nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون nindex.php?page=treesubj&link=29010_28705قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43أم اتخذوا من دون الله شفعاء أم هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة أي : بل اتخذوا من دون الله آلهة شفعاء تشفع لهم عند الله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون الهمزة للإنكار والتوبيخ والواو للعطف على محذوف مقدر أي : أيشفعون ولو كانوا إلخ ، وجواب لو محذوف تقديره تتخذونهم أي : وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم ، ومعنى لا يملكون شيئا أنهم غير مالكين لشيء من الأشياء وتدخل الشفاعة في ذلك دخولا أوليا أو يعقلون شيئا من الأشياء لأنها جمادات لا عقل لها ، وجمعهم بالواو والنون لاعتقاد الكفار فيهم أنهم يعقلون .
ثم أمره - سبحانه - بأن يخبرهم أن الشفاعة لله وحده فقال :
[ ص: 1286 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=29010_29690قل لله الشفاعة جميعا فليس لأحد منها شيء إلا أن يكون بإذنه لمن ارتضى ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه [ البقرة : 255 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=28ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [ الأنبياء : 28 ] وانتصاب جميعا على الحال ، وإنما أكد الشفاعة بما يؤكد به الاثنان فصاعدا لأنها مصدر يطلق على الواحد والاثنين والجماعة ثم وصفه بسعة الملك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=29010_29687له ملك السماوات والأرض أي : يملكهما ويملك ما فيهما ويتصرف في ذلك كيف يشاء ويفعل ما يريد
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44ثم إليه ترجعون لا إلى غيره ، وذلك بعد البعث .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة انتصاب وحده على الحال عند
يونس ، وعلى المصدر عند
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، والاشمئزاز في اللغة النفور . قال
أبو عبيدة :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45اشمأزت نفرت ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : انقبضت . وبالأول قال
قتادة ، وبالثاني قال
مجاهد ، والمعنى متقارب . وقال
المؤرج : أنكرت ، وقال
أبو زيد : اشمأز الرجل ذعر من الفزع ، والمناسب للمقام تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45اشمأزت بـ انقبضت ، وهو في الأصل الازورار ، وكان المشركون إذا قيل لهم : لا إله إلا الله انقبضوا ، كما حكاه الله عنهم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا [ الإسراء : 46 ] ثم ذكر - سبحانه - استبشارهم بذكر أصنامهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون أي : يفرحون بذلك يبتهجون به ، والعامل في إذا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله الفعل الذي بعدها وهو اشمأزت والعامل في إذا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الذين من دونه الفعل العامل في إذا الفجائية ، والتقدير : فاجئوا الاستبشار وقت ذكر الذين من دونه .
ولما لم يقبل المتمردون من الكفار ما جاءهم به - صلى الله عليه وآله وسلم - من الدعاء إلى الخير وصمموا على كفرهم ، أمره الله - سبحانه - أن يرد الأمر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=29010_28781_29692قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون وقد تقدم تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46فاطر السماوات ، وتفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46عالم الغيب والشهادة ، وهما منصوبان على النداء ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46تحكم بين عبادك تجازي المحسن بإحسانه وتعاقب المسيء بإساءته ، فإنه بذلك يظهر من هو المحق ومن هو المبطل ، ويرتفع عنده خلاف المختلفين وتخاصم المتخاصمين .
ثم لما حكى عن الكفار ما حكاه من الاشمئزاز عند ذكر الله والاستبشار عند ذكر الأصنام ذكر ما يدل على شدة عذابهم وعظيم عقوبتهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا أي : جميع ما في الدنيا من الأموال والذخائر
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47ومثله معه أي : منضما إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29010_30311لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة أي : من سوء عذاب ذلك اليوم وقد مضى تفسير هذا في آل عمران .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون أي : ظهر لهم من عقوبات الله وسخطه وشدة عذابه ما لم يكن في حسابهم ، وفي هذا وعيد عظيم وتهديد بالغ ، وقال
مجاهد : عملوا أعمالا توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار : جزع
nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر عند موته جزعا شديدا ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال : أخاف آية من كتاب الله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وبدا لهم سيئات ما كسبوا أي : مساوئ أعمالهم من الشرك وظلم أولياء الله ، و ما يحتمل أن تكون مصدرية أي : سيئات كسبهم ، وأن تكون موصولة أي : سيئات الذي كسبوه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون أي : أحاط بهم ونزل بهم ما كانوا يستهزئون به من الإنذار الذي كان ينذرهم به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وقد أخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت الآية قال : قست ونفرت قلوب هؤلاء الأربعة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45الذين لا يؤمنون بالآخرة أبو جهل بن هشام nindex.php?page=showalam&ids=292والوليد بن عقبة وصفوان وأبي بن خلف nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الذين من دونه اللات والعزى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45إذا هم يستبشرون .
وأخرج
مسلم وأبو داود ،
والبيهقي في الأسماء والصفات عن
عائشة قالت "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021309كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا قام من الليل افتتح صلاته : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29010_28705قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ أَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الْمُقَدَّرَةُ بِبَلْ وَالْهَمْزَةِ أَيْ : بَلِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً شُفَعَاءَ تَشْفَعُ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ الْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ وَالتَّوْبِيخِ وَالْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى مَحْذُوفٍ مُقَدَّرٍ أَيْ : أَيَشْفَعُونَ وَلَوْ كَانُوا إِلَخْ ، وَجَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ تَتَّخِذُونَهُمْ أَيْ : وَإِنْ كَانُوا بِهَذِهِ الصِّفَةِ تَتَّخِذُونَهُمْ ، وَمَعْنَى لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا أَنَّهُمْ غَيْرُ مَالِكِينَ لِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ وَتَدْخُلُ الشَّفَاعَةُ فِي ذَلِكَ دُخُولًا أَوَّلِيًّا أَوْ يَعْقِلُونَ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ لِأَنَّهَا جَمَادَاتٌ لَا عَقْلَ لَهَا ، وَجَمَعَهُمْ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لِاعْتِقَادِ الْكُفَّارِ فِيهِمْ أَنَّهُمْ يَعْقِلُونَ .
ثُمَّ أَمَرَهُ - سُبْحَانَهُ - بِأَنْ يُخْبِرَهُمْ أَنَّ الشَّفَاعَةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ فَقَالَ :
[ ص: 1286 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=29010_29690قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ بِإِذْنِهِ لِمَنِ ارْتَضَى ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [ الْبَقَرَةِ : 255 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=28وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [ الْأَنْبِيَاءِ : 28 ] وَانْتِصَابُ جَمِيعًا عَلَى الْحَالِ ، وَإِنَّمَا أَكَّدَ الشَّفَاعَةَ بِمَا يُؤَكَّدُ بِهِ الِاثْنَانِ فَصَاعِدًا لِأَنَّهَا مَصْدَرٌ يُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمَاعَةِ ثُمَّ وَصَفَهُ بِسَعَةِ الْمُلْكِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=29010_29687لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَيْ : يَمْلِكُهُمَا وَيَمْلِكُ مَا فِيهِمَا وَيَتَصَرَّفُ فِي ذَلِكَ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=44ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ لَا إِلَى غَيْرِهِ ، وَذَلِكَ بَعْدَ الْبَعْثِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ انْتِصَابُ وَحْدَهُ عَلَى الْحَالِ عِنْدَ
يُونُسَ ، وَعَلَى الْمَصْدَرِ عِنْدَ
الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ ، وَالِاشْمِئْزَازُ فِي اللُّغَةِ النُّفُورُ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45اشْمَأَزَّتْ نَفَرَتْ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : انْقَبَضَتْ . وَبِالْأَوَّلِ قَالَ
قَتَادَةُ ، وَبِالثَّانِي قَالَ
مُجَاهِدٌ ، وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ . وَقَالَ
الْمُؤَرِّجُ : أَنْكَرَتْ ، وَقَالَ
أَبُو زَيْدٍ : اشْمَأَزَّ الرَّجُلُ ذُعِرَ مِنَ الْفَزَعِ ، وَالْمُنَاسِبُ لِلْمَقَامِ تَفْسِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45اشْمَأَزَّتْ بِـ انْقَبَضَتْ ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الِازْوِرَارُ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ انْقَبَضُوا ، كَمَا حَكَاهُ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا [ الْإِسْرَاءِ : 46 ] ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - اسْتِبْشَارَهُمْ بِذِكْرِ أَصْنَامِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ أَيْ : يَفْرَحُونَ بِذَلِكَ يَبْتَهِجُونَ بِهِ ، وَالْعَامِلُ فِي إِذَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ الْفِعْلُ الَّذِي بَعْدَهَا وَهُوَ اشْمَأَزَّتْ وَالْعَامِلُ فِي إِذَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ الْفِعْلُ الْعَامِلُ فِي إِذَا الْفُجَائِيَّةِ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَاجَئُوا الِاسْتِبْشَارَ وَقْتَ ذِكْرِ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ .
وَلَمَّا لَمْ يَقْبَلِ الْمُتَمَرِّدُونَ مِنَ الْكُفَّارِ مَا جَاءَهُمْ بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الدُّعَاءِ إِلَى الْخَيْرِ وَصَمَّمُوا عَلَى كُفْرِهِمْ ، أَمَرَهُ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - أَنْ يَرُدَّ الْأَمْرَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=29010_28781_29692قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ ، وَتَفْسِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَهُمَا مَنْصُوبَانِ عَلَى النِّدَاءِ وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ تُجَازِي الْمُحْسِنَ بِإِحْسَانِهِ وَتُعَاقِبُ الْمُسِيءَ بِإِسَاءَتِهِ ، فَإِنَّهُ بِذَلِكَ يُظْهِرُ مَنْ هُوَ الْمُحِقُّ وَمَنْ هُوَ الْمُبْطِلُ ، وَيَرْتَفِعُ عِنْدَهُ خِلَافُ الْمُخْتَلِفِينَ وَتَخَاصُمُ الْمُتَخَاصِمِينَ .
ثُمَّ لَمَّا حَكَى عَنِ الْكُفَّارِ مَا حَكَاهُ مِنَ الِاشْمِئْزَازِ عِنْدَ ذِكْرِ اللَّهِ وَالِاسْتِبْشَارِ عِنْدَ ذِكْرِ الْأَصْنَامِ ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى شِدَّةِ عَذَابِهِمْ وَعَظِيمِ عُقُوبَتِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا أَيْ : جَمِيعَ مَا فِي الدُّنْيَا مِنَ الْأَمْوَالِ وَالذَّخَائِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَيْ : مُنْضَمًّا إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29010_30311لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْ : مِنْ سُوءِ عَذَابِ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ هَذَا فِي آلِ عِمْرَانَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ أَيْ : ظَهَرَ لَهُمْ مِنْ عُقُوبَاتِ اللَّهِ وَسُخْطِهِ وَشِدَّةِ عَذَابِهِ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِمْ ، وَفِي هَذَا وَعِيدٌ عَظِيمٌ وَتَهْدِيدٌ بَالِغٌ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : عَمِلُوا أَعْمَالًا تَوَهَّمُوا أَنَّهَا حَسَنَاتٌ فَإِذَا هِيَ سَيِّئَاتٌ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : وَيْلٌ لِأَهْلِ الرِّيَاءِ ، وَيْلٌ لِأَهْلِ الرِّيَاءِ ، وَيْلٌ لِأَهْلِ الرِّيَاءِ هَذِهِ آيَتُهُمْ وَقِصَّتُهُمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16585عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ : جَزِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=16920مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عِنْدَ مَوْتِهِ جَزَعًا شَدِيدًا ، فَقِيلَ لَهُ : مَا هَذَا الْجَزَعُ ؟ قَالَ : أَخَافُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=47وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَبْدُوَ لِي مَا لَمْ أَكُنْ أَحْتَسِبُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا أَيْ : مَسَاوِئُ أَعْمَالِهِمْ مِنَ الشِّرْكِ وَظُلْمِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ ، وَ مَا يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً أَيْ : سَيِّئَاتُ كَسْبِهِمْ ، وَأَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً أَيْ : سَيِّئَاتُ الَّذِي كَسَبُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ أَيْ : أَحَاطَ بِهِمْ وَنَزَلَ بِهِمْ مَا كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ مِنَ الْإِنْذَارِ الَّذِي كَانَ يُنْذِرُهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ الْآيَةَ قَالَ : قَسَتْ وَنَفَرَتْ قُلُوبُ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ nindex.php?page=showalam&ids=292وَالْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ وَصَفْوَانُ وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ اللَّاتُ وَالْعُزَّى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ .
وَأَخْرَجَ
مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021309كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ : اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " .