فصل
قال
الرافضي [1] : " الحادي عشر : ما رواه الجمهور من وجوب
[2] محبته وموالاته : روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في مسنده
nindex.php?page=hadith&LINKID=666036أن رسول الله صلى الله عليه وسلم * nindex.php?page=treesubj&link=31350_31354_31323_31295أخذ بيد nindex.php?page=showalam&ids=35حسن nindex.php?page=showalam&ids=17وحسين ، فقال من أحبني وأحب [3] هذين وأباهما وأمهما فهو معي [4] في درجتي يوم القيامة [5] " .
[ ص: 398 ] وروى
ابن خالويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * [6] : من أحب أن يتمسك بقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده [7] ، ثم قال لها : كوني فكانت ، فليتول nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب من بعدي . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي : nindex.php?page=treesubj&link=31309حبك إيمان ، وبغضك نفاق ، وأول من يدخل الجنة محبك ، وأول من يدخل النار مبغضك ، وقد جعلك الله أهلا لذلك ، فأنت مني ، وأنا منك ، ولا نبي بعدي . وعن
شقيق بن سلمة عن
عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908077رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وهو يقول : هذا وليي وأنا وليه ، عاديت من عادى ، وسالمت من سالم . وروى
أخطب خوارزم عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جاءني جبريل من [ ص: 399 ] عند الله [8] بورقة خضراء مكتوب فيها ببياض : إني قد [9] افترضت محبة nindex.php?page=showalam&ids=8علي [10] على خلقي فبلغهم ذلك عني . والأحاديث
[11] في ذلك لا تحصى كثرة من طرق المخالفين ، وهي تدل على أفضليته
[12] ، واستحقاقه للإمامة " .
والجواب من وجوه : أحدها : المطالبة بتصحيح النقل ، وهيهات له بذلك
[13] ، وأما قوله : " رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد " فيقال : أولا :
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد له المسند المشهور ، وله كتاب مشهور في " فضائل الصحابة " روى فيه أحاديث لا يرويها في المسند لما فيها من الضعف ; لكونها لا تصلح أن تروى في المسند ; لكونها مراسيل أو ضعافا
[14] ، بغير الإرسال ، ثم إن هذا الكتاب زاد فيه ابنه
عبد الله زيادات ، ثم إن
nindex.php?page=showalam&ids=15018القطيعي [15] - الذي رواه عن ابنه
عبد الله - زاد عن شيوخه زيادات ، وفيها أحاديث موضوعة باتفاق أهل المعرفة .
وهذا
الرافضي وأمثاله من شيوخ
الرافضة جهال ، فهم ينقلون من هذا المصنف فيظنون أن كل ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15018القطيعي ، أو
عبد الله قد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد نفسه
[16] ، ولا يميزون بين شيوخ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وشيوخ
nindex.php?page=showalam&ids=15018القطيعي ، ثم يظنون أن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد [ ص: 400 ] إذا رواه فقد رواه في المسند فقد رأيتهم في كتبهم يعزون إلى مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أحاديث ما سمعها
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد [17] قط ، كما فعل
ابن البطريق ، وصاحب " الطرائف " منهم ، وغيرهما بسبب هذا الجهل منهم ، وهذا غير ما يفترونه من الكذب ، فإن الكذب كثير منهم .
وبتقدير أن يكون
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد روى الحديث فمجرد ( رواية )
[18] nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد لا توجب أن يكون صحيحا يجب العمل به ، بل الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد روى
[19] أحاديث كثيرة ليعرف ويبين للناس ضعفها ، وهذا في كلامه وأجوبته أظهر وأكبر من أن يحتاج إلى بسط ، لا سيما في مثل هذا الأصل العظيم .
مع أن هذا الحديث الأول من زيادات
nindex.php?page=showalam&ids=15018القطيعي [20] " ، رواه عن
نصر بن علي الجهضمي [21] ، عن
علي بن جعفر ، عن أخيه
موسى بن جعفر [22] ، والحديث الثاني ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في " الموضوعات " ، وبين أنه موضوع
[23] ، وأما رواية
ابن خالويه فلا تدل على أن هذا الحديث صحيح
[ ص: 401 ] باتفاق أهل العلم ، وكذلك رواية
خطيب [24] خوارزم ، فإن في روايته من الأكاذيب المختلفة ما هو من أقبح الموضوعات باتفاق أهل العلم .
الوجه الثاني : أن هذه الأحاديث التي رواها
ابن خالويه كذب موضوعة
[25] عند أهل الحديث وأهل المعرفة ، يعلمون علما ضروريا يجزمون به أن هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه ليست في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها علماء الحديث لا الصحاح ، ولا المساند
[26] ، ولا السنن ، ولا المعجمات ، ولا نحو ذلك من الكتب .
الثالث : أن من تدبر ألفاظها تبين له أنها مفتراة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله :
من أحب أن يتمسك بقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده ، ثم قال لها كوني فكانت . فهذه من خرافات الحديث ، وكأنهم لما سمعوا أن الله خلق
آدم بيده من تراب ، ثم قال له : كن ، فكان
[27] ، قاسوا هذه الياقوتة على خلق
آدم ،
وآدم خلق من تراب ، ثم قال له : كن فكان فصار حيا بنفخ الروح فيه فأما هذا القصب
[28] فبنفس خلقه كمل ، ثم لم يكن له بعد هذا حال يقال له فيها : كن ، ولم يقل أحد من أهل العلم إن الله خلق بيده ياقوتة ، بل قد روي في عدة آثار : أن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء :
آدم ، والقلم ، وجنة عدن ،
[ ص: 402 ] ثم قال لسائر خلقه كن فكان فلم يذكر فيها هذه الياقوتة .
ثم أي عظيم في إمساك هذه الياقوتة حتى يجعل على هذا وعدا عظيما .
وكذلك قوله :
أول من يدخل النار مبغضك ، فهل يقول
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : إن
الخوارج يدخلون النار قبل
أبي جهل بن هشام ،
وفرعون ،
وأبي لهب ، وأمثالهم من المشركين ؟ !
وكذلك قوله :
أول من يدخل الجنة محبك ، فهل يقول عاقل : إن الأنبياء ، والمرسلين سبب دخولهم ( الجنة )
[29] أولا هو حب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي دون حب الله ورسوله ، وسائر الأنبياء ورسله ، وحب الله ورسله ليس هو السبب في ذلك ، وهل تعلق السعادة والشقاوة بمجرد حب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي دون حب الله ورسوله إلا كتعلقها بحب
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية رضي الله عنهم ؟ فلو قال قائل : من أحب
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية دخل الجنة ، ومن أبغضهما دخل النار - كان هذا من جنس قول
الشيعة .
فَصْلٌ
قَالَ
الرَّافِضِيُّ [1] : " الْحَادِي عَشَرَ : مَا رَوَاهُ الْجُمْهُورُ مِنْ وُجُوبِ
[2] مَحَبَّتِهِ وَمُوَالَاتِهِ : رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=666036أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ * nindex.php?page=treesubj&link=31350_31354_31323_31295أَخَذَ بِيَدِ nindex.php?page=showalam&ids=35حَسَنٍ nindex.php?page=showalam&ids=17وَحُسَيْنٍ ، فَقَالَ مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ [3] هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأَمَّهُمَا فَهُوَ مَعِي [4] فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ [5] " .
[ ص: 398 ] وَرَوَى
ابْنُ خَالَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ * [6] : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِقَصَبَةِ الْيَاقُوتِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ [7] ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : كُونِي فَكَانَتْ ، فَلْيَتَوَلَّ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مِنْ بَعْدِي . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ : nindex.php?page=treesubj&link=31309حُبُّكَ إِيمَانٌ ، وَبُغْضُكَ نِفَاقٌ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُحِبُّكَ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ مُبْغِضُكَ ، وَقَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَهْلًا لِذَلِكَ ، فَأَنْتَ مِنِّي ، وَأَنَا مِنْكَ ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي . وَعَنْ
شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908077رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، وَهُوَ يَقُولُ : هَذَا وَلِيِّي وَأَنَا وَلِيُّهُ ، عَادَيْتُ مَنْ عَادَى ، وَسَالَمْتُ مَنْ سَالَمَ . وَرَوَى
أَخْطَبُ خَوَارَزْمَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جَاءَنِي جِبْرِيلُ مِنْ [ ص: 399 ] عِنْدَ اللَّهِ [8] بِوَرَقَةٍ خَضْرَاءَ مَكْتُوبٍ فِيهَا بِبَيَاضٍ : إِنِّي قَدِ [9] افْتَرَضْتُ مَحَبَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ [10] عَلَى خَلْقِي فَبَلِّغْهُمْ ذَلِكَ عَنِّي . وَالْأَحَادِيثُ
[11] فِي ذَلِكَ لَا تُحْصَى كَثْرَةً مِنْ طُرُقِ الْمُخَالِفِينَ ، وَهِيَ تَدُلُّ عَلَى أَفْضَلِيَّتِهِ
[12] ، وَاسْتِحْقَاقِهِ لِلْإِمَامَةِ " .
وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ : أَحَدُهَا : الْمُطَالَبَةُ بِتَصْحِيحِ النَّقْلِ ، وَهَيْهَاتَ لَهُ بِذَلِكَ
[13] ، وَأَمَّا قَوْلُهُ : " رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ " فَيُقَالُ : أَوَّلًا :
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ لَهُ الْمُسْنَدُ الْمَشْهُورُ ، وَلَهُ كِتَابٌ مَشْهُورٌ فِي " فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ " رَوَى فِيهِ أَحَادِيثَ لَا يَرْوِيهَا فِي الْمُسْنَدِ لِمَا فِيهَا مِنَ الضَّعْفِ ; لِكَوْنِهَا لَا تَصْلُحُ أَنْ تُرْوَى فِي الْمُسْنَدِ ; لِكَوْنِهَا مَرَاسِيلَ أَوْ ضِعَافًا
[14] ، بِغَيْرِ الْإِرْسَالِ ، ثُمَّ إِنَّ هَذَا الْكِتَابَ زَادَ فِيهِ ابْنُهُ
عَبْدُ اللَّهِ زِيَادَاتٍ ، ثُمَّ إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=15018الْقَطِيعِيَّ [15] - الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِهِ
عَبْدِ اللَّهِ - زَادَ عَنْ شُيُوخِهِ زِيَادَاتٍ ، وَفِيهَا أَحَادِيثُ مَوْضُوعَةٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ .
وَهَذَا
الرَّافِضِيُّ وَأَمْثَالُهُ مِنْ شُيُوخِ
الرَّافِضَةِ جُهَّالٌ ، فَهُمْ يَنْقُلُونَ مِنْ هَذَا الْمُصَنَّفِ فَيَظُنُّونَ أَنَّ كُلَّ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15018الْقَطِيعِيُّ ، أَوْ
عَبْدُ اللَّهِ قَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ نَفْسُهُ
[16] ، وَلَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ شُيُوخِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ ، وَشُيُوخِ
nindex.php?page=showalam&ids=15018الْقَطِيعِيِّ ، ثُمَّ يَظُنُّونَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ [ ص: 400 ] إِذَا رَوَاهُ فَقَدْ رَوَاهُ فِي الْمُسْنَدِ فَقَدْ رَأَيْتُهُمْ فِي كُتُبِهِمْ يَعْزُونَ إِلَى مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ أَحَادِيثَ مَا سَمِعَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ [17] قَطُّ ، كَمَا فَعَلَ
ابْنُ الْبِطْرِيقِ ، وَصَاحِبُ " الطَّرَائِفِ " مِنْهُمْ ، وَغَيْرُهُمَا بِسَبَبِ هَذَا الْجَهْلِ مِنْهُمْ ، وَهَذَا غَيْرُ مَا يَفْتَرُونَهُ مِنَ الْكَذِبِ ، فَإِنَّ الْكَذِبَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ .
وَبِتَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ رَوَى الْحَدِيثَ فَمُجَرَّدُ ( رِوَايَةِ )
[18] nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ لَا تُوجِبُ أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ ، بَلِ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ رَوَى
[19] أَحَادِيثَ كَثِيرَةً لِيُعَرِّفَ وَيُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ضَعْفَهَا ، وَهَذَا فِي كَلَامِهِ وَأَجْوِبَتِهِ أَظْهَرُ وَأَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَحْتَاجَ إِلَى بَسْطٍ ، لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ هَذَا الْأَصْلِ الْعَظِيمِ .
مَعَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ مِنْ زِيَادَاتِ
nindex.php?page=showalam&ids=15018الْقَطِيعِيِّ [20] " ، رَوَاهُ عَنْ
نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ [21] ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَخِيهِ
مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ [22] ، وَالْحَدِيثُ الثَّانِي ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " الْمَوْضُوعَاتِ " ، وَبَيَّنَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ
[23] ، وَأَمَّا رِوَايَةُ
ابْنِ خَالَوَيْهِ فَلَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ صَحِيحٌ
[ ص: 401 ] بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ
خَطِيبِ [24] خَوَارَزْمَ ، فَإِنَّ فِي رِوَايَتِهِ مِنَ الْأَكَاذِيبِ الْمُخْتَلِفَةِ مَا هُوَ مِنْ أَقْبَحِ الْمَوْضُوعَاتِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ .
الْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الَّتِي رَوَاهَا
ابْنُ خَالَوَيْهِ كَذِبٌ مَوْضُوعَةٌ
[25] عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِ الْمَعْرِفَةِ ، يَعْلَمُونَ عِلْمًا ضَرُورِيًّا يَجْزِمُونَ بِهِ أَنَّ هَذَا كَذِبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَذِهِ لَيْسَتْ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الَّتِي يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا عُلَمَاءُ الْحَدِيثِ لَا الصِّحَاحِ ، وَلَا الْمَسَانِدِ
[26] ، وَلَا السُّنَنِ ، وَلَا الْمُعْجَمَاتِ ، وَلَا نَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْكُتُبِ .
الثَّالِثُ : أَنَّ مَنْ تَدَبَّرَ أَلْفَاظَهَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهَا مُفْتَرَاةٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِثْلَ قَوْلِهِ :
مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِقَصَبَةِ الْيَاقُوتِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا كُونِي فَكَانَتْ . فَهَذِهِ مِنْ خُرَافَاتِ الْحَدِيثِ ، وَكَأَنَّهُمْ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ
آدَمَ بِيَدِهِ مِنْ تُرَابٍ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : كُنْ ، فَكَانَ
[27] ، قَاسُوا هَذِهِ الْيَاقُوتَةَ عَلَى خَلْقِ
آدَمَ ،
وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : كُنْ فَكَانَ فَصَارَ حَيًّا بِنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ فَأَمَّا هَذَا الْقَصَبُ
[28] فَبِنَفْسِ خُلُقِهِ كَمُلَ ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدَ هَذَا حَالٌ يُقَالُ لَهُ فِيهَا : كُنْ ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ بِيَدِهِ يَاقُوتَةً ، بَلْ قَدْ رُوِيَ فِي عِدَّةِ آثَارٍ : أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ بِيَدِهِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ :
آدَمَ ، وَالْقَلَمَ ، وَجَنَّةَ عَدْنٍ ،
[ ص: 402 ] ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ خَلْقِهِ كُنْ فَكَانَ فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهَا هَذِهِ الْيَاقُوتَةَ .
ثُمَّ أَيُّ عَظِيمٍ فِي إِمْسَاكِ هَذِهِ الْيَاقُوتَةِ حَتَّى يَجْعَلَ عَلَى هَذَا وَعْدًا عَظِيمًا .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ مُبْغِضُكَ ، فَهَلْ يَقُولُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ : إِنَّ
الْخَوَارِجَ يَدْخُلُونَ النَّارَ قَبْلَ
أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ،
وَفِرْعَوْنَ ،
وَأَبِي لَهَبٍ ، وَأَمْثَالِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ؟ !
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُحِبُّكَ ، فَهَلْ يَقُولُ عَاقِلٌ : إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ ، وَالْمُرْسَلِينَ سَبَبُ دُخُولِهِمْ ( الْجَنَّةِ )
[29] أَوَّلًا هُوَ حُبُّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ دُونَ حُبِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَسَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ وَرُسِلِهِ ، وَحُبُّ اللَّهِ وَرُسِلِهِ لَيْسَ هُوَ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ ، وَهَلْ تُعَلَّقُ السَّعَادَةُ وَالشَّقَاوَةُ بِمُجَرَّدِ حُبِّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ دُونَ حُبِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَّا كَتَعَلُّقِهَا بِحُبِّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=33وَمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ؟ فَلَوْ قَالَ قَائِلٌ : مَنْ أَحَبَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ nindex.php?page=showalam&ids=33وَمُعَاوِيَةَ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا دَخَلَ النَّارَ - كَانَ هَذَا مِنْ جِنْسِ قَوْلِ
الشِّيعَةِ .