السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك فتاة أحببتها، وكانت نيّتي منذ البداية الحلال وهو الزواج، فتقدّمت إلى أهلها وطلبتُ يدها، فرحّبوا بي وأحبوني، كما أحببتهم بدوري، وهم أهل دينٍ وخُلُق، أمَّا أهلي فهم في بلد آخر، فأبلغتهم برغبتي في الزواج، وقلت لهم بأني اتفقتُ مع أهل الفتاة على جميع التفاصيل المتعلقة بالمهر والمُؤخَّر، وبقينا في انتظار قدومكم لإتمام الأمر.
سمح لي أهل الفتاة بالتعرّف إليها، وتعلّق كلٌّ منا بالآخر، وازداد حبّنا يومًا بعد يوم، على أساس أننا سنتزوج فور حضور أهلي، وتبادلنا الوعود ألَّا نفترق أبدًا.
وبعد أن جاء أهلي، أخبرتهم بأنني قد خطبت الفتاة واتفقت مع أهلها على المهر والمُؤخَّر، غير أنهم لم يرضَوا عن تصرّفي، إذ استاؤوا من كوني تقدّمت دون استشارتهم، ورأوا أن تحديد المهر من شأنهم هم، لا شأني، كما اعترضوا بشدة على مقدار المؤخّر الذي بلغ (60 ألف دولار)، وعدّوه مبلغًا كبيرًا جدًّا.
غضبوا عليّ، وقالوا إنهم سيتولّون التفاوض مع أهل الفتاة، ثم زارتهم والدتي، وغيّرت الاتفاق كله، ووضعت شروطًا جديدة على أهل الفتاة، قائلة لهم: "أنتم تشترون شيئًا ونحن نشتري شيئًا، والمؤخّر كثير فيُلغى، وكذلك المهر يُلغى، وعليكم القبول بما نقرّره، ولديكم يومان للردّ".
تأثّر أهل الفتاة كثيرًا من هذا الموقف، وحزنتُ أنا كذلك، إذ شعرت أن أهلي يرفضون تدخلي في أي قرار، ويريدون التحكم الكامل في حياتي.
وبعد نقاش طويل، اتفقنا على تقليل المؤخر إلى (20 ألف دولار) كما أرادوا، لكن بعد ساعة واحدة عادوا ورفضوا المبلغ الجديد أيضًا، وقالوا: "هذا كثير، وأنت لا يحقّ لك أن تتحدث، نحن نقرّر عنك، وإذا ذهبنا للتفاوض فعليك أن تصمت تمامًا وتُنزل رأسك".
كنت خائفًا أن يُسيءَ أهل الفتاة الظنّ من تصرّفات أهلي، خاصة أن الخلافات أصبحت تتكرّر، فكلما توصّلنا إلى حلّ عادوا وغيروا الاتفاق من جديد، بل بدأوا يتحجّجون بأسباب مختلفة، كأنهم لا يريدون هذا الزواج أصلًا، حتى إنهم قالوا إن شكل الفتاة لا يعجبهم، مع أنهم لم يروها قط، ولا يعرفون أهلها معرفة حقيقية.
وفي النهاية لم يتم الزواج، وتعرّضتُ أنا والفتاة لألم نفسي شديد، ومرضتُ من الحزن، إذ انهار كل شيء بسبب رفض أهلي.
عاد أهلي إلى بلدهم، وبقيتُ أنا متمسكًا برغبتي في الزواج منها، وأخبرت أهلها أنني أريد فقط إصلاح الأمور مع والديّ ثم أعود لخطبتها رسميًا من جديد.
حاولت مرارًا إقناع والديّ، لكنهما ما زالا رافضين، وقالا لي صراحة: "مستحيل أن نعود إلى ذلك البيت، وهذه الفتاة محرّمة عليك، وإن تزوجتها فلن تعرفنا بعد اليوم، وسنغضب عليك".
فهل يجوز هذا الغضب من والديّ؟
وهل يجوز لي أن أتزوجها دون رضاهما؟
وما الذي يقوله القرآن والسنة في مثل هذا الحال؟
أهل الفتاة لا يستطيعون الانتظار طويلًا، فماذا أفعل؟ وما الحلّ؟