[ ص: 380 ] nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآيتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين ) .
هذه
nindex.php?page=treesubj&link=31913قصة موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون وملئه ملخصة هنا في 19 آية مفصلة مرتبة كما نبينه في تفسيرها ، وهذه الأربع منها في استكبار
فرعون وملئه عن الإيمان وزعمهم أن آيات الله
لموسى من السحر ، وتعليل تكذيبهم له بأمرين أحدهما : أن اتباعه تحويل لهم عن التقاليد الموروثة عن الآباء ، والثاني : أنه يسلب سلطانهم منهم وينفرد هو وأخوه بما يتمتعون به من الكبرياء في الأرض ، وهذا بمعنى ما تقدم من قصة
نوح المختصرة في هذه السورة . وهاك تفسيرهن بالاختصار :
nindex.php?page=treesubj&link=28981_31913 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه ) أي ثم بعثنا من بعد أولئك الرسل - الذين بعثناهم إلى أقوامهم -
موسى وهارون إلى
فرعون مصر وأشراف قومه الذين هم أركان دولته ، وإلى قومهم القبط بالتبع لهم لأنهم كانوا مستعبدين لهم يكفرون بكفرهم ، ويؤمنون بإيمانهم أن آمنوا ( بآياتنا ) أي بعثناهما مؤيدين بآياتنا التسع المفصلة في سورة الأعراف وغيرها
nindex.php?page=treesubj&link=28981_31913 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) أي فاستكبر
فرعون وملؤه ، أي أعرضوا عن الإيمان كبرا وعلوا مع علمهم بأن ما جاء به هو الحق ، لما كانوا عليه من سعة العلم وصناعة السحر ، وكانوا قوما راسخين في الإجرام وهو الظلم والفساد في الأرض ، كما قال تعالى في سورة النمل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) ( 27 : 14 ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فلما جاءهم الحق ) وهو آياتنا الدالة على الربوبية والألوهية ( من عندنا ) ووحينا
[ ص: 381 ] إلى
موسى كما هو مفصل في أول سورة الشعراء وغيرها ، المبطل لادعاء فرعون لهما بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24أنا ربكم الأعلى ) ( 79 : 24 ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38ما علمت لكم من إله غيري ) ( 28 : 38 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76قالوا إن هذا لسحر مبين ) أي أقسموا إن هذا الذي جاء به موسى من الآيات الدالة على صدقه إنما هو سحر بين ظاهر ، وإنما السحر صناعة باطلة هم أحذق الناس بها ، فكيف يتبعون من جاء ينازعهم سلطانهم بها ، فماذا قال لهم
موسى ؟ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم ) أي قال لهم متعجبا من قولهم أتقولون هذا الذي قلتم للحق الظاهر ، الذي هو أبعد الأشياء عن كيد السحر الباطل ، لما جاءكم وعرفتموه واستيقنته أنفسكم ، حذف مقول القول لدلالة ما قبله عليه وهو قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إن هذا لسحر مبين ) وكذا ما بعده وهو قوله منكرا له متعجبا منه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أسحر هذا ) أي إن هذا الذي ترونه من آيات الله بأعينكم ، وترجف من عظمته قلوبكم ، لا يمكن أن يكون سحرا من جنس ما تصنعه أيديكم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77ولا يفلح الساحرون ) أي والحال المعروف عندكم أن الساحرين لا يفوزون في أمور الجد العملية من دعوة دين وتأسيس ملك وقلب نظام ، وهو ما تتهمونني به على ضعفي وقوتكم ، لأن السحر أمور شعوذة وتخييل ، لا تلبث أن تفتضح وتزول ، يدل على هذا جوابهم له :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78nindex.php?page=treesubj&link=28981_31913قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض ) هذا استفهام توريط وتقرير ، تجاه ما أورده
موسى من استفهام الإنكار والتعجيب ، فحواه أتقر وتعترف بأنك جئتنا لتصرفنا وتحولنا عما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا من الدين القومي الوطني لنتبع دينك وتكون لك ولأخيك كبرياء الرياسة الدينية ، وما يتبعها من كبرياء الملك والعظمة الدنيوية التابعة لها في أرض
مصر كلها ؟ يعنون أنه لا غرض لك من دعوتك إلا هذا وإن لم تعترف به اعترافا . جعلوا الخطاب الخاص بالدعوة والغرض منها
لموسى لأنه هو الداعي لهم بالذات وأشركوا معه أخاه في ثمرة الدعوة وفائدتها لأنها تكون مشتركة بينهما بالضرورة (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وما نحن لكما بمؤمنين ) أي وما نحن بمتبعين لكما اتباع إيمان وإذعان فيما يخرجنا من دين آبائنا الذي تقلده عامتنا ، ويسلبنا ملكنا الذي تتمتع بكبريائه خاصتنا - وهم الملك وأركان دولته وبطانته وحواشيه - وهذان الأمران هما اللذان كانا يمنعان جميع الأقوام من اتباع الأنبياء والمصلحين في كل زمان .
[ ص: 380 ] nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنِ وَمَلَئِهِ بِآيَتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ) .
هَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=31913قِصَّةُ مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مَعَ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ مُلَخَّصَةً هُنَا فِي 19 آيَةً مُفَصَّلَةً مُرَتَّبَةً كَمَا نُبَيِّنُهُ فِي تَفْسِيرِهَا ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعُ مِنْهَا فِي اسْتِكْبَارِ
فِرْعَوْنِ وَمَلَئِهِ عَنِ الْإِيمَانِ وَزَعْمِهِمْ أَنَّ آيَاتِ اللَّهِ
لِمُوسَى مِنَ السِّحْرِ ، وَتَعْلِيلِ تَكْذِيبِهِمْ لَهُ بِأَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا : أَنَّ اتِّبَاعَهُ تَحْوِيلٌ لَهُمْ عَنِ التَّقَالِيدِ الْمَوْرُوثَةِ عَنِ الْآبَاءِ ، وَالثَّانِي : أَنَّهُ يَسْلُبُ سُلْطَانَهُمْ مِنْهُمْ وَيَنْفَرِدُ هُوَ وَأَخُوهُ بِمَا يَتَمَتَّعُونَ بِهِ مِنَ الْكِبْرِيَاءِ فِي الْأَرْضِ ، وَهَذَا بِمَعْنَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ قِصَّةِ
نُوحٍ الْمُخْتَصَرَةِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ . وَهَاكَ تَفْسِيرَهُنَّ بِالِاخْتِصَارِ :
nindex.php?page=treesubj&link=28981_31913 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) أَيْ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِ أُولَئِكَ الرُّسُلِ - الَّذِينَ بَعَثْنَاهُمْ إِلَى أَقْوَامِهِمْ -
مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى
فِرْعَوْنِ مِصْرَ وَأَشْرَافِ قَوْمِهِ الَّذِينَ هُمْ أَرْكَانُ دَوْلَتِهِ ، وَإِلَى قَوْمِهِمُ الْقِبْطِ بِالتَّبَعِ لَهُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُسْتَعْبَدِينَ لَهُمْ يَكْفُرُونَ بِكُفْرِهِمْ ، وَيُؤْمِنُونَ بِإِيمَانِهِمْ أَنْ آمَنُوا ( بِآيَاتِنَا ) أَيْ بَعَثْنَاهُمَا مُؤَيِّدَيْنِ بِآيَاتِنَا التِّسْعِ الْمُفَصَّلَةِ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَغَيْرِهَا
nindex.php?page=treesubj&link=28981_31913 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ) أَيْ فَاسْتَكْبَرَ
فِرْعَوْنُ وَمَلَؤُهُ ، أَيْ أَعْرَضُوا عَنِ الْإِيمَانِ كِبْرًا وَعُلُوًّا مَعَ عِلْمِهِمْ بِأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ ، لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ سَعَةِ الْعِلْمِ وَصِنَاعَةِ السِّحْرِ ، وَكَانُوا قَوْمًا رَاسِخِينَ فِي الْإِجْرَامِ وَهُوَ الظُّلْمُ وَالْفَسَادُ فِي الْأَرْضِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّمْلِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ( 27 : 14 ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ ) وَهُوَ آيَاتُنَا الدَّالَّةُ عَلَى الرُّبُوبِيَّةِ وَالْأُلُوهِيَّةِ ( مِنْ عِنْدِنَا ) وَوَحْيِنَا
[ ص: 381 ] إِلَى
مُوسَى كَمَا هُوَ مُفَصَّلٌ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ وَغَيْرِهَا ، الْمُبْطِلِ لِادِّعَاءِ فِرْعَوْنَ لَهُمَا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ) ( 79 : 24 ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) ( 28 : 38 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ) أَيْ أَقْسَمُوا إِنَّ هَذَا الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِ إِنَّمَا هُوَ سِحْرٌ بَيِّنٌ ظَاهِرٌ ، وَإِنَّمَا السِّحْرُ صِنَاعَةٌ بَاطِلَةٌ هُمْ أَحَذَقُ النَّاسِ بِهَا ، فَكَيْفَ يَتَّبِعُونَ مَنْ جَاءَ يُنَازِعُهُمْ سُلْطَانَهُمْ بِهَا ، فَمَاذَا قَالَ لَهُمْ
مُوسَى ؟ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ) أَيْ قَالَ لَهُمْ مُتَعَجِّبًا مِنْ قَوْلِهِمْ أَتَقُولُونَ هَذَا الَّذِي قُلْتُمْ لِلْحَقِّ الظَّاهِرِ ، الَّذِي هُوَ أَبَعْدُ الْأَشْيَاءِ عَنْ كَيْدِ السِّحْرِ الْبَاطِلِ ، لَمَّا جَاءَكُمْ وَعَرَفْتُمُوهُ وَاسْتَيْقَنَتْهُ أَنْفُسُكُمْ ، حَذَفَ مَقُولَ الْقَوْلِ لِدَلَالَةِ مَا قَبْلَهُ عَلَيْهِ وَهُوَ قَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ) وَكَذَا مَا بَعْدَهُ وَهُوَ قَوْلُهُ مُنْكِرًا لَهُ مُتَعَجِّبًا مِنْهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أَسِحْرٌ هَذَا ) أَيْ إِنَّ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَهُ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ بِأَعْيُنِكُمْ ، وَتَرْجُفُ مِنْ عَظَمَتِهِ قُلُوبُكُمْ ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ سِحْرًا مِنْ جِنْسِ مَا تَصْنَعُهُ أَيْدِيكُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ) أَيْ وَالْحَالُ الْمَعْرُوفُ عِنْدَكُمْ أَنَّ السَّاحِرِينَ لَا يَفُوزُونَ فِي أُمُورِ الْجِدِّ الْعَمَلِيَّةِ مِنْ دَعْوَةِ دِينٍ وَتَأْسِيسِ مُلْكٍ وَقَلْبِ نِظَامٍ ، وَهُوَ مَا تَتَّهِمُونَنِي بِهِ عَلَى ضَعْفِي وَقُوَّتِكُمْ ، لِأَنَّ السِّحْرَ أُمُورُ شَعْوَذَةٍ وَتَخْيِيلٍ ، لَا تَلْبَثُ أَنْ تَفْتَضِحَ وَتَزُولَ ، يَدُلُّ عَلَى هَذَا جَوَابُهُمْ لَهُ :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78nindex.php?page=treesubj&link=28981_31913قَالُوا أَجِئْتِنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ ) هَذَا اسْتِفْهَامُ تَوْرِيطٍ وَتَقْرِيرٍ ، تُجَاهَ مَا أَوْرَدَهُ
مُوسَى مِنَ اسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِ وَالتَّعْجِيبِ ، فَحَوَاهُ أَتُقِرُّ وَتَعْتَرِفُ بِأَنَّكَ جِئْتَنَا لِتَصْرِفَنَا وَتَحَوُّلِنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَأَجْدَادَنَا مِنَ الدِّينِ الْقَوْمِيِّ الْوَطَنِيِّ لِنَتِّبِعَ دِينَكَ وَتَكُونَ لَكَ وَلِأَخِيكَ كِبْرِيَاءُ الرِّيَاسَةِ الدِّينِيَّةِ ، وَمَا يَتْبَعُهَا مِنْ كِبْرِيَاءِ الْمُلْكِ وَالْعَظَمَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ التَّابِعَةِ لَهَا فِي أَرْضِ
مِصْرَ كُلِّهَا ؟ يَعْنُونَ أَنَّهُ لَا غَرَضَ لَكَ مِنْ دَعْوَتِكَ إِلَّا هَذَا وَإِنْ لَمْ تَعْتَرِفْ بِهِ اعْتِرَافًا . جَعَلُوا الْخِطَابَ الْخَاصَّ بِالدَّعْوَةِ وَالْغَرَضَ مِنْهَا
لِمُوسَى لِأَنَّهُ هُوَ الدَّاعِي لَهُمْ بِالذَّاتِ وَأَشْرَكُوا مَعَهُ أَخَاهُ فِي ثَمَرَةِ الدَّعْوَةِ وَفَائِدَتِهَا لِأَنَّهَا تَكُونُ مُشْتَرَكَةً بَيْنَهُمَا بِالضَّرُورَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ) أَيْ وَمَا نَحْنُ بِمُتَّبِعِينَ لَكُمَا اتِّبَاعَ إِيمَانٍ وَإِذْعَانٍ فِيمَا يُخْرِجُنَا مِنْ دِينِ آبَائِنَا الَّذِي تُقَلِّدُهُ عَامَّتُنَا ، وَيَسْلُبُنَا مُلْكَنَا الَّذِي تَتَمَتَّعُ بِكِبْرِيَائِهِ خَاصَّتُنَا - وَهُمُ الْمَلِكُ وَأَرْكَانُ دَوْلَتِهِ وَبِطَانَتُهُ وَحَوَاشِيهِ - وَهَذَانِ الْأَمْرَانِ هُمَا اللَّذَانِ كَانَا يَمْنَعَانِ جَمِيعَ الْأَقْوَامِ مِنَ اتِّبَاعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُصْلِحِينَ فِي كُلِّ زَمَانٍ .