) مِنْ حَفْظِهِ وَلَفْظِهِ اطَّلَعْتُ عَلَى مَا أَرْسُمُهُ ، مِنْ خَطِّهِ ، وَنَصِّهِ :
( ( أَسْأَلُ مِنْ فَضْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَضْمَنَ لِي دُخُولَ الْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عِقَابٍ أَنَا وَكُلُّ أَبٍ وَأُمٍّ وَلَدَنِي مِنْ أَبَوَيَّ إِلَى أَوَّلِ أَبٍ وَأُمٍّ لِي فِي الْإِسْلَامِ مِنْ جِهَةِ أَبِي وَمِنْ جِهَةِ أُمِّي ، وَجَمِيعُ مَا وَلَدَ آبَائِي وَأُمَّهَاتِي مِنْ أَبَوَيَّ إِلَى الْجَدِّ الْحَادِي عَشَرَ وَالْجَدَّةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ ( ؟ ) مِنْ جِهَةِ أَبِي وَمِنْ جِهَةِ أُمِّي مِنْ كُلِّ مَا تَنَاسَلَ مِنْهُمْ ( ؟ ) مِنْ وَقْتِهِمْ إِلَى أَنْ يَمُوتَ سَيِّدُنَا
عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ مِنْ جَمِيعِ الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ ، وَالصِّغَارِ وَالْكِبَارِ ، وَكُلُّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيَّ بِإِحْسَانٍ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فَأَكْثَرَ ، مِنْ خُرُوجِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي إِلَى مَوْتِي ، وَكُلُّ مَنْ لَهُ عَلَيَّ مَشْيَخَةٌ فِي عِلْمٍ أَوْ ذِكْرٍ أَوْ سِرٍّ مِنْ كُلِّ مَنْ لَمْ يُعَادِنِي مِنْ جَمِيعِ هَؤُلَاءِ . وَأَمَّا مَنْ عَادَانِي أَوْ أَبْغَضَنِي فَلَا ، وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّنِي وَلَمْ يُعَادِنِي ( ؟ ) وَكُلُّ مَنْ وَالَانِي وَاتَّخَذَنِي شَيْخًا أَوْ أَخَذَ عَنِّي ذِكْرًا ، وَكُلُّ مَنْ زَارَنِي وَكُلُّ مَنْ خَدَمَنِي أَوْ قَضَى لِي حَاجَةً أَوْ دَعَا لِي ، كُلُّ هَؤُلَاءِ مِنْ خُرُوجِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي إِلَى مَوْتِي وَآبَائِهِمْ ( ؟ ) وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَوَالِدِي أَزْوَاجِهِمْ يَضْمَنُ لِي سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ
[ ص: 351 ] وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ أَنْ أَمُوتَ أَنَا وَكُلُّ حَيٍّ مِنْهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ ، وَأَنْ يُؤَمِّنَنَا اللَّهُ وَجَمِيعَهُمْ مِنْ جَمِيعِ عَذَابِهِ ، وَعِقَابِهِ وَتَهْوِيلِهِ وَتَخْوِيفِهِ وَرُعْبِهِ وَجَمِيعِ الشُّرُورِ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْمُسْتَقَرِّ فِي الْجَنَّةِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَلِجَمِيعِهِمْ جَمِيعَ الذُّنُوبِ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَأَنْ تُؤَدِّيَ عَنِّي وَعَنْهُمْ جَمِيعَ تَبِعَاتِنَا وَتَبِعَاتِهِمْ ، وَجَمِيعَ مَظَالِمِنَا وَمَظَالِمِهِمْ مِنْ خَزَائِنِ فَضْلِ اللَّهِ لَا مِنْ حَسَنَاتِنَا ، وَأَنْ يُؤَمِّنَنِي اللَّهُ وَجَمِيعَهُمْ مِنْ جَمِيعِ مُحَاسَبَتِهِ وَمُنَاقَشَةِ سُؤَالِهِ عَنِ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَنْ يُظِلَّنِيَ اللَّهُ وَجَمِيعَهُمْ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَنْ يُجِيزَنِي رُبِّيَ أَنَا وَكُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَذْكُورِينَ عَلَى الصِّرَاطِ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ الْعَيْنِ عَلَى كَوَاهِلِ الْمَلَائِكَةِ ، وَأَنْ يَسْقِيَنِيَ اللَّهُ وَجَمِيعَهُمْ مِنْ حَوْضِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَنْ يُدْخِلَنِي رَبِّي وَجَمِيعَهُمْ جَنَّتَهُ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عِقَابٍ فِي أَوَّلِ الزُّمْرَةِ الْأُولَى وَأَنْ يَجْعَلَنِي رَبِّي وَجَمِيعَهُمْ مُسْتَقِرِّينَ فِي الْجَنَّةِ فِي عِلِّيِّينَ مِنْ جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ وَمِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ . أَسْأَلُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ بِاللَّهِ أَنْ يَضْمَنَ لِي وَلِجَمِيعِ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ فِي هَذَا الْكِتَابِ كُلَّ مَا طَلَبْتُهُ مِنَ اللَّهِ لِي وَلَهُمْ فِي هَذَا الْكِتَابِ بِكَمَالِهِ كُلِّهِ ، ضَمَانًا يُوَصِّلُنِي وَجَمِيعَ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ فِي هَذَا الْكِتَابِ إِلَى كُلِّ مَا طَلَبْتُهُ مِنَ اللَّهِ لِي وَلَهُمْ ( كَذَا بِهَذَا التَّكْرَارِ ) فَأَجَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَوْلِهِ الشَّرِيفِ : كُلُّ مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ ضَمِنْتُهُ لَكَ ضَمَانَةً لَا تَتَخَلَّفُ عَنْكَ وَعَنْهُمْ أَبَدًا إِلَى أَنْ تَكُونَ أَنْتَ وَجَمِيعُ مَا ذَكَرْتَ فِي جِوَارِي فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، وَضَمِنْتُ لَكَ جَمِيعَ مَا طَلَبْتَ مِنَّا ضَمَانَةً لَا يُخْلَفُ عَلَيْكَ الْوَعْدُ فِيهَا وَالسَّلَامُ ، انْتَهَى بِحُرُوفِهِ وَلَحْنِهِ وَتَكْرَارِهِ مِنْ ص 91 و 92 ج1 - قَالَ الْمُؤَلِّفُ :
ثُمَّ قَالَ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) وَكُلُّ هَذَا وَقَعَ يَقَظَةً لَا مَنَامًا . ثُمَّ قَالَ : وَأَنْتُمْ وَجَمِيعُ الْأَحْبَابِ لَا تَحْتَاجُونَ إِلَى رُؤْيَتِي إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى رُؤْيَتِي مَنْ لَمْ يَكُنْ حَبِيبًا يَعْنِي تَابِعًا وَلَا آخِذًا عَنِّي ذِكْرًا وَلَا أَكَلْتُ طَعَامَهُ ، وَأَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ ضَمِنَهُمْ لِي بِلَا شَرْطِ رُؤْيَةٍ مَعَ زِيَادَةِ أَنَّهُمْ مَعِي فِي عِلِّيِّينَ ) ) وَلَوْ رُوِيَ هَذَا عَنْهُ فِي حَيَاتِهِ لَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ مُفْتَرًى عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
ثُمَّ قَالَ
التِّجَانِيُّ : وَأَمَّا مَنْ رَآنِي فَقَطْ غَايَتُهُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عِقَابٍ ، وَلَا مَطْمَعَ لَهُ فِي عِلِّيِّينَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ ذَكَرْتُهُمْ وَهُمْ أَحْبَابُنَا وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا وَمَنْ أَخَذَ عَنَّا ذِكْرًا فَإِنَّهُ يَسْتَقِرُّ فِي عِلِّيِّينَ مَعَنَا . وَقَدْ ضُمِنَ لَنَا هَذَا بِوَعْدٍ صَادِقٍ لَا خُلْفَ فِيهِ إِلَّا أَنِّي اسْتَثْنَيْتُ مَنْ عَادَانِي بَعْدَ الْمَحَبَّةِ وَالْإِحْسَانِ فَلَا مَطْمَعَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَإِنْ كُنْتُمْ مُتَمَسِّكِينَ بِمَحَبَّتِنَا فَأَبْشِرُوا بِمَا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ فَإِنَّهُ وَاقِعٌ لِجَمِيعِ الْأَحْبَابِ قَطْعًا ا ه .
وَهَاهُنَا ذَكَرَ مُؤَلِّفُ الْكِتَابِ أَنَّ هَذِهِ الْكَرَامَةَ الْعَظِيمَةَ الْمِقْدَارِ ، وَهِيَ دُخُولُ الْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ وَلَا عِقَابٍ لِمَنْ ذَكَرَهُمْ ، لَمْ تَقَعْ لِأَحَدٍ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ قَبْلَهُ إِلَخْ ، وَيَزِيدُ عَلَيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَضْمَنْ مِثْلَ هَذَا فِي حَيَاتِهِ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَا خَوَاصِّ أَصْحَابِهِ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - حَتَّى الْعَدَدِ الْقَلِيلِ الَّذِينَ بَشَّرَهُمْ بِالْجَنَّةِ كَالْعَشَرَةِ لَمْ يَضْمَنْ لَهُمْ مَا زَعَمَ
[ ص: 352 ] التِّجَانِيُّ أَنَّهُ ضَمِنَهُ لِمَنْ لَا يُحْصَى عَدَدًا مِنْ أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ وَأَتْبَاعِهِ ، وَلَا يُوجَدُ فِي شَرِيعَتِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَذِنَ لَهُ بِمِثْلِ هَذَا ، بَلْ قَاعِدَةُ دِينِهِ وَشَرِيعَتِهِ أَنَّ الْغُرْمَ بِالْغُنْمِ ، فَمَنْ تُضَاعَفُ حَسَنَاتُهُمْ تُضَاعَفُ سَيِّئَاتُهُمْ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ فِي خِطَابِ نِسَائِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ .
وَصَحَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=920504عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ( 26 : 214 ) جَمَعَهُمْ وَكَانَ مِمَّا قَالَهُ لَهُمْ : ( ( اعْمَلُوا لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) ) قَالَ هَذَا لِعَمِّهِ وَعَمَّتِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - وَلِبِنْتِهِ السَّيِّدَةِ
فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ عَلَيْهَا السَّلَامُ ، فَكَلَامُ
التِّجَانِيِّ صَرِيحٌ فِي أَنَّ جَمِيعَ أَتْبَاعِهِ وَأَقَارِبِهِ وَمُحِبِّيهِ وَالْمُحْسِنِينَ إِلَيْهِ يَكُونُونَ فِي عِلِّيِّينَ فَوْقَ أَتْبَاعِ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَمُحِبِّيهِمْ ، وَإِلَّا لَمَا بَقِيَ لِلْجَنَّاتِ السَّبْعِ أَحَدٌ يَسْكُنُهُنَّ وَهُوَ افْتِرَاءٌ لَمْ يَتَجَرَّأْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُجَازِفِينَ قَبْلَهُ .