[ ص: 601 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28980_7862إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين
لما شرح فضائح المنافقين وقبائحهم بسبب تخلفهم عن غزوة
تبوك ، وذكر أقسامهم ، وفرع على كل قسم منها ما هو لائق به عاد على بيان
nindex.php?page=treesubj&link=7862فضيلة الجهاد والترغيب فيه ، وذكر الشراء تمثيل كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى [ البقرة : 16 ] مثل سبحانه إثابة المجاهدين بالجنة على بذلهم أنفسهم وأموالهم في سبيل الله بالشراء ، وأصل الشراء بين العباد هو إخراج الشيء عن الملك بشيء آخر مثله أو دونه أو أنفع منه ، فهؤلاء المجاهدون باعوا أنفسهم من الله بالجنة التي أعدها للمؤمنين : أي بأن يكونوا من جملة أهل الجنة ، وممن يسكنها فقد جادوا بأنفسهم ، وهي أنفس الأعلاق ، والجود بها غاية الجود :
يجود بالنفس إن ضن الجبان بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وجاد الله عليهم بالجنة ، وهي أعظم ما يطلبه العباد ، ويتوسلون إليه بالأعمال ، والمراد بالأنفس هنا : أنفس المجاهدين ، وبالأموال : ما ينفقونه في الجهاد .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111يقاتلون في سبيل الله بيان للبيع الذي يقتضيه الاشتراء المذكور كأنه قيل : كيف يبيعون أنفسهم وأموالهم بالجنة ؟ فقيل : يقاتلون في سبيل الله ، ثم بين هذه المقاتلة في سبيل الله بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111فيقتلون ويقتلون والمراد أنهم يقدمون على قتل الكفار في الحرب ويبذلون أنفسهم في ذلك ، فإن فعلوا فقد استحقوا الجنة ، وإن لم يقع القتل عليهم بعد الإبلاء في الجهاد والتعرض للموت بالإقدام على الكفار .
قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش والنخعي وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وخلف بتقديم المبني للمفعول على المبني للفاعل .
وقرأ الباقون بتقديم المبني للفاعل على المبني للمفعول .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن إخبار من الله سبحانه أن فريضة الجهاد واستحقاق الجنة بها قد ثبت الوعد بها من الله في التوراة والإنجيل ، كما وقع في القرآن ، وانتصاب ( وعدا ) و ( حقا ) على المصدرية أو الثاني : نعت للأول ، و ( في التوراة ) متعلق بمحذوف أي : وعدا ثابتا فيها .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111ومن أوفى بعهده من الله في هذا من تأكيد الترغيب للمجاهدين في الجهاد والتنشيط لهم على بذل الأنفس والأموال ما لا يخفى فإنه أولا أخبر بأنه قد اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، وجاء بهذه العبارة الفخيمة ، وهي كون الجنة قد صارت ملكا لهم ، ثم أخبر ثانيا بأنه قد وعد بذلك في كتبه المنزلة ، ثم أخبر بأنه بعد هذا الوعد الصادق لا بد من حصول الموعود به فإنه لا أحد أوفى بعهده من الله سبحانه ، وهو صادق الوعد لا يخلف الميعاد ، ثم زادهم سرورا وحبورا ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به أي أظهروا السرور بذلك ، والبشارة هي إظهار السرور ، وظهوره يكون في بشرة الوجه ، ولذا يقال : أسارير الوجه : أي التي يظهر فيها السرور .
وقد تقدم إيضاح هذا ، والفاء لترتيب الاستبشار على ما قبله .
والمعنى : أظهروا السرور بهذا البيع الذي بايعتم به الله عز وجل ، فقد ربحتم فيه ربحا لم يربحه أحد من الناس إلا من فعل مثل فعلكم ، والإشارة بقوله : ذلك إلى الجنة ، أو إلى نفس البيع الذي ربحوا فيه الجنة ، ووصف الفوز - وهو الظفر بالمطلوب - بالعظم يدل على أنه فوز لا فوز مثله .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون خبر مبتدأ محذوف : أي هم التائبون ، يعني المؤمنون ، والتائب الراجع : أي هم الراجعون إلى طاعة الله عن الحالة المخالفة للطاعة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الذي عندي أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون العابدون رفع بالابتداء وخبره مضمر : أي التائبون ومن بعدهم إلى آخر الآية لهم الجنة أيضا وإن لم يجاهدوا .
قال : وهذا أحسن ، إذ لو كانت هذه أوصافا للمؤمنين المذكورين في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111اشترى من المؤمنين لكان الوعد خاصا بمجاهدين .
وقد ذهب إلى ما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج من أن هذا الكلام منفصل عما قبله طائفة من المفسرين ، وذهب آخرون إلى أن هذه الأوصاف راجعة إلى المؤمنين في الآية الأولى ، وأنها على جهة الشرط : أي لا يستحق الجنة بتلك المبايعة إلا من كان من المؤمنين على هذه الأوصاف .
وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : " التائبين العابدين " إلى آخرها .
وفيه وجهان : أحدهما : أنها أوصاف للمؤمنين .
الثاني : أن النصب على المدح .
وقيل : إن ارتفاع هذه الأوصاف على البدل من ضمير ( يقاتلون ) ، وجوز صاحب الكشاف أن يكون ( التائبون ) مبتدأ ، وخبره ( العابدون ) ، وما بعده أخبار كذلك : أي التائبون من الكفر على الحقيقة الجامعون لهذه الخصال ، وفيه من البعد ما لا يخفى ، والعابدون : القائمون بما أمروا به من عبادة الله مع الإخلاص ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112الحامدون الذين يحمدون الله سبحانه على السراء والضراء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112السائحون قيل : هم الصائمون ، وإليه ذهب جمهور المفسرين ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عابدات سائحات [ التحريم : 5 ] وإنما قيل : للصائم سائح ، لأنه يترك اللذات كما يتركها السائح في الأرض ، ومنه قول
أبي طالب بن عبد المطلب :
وبالسائحين لا يذوقون فطرة لربهم والراكدات العوامل
وقال آخر :
تراه يصلي ليله ونهاره يظل كثير الذكر لله سائحا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ومذهب
الحسن أن السائحين هاهنا هم الذين يصومون الفرض ، وقيل : إنهم الذين يديمون الصيام .
وقال
عطاء : السائحون : المجاهدون .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : السائحون : المهاجرون .
وقال
عكرمة : هم الذين يسافرون لطلب الحديث والعلم .
وقيل : هم الجائلون بأفكارهم في توحيد ربهم وملكوته وما خلق من العبر .
والسياحة في اللغة : أصلها الذهاب على وجه الأرض كما يسيح الماء ، وهي مما يعين العبد على الطاعة لانقطاعه عن الخلق ، ولما يحصل له من الاعتبار بالتفكر في مخلوقات الله سبحانه ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112الراكعون الساجدون معناه المصلون ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112الآمرون بالمعروف القائمون بأمر الناس بما هو معروف
[ ص: 602 ] في الشريعة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112والناهون عن المنكر القائمون بالإنكار على من فعل منكرا أي : شيئا ينكره الشرع
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112والحافظون لحدود الله القائمون بحفظ شرائعه التي أنزلها في كتبه وعلى لسان رسله ، وإنما أدخل الواو في الوصفين الآخرين ، وهما
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112والناهون عن المنكر والحافظون إلخ ، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنزلة خصلة واحدة ، ثم عطف عليه ( الحافظون ) بالواو لقربه ، وقيل : إن العطف في الصفات يجيء بالواو وبغيرها كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب [ غافر : 3 ] وقيل : إن الواو زائدة ، وقيل : هي واو الثمانية المعروفة عند النحاة ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5ثيبات وأبكارا [ التحريم : 5 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وفتحت أبوابها [ الزمر : 73 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سبعة وثامنهم كلبهم [ الكهف : 22 ] ، وقد أنكر واو الثمانية
أبو علي الفارسي وناظره في ذلك
ابن خالويه nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112وبشر المؤمنين الموصوفين بالصفات السابقة .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي ، وغيره قالوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020399قال nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، قال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم ، قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : الجنة ، قالوا : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل ، فنزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المسجد nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم فكبر الناس في المسجد ، فأقبل رجل من الأنصار ثانيا طرفي ردائه على عاتقه فقال : يا رسول الله أنزلت هذه الآية ؟ قال : نعم ، فقال الأنصاري : بيع ربيح لا نقيل ولا نستقيل .
وقد أخرج
ابن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت nindex.php?page=hadith&LINKID=1020400أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - اشترط في بيعة العقبة على من بايعه من الأنصار : أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، والسمع والطاعة ، ولا ينازعوا في الأمر أهله ، ويمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأهليهم ، قالوا : نعم ، قال قائل الأنصار : نعم ، هذا لك يا رسول الله ، فما لنا ؟ قال : الجنة .
وأخرجه
ابن سعد ، أيضا من وجه آخر ، وليس في قصة
العقبة ما يدل على أنها سبب نزول الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : من مات على هذه التسع فهو في سبيل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون العابدون إلى آخر الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وأبو الشيخ ، وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : الشهيد من كان فيه التسع الخصال المذكورة في هذه الآية .
وأخرج
أبو الشيخ ، عنه قال : العابدون الذين يقيمون الصلاة .
وأخرج
أبو الشيخ ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في شعب الإيمان عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020401أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله على السراء والضراء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020402سئل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن السائحين فقال : هم الصائمون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
والبيهقي في شعب الإيمان ، من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ،
وابن النجار من طريق
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا مثله .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مرفوعا مثله .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة موقوفا ، وهو أصح من المرفوع من طريقه ، وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير مرسل ، وقد أسنده من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الرواية الثانية .
وقد روي من قول جماعة من الصحابة مثل هذا : منهم
عائشة عند
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ، ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عند
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وأبي الشيخ ، ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عند هؤلاء المذكورين قبله ، وروي نحو ذلك عن جماعة من التابعين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم ،
والبيهقي في شعب الإيمان ، عن
أبي أمامة nindex.php?page=hadith&LINKID=1020403أن رجلا استأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السياحة فقال : إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله وصححه
عبد الحق .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
الربيع في هذه الآية قال : هذه أعمال قال فيها أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : إن الله قضى على نفسه في التوراة والإنجيل والقرآن لهذه الأمة أن من قتل منهم على هذه الأعمال كان عند الله شهيدا ، ومن مات منهم عليها فقد وجب أجره على الله .
وأخرج
ابن المنذر ، عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : الشهيد من لو مات على فراشه دخل الجنة .
قال : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، من مات وفيه تسع فهو شهيد ، وقرأ هذه الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم يعني بالجنة ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112والحافظون لحدود الله يعني : القائمون على طاعة الله ، وهو شرط اشترطه الله على أهل الجهاد ، وإذا وفوا لله بشرطه وفى لهم بشرطهم .
[ ص: 601 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28980_7862إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
لَمَّا شَرَحَ فَضَائِحَ الْمُنَافِقِينَ وَقَبَائِحَهُمْ بِسَبَبِ تَخَلُّفِهِمْ عَنْ غَزْوَةِ
تَبُوكَ ، وَذَكَرَ أَقْسَامَهُمْ ، وَفَرَّعَ عَلَى كُلِّ قِسْمٍ مِنْهَا مَا هُوَ لَائِقٌ بِهِ عَادَ عَلَى بَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=7862فَضِيلَةِ الْجِهَادِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهِ ، وَذِكْرُ الشِّرَاءِ تَمْثِيلٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى [ الْبَقَرَةِ : 16 ] مَثَّلَ سُبْحَانَهُ إِثَابَةَ الْمُجَاهِدِينَ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَذْلِهِمْ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِالشِّرَاءِ ، وَأَصْلُ الشِّرَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ هُوَ إِخْرَاجُ الشَّيْءِ عَنِ الْمِلْكِ بِشَيْءٍ آخَرَ مِثْلِهِ أَوْ دُونِهِ أَوْ أَنْفَعَ مِنْهُ ، فَهَؤُلَاءِ الْمُجَاهِدُونَ بَاعُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ اللَّهِ بِالْجَنَّةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لِلْمُؤْمِنِينَ : أَيْ بِأَنْ يَكُونُوا مِنْ جُمْلَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمِمَّنْ يَسْكُنُهَا فَقَدْ جَادُوا بِأَنْفُسِهِمْ ، وَهِيَ أَنْفَسُ الْأَعْلَاقِ ، وَالْجُودُ بِهَا غَايَةُ الْجُودِ :
يَجُودُ بِالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الْجَبَانُ بِهَا وَالْجُودُ بِالنَّفْسِ أَقْصَى غَايَةِ الْجُودِ
وَجَادَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالْجَنَّةِ ، وَهِيَ أَعْظَمُ مَا يَطْلُبُهُ الْعِبَادُ ، وَيَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ بِالْأَعْمَالِ ، وَالْمُرَادُ بِالْأَنْفُسِ هُنَا : أَنْفُسُ الْمُجَاهِدِينَ ، وَبِالْأَمْوَالِ : مَا يُنْفِقُونَهُ فِي الْجِهَادِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَيَانٌ لِلْبَيْعِ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الِاشْتِرَاءُ الْمَذْكُورُ كَأَنَّهُ قِيلَ : كَيْفَ يَبِيعُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِالْجَنَّةِ ؟ فَقِيلَ : يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ بَيَّنَ هَذِهِ الْمُقَاتَلَةَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ يُقْدِمُونَ عَلَى قَتْلِ الْكُفَّارِ فِي الْحَرْبِ وَيَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي ذَلِكَ ، فَإِنْ فَعَلُوا فَقَدِ اسْتَحَقُّوا الْجَنَّةَ ، وَإِنْ لَمْ يَقَعِ الْقَتْلُ عَلَيْهِمْ بَعْدَ الْإِبْلَاءِ فِي الْجِهَادِ وَالتَّعَرُّضِ لِلْمَوْتِ بِالْإِقْدَامِ عَلَى الْكُفَّارِ .
قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَالنَّخَعِيُّ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِتَقْدِيمِ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ عَلَى الْمَبْنِيِّ لِلْفَاعِلِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَقْدِيمِ الْمَبْنِيِّ لِلْفَاعِلِ عَلَى الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنَّ فَرِيضَةَ الْجِهَادِ وَاسْتِحْقَاقَ الْجَنَّةِ بِهَا قَدْ ثَبَتَ الْوَعْدُ بِهَا مِنَ اللَّهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، كَمَا وَقَعَ فِي الْقُرْآنِ ، وَانْتِصَابُ ( وَعْدًا ) وَ ( حَقًّا ) عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ أَوِ الثَّانِي : نَعْتٌ لِلْأَوَّلِ ، وَ ( فِي التَّوْرَاةِ ) مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ أَيْ : وَعْدًا ثَابِتًا فِيهَا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فِي هَذَا مِنْ تَأْكِيدِ التَّرْغِيبِ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي الْجِهَادِ وَالتَّنْشِيطِ لَهُمْ عَلَى بَذْلِ الْأَنْفُسِ وَالْأَمْوَالِ مَا لَا يَخْفَى فَإِنَّهُ أَوَّلًا أَخْبَرَ بِأَنَّهُ قَدِ اشْتَرَى مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ، وَجَاءَ بِهَذِهِ الْعِبَارَةِ الْفَخِيمَةِ ، وَهِيَ كَوْنُ الْجَنَّةِ قَدْ صَارَتْ مِلْكًا لَهُمْ ، ثُمَّ أَخْبَرَ ثَانِيًا بِأَنَّهُ قَدْ وَعَدَ بِذَلِكَ فِي كُتُبِهِ الْمُنَزَّلَةِ ، ثُمَّ أَخْبَرَ بِأَنَّهُ بَعْدَ هَذَا الْوَعْدِ الصَّادِقِ لَا بُدَّ مِنْ حُصُولِ الْمَوْعُودِ بِهِ فَإِنَّهُ لَا أَحَدَ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَهُوَ صَادِقُ الْوَعْدِ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، ثُمَّ زَادَهُمْ سُرُورًا وَحُبُورًا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ أَيْ أَظْهِرُوا السُّرُورَ بِذَلِكَ ، وَالْبِشَارَةُ هِيَ إِظْهَارُ السُّرُورِ ، وَظُهُورُهُ يَكُونُ فِي بَشَرَةِ الْوَجْهِ ، وَلِذَا يُقَالُ : أَسَارِيرُ الْوَجْهِ : أَيِ الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا السُّرُورُ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ إِيضَاحُ هَذَا ، وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ الِاسْتِبْشَارِ عَلَى مَا قَبْلَهُ .
وَالْمَعْنَى : أَظْهِرُوا السُّرُورَ بِهَذَا الْبَيْعِ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَدْ رَبِحْتُمْ فِيهِ رِبْحًا لَمْ يَرْبَحْهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَنْ فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِكُمْ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى الْجَنَّةِ ، أَوْ إِلَى نَفْسِ الْبَيْعِ الَّذِي رَبِحُوا فِيهِ الْجَنَّةَ ، وَوَصْفُ الْفَوْزِ - وَهُوَ الظَّفَرُ بِالْمَطْلُوبِ - بِالْعِظَمِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فَوْزٌ لَا فَوْزَ مِثْلَهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ هُمُ التَّائِبُونَ ، يَعْنِي الْمُؤْمِنُونَ ، وَالتَّائِبُ الرَّاجِعُ : أَيْ هُمُ الرَّاجِعُونَ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَنِ الْحَالَةِ الْمُخَالِفَةِ لِلطَّاعَةِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الَّذِي عِنْدِي أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ مُضْمَرٌ : أَيِ التَّائِبُونَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ لَهُمُ الْجَنَّةُ أَيْضًا وَإِنْ لَمْ يُجَاهِدُوا .
قَالَ : وَهَذَا أَحْسَنُ ، إِذْ لَوْ كَانَتْ هَذِهِ أَوْصَافًا لِلْمُؤْمِنِينَ الْمَذْكُورِينَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَانَ الْوَعْدُ خَاصًّا بِمُجَاهِدِينَ .
وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ مِنْ أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ مُنْفَصِلٌ عَمَّا قَبْلَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْأَوْصَافَ رَاجِعَةٌ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي الْآيَةِ الْأُولَى ، وَأَنَّهَا عَلَى جِهَةِ الشَّرْطِ : أَيْ لَا يَسْتَحِقُّ الْجَنَّةَ بِتِلْكَ الْمُبَايَعَةِ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى هَذِهِ الْأَوْصَافِ .
وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : " التَّائِبِينَ الْعَابِدِينَ " إِلَى آخِرِهَا .
وَفِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا أَوْصَافٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .
الثَّانِي : أَنَّ النَّصْبَ عَلَى الْمَدْحِ .
وَقِيلَ : إِنَّ ارْتِفَاعَ هَذِهِ الْأَوْصَافِ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ ضَمِيرِ ( يُقَاتِلُونَ ) ، وَجَوَّزَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ أَنْ يَكُونَ ( التَّائِبُونَ ) مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ ( الْعَابِدُونَ ) ، وَمَا بَعْدَهُ أَخْبَارٌ كَذَلِكَ : أَيِ التَّائِبُونَ مِنَ الْكُفْرِ عَلَى الْحَقِيقَةِ الْجَامِعُونَ لِهَذِهِ الْخِصَالِ ، وَفِيهِ مِنَ الْبُعْدِ مَا لَا يَخْفَى ، وَالْعَابِدُونَ : الْقَائِمُونَ بِمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ مَعَ الْإِخْلَاصِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112الْحَامِدُونَ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112السَّائِحُونَ قِيلَ : هُمُ الصَّائِمُونَ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ [ التَّحْرِيمِ : 5 ] وَإِنَّمَا قِيلَ : لِلصَّائِمِ سَائِحٌ ، لِأَنَّهُ يَتْرُكُ اللَّذَّاتِ كَمَا يَتْرُكُهَا السَّائِحُ فِي الْأَرْضِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ :
وَبِالسَّائِحِينَ لَا يَذُوقُونَ فِطْرَةً لِرَبِّهِمُ وَالرَّاكِدَاتُ الْعَوَامِلُ
وَقَالَ آخَرُ :
تَرَاهُ يُصَلِّي لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ يَظَلُّ كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلَّهِ سَائِحَا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَمَذْهَبُ
الْحَسَنِ أَنَّ السَّائِحِينَ هَاهُنَا هُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ الْفَرْضَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُمُ الَّذِينَ يُدِيمُونَ الصِّيَامَ .
وَقَالَ
عَطَاءٌ : السَّائِحُونَ : الْمُجَاهِدُونَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : السَّائِحُونَ : الْمُهَاجِرُونَ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : هُمُ الَّذِينَ يُسَافِرُونَ لِطَلَبِ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ .
وَقِيلَ : هُمُ الْجَائِلُونَ بِأَفْكَارِهِمْ فِي تَوْحِيدِ رَبِّهِمْ وَمَلَكُوتِهِ وَمَا خَلَقَ مِنَ الْعِبَرِ .
وَالسِّيَاحَةُ فِي اللُّغَةِ : أَصْلُهَا الذَّهَابُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كَمَا يَسِيحُ الْمَاءُ ، وَهِيَ مِمَّا يُعِينُ الْعَبْدَ عَلَى الطَّاعَةِ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ الْخَلْقِ ، وَلِمَا يَحْصُلُ لَهُ مِنَ الِاعْتِبَارِ بِالتَّفَكُّرِ فِي مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ مَعْنَاهُ الْمُصَلُّونَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ الْقَائِمُونَ بِأَمْرِ النَّاسِ بِمَا هُوَ مَعْرُوفٌ
[ ص: 602 ] فِي الشَّرِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ الْقَائِمُونَ بِالْإِنْكَارِ عَلَى مَنْ فَعَلَ مُنْكَرًا أَيْ : شَيْئًا يُنْكِرُهُ الشَّرْعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ الْقَائِمُونَ بِحِفْظِ شَرَائِعِهِ الَّتِي أَنْزَلَهَا فِي كُتُبِهِ وَعَلَى لِسَانِ رُسُلِهِ ، وَإِنَّمَا أَدْخَلَ الْوَاوَ فِي الْوَصْفَيْنِ الْآخَرَيْنِ ، وَهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ إِلَخْ ، لِأَنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ بِمَنْزِلَةِ خَصْلَةٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ عَطَفَ عَلَيْهِ ( الْحَافِظُونَ ) بِالْوَاوِ لِقُرْبِهِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْعَطْفَ فِي الصِّفَاتِ يَجِيءُ بِالْوَاوِ وَبِغَيْرِهَا كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ [ غَافِرٍ : 3 ] وَقِيلَ : إِنَّ الْوَاوَ زَائِدَةٌ ، وَقِيلَ : هِيَ وَاوُ الثَّمَانِيَةِ الْمَعْرُوفَةُ عِنْدَ النُّحَاةِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا [ التَّحْرِيمِ : 5 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا [ الزُّمَرِ : 73 ] وَقَوْلِه :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ [ الْكَهْفِ : 22 ] ، وَقَدْ أَنْكَرَ وَاوَ الثَّمَانِيَةِ
أَبُو عَلِيِّ الْفَارِسِيُّ وَنَاظَرَهُ فِي ذَلِكَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَوْصُوفِينَ بِالصِّفَاتِ السَّابِقَةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، وَغَيْرِهِ قَالُوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020399قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=82عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : اشْتَرِطْ لِرَبِّكَ وَلِنَفْسِكَ مَا شِئْتَ ، قَالَ : أَشْتَرِطُ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَشْتَرِطُ لِنَفْسِي أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ، قَالُوا : فَإِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ فَمَا لَنَا ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ ، قَالُوا : رَبِحَ الْبَيْعُ لَا نَقِيلُ وَلَا نَسْتَقِيلُ ، فَنَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ فَكَبَّرَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ثَانِيًا طَرَفَيْ رِدَائِهِ عَلَى عَاتِقِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : بَيْعٌ رَبِيحٌ لَا نَقِيلُ وَلَا نَسْتَقِيلُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ nindex.php?page=hadith&LINKID=1020400أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - اشْتَرَطَ فِي بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ عَلَى مَنْ بَايَعَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ : أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، وَالسَّمْعَ وَالطَّاعَةَ ، وَلَا يُنَازِعُوا فِي الْأَمْرِ أَهْلَهُ ، وَيَمْنَعُوهُ مِمَّا يَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ قَائِلُ الْأَنْصَارِ : نَعَمْ ، هَذَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا لَنَا ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ .
وَأَخْرَجَهُ
ابْنُ سَعْدٍ ، أَيْضًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، وَلَيْسَ فِي قِصَّةِ
الْعَقَبَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا سَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَنْ مَاتَ عَلَى هَذِهِ التِّسْعِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : الشَّهِيدُ مَنْ كَانَ فِيهِ التِّسْعُ الْخِصَالُ الْمَذْكُورَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْهُ قَالَ : الْعَابِدُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020401أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ الْحَمَّادُونَ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020402سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ السَّائِحِينَ فَقَالَ : هُمُ الصَّائِمُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ ، مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَابْنُ النَّجَّارِ مِنْ طَرِيقِ
أَبِي صَالِحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا ، وَهُوَ أَصَحُّ مِنَ الْمَرْفُوعِ مِنْ طَرِيقِهِ ، وَحَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ مُرْسَلٌ ، وَقَدْ أَسْنَدَهُ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ .
وَقَدْ رُوِيَ مِنْ قَوْلِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مِثْلُ هَذَا : مِنْهُمْ
عَائِشَةُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ ،
وَابْنِ الْمُنْذِرِ ، وَمِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ ،
وَابْنِ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيِّ ،
وَأَبِي الشَّيْخِ ، وَمِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورِينَ قَبْلَهُ ، وَرَوِيَ نَحْوُ ذَلِكَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1020403أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي السِّيَاحَةِ فَقَالَ : إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتَيِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَصَحَّحَهُ
عَبْدُ الْحَقِّ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
الرَّبِيعِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ : هَذِهِ أَعْمَالٌ قَالَ فِيهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّ اللَّهَ قَضَى عَلَى نَفْسِهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ عَلَى هَذِهِ الْأَعْمَالِ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ شَهِيدًا ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ عَلَيْهَا فَقَدْ وَجَبَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : الشَّهِيدُ مَنْ لَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ .
قَالَ : وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، مَنْ مَاتَ وَفِيهِ تِسْعٌ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ يَعْنِي بِالْجَنَّةِ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ يَعْنِي : الْقَائِمُونَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ، وَهُوَ شَرْطٌ اشْتَرَطَهُ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجِهَادِ ، وَإِذَا وَفَّوْا لِلَّهِ بِشَرْطِهِ وَفَّى لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ .