السؤال
السلام عليكم.
أمر بحالة تمرد لم أمر بها من قبل، خصوصًا وأني بلا دخل، ولا شهادة أتقدم بها لأي وظيفة، والوضع الاقتصادي صعب جدًا؛ فلو عملت في وظيفتين فإن المرتب لن يكفي الأولاد، ولا نفسي، ووضعي الصحي متأثر جدًا بالحالة التي أنا فيها.
أخاف على نفسي من غضب الله، ومن عقابه، ولكن عندي حالة رهيبة من التكاسل عن الصلاة، والتمرد على أي مسؤوليات، حتى العبادات، وحتى مجموعة حفظ القرآن خرجت منها تمردًا على معلمة الحفظ والمراجعة، والتثبيت والمتابعة.
حتى ولديّ دخلت في حالة تمرد على مسؤولياتهما، ولا أقوم بها إلا في أضيق الحدود، حتى أهلي لا أبرهم، وداخلة في حالة اكتئاب شديدة، وليس معي قدرة مادية لكي أذهب لطبيب نفسي.
أنا منتقبة، وتزوجت مرتين، في المرة الأولى أنجبت ولدين، وانفصلت عن والدهما بعد معاناة، وبقي الولدان معي، ولا يوجد أحن منهما علي، وأنا متعلقة بهما جدًا، لكن مسؤوليتهما صعبة جدًا جدًا، أحيانًا أبكي طوال الليل وحدي من شدة ما أمر به من عجز ووحدة في رحلة تربيتهما.
وأحيانًا أكون في مواقف صعبة لأنهما في سن المراهقة، ويمران بأشياء أعجز عن التصرف فيها، سواءً في المدرسة، أو في الشارع، ووالدهما حرفيًا رمى حملهما علي، ولا يسأل عنهما نهائيًا، ولا يتدخل في أي مشكلة تخصهما، ولا يتصل بهما، كأنهما يتيمان حرفيًا، كما أنه لا أحد من أهلي يسأل عني، فأنا وحيدة، تائهة في الحياة.
تزوجت مؤخرًا مرةً أخرى من رجل مقتدر، قال لي: ربي أولادك، وأنا سأساعدك في مصاريفهما، وكنت أنا الزوجةً الثانية، وهو من محافظة أخرى غير المحافظة التي أسكن فيها.
بعد أول شهرين من الزواج تفاجأت بشخص آخر، رغم أني والله لم أقصر معه، وقد أعطاني الله جمالاً، وجاذبيةً، وتواضعًا، وصفات كثيرة يتمناها أي رجل، ولكن بحكم المسافة البعيدة، وارتباطه بولديّ، حصل منه ظلم وبعد وهجر غير مبرر، وتزوج بأخرى، وزاد الظلم، والهجر، والبعد، وهو حاليًا ينوي أن يطلقني!
نفسي عزيزة، وأعرف قيمتها، ولم أعترض على قراره، لكني بدأت أعترض على الدنيا كلها، بما فيها العبادات، وأشعر بالضياع والتيه، والرغبة في الموت؛ فقد يخفف ذلك من وجعي، كما أشعر بالخذلان من زوجي، ومن الدنيا كلها، وأخاف على نفسي من غضب ربي، لكني أشعر بأني مكبلة؛ فقد يصل بي الحال أني أتوضأ، وأتهيأ للصلاة، وأستقبل القبلة، ولا أصلي، بداخلي عجز عن كل شيء، لا أعرف كيف أعالجه.
كتبت لكم وأنا ضائعة، فبماذا تنصحوني؟ وكيف أبدأ؟
دعواتكم لي.