المسألة الخامسة :
كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة ، وطريق الاعتماد في ذلك أن ينظر إلى العبارة الواقعة :
فإن عبر أحدهم بقوله : نزلت في كذا ، والآخر : نزلت في كذا ، وذكر أمرا آخر ، فقد
[ ص: 128 ] تقدم أن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول ، فلا منافاة بين قوليهما إذا كان اللفظ يتناولهما ، كما سيأتي تحقيقه في النوع الثامن والسبعين .
وإن عبر واحد بقوله : نزلت في كذا ، وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد وذاك استنباط . ومثاله ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : أنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نساؤكم حرث لكم [ البقرة : 223 ] في إتيان النساء في أدبارهن . وتقدم عن
جابر التصريح بذكر سبب خلافه ، فالمعتمد حديث
جابر ; لأنه نقل ، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر استنباط منه وقد وهمه فيه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وذكر مثل حديث
جابر ، كما أخرجه
أبو داود والحاكم .
وإن ذكر واحد سببا وآخر سببا غيره ، فإن كان إسناد أحدهما صحيحا دون الآخر فالصحيح المعتمد ، مثاله : ما أخرجه الشيخان وغيرهما ، عن
جندب :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003617اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت : يا محمد ، ما أرى شيطانك إلا قد تركك ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى [ الضحى : 1 - 3 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15731حفص بن ميسرة ، عن أمه ، عن أمها - وكانت خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أن جروا دخل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي ، فقال : يا خولة ما حدث في بيت رسول الله ؟ جبريل لا يأتيني فقلت في نفسي : لو هيأت البيت وكنسته ، فأهويت بالمكنسة تحت السرير ، فأخرجت الجرو فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ترعد لحيته ، وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله : [ ص: 129 ] ( والضحى ) إلى قوله ( فترضى ) .
وقال
ابن حجر في شرح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قصة إبطاء
جبريل بسبب الجرو مشهورة ، لكن كونها سبب نزول الآية غريب ، وفي إسناده من لا يعرف ، فالمعتمد ما في الصحيح .
ومن أمثلته - أيضا : - ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، من طريق
علي بن أبي طلحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة ، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود ، فاستقبله بضعة عشر شهرا - وكان يحب قبلة إبراهيم - فكان يدعو الله وينظر إلى السماء ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150فولوا وجوهكم شطره [ البقرة : 150 ] فارتاب من ذلك اليهود ، وقالوا ( ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) ! فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142قل لله المشرق والمغرب [ البقرة : 115 ] وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله . [ البقرة : 115 ]
وأخرج
الحاكم وغيره ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع .
وأخرج
الترمذي - وضعفه - من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=49عامر بن ربيعة قال : كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة ؟ فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت .
[ ص: 130 ] وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني نحوه من حديث
جابر ، بسند ضعيف أيضا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : عن
مجاهد ، قال : لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60ادعوني أستجب لكم [ غافر : 60 ] قالوا : إلى أين ؟ فنزلت . مرسل .
وأخرج عن
قتادة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه فقالوا : إنه كان لا يصلي إلى القبلة ، فنزلت . معضل غريب جدا .
فهذه خمسة أسباب مختلفة ، وأضعفها الأخير لإعضاله ، ثم ما قبله لإرساله ، ثم ما قبله لضعف رواته ، والثاني صحيح ، لكنه قال : قد أنزلت في كذا ولم يصرح بالسبب ، والأول صحيح الإسناد ، وصرح فيه بذكر السبب ، فهو المعتمد .
ومن أمثلته – أيضا - : ما أخرجه
ابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد ، عن
عكرمة - أو
سعيد - عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
خرج أمية بن خلف وأبو جهل بن هشام ورجال من قريش ، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا محمد ، تعال فتمسح بآلهتنا ، وندخل معك في دينك وكان يحب إسلام قومه . فرق لهم ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك الآيات [ الإسراء : 73 - 77 ] .
وأخرج
ابن مردويه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن
ثقيفا قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أجلنا سنة حتى يهدى لآلهتنا ، فإذا قبضنا الذي يهدى لها أحرزناه ، ثم أسلمنا . فهم أن يؤجلهم فنزلت .
هذا يقتضي نزولها
بالمدينة . وإسناده ضعيف ، والأول يقتضي نزولها
بمكة وإسناده حسن ، وله شاهد عند
أبي الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، يرتقي به إلى درجة الصحيح ، فهو المعتمد .
الحال الرابع : أن يستوي الإسنادان في الصحة ، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة ، أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات . مثاله : ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=hadith&LINKID=2003622عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : [ ص: 131 ] كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ، وهو يتوكأ على عسيب ، فمر بنفر من اليهود ، فقال بعضهم : لو سألتموه ! فقالوا : حدثنا عن الروح ، فقام ساعة ورفع رأسه ، فعرفت أنه يوحى إليه ، حتى صعد الوحي ، ثم قال nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [ الإسراء : 85 ] .
وأخرج
الترمذي وصححه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . قال : قالت
قريش لليهود : أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل ، فقالوا : اسألوه عن الروح ، فسألوه ، فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85ويسألونك عن الروح .
الآية .
فهذا يقتضي أنها نزلت
بمكة . والأول خلافه ، وقد رجح بأن ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أصح من غيره ، وبأن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود كان حاضر القصة .
الحال الخامس : أن يمكن نزولها عقيب السببين أو الأسباب المذكورة ، بألا تكون معلومة التباعد ، كما في الآيات السابقة فيحمل على ذلك . ومثاله : ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريق
عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن هلال ابن أمية قذف امرأته عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بشريك بن سمحاء ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : البينة أو حد في ظهرك فقال : يا رسول الله ، إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ; ينطلق يلتمس البينة ! فأنزل عليه nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=6والذين يرمون أزواجهم . . . . حتى بلغ : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=9إن كان من الصادقين [ النور : 6 - 9 ] .
وأخرج الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003624جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال : اسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا ، فقتله ، أيقتل به ، أم كيف يصنع ؟ فسأل عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعاب السائل ، فأخبر عاصم عويمرا ، فقال : والله لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأسألنه ، فأتاه ، فقال : أنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآن . . . الحديث .
[ ص: 132 ] جمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك
هلال ، وصادف مجيء
عويمر أيضا ، فنزلت في شأنهما معا . وإلى هذا جنح
النووي ، وسبقه
الخطيب فقال : لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد .
وأخرج
البزار :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003625عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به ؟ قال : شرا قال : فأنت يا عمر ؟ قال : كنت أقول : لعن الله الأعجز ، فإنه لخبيث . فنزلت .
قال
ابن حجر : لا مانع من
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28862تعدد الأسباب .
الحال السادس : أن لا يمكن ذلك : فيحمل على تعدد النزول وتكرره . مثاله : ما أخرجه الشيخان ، عن
المسيب ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003626لما حضر أبا طالب الوفاة ، دخل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية ، فقال : أي عم ، قل : لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب .
فلم يزالا يكلمانه حتى قال : هو على ملة عبد المطلب ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لأستغفرن لك ما لم أنه عنه ، فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآية [ التوبة : 113 ] .
وأخرج
الترمذي – وحسنه - عن
علي قال : سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان ، فقلت : تستغفر لأبويك وهما مشركان ! فقال : استغفر
إبراهيم لأبيه وهو مشرك ، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت .
[ ص: 133 ] وأخرج
الحاكم وغيره ،
عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما إلى المقابر ، فجلس إلى قبر منها ، فناجاه طويلا ، ثم بكى فقال : إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي ، فأنزل علي nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين فجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول .
ومن أمثلته أيضا : ما أخرجه
البيهقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف على حمزة حين استشهد ، وقد مثل به ، فقال : لأمثلن بسبعين منهم مكانك فنزل جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف بخواتيم سورة النحل : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به [ النحل : 126 ] إلى آخر السورة .
وأخرج
الترمذي ،
والحاكم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب قال : لما كان يوم
أحد أصيب من
الأنصار أربعة وستون ، ومن
المهاجرين ستة ، منهم
حمزة ، فمثلوا بهم فقالت
الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم . فلما كان يوم فتح
مكة أنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم الآية .
[ ص: 134 ] فظاهره تأخير نزولها إلى الفتح ، وفي الحديث الذي قبله نزولها
بأحد .
قال
ابن الحصار : ويجمع أنها نزلت أولا
بمكة قبل الهجرة مع السورة لأنها مكية ، ثم ثانيا
بأحد ، ثم ثالثا يوم الفتح تذكيرا من الله لعباده . وجعل
ابن كثير من هذا القسم آية الروح .
تنبيه : قد يكون في إحدى القصتين : ( فتلا ) فيهم الراوي ، فيقول : ( فنزل ) .
مثاله : ما أخرجه
الترمذي - وصححه - عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003629مر يهودي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : كيف تقول يا أبا القاسم ، إذا وضع الله السماوات على ذه ، والأرضين على ذه ، والماء على ذه ، والجبال على ذه ، وسائر الخلق على ذه ؟ فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره الآية [ الأنعام : 91 ] . والحديث في الصحيح بلفظ : فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . . وهو الصواب ; فإن الآية مكية .
ومن أمثلته أيضا : ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن أنس قال : سمع nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام أهل الجنة ؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال : أخبرني بهن جبريل آنفا قال : جبريل ؟ قال : " نعم " قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة . فقرأ هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك [ البقرة : 97 ] .
قال
ابن حجر في شرح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ظاهر السياق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ الآية ردا على قول
اليهود ، ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ . قال : وهذا هو المعتمد ، فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة
ابن سلام .
تنبيه : عكس ما تقدم : أن يذكر سبب واحد في نزول الآيات المتفرقة ، ولا إشكال في
[ ص: 135 ] ذلك فقد ينزل في الوقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى .
مثاله : ما أخرجه
الترمذي والحاكم :
عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، أنها قالت : يا رسول الله ، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ؟ ! فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع [ آل عمران : 195 ] إلى آخر الآية .
وأخرج
الحاكم عنها – أيضا - قالت : قلت :
يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء ؟ ! فأنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات [ الأحزاب : 35 ] وأنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى .
وأخرج – أيضا - عنها أنها قالت :
تغزو الرجال ولا تغزو النساء ، وإنما لنا نصف الميراث ؟ ! فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض وأنزل : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات .
ومن أمثلته أيضا : ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أملى عليه : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=95لا يستوي القاعدون من المؤمنين إلى nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=95والمجاهدون في سبيل الله [ النساء : 95 ] فجاء nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم ، وقال : يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت ، وكان أعمى فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=95غير أولي الضرر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت - أيضا - قال : كنت أكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني لواضع القلم على أذني ، إذا أمر بالقتال ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر ما ينزل عليه إذ جاء أعمى ، فقال : كيف لي يا رسول الله وأنا أعمى ؟ فأنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=91ليس على الضعفاء [ التوبة : 91 ] .
ومن أمثلته : ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا في ظل حجرة ، فقال :
إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان فطلع رجل أزرق ، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : علام تشتمني أنت وأصحابك فانطلق الرجل ، فجاء أصحابه ، فحلفوا بالله ما قالوا ، حتى تجاوز عنهم ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=74يحلفون بالله ما قالوا [ التوبة : 74 ] الآية .
[ ص: 136 ] وأخرجه
الحاكم وأحمد بهذا اللفظ ، وآخره : فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم الآية [ المجادلة : 18 ] .
تنبيه : تأمل ما ذكرته لك في هذه المسألة ، واشدد به يديك ، فإني حررته واستخرجته بفكري من استقراء صنيع الأئمة ومتفرقات كلامهم ، ولم أسبق إليه .
الْمَسْأَلَةُ الْخَامِسَةُ :
كَثِيرًا مَا يَذْكُرُ الْمُفَسِّرُونَ لِنُزُولِ الْآيَةِ أَسْبَابًا مُتَعَدِّدَةً ، وَطَرِيقُ الَاعْتِمَادِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُنْظَرَ إِلَى الْعِبَارَةِ الْوَاقِعَةِ :
فَإِنْ عَبَّرَ أَحَدُهُمْ بِقَوْلِهِ : نَزَلَتْ فِي كَذَا ، وَالْآخَرُ : نَزَلَتْ فِي كَذَا ، وَذَكَرَ أَمْرًا آخَرَ ، فَقَدْ
[ ص: 128 ] تَقَدَّمَ أَنَّ هَذَا يُرَادُ بِهِ التَّفْسِيرُ لَا ذِكْرُ سَبَبِ النُّزُولِ ، فَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ قَوْلَيْهِمَا إِذَا كَانَ اللَّفْظُ يَتَنَاوَلُهُمَا ، كَمَا سَيَأْتِي تَحْقِيقُهُ فِي النَّوْعِ الثَّامِنِ وَالسَّبْعِينَ .
وَإِنْ عَبَّرَ وَاحِدٌ بِقَوْلِهِ : نَزَلَتْ فِي كَذَا ، وَصَرَّحَ الْآخَرُ بِذِكْرِ سَبَبِ خِلَافِهِ فَهُوَ الْمُعْتَمَدُ وَذَاكَ اسْتِنْبَاطٌ . وَمِثَالُهُ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أُنْزِلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ [ الْبَقَرَةِ : 223 ] فِي إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ . وَتَقَدَّمَ عَنْ
جَابِرٍ التَّصْرِيحُ بِذِكْرِ سَبَبِ خِلَافِهِ ، فَالْمُعْتَمَدُ حَدِيثُ
جَابِرٍ ; لِأَنَّهُ نَقْلٌ ، وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ اسْتِنْبَاطٌ مِنْهُ وَقَدْ وَهَمَهُ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ
جَابِرٍ ، كَمَا أَخْرَجَهُ
أَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ .
وَإِنَّ ذِكْرَ وَاحِدٍ سَبَبًا وَآخَرَ سَبَبًا غَيْرَهُ ، فَإِنْ كَانَ إِسْنَادُ أَحَدِهِمَا صَحِيحًا دُونَ الْآخَرِ فَالصَّحِيحُ الْمُعْتَمَدُ ، مِثَالُهُ : مَا أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا ، عَنْ
جُنْدُبٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003617اشْتَكَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَا قَدْ تَرَكَكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [ الضُّحَى : 1 - 3 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15731حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّهَا - وَكَانَتْ خَادِمَ رَسُولِ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَنَّ جَرْوًا دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلَ تَحْتَ السَّرِيرِ فَمَاتَ فَمَكَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ لَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، فَقَالَ : يَا خَوْلَةُ مَا حَدَثَ فِي بَيْتِ رَسُولِ الِلَّهِ ؟ جِبْرِيلُ لَا يَأْتِينِي فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَوْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ وَكَنَسْتُهُ ، فَأَهْوَيْتُ بِالْمِكْنَسَةِ تَحْتَ السَّرِيرِ ، فَأَخْرَجْتُ الْجَرْوَ فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَرْعَدُ لِحْيَتُهُ ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ أَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : [ ص: 129 ] ( وَالضُّحَى ) إِلَى قَوْلِهِ ( فَتَرْضَى ) .
وَقَالَ
ابْنُ حَجَرٍ فِي شَرْحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ : قِصَّةُ إِبْطَاءِ
جِبْرِيلَ بِسَبَبِ الْجَرْوِ مَشْهُورَةٌ ، لَكِنَّ كَوْنَهَا سَبَبَ نُزُولِ الْآيَةِ غَرِيبٌ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ ، فَالْمُعْتَمَدُ مَا فِي الصَّحِيحِ .
وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ - أَيْضًا : - مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، مِنْ طَرِيقِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَفَرِحَتِ الْيَهُودُ ، فَاسْتَقْبَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا - وَكَانَ يُحِبُّ قِبْلَةَ إِبْرَاهِيمَ - فَكَانَ يَدْعُو الِلَّهَ وَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [ الْبَقَرَةِ : 150 ] فَارْتَابَ مِنْ ذَلِكَ الْيَهُودُ ، وَقَالُوا ( مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ [ الْبَقَرَةِ : 115 ] وَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ . [ الْبَقَرَةِ : 115 ]
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَغَيْرُهُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ أَنْ تُصَلِّيَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِكَ رَاحِلَتُكَ فِي التَّطَوُّعِ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ - وَضَعَّفَهُ - مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=49عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : كُنَّا فِي سَفَرٍ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ فَلَمْ نَدْرِ أَيْنَ الْقِبْلَةُ ؟ فَصَلَّى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى حِيَالِهِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتْ .
[ ص: 130 ] وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ
جَابِرٍ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ أَيْضًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ غَافِرٍ : 60 ] قَالُوا : إِلَى أَيْنَ ؟ فَنَزَلَتْ . مُرْسَلٌ .
وَأَخْرَجَ عَنْ
قَتَادَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
إِنَّ أَخًا لَكُمْ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ فَقَالُوا : إِنَّهُ كَانَ لَا يُصَلِّي إِلَى الْقِبْلَةِ ، فَنَزَلَتْ . مُعْضَلٌ غَرِيبٌ جِدًّا .
فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَسْبَابٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَأَضْعَفُهَا الْأَخِيرُ لِإِعْضَالِهِ ، ثُمَّ مَا قَبْلَهُ لِإِرْسَالِهِ ، ثُمَّ مَا قَبْلَهُ لِضَعْفِ رُوَاتِهِ ، وَالثَّانِي صَحِيحٌ ، لَكِنَّهُ قَالَ : قَدْ أُنْزِلَتْ فِي كَذَا وَلَمْ يُصَرِّحْ بِالسَّبَبِ ، وَالْأَوَّلُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَصَرَّحَ فِيهِ بِذِكْرِ السَّبَبِ ، فَهُوَ الْمُعْتَمَدُ .
وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ – أَيْضًا - : مَا أَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ - أَوْ
سَعِيدٍ - عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
خَرَجَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَرِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَأَتَوْا رَسُولَ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، تَعَالَ فَتَمَسَّحْ بِآلِهَتِنَا ، وَنَدْخُلُ مَعَكَ فِي دِينِكَ وَكَانَ يُحِبُّ إِسْلَامَ قَوْمِهِ . فَرَقَّ لَهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ الْآيَاتِ [ الْإِسْرَاءِ : 73 - 77 ] .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16574الْعَوْفِيِّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ
ثَقِيفًا قَالُوا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَجِّلْنَا سَنَةً حَتَّى يُهْدَى لِآلِهَتِنَا ، فَإِذَا قَبَضْنَا الَّذِي يُهْدَى لَهَا أَحْرَزْنَاهُ ، ثُمَّ أَسْلَمْنَا . فَهَمَّ أَنْ يُؤَجِّلَهُمْ فَنَزَلَتْ .
هَذَا يَقْتَضِي نُزُولَهَا
بِالْمَدِينَةِ . وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ، وَالْأَوَّلُ يَقْتَضِي نُزُولَهَا
بِمَكَّةَ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، وَلَهُ شَاهِدٌ عِنْدَ
أَبِي الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، يَرْتَقِي بِهِ إِلَى دَرَجَةِ الصَّحِيحِ ، فَهُوَ الْمُعْتَمَدُ .
الْحَالُ الرَّابِعُ : أَنْ يَسْتَوِيَ الْإِسْنَادَانِ فِي الصِّحَّةِ ، فَيُرَجَّحُ أَحَدُهُمَا بِكَوْنِ رَاوِيهِ حَاضِرَ الْقِصَّةِ ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهِ التَّرْجِيحَاتِ . مِثَالُهُ : مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=2003622عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : [ ص: 131 ] كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْمَدِينَةِ ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ ، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَوْ سَأَلْتُمُوهُ ! فَقَالُوا : حَدِّثْنَا عَنِ الرُّوحِ ، فَقَامَ سَاعَةً وَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ ، حَتَّى صَعِدَ الْوَحْيُ ، ثُمَّ قَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الْإِسْرَاءِ : 85 ] .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . قَالَ : قَالَتْ
قُرَيْشٌ لِلْيَهُودِ : أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ هَذَا الرَّجُلَ ، فَقَالُوا : اسْأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ ، فَسَأَلُوهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ .
الْآيَةَ .
فَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهَا نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ . وَالْأَوَّلُ خِلَافُهُ ، وَقَدْ رَجَّحَ بِأَنَّ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَصَحُّ مِنْ غَيْرِهِ ، وَبِأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ حَاضِرَ الْقِصَّةِ .
الْحَالُ الْخَامِسُ : أَنْ يُمْكِنَ نُزُولُهَا عُقَيْبَ السَّبَبَيْنِ أَوِ الْأَسْبَابِ الْمَذْكُورَةِ ، بِأَلَّا تَكُونَ مَعْلُومَةَ التَّبَاعُدِ ، كَمَا فِي الْآيَاتِ السَّابِقَةِ فَيُحْمَلُ عَلَى ذَلِكَ . وَمِثَالُهُ : مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ هِلَالَ ابْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَرِيكِ بْنِ سَمْحَاءَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : الْبَيِّنَةُ أَوْ حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الِلَّهِ ، إِذَا رَأَى أَحَدُنَا مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا ; يَنْطَلِقُ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ ! فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=6وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ . . . . حَتَّى بَلَغَ : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=9إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ [ النُّورِ : 6 - 9 ] .
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=31سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003624جَاءَ عُوَيْمِرٌ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ : اسْأَلْ رَسُولَ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا ، فَقَتَلَهُ ، أَيُقْتَلُ بِهِ ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ ؟ فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَابَ السَّائِلَ ، فَأَخْبَرَ عَاصِمٌ عُوَيْمِرًا ، فَقَالَ : وَالِلَّهِ لَآتِيَنَّ رَسُولَ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَأَسْأَلَنَّهُ ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ قُرْآنٌ . . . الْحَدِيثَ .
[ ص: 132 ] جَمَعَ بَيْنِهِمَا بِأَنَّ أَوَّلَ مَنْ وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ
هِلَالٌ ، وَصَادَفَ مَجِيءُ
عُوَيْمِرٍ أَيْضًا ، فَنَزَلَتْ فِي شَأْنِهِمَا مَعًا . وَإِلَى هَذَا جَنَحَ
النَّوَوِيُّ ، وَسَبَقَهُ
الْخَطِيبُ فَقَالَ : لَعَلَّهُمَا اتَّفَقَ لَهُمَا ذَلِكَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003625عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِي بَكْرٍ لَوْ رَأَيْتَ مَعَ أُمِّ رُومَانَ رَجُلًا مَا كُنْتَ فَاعِلًا بِهِ ؟ قَالَ : شَرًّا قَالَ : فَأَنْتَ يَا عُمْرُ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَقُولُ : لَعَنَ اللَّهُ الْأَعْجَزَ ، فَإِنَّهُ لِخَبِيثٌ . فَنَزَلَتْ .
قَالَ
ابْنُ حَجَرٍ : لَا مَانِعَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28862تَعَدُّدِ الْأَسْبَابِ .
الْحَالُ السَّادِسُ : أَنْ لَا يُمْكِنَ ذَلِكَ : فَيُحْمَلَ عَلَى تَعَدُّدِ النُّزُولِ وَتَكَرُّرِهِ . مِثَالُهُ : مَا أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ ، عَنِ
الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003626لَمَّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ ، دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ الِلَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، فَقَالَ : أَيْ عَمُّ ، قُلْ : لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ الِلَّهِ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ الِلَّهِ : يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ .
فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ : هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمَطْلَبِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ الْآيَةَ [ التَّوْبَةِ : 113 ] .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ – وَحَسَّنَهُ - عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ، فَقُلْتُ : تَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ! فَقَالَ : اسْتَغْفَرَ
إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتْ .
[ ص: 133 ] وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَغَيْرُهُ ،
عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا إِلَى الْمَقَابِرِ ، فَجَلَسَ إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا ، فَنَاجَاهُ طَوِيلًا ، ثُمَّ بَكَى فَقَالَ : إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِي جَلَسْتُ عِنْدَهُ قَبْرُ أُمِّي وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الدُّعَاءِ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، فَأُنْزِلَ عَلَيَّ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ فَجَمَعَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ بِتَعَدُّدِ النُّزُولِ .
وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ أَيْضًا : مَا أَخْرَجَهُ
الْبَيْهَقِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ حِينَ اسْتُشْهِدَ ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ : لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ مَكَانَكَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاقِفٌ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ [ النَّحْلِ : 126 ] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ
أُحُدٍ أُصِيبَ مِنَ
الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ، وَمِنَ
الْمُهَاجِرِينَ سِتَّةٌ ، مِنْهُمْ
حَمْزَةُ ، فَمَثَّلُوا بِهِمْ فَقَالَتِ
الْأَنْصَارُ : لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِثْلَ هَذَا لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ . فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ أَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ الْآيَةَ .
[ ص: 134 ] فَظَاهِرُهُ تَأْخِيرُ نُزُولِهَا إِلَى الْفَتْحِ ، وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ نُزُولُهَا
بِأُحُدٍ .
قَالَ
ابْنُ الْحَصَّارِ : وَيَجْمَعُ أَنَّهَا نَزَلَتْ أَوَّلًا
بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ مَعَ السُّورَةِ لِأَنَّهَا مَكِّيَّةٌ ، ثُمَّ ثَانِيًا
بِأُحُدٍ ، ثُمَّ ثَالِثًا يَوْمَ الْفَتْحِ تَذْكِيرًا مِنَ الِلَّهِ لِعِبَادِهِ . وَجَعَلَ
ابْنُ كَثِيرٍ مِنْ هَذَا الْقِسْمِ آيَةُ الرُّوحِ .
تَنْبِيهٌ : قَدْ يَكُونُ فِي إِحْدَى الْقِصَّتَيْنِ : ( فَتَلَا ) فَيَهِمُ الرَّاوِي ، فَيَقُولُ : ( فَنَزَلَ ) .
مِثَالُهُ : مَا أَخْرَجَهُ
التِّرْمِذِيُّ - وَصَحَّحَهُ - عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003629مَرَّ يَهُودِيٌّ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : كَيْفَ تَقُولُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، إِذَا وَضَعَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ عَلَى ذِهِ ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى ذِهِ ، وَالْمَاءَ عَلَى ذِهِ ، وَالْجِبَالَ عَلَى ذِهِ ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى ذِهِ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ الْآيَةَ [ الْأَنْعَامِ : 91 ] . وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ بِلَفْظِ : فَتَلَا رَسُولُ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . . . . وَهُوَ الصَّوَابُ ; فَإِنَّ الْآيَةَ مَكِّيَّةٌ .
وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ أَيْضًا : مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : سَمِعَ nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ الِلَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِمَقْدِمِ رَسُولِ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَاهُ فَقَالَ : إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَا نَبِيٌّ : مَا أَوَّلَ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ ؟ قَالَ : أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا قَالَ : جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قَالَ : ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ . فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ [ الْبَقَرَةِ : 97 ] .
قَالَ
ابْنُ حَجَرٍ فِي شَرْحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ : ظَاهِرُ السِّيَاقِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ الْآيَةَ رَدًّا عَلَى قَوْلِ
الْيَهُودِ ، وَلَا يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ نُزُولَهَا حِينَئِذٍ . قَالَ : وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ ، فَقَدْ صَحَّ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ قِصَّةٌ غَيْرُ قِصَّةٍ
ابْنِ سَلَامٍ .
تَنْبِيهٌ : عَكْسُ مَا تَقَدَّمَ : أَنْ يُذْكَرَ سَبَبٌ وَاحِدٌ فِي نُزُولِ الْآيَاتِ الْمُتَفَرِّقَةِ ، وَلَا إِشْكَالَ فِي
[ ص: 135 ] ذَلِكَ فَقَدْ يَنْزِلُ فِي الْوَقْعَةِ الْوَاحِدَةِ آيَاتٌ عَدِيدَةٌ فِي سُورٍ شَتَّى .
مِثَالُهُ : مَا أَخْرَجَهُ
التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ :
عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : يَا رَسُولَ الِلَّهِ ، لَا أَسْمَعُ الِلَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ بِشَيْءٍ ؟ ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ [ آلِ عِمْرَانَ : 195 ] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ عَنْهَا – أَيْضًا - قَالَتْ : قُلْتُ :
يَا رَسُولَ الِلَّهِ تَذْكُرُ الرِّجَالَ وَلَا تَذْكُرُ النِّسَاءَ ؟ ! فَأُنْزِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ [ الْأَحْزَابِ : 35 ] وَأُنْزِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى .
وَأَخْرَجَ – أَيْضًا - عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ :
تَغْزُو الرِّجَالُ وَلَا تَغْزُو النِّسَاءُ ، وَإِنَّمَا لَنَا نِصْفُ الْمِيرَاثِ ؟ ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ وَأَنْزَلَ : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ .
وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ أَيْضًا : مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ :
أَنَّ رَسُولَ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمْلَى عَلَيْهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=95لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=95وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [ النِّسَاءِ : 95 ] فَجَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=100ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَقَالَ : يَا رَسُولَ الِلَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ ، وَكَانَ أَعْمَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=95غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - أَيْضًا - قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ لِرَسُولِ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنِّي لِوَاضِعٌ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِي ، إِذَا أَمَرَ بِالْقِتَالِ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْظُرُ مَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ إِذْ جَاءَ أَعْمَى ، فَقَالَ : كَيْفَ لِي يَا رَسُولَ الِلَّهِ وَأَنَا أَعْمَى ؟ فَأُنْزِلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=91لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ [ التَّوْبَةِ : 91 ] .
وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ : مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ كَانَ رَسُولُ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسًا فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ ، فَقَالَ :
إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَانٌ يَنْظُرُ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ فَطَلَعَ رَجُلٌ أَزْرَقُ ، فَدَعَاهُ رَسُولُ الِلَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ ، فَجَاءَ أَصْحَابُهُ ، فَحَلَفُوا بِالِلَّهِ مَا قَالُوا ، حَتَّى تَجَاوَزَ عَنْهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=74يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا [ التَّوْبَةِ : 74 ] الْآيَةَ .
[ ص: 136 ] وَأَخْرَجَهُ
الْحَاكِمُ وَأَحْمَدُ بِهَذَا اللَّفْظِ ، وَآخِرُهُ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ الْآيَةَ [ الْمُجَادَلَةِ : 18 ] .
تَنْبِيهٌ : تَأَمَّلْ مَا ذَكَرْتُهُ لَكَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ، وَاشْدُدْ بِهِ يَدَيْكَ ، فَإِنِّي حَرَّرَتْهُ وَاسْتَخْرَجْتُهُ بِفِكْرِي مِنِ اسْتِقْرَاءِ صَنِيعِ الْأَئِمَّةِ وَمُتَفَرِّقَاتِ كَلَامِهِمْ ، وَلَمْ أُسْبَقْ إِلَيْهِ .