وهي مكية .
قال
القرطبي : في قول الجميع .
وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نزلت سورة الحاقة بمكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بالحاقة ونحوها .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وما أدراك ما الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كذبت ثمود وعاد بالقارعة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فهل ترى لهم من باقية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فيومئذ وقعت الواقعة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وانشقت السماء فهي يومئذ واهية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة هي القيامة ؛ لأن الأمر يحق فيها ، وهي تحق في نفسها من غير شك .
قال
الأزهري : يقال حاققته فحققته أحقه : غالبته فغلبته أغلبه ، فالقيامة حاقة لأنها تحاق كل محاق في دين الله بالباطل وتخصم كل مخاصم .
وقال في الصحاح : حاقه أي خاصمه في صغار الأشياء ، ويقال ما له فيها حق ولا حقاق ولا خصومة ، والتحاق : التخاصم ، والحاقة والحقة والحق ثلاث لغات بمعنى .
قال
الواحدي : هي القيامة في قول كل المفسرين ، وسميت بذلك لأنها ذات الحواق من الأمور ، وهي الصادقة الواجبة الصدق ، وجميع أحكام القيامة صادقة واجبة الوقوع والوجود .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ،
والمؤرج :
nindex.php?page=treesubj&link=30291الحاقة يوم الحق ، وقيل : سميت بذلك لأن كل إنسان فيها حقيق بأن يجزى بعمله ، وقيل : سميت بذلك لأنها أحقت لقوم النار ، وأحقت لقوم الجنة .
وهي مبتدأ ، وخبرها قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة على أن " ما " الاستفهامية مبتدأ ثان ، وخبره " الحاقة " ، والجملة خبر للمبتدأ الأول ، والمعنى : أي شيء هي في حالها أو صفاتها ، وقيل : إن ما الاستفهامية خبر لما بعدها ، وهذه الجملة وإن كان لفظها لفظ الاستفهام فمعناها التعظيم والتفخيم لشأنها كما تقول : زيد ما زيد ،
[ ص: 1523 ] وقد قدمنا تحقيق هذا المعنى في سورة الواقعة .
ثم زاد سبحانه في تفخيم أمرها وتعظيم شأنها وتهويل حالها فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وما أدراك ما الحاقة أي : أي شيء أعلمك ما هي ؟ أي كأنك لست تعلمها إذا لم تعاينها وتشاهد ما فيها من الأهوال فكأنها خارجة عن دائرة علم المخلوقين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام : بلغني أن كل شيء في القرآن " وما أدراك " فقد أدراه إياه وعلمه ، وكل شيء قال فيه " وما يدريك " فإنه أخبره به ، و " ما " مبتدأ ، وخبره أدراك ، و " ما الحاقة " جملة من مبتدأ وخبر محلها النصب بإسقاط الخافض ؛ لأن أدرى يتعدى إلى المفعول الثاني بالياء كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16ولا أدراكم به [ يونس : 16 ] فلما وقعت جملة الاستفهام معلقة له كانت في موضع المفعول الثاني . وبدون الهمزة يتعدى إلى مفعول واحد بالباء نحو دريت بكذا ، وإن كان بمعنى العلم تعدى إلى مفعولين ، وجملة " وما أدراك " معطوفة على جملة " ما الحاقة " .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29040_31847_31843كذبت ثمود وعاد بالقارعة أي بالقيامة ، وسميت بذلك لأنها تقرع الناس بأهوالها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : عنى بالقارعة القرآن الذي نزل في الدنيا على أنبيائهم ، وكانوا يخوفونهم بذلك فيكذبونهم ، وقيل : القارعة مأخوذة من القرعة لأنها ترفع أقواما وتحط آخرين ، والأول أولى ، ويكون وضع القارعة موضع ضمير الحاقة للدلالة على عظيم هولها وفظاعة حالها والجملة مستأنفة لبيان بعض أحوال الحاقة .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ثمود هم قوم صالح ، وقد تقدم بيان هذا في غير موضع وبيان منازلهم وأين كانت ، والطاغية الصيحة التي جاوزت الحد ، وقيل : بطغيانهم وكفرهم ، وأصل الطغيان مجاوزة الحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاد هم قوم هود ، وقد تقدم بيان هذا ، وذكر منازلهم ، وأين كانت في غير موضع ، والريح الصرصر هي الشديدة البرد ، مأخوذ من الصر وهو البرد ، وقيل : هي الشديدة الصوت .
وقال
مجاهد : الشديدة السموم ، والعاتية التي عتت عن الطاعة فكأنها عتت على خزانها ، فلم تطعهم ولم يقدروا على ردها لشدة هبوبها ، أو عتت على عاد ، فلم يقدروا على ردها بل أهلكتهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم سبع ليال هذه الجملة مستأنفة لبيان كيفية إهلاكهم ، ومعنى سخرها : سلطها ، كذا قال
مقاتل ، وقيل : أرسلها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أقامها عليهم كما شاء ، والتسخير : استعمال الشيء بالاقتدار ، ويجوز أن تكون هذه الجملة صفة لريح ، وأن تكون حالا منها لتخصيصها بالصفة ، أو من الضمير في عاتية . وثمانية أيام معطوف على سبع ليال ، وانتصاب حسوما على الحال ، أي : ذات حسوم ، أو على المصدر بفعل مقدر ، أي : تحسمهم حسوما ، أو على أنه مفعول به ، والحسوم التتابع ، فإذا تتابع الشيء ولم ينقطع أوله عن آخره قيل له الحسوم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الذي توجبه اللغة في معنى قوله حسوما ، أي : تحسمهم حسوما تفنيهم وتذهبهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل : حسمتهم قطعتهم وأهلكتهم .
قال
الفراء : الحسوم الاتباع ، من حسم الداء وهو الكي ؛ لأن صاحبه يكوى بالمكواة ، ثم يتابع ذلك عليه ، ومنه قول
أبي دؤاد :
يفرق بينهم زمن طويل تتابع فيه أعواما حسوما
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : هو من قولك حسمت الشيء : إذا قطعته وفصلته عن غيره ، وقيل : الحسم الاستئصال ، ويقال للسيف حسام لأنه يحسم العدو عما يريده من بلوغ عداوته ، والمعنى : أنها حسمتهم ، أي : قطعتهم وأذهبتهم ، ومنه قول الشاعر :
فأرسلت ريحا دبورا عقيما فدارت عليهم فكانت حسوما
قال
ابن زيد ، أي : حسمتهم فلم تبق منهم أحدا .
وروي عنه أنه قال : حسمت الأيام والليالي حتى استوفتها ، لأنها بدأت بطلوع الشمس من أول يوم وانقطعت بغروب الشمس من آخر يوم .
وقال
الليث : الحسوم هي الشؤم ، أي : تحسم الخير عن أهلها ، كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16في أيام نحسات [ فصلت : 16 ] .
واختلف في أولها ، فقيل : غداة الأحد ، وقيل : غداة الجمعة ، وقيل : غداة الأربعاء .
قال
وهب : وهذه الأيام هي التي تسميها العرب أيام العجوز ، كان فيها برد شديد وريح شديدة ، وكان أولها يوم الأربعاء ، وآخرها يوم الأربعاء
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7فترى القوم فيها صرعى الخطاب لكل من يصلح له على تقدير أنه لو كان حاضرا حينئذ لرأى ذلك ، والضمير في " فيها " يعود إلى الليالي والأيام ، وقيل : إلى مهاب الريح ، والأولى أولى .
وصرعى جمع صريع : يعني موتى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7كأنهم أعجاز نخل خاوية أي : أصول نخل ساقطة ، أو بالية ، وقيل : خالية لا جوف فيها ، والنخل يذكر ويؤنث ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20كأنهم أعجاز نخل منقعر [ القمر : 20 ] وقد تقدم تفسيره وهو إخبار عن عظم أجسامهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام : إنما قال : " خاوية " لأن أبدانهم خلت من أرواحهم مثل النخل الخاوية .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فهل ترى لهم من باقية أي : من فرقة باقية ، أو من نفس باقية ، أو من بقية على أن " باقية " مصدر كالعاقبة والعافية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : أقاموا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب الريح فلما أمسوا في اليوم الثامن ماتوا فاحتملتهم الريح فألقتهم في البحر .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وجاء فرعون ومن قبله أي : من الأمم الكافرة .
قرأ الجمهور قبله بفتح القاف وسكون الباء ، أي : ومن تقدمه من القرون الماضية والأمم الخالية وقرأ
أبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بكسر القاف وفتح الباء ، أي : ومن هو في جهته من أتباعه ، واختار
أبو حاتم ،
وأبو عبيد القراءة الثانية لقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وأبي ومن معه ، ولقراءة
أبي موسى " ومن يلقاه " .
والمؤتفكات قرأ الجمهور " المؤتفكات " بالجمع وهي قرى قوم لوط ، وقرأ
الحسن ،
والجحدري " المؤتفكة " بالإفراد ، واللام للجنس ، فهي في معنى الجمع ، والمعنى : وجاءت المؤتفكات بالخاطئة أي بالفعلة الخاطئة ، أو الخطأ ، على أنها مصدر .
والمراد أنها جاءت بالشرك والمعاصي .
قال
مجاهد : بالخطايا ، وقال
الجرجاني : بالخطأ العظيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فعصوا رسول ربهم أي فعصت كل أمة رسولها المرسل إليها .
قال
الكلبي : هو
موسى ، وقيل
لوط لأنه أقرب ، قيل : ورسول
[ ص: 1524 ] هنا بمعنى رسالة ، ومنه قول الشاعر :
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فأخذهم أخذة رابية أي : أخذهم الله أخذة نامية زائدة على أخذات الأمم ، والمعنى : أنها بالغة في الشدة إلى الغاية ، يقال ربا الشيء يربو : إذا زاد وتضاعف .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تزيد على الأخذات ، قال
مجاهد : شديدة .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إنا لما طغى الماء أي تجاوز حده في الارتفاع والعلو ، وذلك في زمن
نوح لما أصر قومه على الكفر وكذبوه ، وقيل : طغى على خزانه من الملائكة غضبا لربه فلم يقدروا على حبسه .
قال
قتادة : زاد على كل شيء خمسة عشر ذراعا
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11حملناكم في الجارية أي في أصلاب آبائكم ، أو حملناهم وحملناكم في أصلابهم تغليبا للمخاطبين على الغائبين .
والجارية سفينة
نوح ، وسميت جارية لأنها تجري في الماء ، ومحل " في الجارية " النصب على الحال ، أي : رفعناكم فوق الماء حال كونكم في السفينة .
ولما كان
nindex.php?page=treesubj&link=32016المقصود من ذكر قصص الأمم وذكر ما حل بهم من العذاب زجر هذه الأمة عن الاقتداء بهم في معصية الرسول قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لنجعلها لكم تذكرة أي : لنجعل هذه الأمور المذكورة لكم يا أمة
محمد عبرة وموعظة تستدلون بها على عظيم قدرة الله وبديع صنعه ، أو لنجعل هذه الفعلة التي هي عبارة عن إنجاء المؤمنين وإغراق الكافرين لكم تذكرة
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12وتعيها أذن واعية أي : تحفظها بعد سماعها أذن حافظة لما سمعت .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يقال أوعيت كذا ، أي : حفظته في نفسي أعيه وعيا ، ووعيت العلم ووعيت ما قلته كله بمعنى ، وأوعيت المتاع في الوعاء ، ويقال لكل ما وعيته في غير نفسك أوعيته بالألف ولما حفظته في نفسك وعيته بغير ألف .
قال
قتادة في تفسير الآية : أذن سمعت وعقلت ما سمعت .
قال
الفراء : المعنى لتحفظها كل أذن عظة لمن يأتي بعد .
قرأ الجمهور تعيها بكسر العين .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف ،
وحميد الأعرج ،
وأبو عمرو في رواية عنه بإسكان العين تشبيها لهذه الكلمة برحم وشهد وإن لم تكن من ذلك .
قال
الرازي : وروي عن
ابن كثير إسكان العين ، جعل حرف المضارعة مع ما بعده بمنزلة كلمة واحدة فخفف وأسكن كما أسكن الحرف المتوسط من فخذ وكبد وكتف انتهى ، والأولى أن يكون هذا من باب إجراء الوصل مجرى الوقف كما في قراءة من قرأ " وما يشعركم " [ الأنعام : 109 ] بسكون الراء ، قال
القرطبي : واختلفت القراءة فيها عن
عاصم ،
وابن كثير : يعني تعيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة هذا شروع في
nindex.php?page=treesubj&link=30293_30296_30362بيان الحاقة وكيف وقوعها بعد بيان شأنها بإهلاك المكذبين .
قال
عطاء : يريد النفخة الأولى .
وقال
الكلبي ،
ومقاتل يريد النفخة الأخيرة .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13نفخة واحدة بالرفع فيهما على أن نفخة مرتفعة على النيابة ، وواحدة تأكيد لها ، وحسن تذكير الفعل لوقوع الفصل .
وقرأ
أبو السماك بنصبهما على أن النائب هو الجار والمجرور .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13في الصور يقوم مقام ما لم يسم فاعله .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وحملت الأرض والجبال أي : رفعت من أماكنها وقلعت عن مقارها بالقدرة الإلهية .
قرأ الجمهور " حملت " بتخفيف الميم .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة ،
وابن مقسم ،
وابن عامر في رواية عنه بتشديدها للتكثير أو للتعدية
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14فدكتا دكة واحدة أي فكسرتا كسرة واحدة لا زيادة عليها ، أو ضربتا ضربة واحدة بعضهما ببعض حتى صارتا كثيبا مهيلا وهباء منبثا .
قال
الفراء : ولم يقل " فدككن " لأنه جعل الجبال كلها كالجملة الواحدة ، ومثله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما [ الأنبياء : 30 ] وقيل : دكتا بسطتا بسطة واحدة ، ومنه اندك سنام البعير : إذا انفرش على ظهره .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فيومئذ وقعت الواقعة أي : قامت القيامة .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وانشقت السماء فهي يومئذ واهية أي انشقت بنزول ما فيها من الملائكة فهي في ذلك اليوم ضعيفة مسترخية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يقال لكل ما ضعف جدا قد وهي فهو واه ، وقال
الفراء : وهيها تشققها .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17والملك على أرجائها أي : جنس الملك على أطرافها وجوانبها ، وهي جمع رجى مقصور تثنيته رجوان مثل قفا وقفوان ، والمعنى : أنها لما تشققت السماء ، وهي مساكنهم لجئوا إلى أطرافها .
قال
الضحاك : إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت ، وتكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب فينزلون إلى الأرض ويحيطون بالأرض ومن عليها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : المعنى والملك على حافات الدنيا ، أي : ينزلون إلى الأرض ، وقيل : إذا صارت السماء قطعا يقف الملائكة على تلك القطع التي ليست متشققة في أنفسها
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية أي : يحمله فوق رءوسهم يوم القيامة ثمانية أملاك ، وقيل : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل ، وقيل : ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة ، قاله
الكلبي وغيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يومئذ تعرضون أي : تعرض العباد على الله لحسابهم ، ومثله
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وعرضوا على ربك صفا [ الكهف : 48 ] ، وليس ذلك العرض عليه سبحانه ليعلم به ما لم يكن عالما به .
وإنما هو عرض الاختبار والتوبيخ بالأعمال ، وجملة " لا تخفى منكم خافية " في محل نصب على الحال من ضمير " تعرضون " ، أي : تعرضون حال كونه لا يخفى على الله سبحانه من ذواتكم أو أقوالكم وأفعالكم خافية كائنة ما كانت ، والتقدير : أي نفس خافية أو فعلة خافية .
وقد أخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=30291الحاقة من أسماء القيامة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عنه قال : ما أرسل الله شيئا من ريح إلا بمكيال ، ولا قطرة من ماء إلا بمكيال إلا يوم نوح ويوم عاد ، فأما يوم
نوح فإن الماء طغى على خزانه فلم يكن لهم عليه سبيل ، ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إنا لما طغى الماء وأما يوم
عاد فإن الريح عتت على خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل ، ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6بريح صرصر عاتية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب [ ص: 1525 ] نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021122نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن ابن
عمر مرفوعا : قال : ما أمر الخزان على
عاد إلا مثل موضع الخاتم من الريح ، فعتت على الخزان فخرجت من نواحي الأبواب ، فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6بريح صرصر عاتية قال : عتوها عتت على الخزان .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6بريح صرصر عاتية قال : الغالبة .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حسوما قال : متتابعات .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حسوما قال : تباعا ، وفي لفظ : متتابعات .
وأخرج
ابن المنذر عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7كأنهم أعجاز نخل قال : هي أصولها ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7خاوية قال : خربة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
وابن المنذر عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إنا لما طغى الماء قال : طغى على خزانه فنزل ، ولم ينزل من السماء ماء إلا بمكيال أو ميزان إلا زمن
نوح فإنه طغى على خزانه فنزل بغير كيل ولا وزن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم في الحلية من طريق
مكحول عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12وتعيها أذن واعية قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، فقال علي : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فنسيته قال
ابن كثير : وهو حديث مرسل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والواحدي ،
وابن مردويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ،
وابن النجار عن
بريدة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021692قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلمك ، وأن تعي ، وحق لك أن تعي ، فنزلت هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12وتعيها أذن واعية فأنت أذن واعية ، يا علي . قال
ابن كثير : ولا يصح .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12أذن واعية قال : أذن عقلت عن الله .
وأخرج
الحاكم ،
والبيهقي في البعث عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة قال : تصيران غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين ، وذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=40وجوه يومئذ عليها غبرة nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=41ترهقها قترة [ عبس : 41 ، 40 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16فهي يومئذ واهية قال : متخرقة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17والملك على أرجائها قال : على حافاتها على ما لم يهئ منها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14274وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على
الجهمية وأبو يعلى ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة ،
والحاكم وصححه
وابن مردويه ،
والخطيب في " تالي التلخيص " عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال : ثمانية أملاك على صورة الأوعال .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا من طرق في الآية قال : يقال ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله ، ويقال ثمانية أملاك رءوسهم عند العرش في السماء السابعة وأقدامهم في الأرض السفلى ، ولهم قرون كقرون الوعلة ، ما بين أصل قرن أحدهم إلى منتهاه خمسمائة عام .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021693nindex.php?page=treesubj&link=30362يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات ، فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وأما الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
والبيهقي في البعث عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود نحوه .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نَزَلَتْ سُورَةُ الْحَاقَّةِ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنْ
أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِالْحَاقَّةِ وَنَحْوِهَا .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ هِيَ الْقِيَامَةُ ؛ لِأَنَّ الْأَمْرَ يَحِقُّ فِيهَا ، وَهِيَ تَحِقُّ فِي نَفْسِهَا مِنْ غَيْرِ شَكٍّ .
قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : يُقَالُ حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ أَحِقُّهُ : غَالَبْتُهُ فَغَلَبْتُهُ أَغْلِبُهُ ، فَالْقِيَامَةُ حَاقَّةٌ لِأَنَّهَا تُحَاقُّ كُلَّ مُحَاقٍّ فِي دِينِ اللَّهِ بِالْبَاطِلِ وَتَخْصِمُ كُلَّ مُخَاصِمٍ .
وَقَالَ فِي الصِّحَاحِ : حَاقَّهُ أَيْ خَاصَمَهُ فِي صِغَارِ الْأَشْيَاءِ ، وَيُقَالُ مَا لَهُ فِيهَا حَقٌّ وَلَا حِقَاقٌ وَلَا خُصُومَةٌ ، وَالتَّحَاقُّ : التَّخَاصُمُ ، وَالْحَاقَّةُ وَالْحَقَّةُ وَالْحَقُّ ثَلَاثُ لُغَاتٍ بِمَعْنًى .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : هِيَ الْقِيَامَةُ فِي قَوْلِ كُلِّ الْمُفَسِّرِينَ ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا ذَاتُ الْحَوَاقِّ مِنَ الْأُمُورِ ، وَهِيَ الصَّادِقَةُ الْوَاجِبَةُ الصِّدْقِ ، وَجَمِيعُ أَحْكَامِ الْقِيَامَةِ صَادِقَةٌ وَاجِبَةُ الْوُقُوعِ وَالْوُجُودِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ،
وَالْمُؤَرِّجُ :
nindex.php?page=treesubj&link=30291الْحَاقَّةُ يَوْمُ الْحَقِّ ، وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِيهَا حَقِيقٌ بِأَنْ يُجْزَى بِعَمَلِهِ ، وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا أَحَقَّتْ لِقَوْمٍ النَّارَ ، وَأَحَقَّتْ لِقَوْمٍ الْجَنَّةِ .
وَهِيَ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ عَلَى أَنَّ " مَا " الِاسْتِفْهَامِيَّةَ مُبْتَدَأٌ ثَانٍ ، وَخَبَرُهُ " الْحَاقَّةُ " ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرٌ لِلْمُبْتَدَأِ الْأَوَّلُ ، وَالْمَعْنَى : أَيُّ شَيْءٍ هِيَ فِي حَالِهَا أَوْ صِفَاتِهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ مَا الِاسْتِفْهَامِيَّةَ خَبَرٌ لِمَا بَعْدَهَا ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ وَإِنْ كَانَ لَفْظُهَا لَفْظَ الِاسْتِفْهَامِ فَمَعْنَاهَا التَّعْظِيمُ وَالتَّفْخِيمُ لِشَأْنِهَا كَمَا تَقُولُ : زَيْدٌ مَا زِيدٌ ،
[ ص: 1523 ] وَقَدْ قَدَّمْنَا تَحْقِيقَ هَذَا الْمَعْنَى فِي سُورَةِ الْوَاقِعَةِ .
ثُمَّ زَادَ سُبْحَانَهُ فِي تَفْخِيمِ أَمْرِهَا وَتَعْظِيمِ شَأْنِهَا وَتَهْوِيلِ حَالِهَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ أَيْ : أَيُّ شَيْءٍ أَعْلَمَكَ مَا هِيَ ؟ أَيْ كَأَنَّكَ لَسْتَ تَعْلَمُهَا إِذَا لَمْ تُعَايِنْهَا وَتُشَاهِدْ مَا فِيهَا مِنَ الْأَهْوَالِ فَكَأَنَّهَا خَارِجَةٌ عَنْ دَائِرَةِ عِلْمِ الْمَخْلُوقِينَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ : بَلَغَنِي أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ " وَمَا أَدْرَاكَ " فَقَدْ أَدْرَاهُ إِيَّاهُ وَعَلَّمَهُ ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَالَ فِيهِ " وَمَا يُدْرِيكَ " فَإِنَّهُ أَخْبَرَهُ بِهِ ، وَ " مَا " مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ أَدْرَاكَ ، وَ " مَا الْحَاقَّةُ " جُمْلَةٌ مِنْ مُبْتَدَأٍ وَخَبَرٍ مَحَلُّهَا النَّصْبُ بِإِسْقَاطِ الْخَافِضِ ؛ لِأَنَّ أَدْرَى يَتَعَدَّى إِلَى الْمَفْعُولِ الثَّانِي بِالْيَاءِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ [ يُونُسَ : 16 ] فَلَمَّا وَقَعَتْ جُمْلَةُ الِاسْتِفْهَامِ مُعَلِّقَةً لَهُ كَانَتْ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي . وَبِدُونِ الْهَمْزَةِ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ بِالْبَاءِ نَحْوَ دَرَيْتُ بِكَذَا ، وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى الْعِلْمِ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ ، وَجُمْلَةُ " وَمَا أَدْرَاكَ " مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ " مَا الْحَاقَّةُ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29040_31847_31843كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ أَيْ بِالْقِيَامَةِ ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَقْرَعُ النَّاسَ بِأَهْوَالِهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : عَنَى بِالْقَارِعَةِ الْقُرْآنَ الَّذِي نَزَلَ فِي الدُّنْيَا عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، وَكَانُوا يُخَوِّفُونَهُمْ بِذَلِكَ فَيُكَذِّبُونَهُمْ ، وَقِيلَ : الْقَارِعَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الْقُرْعَةِ لِأَنَّهَا تَرْفَعُ أَقْوَامًا وَتَحُطُّ آخَرِينَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَيَكُونُ وَضْعُ الْقَارِعَةِ مَوْضِعَ ضَمِيرِ الْحَاقَّةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى عَظِيمِ هَوْلِهَا وَفَظَاعَةِ حَالِهَا وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ بَعْضِ أَحْوَالِ الْحَاقَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ثَمُودُ هُمْ قَوْمُ صَالِحٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَبَيَانُ مَنَازِلِهِمْ وَأَيْنَ كَانَتْ ، وَالطَّاغِيَةُ الصَّيْحَةُ الَّتِي جَاوَزَتِ الْحَدَّ ، وَقِيلَ : بِطُغْيَانِهِمْ وَكُفْرِهِمْ ، وَأَصْلُ الطُّغْيَانِ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَادٌ هُمْ قَوْمُ هُودٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا ، وَذِكْرُ مَنَازِلِهِمْ ، وَأَيْنَ كَانَتْ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ ، وَالرِّيحُ الصَّرْصَرُ هِيَ الشَّدِيدَةُ الْبَرْدِ ، مَأْخُوذٌ مِنَ الصِّرِّ وَهُوَ الْبَرْدُ ، وَقِيلَ : هِيَ الشَّدِيدَةُ الصَّوْتِ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الشَّدِيدَةُ السَّمُومِ ، وَالْعَاتِيَةُ الَّتِي عَتَتْ عَنِ الطَّاعَةِ فَكَأَنَّهَا عَتَتْ عَلَى خُزَّانِهَا ، فَلَمْ تُطِعْهُمْ وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى رَدِّهَا لِشِدَّةِ هُبُوبِهَا ، أَوْ عَتَتْ عَلَى عَادٍ ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى رَدِّهَا بَلْ أَهْلَكَتْهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ كَيْفِيَّةِ إِهْلَاكِهِمْ ، وَمَعْنَى سَخَّرَهَا : سَلَّطَهَا ، كَذَا قَالَ
مُقَاتِلٌ ، وَقِيلَ : أَرْسَلَهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَقَامَهَا عَلَيْهِمْ كَمَا شَاءَ ، وَالتَّسْخِيرُ : اسْتِعْمَالُ الشَّيْءِ بِالِاقْتِدَارِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ صِفَةً لِرِيحٍ ، وَأَنْ تَكُونَ حَالًا مِنْهَا لِتَخْصِيصِهَا بِالصِّفَةِ ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي عَاتِيَةٍ . وَثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ مَعْطُوفٌ عَلَى سَبْعِ لَيَالٍ ، وَانْتِصَابُ حُسُومًا عَلَى الْحَالِ ، أَيْ : ذَاتَ حُسُومٍ ، أَوْ عَلَى الْمَصْدَرِ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ ، أَيْ : تَحْسِمُهُمْ حُسُومًا ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ ، وَالْحُسُومُ التَّتَابُعُ ، فَإِذَا تَتَابَعَ الشَّيْءُ وَلَمْ يَنْقَطِعْ أَوَّلُهُ عَنْ آخِرِهِ قِيلَ لَهُ الْحُسُومُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الَّذِي تُوجِبُهُ اللُّغَةُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ حُسُومًا ، أَيْ : تَحْسِمُهُمْ حُسُومًا تُفْنِيهِمْ وَتُذْهِبُهُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ : حَسَمَتْهُمْ قَطَعَتْهُمْ وَأَهْلَكَتْهُمْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْحُسُومُ الِاتِّبَاعُ ، مِنْ حَسْمِ الدَّاءِ وَهُوَ الْكَيُّ ؛ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يُكْوَى بِالْمِكْوَاةِ ، ثُمَّ يُتَابَعُ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي دُؤَادَ :
يُفَرَّقُ بَيْنَهُمْ زَمَنٌ طَوِيلٌ تَتَابَعَ فِيهِ أَعْوَامًا حُسُومًا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : هُوَ مِنْ قَوْلِكِ حَسَمْتُ الشَّيْءَ : إِذَا قَطَعْتُهُ وَفَصَلْتُهُ عَنْ غَيْرِهِ ، وَقِيلَ : الْحَسْمُ الِاسْتِئْصَالُ ، وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ حُسَامٌ لِأَنَّهُ يَحْسِمُ الْعَدُوَّ عَمَّا يُرِيدُهُ مِنْ بُلُوغِ عَدَاوَتِهِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا حَسَمَتْهُمْ ، أَيْ : قَطَعَتْهُمْ وَأَذْهَبَتْهُمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
فَأَرْسَلَتْ رِيحًا دَبُورًا عَقِيمًا فَدَارَتْ عَلَيْهِمْ فَكَانَتْ حُسُومًا
قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، أَيْ : حَسَمَتْهُمْ فَلَمْ تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : حَسَمَتِ الْأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ حَتَّى اسْتَوْفَتْهَا ، لِأَنَّهَا بَدَأَتْ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ وَانْقَطَعَتْ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ مِنْ آخِرِ يَوْمٍ .
وَقَالَ
اللَّيْثُ : الْحُسُومُ هِيَ الشُّؤْمُ ، أَيْ : تَحْسِمُ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهَا ، كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ [ فُصِّلَتْ : 16 ] .
وَاخْتُلِفَ فِي أَوَّلِهَا ، فَقِيلَ : غَدَاةَ الْأَحَدِ ، وَقِيلَ : غَدَاةَ الْجُمُعَةِ ، وَقِيلَ : غَدَاةَ الْأَرْبِعَاءِ .
قَالَ
وَهْبٌ : وَهَذِهِ الْأَيَّامُ هِيَ الَّتِي تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ أَيَّامَ الْعَجُوزِ ، كَانَ فِيهَا بَرْدٌ شَدِيدٌ وَرِيحٌ شَدِيدَةٌ ، وَكَانَ أَوَّلُهَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءَ ، وَآخِرُهَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى الْخِطَابُ لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُ لَوْ كَانَ حَاضِرًا حِينَئِذٍ لَرَأَى ذَلِكَ ، وَالضَّمِيرُ فِي " فِيهَا " يَعُودُ إِلَى اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ ، وَقِيلَ : إِلَى مَهَابِّ الرِّيحِ ، وَالْأُولَى أَوْلَى .
وَصَرْعَى جَمْعُ صَرِيعٍ : يَعْنِي مَوْتَى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ أَيْ : أُصُولُ نَخْلٍ سَاقِطَةٍ ، أَوْ بَالِيَةٍ ، وَقِيلَ : خَالِيَةٌ لَا جَوْفَ فِيهَا ، وَالنَّخْلُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ ، وَمَثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [ الْقَمَرِ : 20 ] وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ وَهُوَ إِخْبَارٌ عَنْ عِظَمِ أَجْسَامِهِمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ : إِنَّمَا قَالَ : " خَاوِيَةٍ " لِأَنَّ أَبْدَانَهُمْ خَلَتْ مِنْ أَرْوَاحِهِمْ مِثْلَ النَّخْلِ الْخَاوِيَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ أَيْ : مِنْ فِرْقَةٍ بَاقِيَةٍ ، أَوْ مِنْ نَفْسٍ بَاقِيَةٍ ، أَوْ مِنْ بَقِيَّةٍ عَلَى أَنَّ " بَاقِيَةٍ " مَصْدَرٌ كَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : أَقَامُوا سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ أَحْيَاءً فِي عَذَابِ الرِّيحِ فَلَمَّا أَمْسَوْا فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ مَاتُوا فَاحْتَمَلَتْهُمُ الرِّيحُ فَأَلْقَتْهُمْ فِي الْبَحْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ أَيْ : مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ قَبْلَهُ بِفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ الْبَاءِ ، أَيْ : وَمَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ الْقُرُونِ الْمَاضِيَةِ وَالْأُمَمِ الْخَالِيَةِ وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ ، أَيْ : وَمَنْ هُوَ فِي جِهَتِهِ مِنْ أَتْبَاعِهِ ، وَاخْتَارَ
أَبُو حَاتِمٍ ،
وَأَبُو عُبَيْدٍ الْقِرَاءَةَ الثَّانِيَةَ لِقِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيٍّ وَمَنْ مَعَهُ ، وَلِقِرَاءَةِ
أَبِي مُوسَى " وَمَنْ يَلْقَاهُ " .
وَالْمُؤْتَفِكَاتُ قَرَأَ الْجُمْهُورُ " الْمُؤْتَفِكَاتُ " بِالْجَمْعِ وَهِيَ قُرَى قَوْمِ لُوطٍ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ " الْمُؤْتَفِكَةُ " بِالْإِفْرَادِ ، وَاللَّامُ لِلْجِنْسِ ، فَهِيَ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ ، وَالْمَعْنَى : وَجَاءَتِ الْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ أَيْ بِالْفِعْلَةِ الْخَاطِئَةِ ، أَوِ الْخَطَأِ ، عَلَى أَنَّهَا مَصْدَرٌ .
وَالْمُرَادُ أَنَّهَا جَاءَتْ بِالشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : بِالْخَطَايَا ، وَقَالَ
الْجُرْجَانِيُّ : بِالْخَطَأِ الْعَظِيمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ أَيْ فَعَصَتْ كُلُّ أُمَّةٍ رَسُولَهَا الْمُرْسَلَ إِلَيْهَا .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : هُوَ
مُوسَى ، وَقِيلَ
لُوطٌ لِأَنَّهُ أَقْرَبُ ، قِيلَ : وَرَسُولٌ
[ ص: 1524 ] هُنَا بِمَعْنَى رِسَالَةٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ مَا بُحْتُ عِنْدَهُمْ بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ
أَيْ بِرِسَالَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً أَيْ : أَخَذَهُمُ اللَّهُ أَخْذَةً نَامِيَةً زَائِدَةً عَلَى أَخَذَاتِ الْأُمَمِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا بَالِغَةٌ فِي الشِّدَّةِ إِلَى الْغَايَةِ ، يُقَالُ رَبَا الشَّيْءُ يَرْبُو : إِذَا زَادَ وَتَضَاعَفَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : تَزِيدُ عَلَى الْأَخَذَاتِ ، قَالَ
مُجَاهِدٌ : شَدِيدَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ أَيْ تَجَاوَزَ حَدَّهُ فِي الِارْتِفَاعِ وَالْعُلُوِّ ، وَذَلِكَ فِي زَمَنِ
نُوحٍ لَمَّا أَصَرَّ قَوْمُهُ عَلَى الْكُفْرِ وَكَذَّبُوهُ ، وَقِيلَ : طَغَى عَلَى خُزَّانِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ غَضَبًا لِرَبِّهِ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى حَبْسِهِ .
قَالَ
قَتَادَةُ : زَادَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ أَيْ فِي أَصْلَابِ آبَائِكُمْ ، أَوْ حَمَلْنَاهُمْ وَحَمَلْنَاكُمْ فِي أَصْلَابِهِمْ تَغْلِيبًا لِلْمُخَاطَبِينَ عَلَى الْغَائِبِينَ .
وَالْجَارِيَةُ سَفِينَةُ
نُوحٍ ، وَسُمِّيَتْ جَارِيَةً لِأَنَّهَا تَجْرِي فِي الْمَاءِ ، وَمَحَلُّ " فِي الْجَارِيَةِ " النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ ، أَيْ : رَفَعْنَاكُمْ فَوْقَ الْمَاءِ حَالَ كَوْنِكُمْ فِي السَّفِينَةِ .
وَلَمَّا كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=32016الْمَقْصُودُ مِنْ ذِكْرِ قِصَصِ الْأُمَمِ وَذِكْرِ مَا حَلَّ بِهِمْ مِنَ الْعَذَابِ زَجْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَنِ الِاقْتِدَاءِ بِهِمْ فِي مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً أَيْ : لِنَجْعَلَ هَذِهِ الْأُمُورَ الْمَذْكُورَةَ لَكُمْ يَا أُمَّةَ
مُحَمَّدٍ عِبْرَةً وَمَوْعِظَةً تَسْتَدِلُّونَ بِهَا عَلَى عَظِيمِ قُدْرَةِ اللَّهِ وَبَدِيعِ صُنْعِهِ ، أَوْ لِنَجْعَلَ هَذِهِ الْفِعْلَةَ الَّتِي هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ إِنْجَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِغْرَاقِ الْكَافِرِينَ لَكُمْ تَذْكِرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ أَيْ : تَحَفَظُهَا بَعْدَ سَمَاعِهَا أُذُنٌ حَافِظَةٌ لِمَا سَمِعَتْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُقَالُ أَوَعَيْتُ كَذَا ، أَيْ : حَفِظْتُهُ فِي نَفْسِي أَعِيهِ وَعْيًا ، وَوَعَيْتُ الْعِلْمَ وَوَعَيْتُ مَا قُلْتُهُ كُلَّهُ بِمَعْنًى ، وَأَوْعَيْتُ الْمَتَاعَ فِي الْوِعَاءِ ، وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا وَعَيْتَهُ فِي غَيْرِ نَفْسِكَ أَوْعَيْتَهُ بِالْأَلْفِ وَلِمَا حَفِظْتَهُ فِي نَفْسِكَ وَعَيْتَهُ بِغَيْرِ أَلْفٍ .
قَالَ
قَتَادَةُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ : أُذُنٌ سَمِعْتُ وَعَقَلَتْ مَا سَمِعَتْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى لِتَحْفَظَهَا كُلُّ أُذُنٍ عِظَةً لِمَنْ يَأْتِي بَعْدُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ تَعِيَهَا بِكَسْرِ الْعَيْنِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ،
وَحُمِيدٌ الْأَعْرَجُ ،
وَأَبُو عَمْرٍو فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ تَشْبِيهًا لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ بِرَحِمٍ وَشَهِدٍ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ ذَلِكَ .
قَالَ
الرَّازِيُّ : وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ كَثِيرٍ إِسْكَانُ الْعَيْنِ ، جَعَلَ حَرْفَ الْمُضَارَعَةِ مَعَ مَا بَعْدَهُ بِمَنْزِلَةِ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَخَفَّفَ وَأَسْكَنَ كَمَا أَسْكَنَ الْحَرْفَ الْمُتَوَسِّطَ مِنْ فَخْذٍ وَكَبْدٍ وَكَتْفٍ انْتَهَى ، وَالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ بَابِ إِجْرَاءِ الْوَصْلِ مَجْرَى الْوَقْفِ كَمَا فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ " وَمَا يُشْعِرْكُمْ " [ الْأَنْعَامِ : 109 ] بِسُكُونِ الرَّاءِ ، قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَاخْتَلَفَتِ الْقِرَاءَةُ فِيهَا عَنْ
عَاصِمٍ ،
وَابْنِ كَثِيرٍ : يَعْنِي تَعِيَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ هَذَا شُرُوعٌ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30293_30296_30362بَيَانِ الْحَاقَّةِ وَكَيْفَ وُقُوعُهَا بَعْدَ بَيَانِ شَأْنِهَا بِإِهْلَاكِ الْمُكَذِّبِينَ .
قَالَ
عَطَاءٌ : يُرِيدُ النَّفْخَةَ الْأُولَى .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ ،
وَمُقَاتِلٌ يُرِيدُ النَّفْخَةَ الْأَخِيرَةَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ بِالرَّفْعِ فِيهِمَا عَلَى أَنَّ نَفْخَةً مُرْتَفِعَةً عَلَى النِّيَابَةِ ، وَوَاحِدَةً تَأْكِيدٌ لَهَا ، وَحَسُنَ تَذْكِيرُ الْفِعْلِ لِوُقُوعِ الْفَصْلِ .
وَقَرَأَ
أَبُو السَّمَّاكِ بِنَصْبِهِمَا عَلَى أَنَّ النَّائِبَ هُوَ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فِي الصُّورِ يَقُومُ مَقَامَ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ أَيْ : رُفِعَتْ مِنْ أَمَاكِنِهَا وَقُلِعَتْ عَنْ مَقَارِّهَا بِالْقُدْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " حُمِلَتْ " بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ ،
وَابْنُ عَامِرٍ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِتَشْدِيدِهَا لِلتَّكْثِيرِ أَوْ لِلتَّعْدِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً أَيْ فَكُسِرَتَا كَسْرَةً وَاحِدَةً لَا زِيَادَةَ عَلَيْهَا ، أَوْ ضُرِبَتَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً بَعْضُهُمَا بِبَعْضٍ حَتَّى صَارَتَا كَثِيبًا مَهِيلًا وَهَبَاءً مُنْبَثًّا .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَلَمْ يَقُلْ " فَدُكَّكْنَ " لِأَنَّهُ جَعَلَ الْجِبَالَ كُلَّهَا كَالْجُمْلَةِ الْوَاحِدَةِ ، وَمَثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا [ الْأَنْبِيَاءِ : 30 ] وَقِيلَ : دُكَّتَا بُسِطَتَا بَسْطَةً وَاحِدَةً ، وَمِنْهُ انْدَكَّ سَنَامُ الْبَعِيرِ : إِذَا انْفَرَشَ عَلَى ظَهْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ أَيْ : قَامَتِ الْقِيَامَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ أَيِ انْشَقَّتْ بِنُزُولِ مَا فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَهِيَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ضَعِيفَةٌ مُسْتَرْخِيَةٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُقَالُ لِكُلِّ مَا ضَعُفَ جِدًّا قَدْ وَهِيَ فَهُوَ وَاهٍ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : وَهْيُهَا تَشَقُّقُهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا أَيْ : جِنْسُ الْمَلَكِ عَلَى أَطْرَافِهَا وَجَوَانِبِهَا ، وَهِيَ جَمْعُ رَجًى مَقْصُورٌ تَثْنِيَتُهُ رَجَوَانِ مِثْلَ قَفَا وَقَفَوَانِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا لَمَّا تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ ، وَهِيَ مَسَاكِنُهُمْ لَجَئُوا إِلَى أَطْرَافِهَا .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَتَشَقَّقَتْ ، وَتَكُونُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى حَافَّاتِهَا حَتَّى يَأْمُرَهُمُ الرَّبُّ فَيَنْزِلُونَ إِلَى الْأَرْضِ وَيُحِيطُونَ بِالْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : الْمَعْنَى وَالْمَلَكُ عَلَى حَافَّاتِ الدُّنْيَا ، أَيْ : يَنْزِلُونَ إِلَى الْأَرْضِ ، وَقِيلَ : إِذَا صَارَتِ السَّمَاءُ قِطَعًا يَقِفُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى تِلْكَ الْقِطَعِ الَّتِي لَيْسَتْ مُتَشَقِّقَةً فِي أَنْفُسِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ أَيْ : يَحْمِلُهُ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَمَانِيَةُ أَمْلَاكٍ ، وَقِيلَ : ثَمَانِيَةُ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقِيلَ : ثَمَانِيَةُ أَجْزَاءٍ مِنْ تِسْعَةِ أَجْزَاءٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، قَالَهُ
الْكَلْبِيُّ وَغَيْرُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ أَيْ : تُعْرَضُ الْعِبَادُ عَلَى اللَّهِ لِحِسَابِهِمْ ، وَمِثْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا [ الْكَهْفِ : 48 ] ، وَلَيْسَ ذَلِكَ الْعَرْضُ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ لِيَعْلَمَ بِهِ مَا لَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِهِ .
وَإِنَّمَا هُوَ عَرْضُ الِاخْتِبَارِ وَالتَّوْبِيخِ بِالْأَعْمَالِ ، وَجُمْلَةُ " لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ " تُعْرَضُونَ " ، أَيْ : تُعْرَضُونَ حَالَ كَوْنِهِ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنْ ذَوَاتِكُمْ أَوْ أَقْوَالِكُمْ وَأَفْعَالِكُمْ خَافِيَةٌ كَائِنَةٌ مَا كَانَتْ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَيُّ نَفْسٍ خَافِيَةٍ أَوْ فِعْلَةٍ خَافِيَةٍ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=30291الْحَاقَّةُ مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ قَالَ : مَا أَرْسَلَ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ رِيحٍ إِلَّا بِمِكْيَالٍ ، وَلَا قَطْرَةٍ مِنْ مَاءٍ إِلَّا بِمِكْيَالٍ إِلَّا يَوْمَ نُوحٍ وَيَوْمَ عَادٍ ، فَأَمَّا يَوْمُ
نُوحٍ فَإِنَّ الْمَاءَ طَغَى عَلَى خُزَّانِهِ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَلَيْهِ سَبِيلٌ ، ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ وَأَمَّا يَوْمُ
عَادٍ فَإِنَّ الرِّيحَ عَتَتْ عَلَى خُزَّانِهَا فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَلَيْهَا سَبِيلٌ ، ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [ ص: 1525 ] نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021122نُصِرْتُ بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ مَرْفُوعًا : قَالَ : مَا أُمِرَ الْخُزَّانُ عَلَى
عَادٍ إِلَّا مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ مِنَ الرِّيحِ ، فَعَتَتْ عَلَى الْخُزَّانِ فَخَرَجَتْ مِنْ نَوَاحِي الْأَبْوَابِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ قَالَ : عُتُوُّهَا عَتَتْ عَلَى الْخُزَّانِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ قَالَ : الْغَالِبَةُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حُسُومًا قَالَ : مُتَتَابِعَاتٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حُسُومًا قَالَ : تِبَاعًا ، وَفِي لَفْظِ : مُتَتَابِعَاتٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ قَالَ : هِيَ أُصُولُهَا ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7خَاوِيَةٍ قَالَ : خَرِبَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ قَالَ : طَغَى عَلَى خُزَّانِهِ فَنَزَلَ ، وَلَمْ يَنْزِلْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءٌ إِلَّا بِمِكْيَالٍ أَوْ مِيزَانٍ إِلَّا زَمَنَ
نُوحٍ فَإِنَّهُ طَغَى عَلَى خُزَّانِهِ فَنَزَلَ بِغَيْرِ كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ مِنْ طَرِيقِ
مَكْحُولٍ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيُّ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَنَسِيتُهُ قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : وَهُوَ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْوَاحِدِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ،
وَابْنُ النَّجَّارِ عَنْ
بُرَيْدَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021692قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُدْنِيَكَ وَلَا أُقْصِيَكَ ، وَأَنْ أُعَلِّمَكَ ، وَأَنْ تَعِيَ ، وَحَقٌّ لَكَ أَنْ تَعِيَ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ فَأَنْتَ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ، يَا عَلِيٍّ . قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : وَلَا يَصِحُّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12أُذُنٌ وَاعِيَةٌ قَالَ : أُذُنٌ عَقَلَتْ عَنِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً قَالَ : تَصِيرَانِ غَبَرَةً عَلَى وُجُوهِ الْكُفَّارِ لَا عَلَى وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=40وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=41تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ [ عَبَسَ : 41 ، 40 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ قَالَ : مُتَخَرِّقَةٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا قَالَ : عَلَى حَافَّاتِهَا عَلَى مَا لَمْ يَهِئْ مِنْهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14274وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي الرَّدِّ عَلَى
الْجَهْمِيَّةِ وَأَبُو يَعْلَى ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13114وَابْنُ خُزَيْمَةَ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْخَطِيبُ فِي " تَالِي التَّلْخِيصِ " عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قَالَ : ثَمَانِيَةُ أَمْلَاكٍ عَلَى صُورَةِ الْأَوْعَالِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا مِنْ طُرُقٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : يُقَالُ ثَمَانِيَةُ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ ، وَيُقَالُ ثَمَانِيَةُ أَمْلَاكٍ رُءُوسُهُمْ عِنْدَ الْعَرْشِ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَأَقْدَامُهُمْ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى ، وَلَهُمْ قُرُونٌ كَقُرُونِ الْوَعْلَةِ ، مَا بَيْنَ أَصْلِ قَرْنِ أَحَدَهِمْ إِلَى مُنْتَهَاهُ خَمْسُمِائَةُ عَامٍ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021693nindex.php?page=treesubj&link=30362يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ ، فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطَايُرُ الصُّحُفِ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ نَحْوَهُ .